logo

logo

logo

logo

logo

مندلسون _ بارتولدي (فليكس-)

مندلسون بارتولدي (فليكس)

Mendelssohn Bartholdy (Felix-) - Mendelssohn Bartholdy (Felix-)

مِندلسون ـ بارتولدي

(1809ـ 1847)

 

فِليكس مِندلسون - بارتولدي Felix Mendelsshon- Bartholdy مؤلف موسيقي ألماني ولد في هامبورغ Hamburg وتوفي في لايبزيغ Leipzig. يتحدر من أسرة ألمانية يهودية مثقفة وثرية، اعتنق والده أبراهام - المصرفي الناجح- المسيحية وتحول إلى المذهب البروتستنتي، وأضاف إلى اسمه لقب بارتولدي تمييزاً له من أسرة مِندلسون التي بقيت يهودية. أولى الأب دراسة أولاده عناية فائقة، فدرست ابنته الكبرى فاني Fanny البيانو وأصبحت فيما بعد عازفة بارعة. تأثر فِليكس بشقيقته كثيراً، وظهر في أول حفل موسيقي له عام 1818 وهو في التاسعة من عمره ليعزف بالبيانو بأسلوب أدهش المستمعين، وأتقن أيضاً العزف بالكمان والفيولونسيل (التشيلو [ر. الكمان]). ولكن أستاذه زيلتر C.F.Zelter وجه اهتمامه إلى التأليف، فألف في عامين أكثر من خمسين قطعة موسيقية، كان من بينها أوبرا صغيرة، وبعض السمفونيات، والقطع لموسيقى الحجرة [ر]، تحتفظ مكتبة برلين بمعظمها. وكتب في الفترة ما بين عامي 1821-1823 اثنتي عشرة سمفونية للوتريات، كان بعضها - مثل السمفونيات التاسعة والعاشرة والحادية عشرة - من أجمل الأعمال التي ألفها في حياته. وكان للقائه كارل ماريا فون ڤيبر [ر] K.M.von Weber الذي جاء إلى برلين ليقدم أوبراه «الصياد الحر» Der Freischutz وشاعر ألمانيا غوته [ر] Goethe أثر في تبنيه الأسلوب «الإبداعي» (الرومنسي). وألف مِندلسون عام 1824 السمفونية من مقام دو الصغير وهي عمل جميل يُذكِّر بـ«الاتباعيين» [ر. الاتباعية] (الكلاسيكيين) أكثر من الرومنسيين، ويوحي بعفويته بما ستكون عليه أعمال المستقبل. سافر عام 1825 إلى باريس حيث التقى عدداً من أساتذة المدرسة الفرنسية، ولا توحي الأعمال التي ألفها فيما بعد بتأثره بهم. وألف بعد عودته إلى ألمانيا عملين يعدان من أفضل الأعمال التي كتبها في حياته هما «حلم ليلة صيف» A Midsummer Night’s Dream (1826)، وثمانيّة الوتريات الشهيرة من مقام مي بيمول الكبير. والغريب في هذين العملين الفذّين أنه لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من عمره حين ألفهما، ولكن أوبرا «أعراس غاماش» التي ألفها عن نص للأديب الإسباني سيرفانتس [ر] Cervantes سقطت على مسرح برلين عام 1827، واكتشف بعد سقوطها أن عبقريته الحقيقة هي في التأليف لموسيقى الآلات، لذلك - عدا عن عملين أحدهما غير كامل ألفهما بعد ذلك للمسرح - لم يعد إلى عالم الأوبرا أبداً. والواقع أنه كان ما يزال شاباً يافعاً لم تنضج أفكاره ليستطيع تأليف أعمال درامية. ومهما يكن فقد ألف في العام التالي لسقوط أوبراه عملاً أوركسترالياً رائعاً هو «هدوء تام ورحلة سعيدة» Meeresstille und glückliche Fahrt (1828).

أتاحت الحياة السعيدة والثرية لمِندلسون التي كان يعيشها فرصة الاهتمام بدراسة المخطوطات القديمة، فدرس مصنفات يوهان سباستيان باخ[ر] J.S.Bach، وعمل جاهداً من أجل إحيائها وإعادة تقديمها من جديد، ونجح في آذار/مارس من عام 1829 بتقديم أوراتوريو «آلام القديس ماتيوس» لباخ. واستهل بعد هذا الحفل جولة موسيقية طويلة قادته إلى أوربا ثم إلى إنكلترا حيث قدم في لندن سمفونيته الأولى وبعض الأعمال لبتهوفن [ر] Beethoven ولڤيبر [ر] Weber، وغادرها بعد ذلك إلى اسكتلندا حيث أمضى فيها عطلته الصيفية. وألهمته الطبيعة الباردة فيها إلى تأليف عملين مهمين هما السمفونية الإيكوسية من مقام لا الصغير، وافتتاحية «مغارة فينغال» Fingals Höhle. واضطره حادث صغير بعد ذلك - أدى إلى كسر ساقه - إلى البقاء في إنكلترا فترة أطول، فألف سمفونيته الدينية من مقام ري الصغير المعروفة باسم «الإصلاحية» Reformation والتي استعمل في خاتمتها ألحاناً اقتبسها من بعض الجوقات الغنائية (الكورالات) اللوثرية ترمز إلى سنوات الإصلاح الديني. ولكن هذه الأعمال لم تقدم إلا بعد عدة سنوات؛ لأنه بدأ بإعادة تنقيح مؤلفاته وكتابتها بعناية، بدلاً من تقديمها بسرعة. وركز اهتمامه في السنوات التالية من حياته على مؤلفات معاصريه ومساعدة الفقراء منهم، وعلى تقديم الحفلات الموسيقية، والانتقال من مدينة إلى أخرى، وعلى لقاء الشعراء والأدباء والفلاسفة.

سافر مِندلسون إلى إيطاليا والتقى في ميلانو ابن موتسارت [ر] Mozart الذي كان يعمل موظفاً إدارياً متواضعاً، وأطلعه على عمله الجميل «الليلة الأولى لفالبورغي» Die Erste Walpurgisnacht وهي للجوقة والأوركسترا ألفها عن قصيدة لغوته. وألهمته إيطاليا - كما ألهمته إنكلترا قبل ذلك - تأليف سمفونية جديدة، فألف سمفونيته الإيطالية من مقام ري الكبير التي كتب يصفها: «ستكون سمفونيتي الإيطالية أسعد قطعة كتبتها في حياتي». سافر بعد ذلك إلى سويسرا فألمانيا ثم فرنسا حيث استمع إلى عمل روسيني [ر]Rossini «وليم تل» William Tell، ثم إلى عمل مايربير Meyerbeer «روبرت الشيطان» وعَد العملين مملين.

سُمي مِندلسون في عام 1835 مديراً ومشرفاً على الموسيقى في دوسلدورف، حيث عمل على جمع المخطوطات الدينية القديمة لبالسترينا [ر] Palestrina، وألّيغري Allegri، ولوتي Lotti وغيرهم من أجل تنقيحها وتقديمها في دوسلدورف الكاثوليكية. وبدأ في الوقت نفسه بتأليف أوراتوريو «بولس» Paulus، ولكن مدينة لايبزيغ تقدمت إليه بعرض من أجل تسلم قيادة فرقة «غِفاندهاوس» Gewandhaus، فوافق على العرض وتسلم قيادة الفرقة التي ارتبط اسمه باسمها وحققت بقيادته شهرة كبيرة.

ساعد مِندلسون في قيادته فرقة غڤاندهاوس عدداً من أساتذة الموسيقى المغمورين في ذلك الوقت مثل برليوز [ر] Berlioz، وشومان [ر] Schumann، حتى ڤاغنر [ر] Wagner الذي كان يعيب على مندلسون أصله اليهودي. ومع ذلك فقد أتاح له مِندلسون فرصة تقديم افتتاحية «تانهاوزر» Tannhäuser، وقدم برليوز لديه سمفونيته «فانتاستيك» Fantastique، وقدمت بقيادته السمفونية الكبيرة لفرانتس شوبرت [ر] Schubert للمرة الأولى عام 1839، التي كان شومان قد اكتشفها مصادفة في ڤيينا، وكانت شهرة مندلسون قد شاعت في أوربا كلها بعد تقديمه أوراتوريو «بولس» في دوسلدورف عام 1836. وفي عام 1842 قدم في رحلته إلى بريطانيا سمفونيته الإيكوسية التي أهداها إلى الملكة فيكتوريا، وحققت السمفونية التي كان قد بدأ بتأليفها قبل أكثر من عشرة أعوام نجاحاً منقطع النظير، واستقبلته الملكة فيكتوريا في قصر بكنغهام. وبعد عودته إلى لايبزيغ تم بمبادرة منه افتتاح المعهد الموسيقي (كونسرفاتوار) لايبزيغ (1843) الذي تولى إدارته مباشرة وسمى صديقه شومان أستاذاً فيه، وأنهى في الوقت نفسه تأليف حوارية [ر] (كونشرتو) concerto الكمان والأوركسترا من مقام مي الصغير التي كتبها لعازف الكمان فرديناند دافيد F.David (1810- 1873) وقدمها معه عام 1845، وأصبحت بسرعة واحدة من أفضل حواريات الكمان. وفي العام التالي عاد إلى إنكلترا ليقدم في برمنغهام أوراتوريو «إيليا» Elias (1846) الذي تضاربت آراء النقاد حوله، إلى أن أعاد تقديمه في لندن عام 1847، في حفل كان بمنزلة حفل وداع؛ لأن صحته تراجعت فجأة على نحو خطير، إذ بدأ يشكو آلاماً في الرأس وتوتراً دائماً في الأعصاب، وكان قد أصبح كئيباً سوداوي المزاج منذ وفاة أمه عام 1842 ومن قبلها والده عام 1835، وكان ارتباطه بالعائلة وخاصة بوالديه وشقيقته قوياً منذ طفولته، لذا فإن الضربة القاصمة جاءته عندما وصله نبأ وفاة شقيقته فاني وهو في فرانكفورت، فعاد إلى لايبزيغ وهو في حالة انهيار كامل، وأصيب بجلطة دماغية توفي على أثرها وهو في الثامنة والثلاثين من عمره.

عندما صعدت النازية في ألمانيا إلى سدة السلطة أحرقت مؤلفات مِندلسون ومنعت تقديمها، ولحسن الحظ فإن عالميته كانت أقوى من الإيديولجية النازية. وفي الحقبة التي عاش فيها كان المفهوم القومي للوطن هو السائد. ومع أنه زار إنكلترا وأعجب بالطبيعة والديمقراطية البريطانية - مثل بتهوفن من قبله - فقد بقيت ألمانيا وطنه الأول، فأحب الشعراء والفلاسفة والأدباء والموسيقيين الألمان، وربطته بغوته علاقة عميقة، وكتب بنفسه رسائل فلسفية عدة، وأغلب أعماله الكورالية كتبها عن قصص مسيحي كاثوليكي، وكان له الفضل الأكبر بالتعريف بالقداسات Masses الكاثوليكية للوتي وبالسترينا. ويعده أساتذة الموسيقى مؤلفاً اتباعياً أكثر منه إبداعياً، ربما لأنه الموسيقي الوحيد في العصر الرومنسي الذي فضَّل فكر باخ المنحدر عن القوطية الألمانية على رومنسية بتهوفن. وتكشف أعمال مندلسون الكورالية، ولاسيما أوراتورياته عن عبقريته الحقيقية. ومع أنه لم يأت بجديد إلى عالم الموسيقى مثل باخ أو بتهوفن أو حتى برليوز- فقد بقي كلاسيكياً متمسكاً بتقاليد مدرسة لايبزيغ وأستاذه الروحي باخ- فإنه أسهم، وربما من دون قصد، في انتصار الرومنسية، من خلال أعماله السمفونية وافتتاحياته[ر] الأوركسترالية التي استعمل فيها انسجاميات [ر. الانسجام] (هارمونيات) الرومنسيين وإيقاعاتهم السريعة وعباراتهم الموسيقية المفخمة، ومثال ذلك حوارية الكمان بروحها اللحنية الشاعرية وتفوقها على كثير من حواريات الكمان التي عرفها العصر الرومنسي.

أعماله: كتب مندلسون في نحو جميع الصيغ الموسيقية [ر]، منها (إضافة إلى ما ذكر سابقاً):

للمسرح الغنائي: أوبرا «العودة إلى الوطن»، و«لوريلاي» (أوبرا ناقصة). ومن الموسيقى الدينية والجوقات الغنائية: أوراتوريو المسيح (عمل ناقص)، ومزامير وأعمال أخرى للجوقات. وللأوركسترا: اثنتا عشرة سمفونية للوتريات (من أعمال الطفولة)، وخمس سمفونيات مصنفة، وافتتاحية روي بلاس Ruy Blas، وحوارية «النزوة البراقة» Capriccio brilliant  للبيانو والأوركسترا. وبعض القطع الموسيقية المختلفة من موسيقى الحجرة.

 

 

زيد الشريف

الموضوعات ذات الصلة:

الإبداعية ـ الاتباعية ـ ألمانية.

مراجع للاستزادة:

ـ الفرد آينشتين، الموسيقى في العصر الرومانتيكي، ترجمة: أحمد محمود (إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1972- 1973).

ـ زيد الشريف، أعلام الموسيقى الغربية (وزارة الثقافة، دمشق 1994-1999).

- CAMILLE BELLAIGUE, Mendelssohn (Paris 1920).

- NORBERT DUFOURCQ, Music (Hamlyn Pub. G. Lion, London 1978).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 550
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58491221
اليوم : 63735

العلل الاستقلابية الحيوانية

العلل الاستقلابية الحيوانية   الاستقلاب (الأيض) metabolism هو مجموع التفاعلات الكيمياوية التي تحدث في الخلايا، وتؤدي إلى إنتاج الطاقة energy وتجديد الخلايا والنمو وإزالة الفضلات، وغير ذلك من وظائف الجسم، وتعمل الإنزيمات وسائط مهمة في حدوثها وتسريعها، وعلى هذا فإن الاستقلاب يؤدي إلى حالة استتباب homeostasis ضرورية للحفاظ على سلامة الجسم.
المزيد »