logo

logo

logo

logo

logo

المملكة المتحدة (الفن في-)

مملكه متحده (فن في)

United Kingdom - Royaume-Uni

المملكة المتحدة (الفن في ـ)

 

 تأخر انتشار الفن المسيحي في المملكة المتحدة، وكان قد ابتدأ أولاً في إيرلندا حين ظهرت الأديرة بداية لفن العمارة المسيحي منذ القرن الخامس الميلادي، وكان فن التصوير والنحت استمراراً لفن السلتيين Celtes، ويعد التصوير في فن الكتاب وما يتضمنه من رسوم زخرفية بداية لفن التصوير المسيحي. ثم ظهر الفن متطوراً في المنطقة الإنكليزية الساكسونية ولكنه بدا متأثراً بالفن الروماني مبتعداً عن المؤثرات الفنية السلتية، ولم تلبث فنون المرقنات التي تزين المخطوطات أن تأثرت بالفن البيزنطي والكلاسي والإيرلندي الذي انتشر في جميع أنحاء شمالي أوربا.

 وما إن ترسخت العمارة المسيحية في الشمال حتى تأثرت بالفن الرومي أو الرومانسك الذي ظهر أولاً في أواسط أوربا الوسطى، وبدا هذا التأثير في بناء كاتدرائية «دورهام» Durham. ثم انتشر الأسلوب القوطي البدائي في عمارة كاتدرائية سالسبوري Salisbury، ثم ظهر الطراز المزخرف في عمارة كاتدرائية ليشفيلد.

وتطور فن النحت بالاتجاه نفسه الذي سار فيه فن العمارة، إذ كان النحت ملتصقاً بالعمارة التي زُيِّنت بالتماثيل الحجرية في الواجهات الخارجية، وبالتماثيل الخشبية في هيكل الكنيسة من الداخل. كما بدا النحت الحجري في تصاميم المدافن. وظهرت الكنائس حافلة بزخارف جدارية من الفريسك بداية لفن التصوير الديني، يرافقها نوع من التصوير الزجاجي المعشق الذي يغطي النوافذ. وظهر فن التصوير متطوراً في تزيين المخطوطات بالرسوم الزخرفية أو الإيضاحية، وكان تأثير الأسلوب الفرنسي واضحاً في البداية.

ومع بداية النهضة الفنية في إيطاليا ظهرت في عهد هنري السابع عمارة تحمل اسم طراز تودور Style Tudor، المتأثر بالعمارة الفرنسية. وفي عهد الملكة إليزابيث الأولى Elizabeth ظهرت عمارة متأثرة بالأسلوب الألماني والفلمنكي. ولم تقتصر المنشآت على عمارة الكنائس بل امتدت إلى بناء قصور البلدية.

وكان التأثير الإيطالي في فن النحت واضحاً، أما التصوير فقد خضع لمؤثرات خارجية متعددة، كما كان للتصوير الألماني تأثيره أيضاً، وقد مارس مصورو الوجوه نشاطهم في تصوير المخطوطات. ومن أشهر المصورين هيليارد [ر] N.Hilliard (1619- 1547) متأثراً بهولباين Holbein. وبدا فن التصوير متطوراً في رسوم الزجاج المعشق وفي صناعة البسط Tapisserie.

منظر جوي لكاتدرائية دورهام

بعد موت الملكة إليزابيث الأولى في العام 1603 تمت تحولات مهمة. حتى إذا جاء كرومويل Cromwell وأعلن الجمهورية أثار الانتباه إلى ضرورة الإصلاح. وفي العام 1688 حققت الثورة سلطة البرلمان وفاعلية الصحافة، وإنشاء بنك إنكلترا.

وظهر في مجال الثقافة الفلاسفة بيكون F.Bacon ولوك M.Locke وبورسيل Purcell وحققوا تقدماً.

وفي فن العمارة ظهر المعمار جونز I.Jones ت(1573-1652) الذي تأثر بالمعمار الإيطالي بلّاديو[ر] Palladio ومن أعماله ساحة قصر الصالة البيضاء White Hall، وسمرست هاوس Somerset House.

وإلى جانب هذا الاتجاه ظهر أسلوب معماري قوطي متأخر على يد ستانسون هارولد S.Harold ت(1635) في كثير من المباني العامة.

وبعد حريق لندن الكبير في العام 1666 الذي أتى على كثير من الكاتدرائيات، ظهرت نهضة معمارية على يد المعمار فانبرو[ر] J.Vanbrugh  ت(1664- 1726) والمعمار رين Ch.Wren ت(1632- 1723). ومن أبرز المنشآت المعمارية كاتدرائية سان بول التي استوحت من العمارة الإيطالية، ولاسيما من عمارة سان بيير في روما. كما استمدت العمارة في كامبردج وفي أكسفورد من العمارة الإيطالية. ولكن في القرن الثامن عشر استعادت العمارة المؤثرات الرومانية والأسلوب البالادي Palladianisme.

وفي فن النحت ظهرت المنحوتات الرخامية واضحة في ضريح الملكة إليزابيث الأولى. ثم ظهر تأثير إيرلندي في النحت في أعمال دون Donne في كنيسة القديس بول، وفي تماثيله الشخصية ولاسيما تمثال الملك شارل الأول فارساً على حصانه.

كان غابرييل سيبر G.C.Cibber ت(1630 -1700) أول من أنشأ مصنعاً للتماثيل الحدائقية، وإلى جانبه كان غيبنز G.Gibbons ت(1648- 1720) وقد بلغ شهرة واسعة بأعماله النحتية. أما بيد F.Bied فقد أسهم في تعزيز النحت المأتمي ولاسيما في كنيسة ويستمنستر.

وصار تأثير النحت الفرنسي واضحاً في أعمال النحاتين الإنكليز. وثمة عودة إلى المؤثرات الكلاسية القديمة في نهاية القرن الثامن عشر إذ تأثر النحت في إنكلترا بالنحات الإيطالي كانوفا[ر] ومن تلاميذه فلاكسمان J.Flaxman ت(1755- 1826) وهو نحات ينتمي إلى الكلاسية المحدثة[ر] ومن أعماله صرح نلسون في ويستمنستر. ومن النحاتين المشهورين غيبسون J.Gibson ت(1790- 1866) وويسماكوت R.Wismacott، ت(1775- 1856) وويات Wyatt وقد أقام عمود نلسون في ساحة الطرف الأغر في لندن.

وفي مجال التصوير كان التأثير الخارجي قوياً بفضل المصورين الذين جاؤوا إلى المملكة من الأطراف أو من شمالي أوربا، من أمثال فان دايك[ر] Van Dyck وروبنز[ر] Rubens وفان دي فيلد[ر] Van de Velde، ومن الإيطاليين أورازيو Orazio وفيريو Verrio، ومن الفرنسيين لارجيليير Largillière، ومن الألمان بيتر فان فيس P.van Faes الذي حمل اسم السير بيتر ليلي Lely ت(1618- 1680) والذي ترك كثيراً من اللوحات الشخصية. وكان من المصورين الإنكليز دوبسون W.Dobson ت(1610- 1646) الذي تأثر بفان دايك، وكوبِّر S.Copper ت(1609- 1672)، مع عدد من المصورين الذين تأثروا بالمصورين الأجانب.

وثمة نهضة فنية تحمل ملامح محلية، ابتدأها هوغارت W.Hogarth ت(1697- 1764) بأعماله التصويرية الشخصية، كما يمتاز بأعماله الطبيعية وفيها عبر عن البيئة الإنكليزية بشفافية وصدق، مع رفض النقل والنسخ. وكان قد درس التصوير في مرسم تورنهل Thornhill وتزوج ابنته، ومن أشهر لوحاته الشخصية «بائعة القريدس» وهي مثال على ميله إلى تصوير وجوه الناس البسطاء. ومن أعماله أيضاً مجموعة من اللوحات المتسلسلة لتشكل مقاطع من قصة ذات معنى نقدي، ومثالها مجموعة «الزواج على الموضة»، وتهافت المقتنون على أعماله، وكان متواضعاً مهملاً.

أما المصور الأكثر ارتباطاً بالطريقة الكلاسية فكان رينولدز J.Reynolds ت(1723- 1792) مؤسس الأكاديمية الملكية في عام 1768، وكان قد درس الفن في روما وفي فلورنسا والبندقية. وإلى جانب كونه مصوراً، كان كاتباً قدم مؤلفاً بعنوان «محاضرات في التصوير» مرتكزاً فيه على مدرسة روبنز [ر] ورمبرانت [ر] Rembrandt وتيسيانو Tiziano. ومن أشهر لوحاته الوجهية لوحة «الطفل».

ومن فناني الطبيعة المشهورين ويلسون Wilson ت(1714- 1782) وقد درس في لندن وروما، ولم يحالفه الحظ على الرغم من شهرته في رسم الطبيعة.

وبعد رينولدز جاء مورلاند G.Morland  ت(1763- 1804) ورولندسون Rowlandson ت(1756- 1827).

لوحة«عاصفة ثلجية» للفنان المصور تورنر

ويبدو على رأس قائمة المصورين غينزبورو Th. Gainsborough ت(1727- 1788) وقد درس التصوير في لندن واشتهر رساماً في مدينة باث، وصار عضواً في الجمعية الملكية وتقرب من البلاط. ومن أشهر أعماله لوحته «الصبي الأزرق».

واستعادت حركة التصوير الشخصي مجدها على يد رومني J.Romney ت(1759- 1810) الذي تأثر بالمصورين رينولدز وفان دايك، ومن أشهر أعماله لوحة تمثل «الليدي هاملتون». ومن أشهر مصوري اسكتلندا رايبون Raybon ت(1756- 1823) ومن رسومه الناجحة «السير جون سنكير». أما لورانس Th. Laurence ت(1769- 1830) فكان رئيساً للأكاديمية الملكية وإلى جانبه كانت أنجليكا كوفمان عضوة في الأكاديمية.

ثمة علاقة قوية بين لندن وباريس تمثلت في بداية القرن التاسع عشر، فلقد زار باريس تورنر[ر] W.Turner ت(1775- 1851)، وغيرتان Girtin وأقام فيها بوننغتون R.P.Bonington ت(1802-1828). وعلى العكس فقد جذبت لندن بعض المصورين الفرنسيين من أمثال جيريكو Géricault ودولاكروا Delacroix.

تركز اهتمام المصورين أولاً على صنع اللوحات الشخصية، ومن أبرزهم لورنس ورومني J.Romney ثم على صنع المشاهد الطبيعية. وكان بوننغتون من أبرز مصوري الطبيعة. أما تورنر فقد ابتكر أسلوباً جديداً في تصوير الطبيعة، بدا شفافاً متأثراً بنور الشمس، بسيطاً بعيداً عن التفاصيل، رومانتياً وشاعرياً وغنائياً، مع أنه تأثر بالفنان الفرنسي لوران[ر] Lorain. وإلى جانبه كان كونستَبل[ر] J.Constable ت(1776- 1837) الفنان الأشهر في رسم الطبيعة بفاعلية انطباعية تنقل أحاسيسه وحدوسه، وكان له دور كبير في التأثير في المصورين الفرنسيين من أمثال جيريكو ودولاكروا.

 وثمة موضوعات تاريخية جذبت بعض المصورين من أمثال سكوت D.Scott ت(1806- 1849) وويلكي Wilkie ت(1785- 1841) ومولريدي Mulready ت(1786- 1863).

لوحة «بناء القارب» للفنان المصور كونستبل

ظهر تصوير المشاهد الطبيعية في إنكلترا متأثراً بمدرسة جماعة باربيزون[ر] Barbizon  في فرنسا، وبالطريقة الانطباعية[ر]. ومن أشهر المصورين الطبيعيين سكوت Scott وويلسون Wilson وكروم Crome، ولاسيما مورلاند G.Morland ت(1763- 1804).

شهدت إنكلترا تحولاً كبيراً في عهد الملكة فكتوريا Victoria وقد امتد زمناً طويلاً، وكان لنظرية العالم داروين[ر] Darwin تأثير في المفكرين. وظهر من الشعراء كبلنغ[ر] Kipling وأوسكار وايلد[ر] Wild وهوبكنز Hopkins.

وفي مجال العمارة انتشر طراز قوطي محدث ثم الطراز الفكتوري[ر] الفني والمحمّل بتأثيرات قوطية وباللاديانية وتوسكانية وبأسلوب عصر النهضة.

ابتدأت العمارة الفكتورية منذ العام 1830 وكان المعمار لامب E.B.Lambe ت(1805- 1869) رائدها، وابتدأت مزخرفة بشريط من أحجار الآجر متوازياً مع شريط الحجر كما هو الأسلوب الإيطالي، مع نوافذ زجاجية مزينة برسوم ذات طابع قبل الرافائيلي Préraphaélites كما في كنيسة القديس جيمس في يوركشَر وفي كنائس أخرى. على أن ثمة أسلوباً تزعّمه بيرسون J.L.Pearson ت(1817- 1897) كان شديد التجريد وكثير التبسيط كما في كاتدرائية بربزيان (1897)، وكان وليم موريس W.Morris رائد حركة الفنون والصناعة اليدوية في العمارة، مما جعلها حافلة بالزخارف.

من أعمال النحات هنري مور

 وفي المعرض العالمي لعام 1851 ظهرت عمارة قصر كريستال Crystal في حديقة هايدبارك للمعمار باكستون J.Paxton ت(1803- 1865).

ثم تطور ذلك الأسلوب على يد المعماريين الإيكوسيين. وكانت مدرسة الفنون الجميلة في غلاسكو عام 1897 مركز ابتكار هذا التطور.

وفي مجال النحت برزت أسماء واتس G.F.Watts ت(1817- 1904) وستيفنز A.Stevens ت(1818- 1875) وغيرهما ممن عنوا بصنع تماثيل تذكارية.

واشترك بعض النحاتين مع المصورين في ابتكار أسلوب ما قبل الرافائيلي تحت قيادة روسيتي D.G.Rossetti وهانت   W.H.Hunt وميليس  J.E.Millais مع بعض المصورين من أتباع أنغر[ر] Ingres. وكان المصور ويستلر Whistler الأمريكي قد نقل إلى لندن تأثير المدرسة الانطباعية من فرنسا. وكان تاغرت W.Taggart ت(1835- 1910) من أبرز أتباع هذه المدرسة. وأخيراً كان بيردسلي  A.Beardsley ت(1872- 1898) قد نقل الأسلوب ما قبل الرافائيلي إلى الأسلوب الحديث.

ثمة معارضة قوية للأسلوب الفكتوري في العمارة كانت قد ظهرت في بداية القرن العشرين بوساطة منظرين من أمثال روسكين Ruskin وسبنسر Spenser، وأثّر ذلك في المعماريين ولاسيما في منشآتهم القروية المتفردة، وانتقل ذلك إلى لندن في عمارة ويستمنستر 1950.

وحافظ النحت على طابعه الكلاسي في أعمال هارديمان Hardiman وتويد Tweed صديق رودان [ر] Rodin. وتزعم النحت الحديث هنري مور[ر] H.Moore ت(1898- 1986) الذي وصلت شهرته الفنية إلى أنحاء العالم بأسلوبه المبسط المختزل للجسم الإنساني خاصة.

ثم جاء بعده لين تشادويك Chadwick ت(1914- 2003) الذي ابتدأ نشاطه معماراً منذ عام 1945، وقدم نحتاً متحركاً ثم نحتاً معدنياً معمارياً. ومن النحاتين المشهورين في تجريديتهم بن نيكلسون Ben Nicholson وباسمور Pasmore وأنتوني هيل A.Hill، ومجموعة من المصورين درسوا التصوير في مدرسة الدولة للفن State School of Art. وانتمى عدد من المصورين فيما بعد إلى نادي الفن الإنكليزي الجديد New English Art Club. وكانت الأكاديمية الملكية قد أسهمت أيضاً في تنشيط الحركة الفنية. ثم ظهرت جماعات فنية مثل مجموعة الرقم واحد Unit One، وكان من فناني الطلائع Avant- guarde سبنسر وهنري مور وفرنسيس بيكون[ر] F.Bacon، وثمة مصورون شباب استطاعوا رفد الحداثة الفنية في أوربا.

ومن المصورين الإيرلنديين بروسكي Brocuy وغينيس Guiness اللذان قدما فناً تجريدياً مبسطاً وسهلاً.

  عفيف البهنسي

 

                                             


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 478
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58491674
اليوم : 64188

الركيزة الجيولوجية

الركيزة الجيولوجية   تمكَّن علماء الزلازل، في النصف الأول من القرن العشرين، من تحديد النطاقات الأساسية للأرض. إلا أنه لم يتم التأكد من التركيب الدقيق لباطن الأرض إلا بعد مطلع الستينيات من القرن العشرين، وذلك عندما بلغت التجارب النووية أوجها، وبعد تطور أجهزة الرصد ونصب شبكات ومحطات رصد تحتوي على مئات اللواقط الحساسة. واعتماداً على ذلك تم تقسيم الأرض إلى أربعة نطاقات أساسية، هي: 1 - القشرة crust: وهي نطاق خارجي رقيق جداً. 2 - الوشاح (المعطف) mantle: وهو نطاق صخري يقع تحت القشرة الأرضية، ويبلغ سمكه نحو 2885كم.
المزيد »