logo

logo

logo

logo

logo

مصابني (بديعة-)

مصابني (بديعه)

Masabni (Badi’a-) - Masabni (Badi’a-)

مصابني (بديعة ـ)

(1888ـ 1974)

 

بديعة مصابني فنانة لبنانية استعراضية، جمعت بين الغناء والرقص والتمثيل. وصلت إلى قمة المسرح الاستعراضي في النصف الأول من القرن العشرين. ولدت لأسرة مؤلفة من أبوين وسبعة أشقاء وشقيقات، لم يدخل عالم الفن منهم غيرها. جاءت كنية مصابني من مهنة أبيها الذي كان يملك معملاً لصناعة الصابون. نشأت بديعة مصابني في أسرة ميسورة الحال، إلا أن وفاة والدها واحتراق معمل الصابون حوَّل أسرتها إلى أسرة بائسة، الأمر الذي جعل الطفلة بديعة تعيش حياة مريرة، فهاجرت مع والدتها إلى أمريكا الجنوبية، لكن الأم وابنتها لاقتا في المهجر من الشقاء أسوأ مما واجههما في لبنان، فعادتا إلى بيروت لتستقبلهما المتاعب من جديد، فتضطران إلى شدّ الرحال إلى مصر.

بدأ التاريخ الفني لبديعة مصابني في القاهرة عام 1910، إذ انضمت إلى الفرقة المسرحية للممثل الكبير جورج أبيض ممثلة مبتدئة. ومنذ اليوم الأول لعملها في الفرقة، لفتت النظر إليها بمواهبها المتعددة، وكان بين نجوم تلك الفترة الشيخ أحمد الشامي الذي كان يملك فرقة مسرحية متجولة، وكان يبحث عن فنانة استعراضية تجيد الغناء والرقص والتمثيل. ولما شاهد بديعة مصابني، وجد فيها ضالته فضمها إلى فرقته وأسند إليها دور البطولة مقابل راتب شهري كبير.

أمضت بديعة مصابني خمسة شهور مع فرقة الشيخ أحمد الشامي، عادت بعدها إلى بيروت، لتعمل في صالاتها تغني وترقص، ولتكبر نجوميتها. ومن بيروت انتقلت إلى طرابلس الشام وحلب، وحفظت في تلك الفترة كثيراً من الأغنيات الشامية، كوّنت ذخيرتها الفنية بعد عودتها الثانية إلى مصر. ووقعت الحرب العالمية الأولى، فتعرض لبنان لمجاعة، الأمر الذي دفعها من جديد إلى السفر إلى القاهرة، لتكون إقامتها فيها دائمة.

واظبت بديعة مصابني، في القاهرة، على الذهاب إلى مسرح نجيب الريحاني يومياًَ متفرجة، وفي أحد الأيام التقت الممثل حسين رياض الذي عرفته في أثناء عملها في فرقتي جورج أبيض وأحمد الشامي. فعرّفها على نجيب الريحاني لتبدأ معه مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية، ولأن الريحاني لم يجد لها دوراً يناسبها في المسرحية التي كان يقدمها، أتاح لها الفرصة لتغني بين فصول المسرحية، فكانت تتناوب بالغناء بين الفصول مع محمد عبد الوهاب الذي كان أيضاً في بداية مسيرته الفنية.

وما لبث نجيب الريحاني أن أعدّ لها خصيصاً مسرحية «الليالي الملاح» بالتعاون مع الكاتب بديع خيري. وقامت بديعة بالبطولة المطلقة في المسرحية، وحققت نجاحاً فنياً وجماهيرياً كبيرين. وبعد هذه المسرحية، لعبت أدوار البطولة في العديد من مسرحيات فرقة الريحاني، منها مسرحيات «الشاطر حسن» و«أيام العز» و«ريا وسكينة» و«البرنسيس» و«الفلوس ومجلس الأنس»، وشاركها نجيب الريحاني في بطولة جميع هذه المسرحيات.

وكما جمع الفن بين بديعة مصابني ونجيب الريحاني، جمع بينهما الحب أيضاً فتزوجا، لكن حياتهما الزوجية كانت سلسلة من الحب والبغض والقرب والبعد، وانتهت بانفصالهما عن بعضهما.

وبعد انفصال بديعة مصابني عن نجيب الريحاني، أسست صالتها التي اشتهرت باسمها، وشكّلت فرقة استعراضية كبيرة، نالت شهرة واسعة. بل إن صالتها وفرقتها الاستعراضية كانتا بحق مدرسة كبيرة، تخرج فيها كبار الفنانين الذين أصبحوا نجوماً من أبرزهم؛ فريد الأطرش ومحمد فوزي ومحمد عبد المطلب وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمد الكحلاوي وغيرهم.

جنت بديعة مصابني من فرقتها وصالتها كثيراً من الشهرة والمال. وفي الحرب العالمية الثانية تحولت صالتها إلى أداة للترفيه عن الجنود الإنكليز. وبعد انتهاء الحرب، حاولت أن تستعيد مجدها في المسرح الاستعراضي، غير أن المواهب التي رعتها من قبل، كانت قد انخرطت في السينما، ولم تستطع بديعة العودة بمسرحها الاستعراضي ثانية.

في عام 1941 قامت مصلحة الضرائب المصرية بمطالبة بديعة مصابني بمبالغ مالية كبيرة؛ ضرائب مستحقة عليها. ووقع خلاف حاد بينها وبين مصلحة الضرائب، فجمعت ثروتها وهربت بها إلى لبنان، وبذلك أسدلت الستارة على نحو ثلاثين سنة من مسيرتها الفنية في القاهرة.

قامت بديعة مصابني - في لبنان - بإنشاء مزرعة كبيرة أدارتها بنفسها، وتزوجت الشاعر إلياس خليل زخريا بعد أن قررت اعتزال الفن. إلا أنها في عام 1974، كان لها عودة وحيدة إلى الفن، عندما عرض عليها الفنان شوشو أن تشاركه في إحدى مسرحياته. فأطلت إطلالة خاطفة في مسرحية «كافيار وعدس»، مثلت فيها دور عضو في جمعية خيرية. توفيت بديعة مصابني بعد حياة مليئة بالمرارة والترف والكفاح والفن.

أحمد بوبس

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

لبنان.


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 705
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58492784
اليوم : 65298

ضريح

الضريح   تولي الجماعات الإنسانية، في مختلف بقاع العالم، اهتمامها بالأضرحة mausoleums، لما تحمله بالنسبة إليها من معان ثقافية وحضارية متنوعة، تختلف باختلاف التجارب التاريخية والاجتماعية لكل جماعة، وباختلاف العقائد الدينية والسياسية السائدة فيها.
المزيد »