logo

logo

logo

logo

logo

مورغان (كونوي لويد-)

مورغان (كونوي لويد)

Morgan (Conwy Lloyd-) - Morgan (Conwy Lloyd-)

مورغان (كونوي لويد ـ)

(1852 ـ 1936)

 

كونوي لويد مورغان Morgan Conwy Lloyd، فيلسوف وعالم نفساني إنكليزي، ولد في لندن، وتلقى تعليماً أدبياً خالصاً، لكنه اتجه إلى العلم فدرس الهندسة ثم علم الأحياء على يد هكسلي[ر] Huxley، وعُيِّن أستاذاً للجيولوجيا وعلم الحيوان Zoology بجامعة بريستول Bristol سنة 1883، أقام مذهباً له جانباه العلمي والفلسفي، وتأثرت فلسفته بأفلاطون[ر]  Plato وبرغسون[ر] Bergson، وصموئيل ألكسندر Alexander ت(1859-1939) وداروين[ر] Darwin، وكان لمؤلفاته العلمية الأثر الواضح في تطوير علمي النفس والحيوان، كما توصل إلى نتائج علمية مهمة في مضمار علم الأحياء. ومن أهم كتبه:

«الحياة الحيوانية والذكاء» Animal Life and Intelligence ت(1890)، و«العادة والغريزة» Habit and Instinct ت(1896)، و«السلوك الحيواني» Animal Behaviour ت(1900)، و«الغريزة والتجربة» Instinct and Experience ت(1912)، وكتابه المهم «التطور المفاجئ» Emergent Evolution عام 1923.

دافع مورغان في أعماله عن نظرية الارتقاء أو التطور الأحيائي التي قال بها هكسلي، فتابع أبحاثه في علم الأحياء موجهاً إياها شطر دراسة تطور السمات العقلية في الكائنات الحية القادرة على التعلم والاكتساب من التجربة عن طريق منهج علمي سّماه «منهج المحاولة والخطأ» The Method of Trial and Error. وقال بمبدأ عُرف فيما بعد باسمه «مبدأ مورغان» وهو نتيجة من نتائج قانون الاقتصاد Law of Parsimony طبّقه في دراساته على سلوك الحيوان، ويقضي بألاّ يُفسّر السلوك أو ردّة الفعل بملكة نفسية عالية (كالحكم والاستدلال)، بل بملكة نفسية أولية بسيطة (كالعادة أو تداعي الأفكار) كلما أمكن ذلك. ويعدّ مورغان أول من قال بالتطور الفجائي (الانبثاقي)، فقد ميّز بدقة بين «الكيفيات التراكمية»، أي الخصائص التي تظهر نتيجة التطور - التراكمي - المطرد، وبين «كيفيات انبثاقية» emergent qualities؛ إذ تظهر في الكائنات صفات لا يمكن تفسيرها استدلالياً بالرجوع إلى ما هو موجود في حالات التطور السابقة، بل في مرحلة معينة تتولد سلسلة في الصفات على نحو مفاجئ «انبثاقي» بطفرة لا يمكن التنبؤ بها أو تفسيرها منطقياً، ويحمل كل انبثاق إمكانية أن يتحول إلى انبثاق جديد تتولد فيه كثرة تتعقد مع الأيام من الأحداث والكائنات المادية والحية الواعية، وهذا ما حدث في عالم الفقاريات العليا حينما انبثق (العقل) كمركب كيفي له من التعقيد وعدم التجانس ما يصعب فيه ردَّه إلى العناصر التي تركب منها، رافضاً بذلك تفسير داروين للتطور المطّرد، وقول برغسون بالدفعة الحيوية في شرح أسباب ظهور الحياة والعقل.

أقام مورغان بناءً ميتافيزيقياً محكماً على أسس واقعية لا يتعارض برأيه مع المنهج العلمي بل يسايره، قدم فيه صورة هرمية للعالم تنتظم فيها الأشياء والموجودات على شكل مراتب وتتطور مبتدئة من قاعدة مادية أو طبيعية رباعية الأبعاد بفعل قانون التطور المفاجئ من دون الرجوع إلى الوعي أو الفكر. والأخير برأيه هو نتاج للخبرة وليس شرطاً أولياً لها وهو فرضه الفلسفي الأول؛ أما الفرض الثاني فهو التضايف بين ما هو مادي ونفسي، إذ لا وجود لما هو جسمي من دون ما هو نفسي، ولا انفصال بين هذين الجانبين، فالظواهر فيزيائية ونفسية معاً؛ والفرض الثالث هو أن العالم في تطوره يبلغ أعلى مراتب الألوهية أو الروحانية التي تقبع خلف كل نشاط ووراء كل حدث، وتشير إلى فاعل إلهي ليس مفارقاً الوجود بقدر ما هو مبدأ للتطور في العالم كله، فالميتافيزيقي يقنع بتفسيرات مورغان الفلسفية عن الوجود ولكنها لا ترضي أصحاب الموقف العلمي.

سوسان الياس

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

برغسون ـ الحيوية ـ هكسلي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ فرانسوا جاكوب، منطق العالم الحي، ترجمة علي حرب (مركز الإنماء القومي، بيروت 1989-1990).

ـ جود، منازع الفكر الحديث، ترجمة عباس فضلي خماس (بغداد، د.ت).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 874
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1035
الكل : 58492908
اليوم : 65422

الضرورة

الضرورة   الضرورة necessity لغة هي الحاجة، واصطلاحاًً هي مقولة لما يتميز به الشيء من وجوب، أو امتناع، أما منطقياً فهي استحالة انفكاك المحمول عن الموضوع، سواء كانت ناشئة عن ذات الموضوع أو عن أمر منفصل عنها. والضرورة الفلسفية إما إيجابية وهي الوجود، أو سلبية وهي العدم. ويقابل الضرورة الإمكان possibility، أو الجواز contingency. وأحياناً تقال الضرورة على الحتمية determinism والقدرية.
المزيد »