logo

logo

logo

logo

logo

مل (جيمس-)

مل (جيمس)

Mill (James-) - Mill (James-)

مِل (جيمس ـ)

(1773 ـ 1836)

 

 

جيمس مِل James Mill، فيلسوف ومؤرخ واقتصادي اسكتلندي، التحق بجامعة أدنبرة، ودرس الفلسفة واللاهوت، وتحول إلى الإلحاد لأسباب أخلاقية أكثر منها فكرية. وعمِل صحفياً ومترجماً ثم مديراً لشركة الهند الشرقية بعد أن وجه نقداً لاذعاً لحكومتها في كتابه «تاريخ الهند» الذي دونه في ثلاثة مجلدات عام 1718. وصار جيمس تلميذاً لبنتام [ر] Bentham (1748-1832) في الأخلاق، وأحد البارزين في جماعة الراديكاليين الفلاسفة، وهي جماعة كان لها أثرها السياسي والاجتماعي، كالأثر الذي كان للجماعة الفابية Fabian Society في الجيل التالي. وتأثر أيضاً بالاقتصادي ديفيد ريكاردوRicardo  David (1772-1823) وتبنى مذهبه، فنشر كتابه «عناصر الاقتصاد السياسي» (1821) Elements of Political Economy إلا أنه اشتهر بكتابه «تحليل ظواهر الذهن للعقل الإنساني» Analysis of the Phenomena of the Human Mind (1829) الذي طور فيه مذهب تداعي المعاني أو الأفكار The Association of Ideas، في نظرية المعرفة بطريقة أفضل من ديفيد هارتلي David Hartley (1705-1757) وهيوم[ر] Hume وذلك عبر تعميق المذهب وتوضيحه ودعمه بمادة غزيرة وبأمثلة وافرة.

عالج مِل ظواهر الفكر البشري انطلاقاً من المذهب الذري الطبيعي الآلي الذي يعدّ الطبيعة مؤلفة من ذرات تتركب منها الأجسام، ووفقاً لذلك يتألف الذهن البشري من نقاط وعي، أو عناصر بسيطة المشاعر Feelings، الإحساسات sensations، الأفكار ideas، المِلذات والآلام .. الخ، وهذه العناصر تجتمع معاً وفقاً لقانون التداعي أو الترابط الذي يعدّه مِل القانون الوحيد للفكر، وهذا الاجتماع يحدث وفقاً لآليات معينة: التعاقب succession والتآني (المعية) simultaneous وهي ما يعدّ جوهر التداعي بالتجاور الذي يرتد إليه التداعي بالتشابه likeness.

وتنبع قوة الترابط أوالتداعي من قوة ما تثيره الإحساسات من انفعالات، ومن تكرارها. وعندما تترسخ الترابطات وتتوثق تنشأ الأحكام (التصديقات) Judgements والاعتقادات Beliefs، ومن ثم ما علينا لشرح أي ظاهرة فكرية سوى تحليلها إلى عناصرها الأساسية التي ترابطت فيما بينها وفقاً للآليات الآنفة الذكر.

لم يكتف جيمس مِل بعرض مذهبه، بل عمِل على إيجاد تطبيقات له في مجالي التربية والأخلاق، فالتربية بنظره يمكن أن تعمِل على تثبيت الروابط التي يراد لها أن تسيطر على الإنسان، وفي الوقت نفسه، بإمكانها تحريرنا من الأخطاء الناشئة عن تواتر الترابطات عبر إحلال ترابطات جديدة صائبة مكانها.

وإذا ما كان باستطاعة التربية أن تشكل الإنسان وفق الصورة التي نريدها له على نحو يستطيع الأفراد أن يحققوا سعادتهم الخاصة في وهب أنفسهم للخير المشترك؛ فإن النتيجة الطبيعية لتطبيق نظرية تداعيات المعاني في مجال الأخلاق أن يصبح معيار الأفعال الصحيحة هو نتائج تلك الأفعال، وهكذا يتم بقوة تبني المبدأ النفعي البالغ البساطة كما قدمه بنتام  «لا وجود لأي باعث آخر غير اللذة والألم» لتفسير كل الأشكال المعقدة للحياة الاجتماعية والتشريع.

أما في مجال السياسة، فقد رفض «مِل» كل الأفكار الخاصة بالحقوق الطبيعية، ودافع عن الأنظمة النيابية انطلاقاً من حاجة الناس إلى حكومات تحفظ لهم حقوقهم وتحافظ على مصالحهم إزاء الآخرين. كما كان له موقف متميز إزاء الطبقة الوسطى، إذ دعا إلى منحها حق التصويت لأن أفراد هذه الطبقة بنظره، هم القادة الحقيقيون للمجتمع عبر مراحل التاريخ كلها.

لم يكن جيمس مِل مفكراً أصيلاً ومع ذلك استمد شهرته بوصفه الساعد الأيمن لبنتام، ولتأثيره في الراديكاليين الفلاسفة وعلى ابنه جون ستيوارت مِل[ر]، وكل ما عنده من آراء يمكن العثور عليها بسهولة لدى بنتام أو السابقين عليه كهارتلي.

 

 

إنصاف حمد

الموضوعات ذات الصلة:

بنتام ـ مِل (جون ستيوارت ـ) ـ المنفعة ـ هيوم.

مراجع للاستزادة:

- J.MILL,Analysis of the Phenomena of the Human Mind (ed. by J.S. Mill, London 1869).

- J.MILL,,Essay on Government,( C.U.P.Cambridge and New York 1937).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 385
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58491502
اليوم : 64016

روزفيتا فون غندرسهايم

روزڤيتا فون غَنْدرْسْهايم (935 ـ 973)   تعد الشاعرة والمسرحية الألمانية روزڤيتا فون غندرسهايم Hroswitha Von Gandersheim أول امرأة تكتب أدباً باللغة اللاتينية منذ العصر اللاتيني القديم. يشار إليها في كتب تاريخ الأدب والمسرح باسمها الأول روزڤيتا الذي قد يكون مستعاراً. أما لقبها فهو يشير إلى انتمائها إلى مدينة غندرسهايم مسقط رأسها. لا يُعرف الكثير عن سيرة حياتها، سوى أنها تنحدر من أسرة أرستقراطية من محيط مدينة براونْشفايك،
المزيد »