logo

logo

logo

logo

logo

منغوليا الشعبية

منغوليا شعبيه

Mongolia - Mongolie

منغوليا الشعبية

 

تقع جمهورية منغوليا الشعبية Mongolia في جوف آسيا الشمالية بعيدة عن المؤثرات المحيطية والبحرية، ممتدة بين خطي الطول 120 ْ- 88 ْ شرقاً وخطي العرض 42 ْ-52 ْ شمالاً، وتحف بها روسيا الاتحادية شمالاً والصين من بقية الجهات وتبلغ مساحتها 1.565 مليون كم2، وتضم 21 محافظة أو «آيماك» Aimak، وعاصمتها أولان باتور Ulan Bator وعدد سكانها 2.792 مليون نسمة عام 2005.

نظام الحكم: رئاسي برلماني متعدد الأحزاب، وينُتخب رئيس الدولة والبرلمان شعبياً لمدة أربع سنوات. الرئيس قائد البلاد والقوات المسلحة وهو من يعين رئيس مجلس الوزراء الفائز بالانتخابات، ويعين الأخير الوزراء ورؤساء الإدارات الرئيسة في الدولة.

نبذة تاريخية

سكنت أرض منغوليا مجموعة قبائل غونيي Gonie ودونيي- دونها Donie-Donha، وبمجموعها تكوّنت الأرومة العرقية المنغولية.

العصر القبلي: متشرذم واستمر طويلاً حتى ظهور القائد جنكيز خان  Chinggis Khanت(1167-1227) في القرن الثالث عشر الميلادي، وبحلول عام 1206 كان قد أصبح سيد المغول الأوحد.

عصر جنكيز خان: الامبراطوري وهو الأبرز تاريخياً، إذ استطاع هذا القائد جمع شمل القبائل وتوحيدها في دولة واحدة قوية، ما لبثت جحافلها أن انطلقت بقيادته إلى العالم الخارجي ليكوّن وأحفاده أكبر امبراطوريات الأرض التي امتدت من الصين شرقاً إلى نهر الدانوب في أواسط أوربا غرباً، ثم انقسمت لاحقاً إلى ثلاث ممالك كبيرة: أ- خانات الجحافل الذهبية (تتار روسيا) في روسيا. ب - خانات إيران. ج- حكام الصين (سلالة يوان Yuan). ومن سلالة جينكيز خان يتحدر تيمورلانغ (1336- 1405م) الأوزبكي الذي استولى على جنوبي غرب آسيا وأجزاء من الهند.

حكم الصين: ضمت الصين منغوليا منذ عام 1644م وأسمتها منغوليا الخارجية، وأسمت الجزء الصيني منغوليا الداخلية. استمر حكم الصين حتى عام 1911م إذ ظهرت مقاومة فاعلة للهيمنة الصينية، وبمساعدة الروس البلاشفة تحررت منغوليا الخارجية وأعلنت استقلالها في عام 1921م ومن ثم تحولت في عام 1924 إلى دولة ديمقراطية شعبية شيوعية. لقد شهد العصر الشيوعي تبدلات جذرية اجتماعية وعقائدية واقتصادية، وتحول (3/4) السكان من حياة البداوة إلى حياة الاستقرار الزراعية والمدنية، وبدأ الاستغلال الاقتصادي الفاعل لأرض منغوليا.

العصر الديمقراطي: بدأ منذ عام 1990م، بعد انهيار الاتحاد السوڤييتي، ولم يعد الحزب الشعبي المنغولي الثوري الوحيد في البلاد، بل ظهرت أحزاب أخرى أهمها (الحزب الديمقراطي، الحزب المنغولي الجمهوري، حزب منغوليا الأم، الحزب المدني الجمهوري الشجاع).

الظروف الطبيعية

ـ التضاريس:

منغوليا أرض جبلية (2/3 البلاد) عالية معقدة كثيراً، وارتفاعها المتوسط قرابة 1580 متراً، والأدنى 553 متراً في منخفض بحيرة هوه - نور Huh-Nur، وفي البلاد قمم عدة بارتفاع أكثر من 4000 متر.

تضم القاعدة الآسيوية القديمة المتبلورة جزءاً مهماً من البلاد، وهي مكونة من صخور الغرانيت والغنايس والصفاح والكوارتزيت والرخام والديوريت والبازلت، وتعلوها في مناطق عدة صخور رسوبية المنشأ كالحجر الرملي والكلسي والغضار والرمل والحصى، ويتخلل القاعدة كتل جبلية عديدة متجددة مائدية القمم.

تقسم منغوليا إلى جزأين تضاريسيين كبيرين: جبلي شامخ وآخر هضابي سهلي مرتفع.

- الجبلي: يقع في شمالي وشمال غربي البلاد خاصة، ويمتد قوسياً في أواسط البلاد، وما يجمع هذه الجبال القدم ظهوراًً، ثم التجدد اللاحق، وتتميز بصخورها القاعدية الآنفة الذكر، وبوجود الحجر الرملي والكلسي، وبسبب موقعها الفلكي وارتفاعها تنتشر في كثير منها القبعات والأودية الجمودية، ومن أهم السلاسل الجبلية:

سلاسل جبال ألتاي المنغولية

- سلاسل ألتاي المنغولية Mongolian-Altai: وهي الأضخم (1000كم ونيّف طولاً و400كم عرضاً)، إذ تنتشر قوسياً من شمال غربي البلاد إلى أعماق الجزء الأوسط الشرقي من البلاد، وتمتاز بارتفاعها (2500- 4000م)، وأكثرها ارتفاعاً في البلاد يبلغ 4362م، وهنالك العديد من القمم التي تضارعها ارتفاعاً وتتويجاً بالجليد وبالغابات الإبرية الباردة Taiga وبعريضة الأوراق.

- سلاسل التاي غوبي Gobi –Altai: وهي تعد امتداداً شرقياً طبيعياً للسلاسل السابقة، ولكنها أقل طولاً (500كم) وعرضاً (200كم)، إلا أنها عالية كسابقتها (2500-3000م وسطياً) وأكثرها علواً (3957م). والسلاسل تمثل مجموعات مستقلة تتخللها المنخفضات وتختفي تدريجياً في أحضان صحراء غوبي.

- سلاسل جبال هانغاي Hangai: تربض في الجزء المركزي الشمالي من البلاد، ممتدة 700كم وتعلو وسطياً إلى 2000-2500م. إلا أنها تبلغ في أعلى قممها 3905م. وتحتضن الجبال منخفض بحيرة هوبسوي- غول Hobsoy-gul، وهي أكبر بحيرات منغوليا.

والجبال مصدر العديد من الأنهار المتوسطة والصغيرة المنطلقة إلى المحيط القطبي الشمالي.

- جبال هيتي :Hieti  تنتصب شرق جبال هانغاي بطول 250كم، وهي جبال عالية(2000- 2800م) حافلة قممها بالجموديات وبغابات التايغا، وبين سلاسل التاي المنغولية وهانغاي تمتد بطحاء المنخفض البحيري الكبير، وبمساحة تعادل 100000كم2، وفيه كثير من البحيرات وأكبرها أوب صونور Ob-so-nur وهارا أوس نور Hara-os-nour، ويتمم المنخفض شرقاً وادي البحيرات، وبحيراته أقل مساحة، وترتفع بين المنخفضين كتل جبلية (1000-1500م) عادية الارتفاع، وهي مجزأة.

- التضاريس السهلية والهضابية:

صحراء غوبي

انتشارها في مشرق وجنوبي البلاد، وهي ليست سوى أرض قاعدية المنشأ رفعتها العوامل البنائية الباطنية إلى 900-1200م، مكونة سطوحاً سهلية وهضابية حتية تتخللها منخفضات واسعة (600-700م)، تسلكها وترد إليها كثير من الأودية السيلية والجعافر (الأنهار الصغيرة) والأنهار، وقرب الحدود الصينية الجنوبية تشكل صحراء غوبي Gobi في البلدين قرابة 2مليون كم2. وتكثر فيها الصحاري السهلية الحصوية والهضاب البنائية الحجرية (حمادة)، ومنخفضات متفرقة تحتضن التضاريس الريحية الرملية بأشكالها المتنوعة (الكثبان الهلالية والطولية والنباك)، وتتخللها السبخات والبحيرات المالحة والطينية أو الخبرات.

- المناخ:

مناخ منغوليا سهلي وصحراوي شديد القارية وجاف لبعده عن المحيطات والبحار ولتطويق الجبال العالية له من الغرب والجنوب حيث طريق الكتل الهوائية الرطبة، ومما زاد من قاريته موقعه الفلكي وسط النطاق المتوسط (القطاع الجاف)، وعليه فإن المدى الحراري الفصلي كبير (20 ْ-30 ْم)، وحرارة الفصول متباينة بشدة، فالشتاء صقيعي في كل منغوليا وحرارة كانون الثاني/يناير تتدرج كالآتي من الشمال إلى الجنوب مروراً بالوسط -32 ْم، -25 ْم، -15 ْم وكثيراً ما تهبط إلى -50 ْم،-40 ْم، أما الصيف فهو بارد في الشمال +10 ْم ومعتدل في الوسط +15 ْم ودافئ جنوباً +25 ْم، وترتفع الحرارة أحياناً إلى +45 ْم +40 ْم.

الهطل في منغوليا محدود، والشمال هو الأكثر هطلاً 300-400مم/سنة ثم الوسط (200-300مم) وأقله جنوباً حيث صحراء غوبي (70-200مم). والهطل صيفي مما يتسبب في ظهور مراعٍ جيدة في السنوات الرطبة والمعتدلة.

- الأنهار والبحيرات:

نهر توول Tuul

عديدة في الشمال والغرب وقليلة في الجنوب والشرق، وأهمها الشمالية (سيلينغ) Seleng، التي ترد حوض المحيط المتجمد الشمالي، وأكثر الأنهار تحل في المنخفضات الداخلية، وتتجمد الأنهار والبحيرات تماماً في الشتاء، وتشهد في نهاية الربيع والصيف فيضانات عارمة. تكثر البحيرات في منخفض البحيرات الكبيرة (Yb-so-nur,Yb-so-gul…) وفي وادي البحيرات كذلك، وهي صغيرة هنا، وكثير منها مالح.

- النبات والترب:

تظهر الغابات الإبرية وعريضة الأوراق الباردة في أعالي الجبال وأواسطها، وتسيطر النباتات النجيلية والحشائشية المعمرة في النطاقات الجبلية الدنيا وفي السهوب والصحاري، والترب متنوعة تبعاً لتوفر الرطوبة: فهي سوداء (تشرنوزم Chernozem) عادية في الشمال، وتتحول في الوسط إلى كستنائية وثم بنية وبنية رمادية في الوسط وسيروزيومية Sierozem وصحراوية في الجنوب.

الحيوانات قطبية المنشأ: الدب المنغولي، الذئب، الثعلب، الأيائل ويزداد دور القوارض، كالأرانب في الوسط والجنوب، وكذلك الغزلان والخنازير والغنم والماعز المتوحش في الجبال، والخيول والجمال البرية، وتكثر الزواحف والطيور المحلية والمهاجرة.

- السكان:

قدر عدد سكان منغوليا بنحو2.792 مليون نسمة سنة 2005، لذا فالكثافة العامة أقل من 2نسمة/كم2 وتزداد إلى 5 نسمة /كم2 في الشمال وتبلغ 1نسمة/10كم2 في الصحراء.

ينتمي 95% من السكان للأرومة العرقية المنغولية (خالخا Khalkha) و5% من الكازاخ وتوجد أعداد قليلة من الصينيين والروس. واللغة الرسمية المنغولية، والروسية واسعة الانتشار في الأوساط المثقفة.

النمو السكاني معتدل (1.45%) والمواليد (2.15%) والوفيات تقارب (0.7%) ووفيات الأطفال (5.4%) والخصوبة عادية (2.26 فرد) والعمر المتوقع مرتفع 76 سنة حسب المصادر الروسية و66 حسب معطيات الأمم المتحدة.

وتقدر اليد العاملة المنتجة بنحو1.5 مليون  نسمة (أي ما يعادل 55 %) والأمية معدومة في سن الشباب، ويمتهن الزراعة وتربية الحيوانات 42% من العاملين والصناعة 10% والتجارة 14% وبقية الخدمات 34%.

المدن:

تضاعف عدد سكان المدن 3-6 في خلال قرن، وهي مدن صغيرة غالباً وأكبرها العاصمة أولان - باتور  (أورغاUrga سابقاً) (800000 نسمة)، وهي المركز الإداري والثقافي والاقتصادي الأساسي في البلاد، وفيها أوابد وقصور تاريخية وحزبية، وهي مبنية على الطراز الأوربي المتسع الشوارع والغني بالحدائق. من المدن الأخرى - وأكثرها مبني عند مصادر الثروة المعدنية وحيث المياه - مدينة دارهان Darhan ن150000نسمة، وتجوي بالسان Choi-balsan ن100000نسمة وكوبدو Kobdo ن70000نسمة.

الديانة المنغولية بوذية تابعة للتبت (Tibet) الفرع اللامي (Lamaism) ونصف السكان ملاحدة و6% من المسيحيين و4%  من المسلمين.

- الاقتصاد:

الاقتصاد ضعيف الإنتاج والتطور، مع أن أرض منغوليا تزخر بالثروات التي لم تستغل إلا قليلاً وأهمها: الفحم (6-7 مليون طن/ سنة) والحديد (2-3 مليون طن) والزنك والنحاس والذهب والفضة والفوسفات والفلورايت والكوارتز والنفط (541 ألف برميل يومياً). وتعد الزراعة وتربية الحيوانات مورداً اقتصادياً مهماً إذ تصدر الحيوانات الحية وكذلك الجلود والأوبار والسجاد، إلا أن الإنتاج محلي الطابع، ويقدر إنتاج الحبوب بمليون طن أهمها القمح 400-500 ألف طن ثم الشعير 200 ألف طن، وتزرع كذلك البطاطا والشوفان والخضروات ..إلخ. وللثروة الحيوانية مكانة خاصة في منغوليا وتقدر بنحو 25-30 مليون رأس، وأبرزها الأغنام 15 مليون والماعز 5 -7 مليون والخيول 2-3 مليون والأبقار 1-2 مليون والجمال 1-1.5 مليون، وتعاني الزراعة وتربية الحيوانات في السنين العجاف رطوبة وصقيعاً؛ لذا تتباين الأرقام من سنة إلى أخرى كثيراً.

شاهر جمال آغا

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عالم الاشتراكية أرقام وحقائق (موسكو 1987). (باللغة الروسية)

ـ فلاسفا ن. ف، القارات طبيعياً (موسكو 1985) (باللغة الروسية).

ـ مجموعة من العلماء، شعوب العالم (موسكو 1972) (باللغة الروسية).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 733
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58491925
اليوم : 64439

ديديكند

ديديكند (1831-1916م)   يوليوس وليم ريتشارد ديديكند Dedekind، عالم رياضيات ألماني، وُلِد في براون شفايج Braunschweig في ألمانيا، ووافاه الأجل فيها. بدأ تعلُّمَه في سن السابعة في برونسـڤيك Brunswick في ألمانيا. وفي بداية حياته الدراسية لم يكن مولعاً بالرياضيات، بل كان واحداً من المتميزين في الفيزياء والكيمياء. لكنه سرعان ما اكتشف أن الفيزياء لا تشبع ميلَه نحو البحث في بنى علمية منطقية، فتحوَّل إلى الرياضيات. انتسب وهو لم يزل في السادسة عشرة من عمره إلى معهدٍ يدعى Collegium Carolinum، وهو مؤسسة علمية يقع مستواها بين المرحلة الثانوية والجامعة، فوجد هناك ضالتَه في تعلم الرياضيات الأساسية، وفي حسابِ التفاضل والتكامل، والهندسة التحليلية، وأسسِ التحليل الرياضي.
المزيد »