logo

logo

logo

logo

logo

ملاوي

ملاوي

Malawi - Malawi

ملاوي

 

تقع جمهورية ملاوي Malawi في جنوب شرقي القارة الإفريقية إلى الجنوب من خط الاستواء بين درجتي عرض 21 َ 9 ْ و7 َ 13 ْ جنوباً، وخطي الطول 40 َ 32 ْ و54 َ 35 ْ شرقاً، بعيداً عن سواحل البحار والمحيطات العالمية. يحدها من الشمال والشمال الشرقي تنزانيا، ومن الشرق موزمبيق وبحيرة ملاوي (نياسا Nyasa )، ومن الجنوب موزمبيق ومن الغرب موزمبيق وزامبيا، وتبلغ مساحتها نحو 484.118 ألف كم2؛ تؤلف بحيرة ملاوي وثلاث بحيرات أصغر منها  نحو 20% منها وتمتد ملاوي بشكل متطاول من الشمال إلى الجنوب لمسافة 835كم، ويتفاوت العرض من الغرب إلى الشرق بين 60-180 كم.

لمحة تاريخية

يعتقد أن استيطان المنطقة المعروفة حالياً بملاوي يرجع إلى 10 آلاف عام تقريباً، حيث وجدت بقايا المجتمعات البدائية حول بحيرة ملاوي. وفي القرن السادس عشر الميلادي أسس شعب المارافي Maravi  إمبراطورية تجارية واسعة، وكان أول من وصل من الأوربيين إلى هذه المنطقة المستكشف البرتغالي غاسبار بوكارو Gaspar Bocarro الذي أشار في مذكراته التي نشرت عام 1492 إلى بحيرة كبيرة وسط القارة الإفريقية، وقد أعاقت تجارة الرقيق التي عانت منها معظم الدول الإفريقية التطور التاريخي لملاوي.

في عام 1891 أعلنت بريطانيا ملاوي محمية بريطانية، وفي عام 1893 أصبحت ملاوي «محمية وسط إفريقيا البريطانية» ثم تغير اسمها عام 1907 إلى محمية نياسالاند Nyasaland، وبلغ الكفاح ضد الاحتلال البريطاني ذروته بانتفاضة عام 1915 بقيادة جون شيلمبوي Chilembwe الذي لقب بأبي الوطنية الملاوية.

وفي عام 1944 تشكل حزب مؤتمر نياسالاند، الذي تغير اسمه فيما بعد إلى حزب مؤتمر ملاوي، وقام بتعبئة الشعب وتحريضه على النضال لنيل الاستقلال عن بريطانيا، وفي عام 1953 عملت بريطانيا على إنشاء اتحاد بين روديسيا ونياسالاند على الرغم من معارضة السكان الأفارقة، وقد أجبرت هذه المعارضة بريطانيا على إلغاء هذا الاتحاد.

وفي تموز/ يوليو 1960 جرت محادثات في لندن سمحت بعدها بريطانيا بتأسيس مجلس تشريعي في نياسالاند، التي أصبحت في تموز/يوليو 1964دولة ملاوي المستقلة، وبعد عامين تبنت الدولة النظام الجمهوري، وأصبح اسمها الرسمي جمهورية ملاوي، وفي عام 1994 وبعد ثلاثة عقود من حكم الحزب الواحد أجرت البلاد انتخابات تعددية فاز فيها الرئيس باكيلي مولوزي Bakili Muluzi الذي أعيد انتخابه مرة ثانية عام 1999.

الجغرافية الطبيعية

تتنوع المظاهر التضريسية بين مناطق جبلية مرتفعة وأخرى هضبية بها سهول وعرة، ومناطق منخفضة بالقرب من بحيرة ملاوي، ويمر جزء من وادي الصدع العظيم ضمن ملاوي من الناحية الشرقية، حيث تشغل البحيرة جزءاً من هذا الوادي، ويتدفق نهر شاير Shire من الناحية الجنوبية من البحيرة ليلتقي مع نهر الزمبيزي Zambezi ضمن أراضي موزمبيق، وعلى طرفي الصدع من الناحية الشرقية والغربية ترتفع الأرض على شكل هضبة عالية يراوح ارتفاعها بين 900 - 1200 م فوق سطح البحر، وترتفع إلى 2400 م في نجد ناييكا Nyika في الشمال، ويصل الارتفاع إلى 3000 متر تقريباً جنوب بحيرة ملاوي في جبل سابيتوا Sapitwa وهذه أعلى نقطة في البلاد.

نهر شاير

يتنوع المناخ بين الشمال والجنوب بتنوع المظاهر التضريسية، فهو حار ورطب في الجنوب ضمن وادي نهر شاير، حيث يراوح متوسط درجة الحرارة بين 12 - 24 درجة مئوية حسب الفصول، أما مناخ المناطق المرتفعة فهو أكثر استقراراً وأقل رطوبة وتنخفض فيه درجات الحرارة. ويمتاز المناخ في ملاوي بوجود فصلين أساسيين: الأول ماطر يمتد من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل، ويصل فيه معدل الأمطار إلى 2300مم سنوياً في المناطق المرتفعة، وينخفض إلى 800 مم فقط في المناطق الجنوبية، والثاني جاف وحار يمتد من شهر أيار/مايو حتى نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر.

تغطي غابات الأشجار الصغيرة أجزاء كبيرة من مساحة ملاوي، وتنمو بعض الأشجار غير المثمرة في الأودية الرطبة وعلى ضفاف الأنهار، وتنمو أشجار الباؤباب Baobab والصمغ وأشجار الصنوبر في المناطق المرتفعة. وعلى الرغم من مشكلة الاحتطاب الجائر للغابات بغرض استخدام الحطب في الوقود، يبقى نحو 28% من مساحة البلاد مغطى بالأشجار. وتمتاز ملاوي بتنوع الحياة البرية فيها، حيث تعيش على أرضها الفيلة ووحيد القرن والزرافات وحمار الوحش والقرود وأنواع متعددة من الظباء، وأنواع كثيرة من الزواحف والطيور، إضافة إلى أن بحيرة ملاوي من أكثر البحيرات في العالم تنوعاً بالأسماك والحياة المائية. وتعد إزالة الغابات وانجراف التربة وتلوث المياه بالصرف الصحي والنفايات الصناعية من أبرز المشكلات البيئية في ملاوي.

جبل مولانجيه Mulanje

بلغ عدد السكان نحو 11.9 مليون نسمة عام 2004، فتكون الكثافة بذلك أكثر من 100 نسمة لكل كيلو متر مربع، ويؤلف الريفيون نحو 86% من مجمل السكان، فيما يؤلف سكان المدن 14% فقط. وبسبب الفقر والظروف الصحية السيئة ينخفض متوسط العمر المتوقع عند الولادة إلى 37.5 سنة لكل من الذكور والإناث، كما ينخفض معدل معرفة القراءة والكتابة عند من تزيد أعمارهم على تسع سنوات إلى 62.7%، ويرتفع هذا المعدل إلى 76.1% عند الذكور، وينخفض إلى 49.8% عند الإناث.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة مازالت مستويات التعليم والصحة منخفضة،على الرغم من التطور في أعداد كل من المدارس والتلاميذ والمعلمين، وقد انعكس ذلك إلى حدّ كبير على المستوى الصحي، ويظهر ذلك في ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال إلى 104.23 حالة لكل 1000 طفل يولدون أحياء، وانتشار مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز؛ ويقدر عدد المصابين به بنحو 850 ألف حالة إصابة.

التركيب العرقي للسكان في ملاوي معقد، على الرغم من أن الزنوج الأفارقة يؤلفون نحو 99% من السكان، ويؤلف الشيوا Chewa الأغلبية العظمى من السكان في المنطقة المركزية، والنيانجا Nyanja الذين يعيشون على نحو رئيسي في الجنوب، والتومبوكو في الشمال، والنغوني Ngoni وهم فرع من قبائل الزولو في المناطق المركزية المنخفضة والشمالية المنخفضة، وكذلك الياو Yao وهم في غالبيتهم مسلمون، ويعيشون في المناطق الحدودية الجنوبية الشرقية. وإلى جانب هؤلاء يوجد قبائل لوموي Lomwe وسينا Sena وتونغا Tonga ونغوندي Ngonde إضافة إلى مجموعات صغيرة من الآسيويين والمستوطنين الأوربيين.

تدين الغالبية العظمى من سكان ملاوي بالمسيحية، حيث يؤلف أتباعها نحو 75% من مجمل السكان، منهم 55% يتبعون الكنيسة البروتستنتية و20% أتباع الكنيسة الكاثوليكية، ويؤلف المسلمون 20% من السكان، والمتبقي هم من الديانات الوثنية. وتعد اللغة الإنكليزية واللغة الشيشوية Chichewa اللغتين الرسميتين لملاوي، ويتكلم السكان إضافة إلى ذلك عدة لغات محلية.

نظام الحكم في ملاوي جمهوري رئاسي، والرئيس هو زعيم الدولة، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس الوزراء، أما السلطة التشريعية فهي «البرلمان» (الجمعية الوطنية) الذي يتألف من 193 عضواً يتم انتخابهم لمدة خمس سنوات إضافة إلى أعضاء إضافيين يعينهم الرئيس.

عاصمة ملاوي هي مدينة ليلونغوي Lilongwe، وقد بلغ عدد سكانها نحو 499.2 ألف نسمة عام 2003، وأكبر مدينة في ملاوي مدينة بلانتاير Blantyre، التي بلغ عدد سكانها 547.5 ألف نسمة للعام نفسه، ومن المدن المهمة أيضاً مزوزي Mzuzu (نحو 65 ألف نسمة) وزومبا Zomba ن(65 ألف نسمة أيضاً)؛ وفيها جامعة زومبا التي تأسست عام 1964. 

ملاوي من الدول الأقل نمواً والأشد فقراً في العالم، حيث إن 55% من السكان يعيشون تحت مستوى خط الفقر، ويعتمد اقتصادها على المساعدات الاقتصادية المقدمة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومن الدول المانحة، ففي عام 2002 اعتمد البنك الدولي خمسين مليون دولار منحة لمساعدة ملاوي على التغلب على المشكلات الناجمة عن الجفاف الذي تعرضت له. وتواجه الحكومة تحديات صعبة، مثل: التغلب على المشكلات البيئية، والتعامل مع مشكلة تفشي مرض الإيدز، وتلبية متطلبات المانحين الدوليين.

يشغل القطاع الزراعي المركز الأول بين القطاعات الاقتصادية بكل المعايير، فهو يسهم بنحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي و88% من عائدات التصدير، ويعد قطاع التبغ أهم قطاعات الزراعة إذ يحقق أكثر من 50% من عائدات التصدير. ويعمل فيه أكثر من 90% من القوى العاملة تقريباً والمقدرة بنحو 4.5 مليون نسمة في الأنشطة الأولية المتمثلة بالزراعة والحراجة والتعدين وصيد الأسماك.

تمثل المحاصيل النقديةـ الشاي والتبغ وقصب السكر والقطن ـ الركن الأساسي في الاقتصاد الزراعي، كما تزرع المحاصيل الغذائية كالبطاطا والمنيهوت (الكسافا)، إضافة إلى ذلك يهتم الفلاحون بتربية المواشي والماعز.

الصناعة في ملاوي متخلفة ولا تقدم سوى 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي تقوم بالدرجة الأولى على تصنيع المنتجات الزراعية كالتبغ والشاي والسكر ونشر الخشب والإسمنت والسلع الاستهلاكية.

أهم الصادرات: التبغ والشاي والسكر والقطن والبن والفول السوداني والمنتجات الخشبية، أما أهم الدول المستورِدَة من ملاوي فهي جنوب إفريقيا (22% من قيمة الصادرات الملاوية)، والولايات المتحدة الأمريكية (14.7%)، وألمانيا (12.2%)، ومصر (5.3%)، واليابان (5.1)، وهولندا (4.7%)، وروسيا (4.1%).

أما أهم الواردات فهي السلع الغذائية والمنتجات النفطية والسلع نصف المصنعة والسلع الاستهلاكية ومعدات النقل. وأهم الدول المصدِّرَة لملاوي هي: جنوب إفريقيا (45.1% من واردات ملاوي)، وزامبيا (12.3%)، والولايات المتحدة الأمريكية (5.4%)، والهند (4.1%).

عبد الرؤوف رهبان

 

مراجع للاستزادة:

- A. YUNG and D.M.YOUNG, AGeogra phy of Malawi Trafalfar Square (1992).

- D. ELSE,Lonely Planet Malawi (Lonely Planet Publications 2001).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 412
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1060
الكل : 58492421
اليوم : 64935

التنمية الاقتصادية والاجتماعية

التنمية الاقتصادية والاجتماعية   شاع مفهوم التنمية، مثله مثل مفهوم التخلف، غداة الحرب العالمية الثانية للتعبير عن طموح الدول المستقلة تباعاً إلى تحسين أحوالها والسير على طريق التقدم. ومنذ ظهوره، أثار مفهوم التنمية جدلاً واسعاً ومتناقضاً حال دون الاتفاق على تعريف واحد له، فهناك من عدّ مفهوم التنمية مفهوماً معيارياً نسبياً لا يمكن وضع حدود له، وهناك من ركز على النمو الاقتصادي وعدّه جوهراً لعملية التنمية، وهناك من نظر إلى التنمية بوصفها عملية تؤدي، في مدة طويلة من الزمن، إلى زيادة الدخل القومي ونصيب الفرد منه.
المزيد »