logo

logo

logo

logo

logo

منظومات الزمن الحقيقي

منظومات زمن حقيقي

Real-time systems - Systèmes de temps réel

منظومات الزمن الحقيقي

 

يأخذ تصميم منظومات الزمن الحقيقي real-time systems أهميةً متزايدة مع دخول الحواسيب إلى مختلف التجهيزات، إذ أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الطائرات والسيارات وخطوط الإنتاج والعمليات الصناعية. ولا يُسمح في هذه المنتجات أن يُطلب من الحاسوب تنفيذ مهمة معينة، وأن يُعطى زمناً غير محدود لإنجازها. ومنظومة الزمن الحقيقي هي نظام لمعالجة المعلومات يستجيب لتحريض دخل خارجي في مدة زمنية معينة ومنتهية. وتؤثر هذه القيود الزمنية في اختيار المعالج الصغري الأنسب لأداء المهمة المطلوبة. وفي أغلب الأحيان، يتكرر تنفيذ مهمات الزمن الحقيقي دورياً، بحيث تُجمع في كل مرة المعطيات من المحِسّات وتُحلَّل ثم تُولّد إشارة تحكم مناسبة. ولا يُفهم من ذلك أن زمن تنفيذ مهمة الزمن الحقيقي صغير جداً، إذ يكفي أن يقلّ ذلك الزمن عن التأخير الأعظم المسموح به لإنجاز تلك المهمة.

يتضمن توصيف أي منظومة زمن حقيقي جزأين:

- توصيف منطقي: ويُقصد به المتطلبات اللازمة للحصول على نتائج صحيحة.

- توصيف زمني: ويضم مجموعة القيود الزمنية التي تتطلب الحصول على المخارج في الوقت المناسب.

ينبغي إذن أن تتسم تلك المنظومات بسلوك قابل للتنبؤ مهما كانت المداخل، وأن تتواجه مع العتاد مباشرة لتتحكم فيه. ولذا، تُطوّر لتلك المنظومات برمجيات خاصة تبعاً لحاجة الزبون.

أنواع منظومات الزمن الحقيقي

يمكن التمييز بين أربعة أنواع من منظومات الزمن الحقيقي:

- منظومة زمن حقيقي صلبة (عتادية) hard: تستجيب هذه المنظومة في المدة الزمنية المطلوبة حتماً، وإلا تتعرض للإخفاق حتماً، وقد يؤدي ذلك إلى كارثة أو خسائر مادية. ومثال ذلك، نظام التحكم في الطائرة، ونظام الكبح المضاد للإقفال ABS في السيارات.

- منظومة زمن حقيقي لينة (برمجية) soft: تراعي هذه المنظومة القيود الزمنية المفروضة عليها، ولكنها إذا أخفقت استمر النظام بالعمل على نحو صحيح. ومثال ذلك، نظم تحصيل المعطيات إذ لا يؤدي التأخر في أخذ عينة معينة إلى توقف نظام التحصيل.

- منظومة زمن حقيقي حقيقية real: وهي نظم صلبة تتميز بأزمنة استجابة قصيرة، مثل نظام توجيه الصواريخ.

- منظومة زمن حقيقي راسخة firm: وهي نظم لينة، تتميز بأن التسليم المتأخر فيها للخدمة يفقد الفائدة المرجوة منها.

وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً واسعاً بمنظومات الزمن الحقيقي. وعلى الرغم من انتشار المنظومات الصلبة في الصناعة والأتمتة والتحكم في العمليات انتشاراً واسعاً، إلا أن استخدام المنظومات اللينة قد ازداد زيادة ملحوظة أيضاً، ولاسيما في التجهيزات الذكية التي تتصل بشبكات سلكية أو لاسلكية. وقد يحوي النظام الواحد عدداً متفاوتاً من منظومات الزمن الحقيقي بأنواع مختلفة.

مميزات منظومات الزمن الحقيقي

تتسم منظومات الزمن الحقيقي بمجموعة من الخصائص، أهمها:

- التعقيد والضخامة: إذ تضم المنظومة عادةً عدداً كبيراً من أسطر الرماز المكتوب بإحدى لغات البرمجة.

- التحكم المتساير: لكي تستطيع المنظومة التحكم في مكوِّنات النظام على التوازي، ينبغي بناؤها برمجياً وفق كيانات متسايرة.

- الموثوقية والأمان: بسبب استخدام المنظومات للتحكم في تجهيزات حرجة، فإن إخفاقها قد يؤدي إلى أضرار مادية جسيمة.

- التفاعل مع العتاد: يُطلب من هذه المنظومات إصدار أوامر التحكم اللازمة لقيادة التجهيزات الموصولة بها.

- السلوك القابل للتنبؤ: ينبغي على منظومات الزمن الحقيقي إنجاز مهمات معينة بزمن محدَّد، مهما كانت المداخل الخارجية أو الظروف المحيطية. ويقتضي تحقيق ذلك إمكانية التنبؤ بسلوك تلك المنظومة في كل الظروف.

- دعم تحمّل الخلل fault-tolerant: وهذه ميزة أساسية تتيح للمنظومة الاستمرار بالعمل في حال إخفاق جزء من مكوِّناتها.

وتُعدّ المتاحيّة والتصعّدية والاستهلاك المحدود للطاقة من المميزات المهمة التي تمثل تحدياً حقيقياً لتلك المنظومات.

لغات البرمجة في الزمن الحقيقي

تتألف برمجيات منظومات الزمن الحقيقي غالباً من مجموعة برامج متسايرة. ويُعدّ اختيار لغة البرمجة أمراً مهماً في برمجيات الزمن الحقيقي، إذ ينبغي أن يكون المصِّرف compiler متاحاً ومتوافقاً مع نظام التشغيل والبنية العتادية. كما ينبغي أن يتيح التحكمَ المباشر في العتاد من دون التخلي عن تجريد اللغات العالية المستوى. ويُطلب من لغة البرمجة دعم إدارة الذاكرة والجدولة والتزامن ومعالجة الأحداث والإنهاء اللامتزامن للنياسب، واستخدام المنهجية الغرضية التوجه.

الشكل (1) النموذج البرمجي في منظومة الزمن الحقيقي

يمكن برمجة هذه المنظومات بلغات التجميع الخاصة بمعالج الحاسوب الصغري، أو لغات التتابع المنطقي مثل Jovial وRTL2. ويُفضَّل أن تدعم اللغة الكيانات المتسايرة كما هي الحال في لغة Ada وJava.

يوضّح الشكل 1 النموذج المبسط للبرمجة؛ يستقبل البرنامج P حدثاً من محِسّ معين كل T وحدة زمنية، ويتطلب الحدث في الحالة الأسوأ زمناً قدره C وحدة زمنية لإنجازه. إذا كانت المهلة المطلقة للإنجاز هي D، وإذا كان D < C تعذر تنفيذ البرنامج.

يمكن تمثيل كل مهمة بزمن إصدارها؛ أي اللحظة التي تصبح جاهزة للتنفيذ، وبالمهلة المطلقة للإنجاز؛ وهي اللحظة الأخيرة لإنهاء تلك المهمة، وبالمهلة النسبية للإنجاز؛ وهي الفرق بين المهلة المطلقة وزمن الإصدار؛ وبزمن التنفيذ، وهو المدة الفعلية التي استغرقتها المهمة عند التنفيذ.

نظم التشغيل في الزمن الحقيقي

يمكن تمثيل دور نظام التشغيل في منظومات الزمن الحقيقي، وفي المنظومات التقليدية في الشكل (2). ففي المنظومات التقليدية، يقدّم نظام التشغيل الخدمات اللازمة لنفاذ برنامج المستخدم إلى العتاد، ولكن في منظومات الزمن الحقيقي، يصبح بإمكان التطبيق النفاذ إلى العتاد مباشرة.

الشكل (2) دور نظام التشغيل

تقدّم نظم التشغيل في الزمن الحقيقي إمكانية التنفيذ الاستباقي preemptive اعتماداً على الأولويات، إذ يُسمح للمهمة ذات الأولوية الأعلى بمقاطعة المهمة الأدنى أولوية عندما تصبح جاهزة للتنفيذ. ولقياس أداء نظم التشغيل في الزمن الحقيقي، تُعتمد المعايير الآتية: الزمن الأعظم لحجب المقاطعة، والزمن الأعظم اللازم لاستدعاء النظام، وتلبث المقاطعة؛ أي الزمن الفاصل بين لحظة المقاطعة والبدء بتنفيذها.

تُعدّ جدولة المهمات من أهم ميزات نظم التشغيل في الزمن الحقيقي. وتُقسم خوارزميات الجدولة إلى نوعين رئيسين:

- جدولة سكونية: تتضمن تحليل المهمات وتحديد الميزات الزمنية لوضع جدول ثابت للتنفيذ. في هذه الحالة، يكون ترتيب المهمات ثابتاً، وأزمنة تنفيذها محدَّدة. ومن الطرائق المتبعة لتحقيق ذلك:

الشكل (3) نظام تحكم في السائل بالزمن الحقيقي

الشكل (4) التحكم في عملية صناعية بالزمن الحقيقي

الشكل (5) نظام زمن حقيقي محمول

- دوران الحيز الزمني (الحلقية) round-robin time slot، بحيث يفحص المجدوِل رتل الإجراءات المنتظِرة، ويحصِّص الحيز الزمني للإجراءات الجاهزة للتنفيذ.

- الجدولة مع الأولويات: تُرتَّب الأولويات المُسندة في هذه الحالة الى المهمات بحسب أهمية تنفيذها.

- جدولة ديناميكية : وهي تتطلب اتخاذ مجموعة من القرارات في أثناء التنفيذ العملي لتحصيص الموارد إلى المداولات. تُعتَمد هذه الطريقة إذا كانت متطلبات الحوسبة تتغير تغيراً كبيراً في أثناء التنفيذ، وتسمح عندئذٍ هذه الخوارزميات بالتلاؤم مع التغيرات المحيطية، ووصول المهمات دفقياً، وإخفاق النظم جزئياً.

ومن الميزات الإضافية لنظام التشغيل في الزمن الحقيقي:

- التواجه (الترابط) مع العتاد.

- دعم بروتوكولات الشبكات.

- التوافق مع المعايير POSIX لإتاحة استخدام واجهة برمجة التطبيقات API.

- دعم البيئة المحمولة عديمة الأقراص، إذ ينبغي أن يقبل النظام الإقلاع من الذاكرة من دون الحاجة إلى التخزين على الأقراص.

- قابلية التصعّد scalability.

ومن نظم التشغيل الشهيرة في الزمن الحقيقي، يُذكر النظام pSOS، والنظام LynxOS، والنظام OS9.

أمثلة عن منظومات الزمن الحقيقي

يُذكر هنا ثلاثة أمثلة عن منظومات الزمن الحقيقي:

- نظام التحكم في السائل:

يهدف هذا النظام إلى التحكم في كمية السائل المتدفق في أنبوب معين بوساطة الحاسوب. ويُستخدم لهذا الغرض مقياس تدفق دخلاً للحاسوب، وصمام للسائل خرجاً له. يستطيع البرنامج في الحاسوب قراءة قيم التدفق باستمرار، وإعطاء الأوامر المناسبة إلى الصمام بحسب قيم التدفق، كما هو موضّح في الشكل 3.

- نظام التحكم في عملية صناعية:

يهدف هذا النظام إلى مراقبة تنفيذ العملية الصناعية في الزمن الحقيقي. ولذا يستطيع الحاسوب قراءة قيم المحسّات، كدرجة الحرارة مثلاً، وإرسال الأوامر إلى الصمام والمازج للحصول على المنتج النهائي (الشكل 4).

- نظام زمن حقيقي محمول:

يمثل (الشكل 5) مخططاً صندوقياً لنظام محمول يعمل بالزمن الحقيقي. يتصل هذا النظام عبر واجهة تخاطب بالعتاد، وينفّذ خوارزمية تحكم معينة. تتطلب هذه الخوارزمية تسجيل المعطيات في قاعدة معطيات، ويمكن للحاسوب التواصل مع المستخدم عبر لوحة مفاتيح وشاشة عرض.

محمد نوار العوا

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التشغيل (نظم ـ) ـ لغات البرمجة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J. LIU, Real-Time Systems (Prentice Hall 2000).

- A.BURNS & A. WELLINGS, Real-Time System and Programming Language (Addison Wesley 2001).

- A.SILBERSCHATZ, P.B. GALVIN & G. GAGNE, Concepts of Operating Systems (John Wiley and Sons 2004).


التصنيف : التقنيات (التكنولوجية)
النوع : تقانة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 710
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1066
الكل : 58517559
اليوم : 90073

التنظير الطبي

التنظير الطبي   التنظير الطبي endoscopy وسيلة استقصائية الغاية منها رؤية الآفات الموجودة ضمن أجواف الجسم رؤية مباشرة وتعرُّف صفاتها وتحديد طبيعتها. وإذا كانت هذه الواسطة الاستقصائية ابتدعت في البدء للتشخيص فقد صارت بعد مدة من استعمالها المرحلة الأولى لبعض الاستقصاءات الأخرى المتممة كأخذ الخزعات من الآفات المشاهدة، ثم تطورت فصارت المرحلة الأولى لإجراء كثير من المداخلات الجراحية في معظم أجهزة الجسم. كان بوزيني Bozzini في عام 1805 أول من استعمل المنظار لاستقصاء أحشاء البطن، أما كيلنغ Kelling فكان أول من نظر أحشاء الكلب بعد حقن الغاز في جوف بطنه عام 1901، وأعاد العمل نفسه على الإنسان عام 1910، وأجرى كل من ديشر Decher وشيري Cherey أول مرة تنظير أحشاء الحوض بإدخال المنظار عن طريق رتج دوغلاس عام 1944. كانت المناظير المستعملة حتى ذاك التاريخ مؤلفة من أنابيب معدنية صلبة، وكانت الإنارة بوساطة حبابة كهرباء صغيرة، وفي عام 1952 استعمل كلادو Clado الإضاءة الباردة التي تنتقل من مصدر خارجي لنهاية المنظار القاصية بقضيب من الكوارتز، واستطاع بالمر Palmer بوساطتها تصوير أول فلم عن التنظير النسائي عام 1955، وكان له الفضل في دفع التنظير خطوات كبيرة إلى الأمام، فهو أول من فتح طريق الجراحة التنظيرية منذ عام 1956، بتحرير الالتصاقات وأخذ الخزعات ثم التعقيم بتخثير البوقين أو قطعهما بطريق المنظار. وفي عام 1956 استعمل فرنغنهايم Frangenheim أول مرة الألياف الزجاجية fiberglass لنقل الإضاءة الباردة، واستبدلت المناظير اللينة بالمناظير الصلبة مما سهل إجراء الفحوص والمداخلات التنظيرية لدرجة كبيرة. وفي عام 1972 حقَّق سيم Semm جهاز نفخ غاز CO2 الآلي ووسع الجراحة التنظيرية النسائية ثم استعملها كثيرون غيره في الجراحات البطنية عامة. وظهرت في منتصف الثمانينات من القرن العشرين أجهزة للتنظير تستخدم نظام الفيديو الإلكتروني video endoscopy أحدثت تطوراً كبيراً في ممارسة التنظير اليومية، فقد تحسنت نوعية الصورة المشاهدة تنظيرياً بفضل إدخال أجهزة تصوير (كاميرات) ذات حجم صغير جداً من نمط (CCD) charge-couple-device. يعتمد مبدأ هذه التقنية على استخدام مجس capteur يحول الطاقة الضوئية المنعكسة من النسج المشاهدة إلى طاقة كهربائية تنقل إلى معالج إلكتروني خاص يسمح بإعادة تشكيل الصورة بدقة متناهية على شاشة تلفزيونية ملونة. يمتاز نظام الفيديو الإلكتروني بإعطائه صوراً أكثر وضوحاً من المناظير الليفية الضوئية العادية وبإمكان تثبيت الصورة وتسجيلها لمشاهدتها من قبل عدة مراقبين في آن واحد وتسجيل كامل الفحص التنظيري والمعالجات المجراة على أجهزة أفلام فيديو. أما مساوئها فثمنها المرتفع وقطر أنبوب الفحص الذي يزيد قليلاً على قطر المناظير الليفية الضوئية العادية. كما ظهر في آخر القرن الماضي أجهزة تشارك بين مسبار لأمواج تخطيط الصدى وجهاز تنظير داخلي في آن واحد echo-endoscopy، يمكن بوساطتها دراسة الطبقات الجدارية للأجواف والأحشاء الداخلية بدقة كبيرة بالأمواج فوق الصوتية بعد الوصول إلى هذه الأماكن بسهولة بوساطة التنظير، وتسمح بتشخيص الآفة ودرجة ارتشاحها في جدار العضو إضافة لإمكانية أخذ خزعات موجهة بالصدى من الآفات الجدارية مما يؤدي إلى وضع تشخيص دقيق نسيجي للطبيعة المرضية لهذه الآفات. وتستخدم هذه الطريقة في تقويم مدى انتشار أورام الأنبوب الهضمي والبولي، وفي تشخيص أورام غدة المعثكلة (البنكرياس) والتهاباتها ومضاعفاتها، وفي تشخيص آفات الطرق الصفراوية، كما تعد من أفضل الوسائل التشخيصية لبعض الأمراض القلبية. تختلف أشكال المناظير باختلاف العضو المراد تنظيره ولكنها جميعها تتألف من أقسام أساسية وأقسام ملحقة. أمّا الأقسام الأساسية فهي جسم المنظار الذي قد يكون صلباً أو مرناً طويلاً أو قصيراً بأقطار مختلفة، والعدسات المكبرة العينية والجسمية، والمنبع الضوئي الذي صار في معظم الأجهزة خارجياً ينقل منه النور بوساطة الخيوط الزجاجية، وتخرج الأشعة من فوهة المنظار الباطنة مستقيمة أو مائلة بدرجات مختلفة حسب المكان المفحوص. أمّا الأقسام الملحقة فتختلف بحسب الحاجة وقد يستعمل منها واحد أو أكثر من واحد كملقط الخزعة أو حلقة التخثير. يجري التنظير أحياناً من دون تهيئة، في حين يتطلب أحياناً أخرى حقن غاز أو سائل في العضو المراد فحصه كجوف الصفاق أو جوف الرحم. أو يتطلب تهيئة العضو نفسه ببعض المواد المساعدة على جودة الفحص كما في تنظير عنق الرحم، ويجرى تنظير بعض الأجواف بلا تخدير في حين يتطلب تخديراً موضعياً أو عاماً في تنظير أجواف أخرى. يستخدم التنظير في جميع أجهزة الجسم تقريباً، مثال ذلك: ـ التنظير الهضمي: وهو: أ ـ علوي يدخل فيه المنظار عبر الفم والبلعوم وترى بوساطته حالة المريء والمعدة والعفج والطرق الصفراوية والبنكرياس والأمعاء الدقيقة. ب ـ سفلي ويدرس به المستقيم والسين الحرقفي والقولونات والقسم الأخير من الأمعاء الدقيقة. ـ تنظير القصبات: bronchoscopy يدخل فيه المنظار عبر الحنجرة إلى الرغامى والقصبات والقصبات الرئيسية فتكشف آفات هذه المناطق. ـ تنظير جهازالبول: بإدخال المنظار عبر فوهة الإحليل إلى المثانة لدراستها ومنها إلى الحالبين عبر الفوهتين الحالبيتين المثانيتين بعد توسيعهما وتكشف بذلك آفات هذه الأقسام التي لم تتمكن الوسائل الاستقصائية الأخرى من الجزم بطبيعتها ويمكن أخذ الخزعات كما في كل أنواع التنظير. ـ تنظير قعر العين: ophtalmoscopy يتم بأجهزة صغيرة لا يتجاوز حجمها حجم قلم الكتابة تحوي عدسات ضوئية وضوءاً بارداً، تُري بالتنظير قعر العين والأوعية الشبكية والآفات الوعائية كالتصلب البصري. ـ تنظير الأذن: otoscopy ويتم كذلك بأجهزة صغيرة يمكن بوساطتها مشاهدة غشاء الطبل عبر مجرى السمع الظاهر وتشخيص التهابات الأذن الوسطى وانثقاب غشاء الطبل. ـ تنظير المفاصل: arthroscopy الذي ترى به معظم مفاصل الجسم وتشاهد بوساطته سطوح المفاصل وتحدد آفاتها. ـ تنظير الجهاز التناسلي في الإناث: أ ـ تنظير المهبل وعنق الرحم colposcopy يستعمل لهذا منظار خاص يكبر العنق بدرجات متفاوتة أفضلها ×14وترى بذلك الآفات الخمجية والورمية، ويفيد في التوجيه نحو المناطق التي يجب أن تؤخذ منها الخزعات لوضع التشخيص والتأكد منه. ب ـ تنظير باطن الرحم hysteroscopy ويجرى مباشرة (التنظير بالتماس) أو بعد تمديد جوف الرحم بغاز CO2 أو ببعض السوائل (التنظير الشامل)، تفحص به بطانة الرحم وتكشف آفاتها ولاسيما الورمية منها. ج ـ تنظير الملحقات والسطح الخارجي للرحم والحوض ويجرى كتنظير الأحشاء بوجه عام. ـ تنظير الأحشاء: endoscopy هو أكثر ما ينصرف إليه التنظير الطبي وهو السائد حالياً مقدمة لإجراء كثير من المداخلات الجراحية ويُخص لذلك بشيء من التفصيل. يتألف جهاز تنظير الأحشاء من قبضة تحوي أزرار التحكم يليها أنبوب لين يختلف قطره بين 7 و12ملم نهايته قابلة للتحريك باتجاهات مختلفة بوساطة أسلاك معدنية داخل المنظار وتسير في الأنبوب حزمة الخيوط الزجاجية الناقلة للنور من منبع خارجي إلى ساحة العمل، وفي نهاية الأنبوب العدسة الجسمية وفي بدايته العدسة العينية، ويحوي أنبوب المنظار عدا هذا قناتين لا يتعدى قطر كل منها 2 ـ 3ملم تستخدم إحداهما لتمرير الأدوات اللينة التي تستعمل لأخذ الخزعات أو المسحات أو إجراء التخثير. وتستخدم الثانية لسحب المفرزات أو الغازات أو ضخ الهواء أو الماء على العدسة الجسمية لغسلها من المفرزات التي قد تتوضع عليها في أثناء العمل. يعد تنظير الأحشاء عملية ككل العمليات الجراحية لذلك يجب تهيئة المريض الذي سيجرى له التنظير كما يهيأ كل مريض لأية مداخلة جراحية، ولاسيما أن التنظير يجرى تحت التخدير العام. يبدأ العمل بإملاء جوف الصفاق بكمية محدودة من غاز CO2 لإبعاد جدار البطن عن الأحشاء. وسهولة حركة الأدوات ضمن الجوف واختير هذا الغاز لعدم تخريشه وسرعة امتصاصه وعدم قابليته للاشتعال مما يمكن معه استعمال التخثير إذا احتيج إليه. يدخل هذا الغاز بوساطة إبرة تدخل في الثنية السفلية للسرة متصلة بجهاز نفخ آلي يحتفظ بضغط الغاز ثابتاً في البطن. ثم يجرى شق صغير بطول 1سم في المنطقة نفسها يدخل فيه مبزل محاط بغمد لجوف البطن المتمدد بالغاز، وحين التأكد من أن المبزل في جوف الصفاق يسحب من غمده الذي يبقى في مكانه لإدخال جهاز التنظير، يحرك الجهاز باتجاهات مختلفة في أثناء الفحص لرؤية كل الأحشاء واحداً بعد الآخر. ولما كانت الأحشاء متراكبة بعضها فوق بعض ويصعب لذلك رؤية كل وجوهها بسهولة فإنه لابد من استعمال مجس خاص وهو قضيب رفيع وطويل يدخل جوف البطن من فوهة أخرى تُحدث في المكان المناسب من جدار البطن يفيد في تحريك العضو المراد فحصه باتجاهات مختلفة أو إبعاده عن بقية الأعضاء لرؤيته بصورة جيدة، وإذا أريد أخذ خزعة أو إجراء تخثير أو سوى ذلك تدخل الأدوات الخاصة بذلك عن طريق ثقب آخر يجرى على جدار البطن. بعد جني المعلومات المطلوبة من التنظير وإنهاء العمل يسحب المنظار ويفرغ جوف البطن من الغاز عن طريق غمد المنظار نفسه، كما يسحب المرود وما قد يكون أدخل من أدوات، وتخاط أمكنة إدخالها بقطبة أو قطبتين لكل منها ويوضع عليها ضماد طاهر، يرتاح المريض بعد ذلك بضع ساعات ويمكن خروجه من المستشفى بعد صحوه من التخدير ببضع ساعات أو بعد 24 ساعة على أكثر تقدير إن لم تحدث مضاعفة توجب بقاءه مدة أطول. ذلك أن عملية التنظير لا تخلو أحياناً من مضاعفات قد تكون خطرة كتوقف القلب واضطراب التنفس والنزف الناجم عن إصابة المبزل لأحد الأعضاء أو الأوعية الكبيرة أو الصغيرة وكلها مضاعفات نادرة في التنظير المتقن، وهناك عوارض عامة أو موضعية أقل خطراً كاضطراب نظم القلب وزرقة الوجه ودخول الغاز في أثناء الحقن في النسيج الخلوي أو في سمك عضلات جدار البطن ونزف ندبة السرة وحدوث ورم دموي في جدار البطن، وغيرها من العوارض التي يجب الانتباه إليها مباشرة لمعالجتها خشية تطورها تطوراً خطراً.   رائد أبو حرب   الموضوعات ذات الصلة:   ـ التنظيرية (الجراحة ـ).   مراجع للاستزادة:   - JEAN MARC CANARD, THIERRY et LAURENT DALAZZO, Endoscopie (Paris 1955). - PETER COTTON et CHRISTOPHER WILLIAMS, Endoscopie gastro - intestinale pratique (Medsi, Paris 1986).
المزيد »