logo

logo

logo

logo

logo

نذير أحمد

نذير احمد

Nazir Ahmad - Nazir Ahmad

نذير أحمد

(1836 ـ 1912)

 

نذير أحمد Nazir Ahmad روائي هندي كتب باللغة الأُردية Urdu [ر. باكستان]، يعدّ رائد الرواية الواقعية الحديثة في أدب تلك اللغة. لا يُعرف كثير من تفاصيل نشأته، سوى أنه كان ينتمي إلى حركة الإصلاح والتجديد الإسلامية، وأنه كان نائباً في البرلمان، يتقن اللغة الإنكليزية، وأنه كان من أنصار تحرير المرأة وإشراكها في الحياة العامة بهدف تحقيق النهضة الاجتماعية، ولاسيما في الأوساط الإسلامية.

انطلاقاً من هذه التوجهات والمواقف الفكرية التي سادت المجتمع الإسلامي في الهند، بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كتب نذير أحمد عدداً من الروايات ذات الطابع التربوي النهضوي، مثل «مرآة العروس» Mirat-ul-Arusت(1869)، و«بنات الناس» Banãt-un-Nãsت(1873)، و«توبةٌ نصوح» Taubat-un-Nasuhت(1877) و«فاسدٌ ومُبتلى» Fased-e-Mubtalaت(1885)، و«ابن الوقت» Ibn-ul-Waqt ت(1888) و«أيام» Ayam ت(1891) وغيرها. ويرى الكاتب أن التعليم الحديث الذي يجمع بين فروع العلوم الحديثة في إطار منهاج تربوي متكامل هو الأقدر على تزويد المرأة بالمعرفة الضرورية، لشق طريقها في الحياة بعقلانية راشدة، تسهم في بناء المجتمع بأركانه كافة؛ فاستخدم الفن الروائي لتسريب هذه الأفكار، بنسج حكايات مُشوِّقة في أجواء واقعية تستقي مكوناتها من الحياة الاجتماعية المعاصرة.

يسرد الكاتب في روايته »مرآة العروس« حكاية أختين من عائلة أرستقراطية، كبراهما مدللة، وغير أهل لتحمل أعباء الحياة الزوجية والاجتماعية، فيتحول دلال طفولتها ويفاعتها إلى تعاسة في شبابها عند اضطرارها إلى مواجهة الواقع، في حين تتمكن الصغرى بفطرتها السليمة وتفوقها الدراسي من تجاوز محنة أختها وبناء حياة زوجية سعيدة ومنفتحة ومنتجة؛ إذ تبدأ بإعطاء دروس خصوصية في منزلها، ثم تُنشئ لاحقاً مدرسة خاصة للفتيات، تجمع في منهاجها التربوي بين المواد الدراسية العلمية والدروس التطبيقية الضرورية في الحياة اليومية.

وتعدّ رواية «بنات الناس» بمنزلة الجزء الثاني لـ«مرآة العروس» إذ يعرض فيها الكاتب مفاهيمه وتصوراته التربوية عن طريق ما يجري في مدرسة الأخت الصغرى، من حوارات بين المعلمة والتلميذات حول المواد العلمية، كالفلك والجغرافيا والفيزياء والفلسفة وغيرها. ولكأن الكاتب يطبِّق هنا أفكار جان جاك روسو [ر] في روايته «إميل» Émile، ليس مباشرة، وإنما بتأثير الكاتب الإنكليزي توماس داي Thomas Day ت(1748ـ1789) في روايته التربوية «تاريخ سانفورد ومِرتون» History of Sanford and Merton.

يروي أحد نقاد أدب نذير أحمد أن الكاتب ـ في حقيقة الأمرـ كتب روايتيه المذكورتين آنفاً بغرض توجيه ابنته الوحيدة؛ إلا أن أحد قُدامى موظفي الامبراطورية البريطانية في الهند، والذي تربطه بالكاتب نذير أحمد علاقة صداقة وعمل اطلع على المخطوط ونصحه بنشره، وبمتابعة التأليف في هذا الاتجاه التربوي. وعند صدور الرواية بجزأيها لاقت قبولاً واسعاً في أوساط الناطقين بالأُردية، كما قرّظها النقد الأدبي بالإنكليزية والأردية. واللافت في الأمر هو أن الحكومة قد اشترت معظم نسخ الطبعة الأولى لأهداف تربوية، وقدمت دعماً مالياً تشجيعياً لترجمة الرواية إلى لغات الهند الأخرى، ولاسيما أنها تُعدّ البداية الحقيقية للكتابة الروائية الأُردية، مقارنةً بتقاليد السرد الكلاسيكية «داسْتان» (الراوي الشعبي= الحكواتي) Dãstãn التي تحمل كثيراً من سمات الحكاية الخرافية والعجائبية والبطولية البعيدة عن مشكلات الواقع المعيش.

نبيل الحفار

الموضوعات ذات الصلة: 

 

الحكاية ـ الرواية ـ الهند (الأدب).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- S.K.CHATTERJI, Languages and Literatures of Modern India, (Calcutta 1963).

- V.K.GOKAK (Ed.), Literatures in Modern Indian Languages, (Delhi 1954).

- W. RUBEN, Indische Romane, 3 Bde., (Berlin 1964- 1967).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 560
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58492770
اليوم : 65284

ابن حبيب (محمد-)

ابن حبيب (محمد -) (… - 245هـ/ … -860م)     أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية ابن عمرو الهاشمي بالولاء. من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب الثقات، وحبيب اسم أمه، ولذلك يمنع من الصرف. ولا يعرف أبوه. وكانت أمه مولاة لمحمد بن العباس من بني هاشم، فنسب ابنها إليهم أيضاً. وهو لغوي كوفي المذهب من أصحاب الفرّاء، كما ذكر الزبيدي في طبقاته (ولم يكن بصرياً خلافاً لما ذكر بروكلمان في تاريخ الأدب)، ثم صار من علماء بغداد.
المزيد »