logo

logo

logo

logo

logo

موت الرضيع المفاجيء

موت رضيع مفاجيء

Sudden Infant Death Syndrome - Mort soudaine du nourrisson

موت الرضيع المفاجئ

 

متلازمة موت الرضيع المفاجئ sudden infant death syndrome هي حوادث موت الرضَّع الأصحّاء دون سنتهم الأولى من العمر التي تبقى من غير تفسير بعد الاستقصاء الكامل الذي يشمل فحص مكان الوفاة، ومراجعة القصة السريرية، وتشريح الجثة.

المفسّر بتشريح الجثة (18-20%)

غير المفسر بتشريح الجثة (80-82%)

ـ طبيعية: كما في الأخماج والتشوهات الخلقية، وغيرها.

ـ الرضوض العفوية.

ـ الرضوض المتعمدة (اضطهاد الرضّع). 

ـ متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

ـ الخنق العمْد.

 

الجدول (1) التشخيص التفريقي لحالات موت الرضيع المفاجىء (SIDS).

إن فحص الجثة مهم لأن 20% من الحالات قابلة للتفسير بموجودات التشريح مثل التشوهات الخلقية والرضوض كما في اضطهاد الرضع (جدول 1)، ولو أن التشريح لا يفرق بين الموت المفاجئ والخنق العمد، غير أن استقصاء مكان الوفاة والتدقيق في القصة يفيد في التشخيص.

تواتر الحدوث والعوامل المؤهبة

يُعدّ موت الرضيع المفاجئ في الغرب السبب الثالث لوفيات الأطفال، والسبب الأول لوفاة الرضَّع بعد مرحلة الوليد حتى السنة الأولى. وقد هبط تواتر الحدوث من 2-3 لكل ألف ولادة حية، إلى أقل من 1/1000 بدءاً من عام 1994، لتغيّر عوامل الخطر.

تحدث أغلب الوفيات (90%) بين عمر يمتد من عدة أسابيع إلى ستة أشهر. ويندر أن تحدث في الأسبوعين الأولين (دون 1%)، كما أن أغلبها يتم في أثناء نوم الأم ورضيعها من منتصف الليل حتى الثامنة صباحاً.

تبدي الدراسات القديمة ارتفاعاً في حالات الوفاة الفجائية في الشتاء (موسم الأخماج الفيروسية التنفسية)، لكن العلاقة أصبحت أضعف عندما اكتشفت عوامل خطر أخرى مثل التدخين.

عوامل والدية وحول الولادة

عوامل ذات علاقة بالرضيع

- تدخين أحد الوالدين أو كليهما.

- إدمان الهيروئين أو الكوكائين.

- العوز الغذائي وتدني المستوى الاجتماعي الاقتصادي.

- صغر سن الأم ونقص التعليم.

- الأم الوحيدة كالمطلقة وغير ذلك.

- كثرة الولادات وقصر الفترات بين الحمول.

- ضعف العناية بالحامل.

- نقص الأكسجة داخل الرحم.

- سوء نمو الجنين.

- العمر (والذروة بين 2-4 أشهر).

- الذكورة.

- فشل النمو.

- الخداج.

- النوم على البطن والجانب.

- مرض حمّوي حديث.

- التعرض لدخان اللفافات (السجائر).

- النوم على فراش لين.

- الشدة الحرارية (التدثر بالثياب، فرط التدفئة).

- البرد القارس.

الجدول (2) عوامل الخطر في موت الرضيع المفاجئ

تشيع حالات الوفيات عند الأقليات العرقية والشعوب الأقل تحضراً ذات الدخل المنخفض، وهي أكثر عند الذكور منها عند الإناث (بنسبة 3/2). ومن عوامل الخطر الأخرى: نقص وزن الرضيع حين الولادة، والأم المراهقة الصغيرة، والمدخّنة أو المدمنة على المخدرات، والقصة العائلية لوفيات مفاجئة، علماً أن هذه الحالات ترفع الخطر مرتين إلى ثلاث مرات لكنها لا تحصر الحالات المرشحة. ولابد من الإشارة إلى أن التلقيح حديث العهد لا يعدّ عامل خطر (الجدول2).

آلية الوفاة

آلية أو آليات حدوث الوفاة ما زالت مجهولة، ولا يُعرف هل تبتدئ بتوقف التنفس أم باضطراب نظم القلب أم بتوقفه؟. هناك فرضيات عدّة مقترحة مثل:

- انسداد تنفسي علوي (انسداد الحنجرة مثلاً).

- زيادة الكاتيكولامينات.

- تأذي جذع الدماغ أو قلة نضجه.

- فرط الخضاب الجنيني.

وقد وجد أن بعض الذين تعرضوا لنوب توقف التنفس apnea ماتوا لاحقاً، لكن الأغلبية لم يموتوا، ولم يُعرف عن الذين ماتوا أنهم تعرضوا لنوب توقف التنفس.

كما أن قصة وجود خمج تنفسي بسيط عند المتوفين ليست نادرة، وليس نادراً أيضاً أن يكونوا قد شوهدوا من قبل طبيب أطفال قبل يوم أو يومين.

تغير بعض عوامل الخطر

في عام 1994 قامت جماعة «العودة إلى النوم» في أكاديمية طب الأطفال الأمريكية بنشر الوعي حول عوامل الخطر في وفيات المهد المفاجئة القابلة للتعديل وهي: وضعية النوم، والإرضاع من الزجاجة، وتدخين الأم أو من يحيط بها، وفرط تدفئة الرضيع. غير أن أهم هذه العوامل يبقى وضعية النوم والتدخين.

إن النوم على البطن (بوضعية الاستلقاء البطني) يزيد الوفيات؛ إذ يقلل فرصة الصحو في أثناء النوم أو في أثناء نقص الأكسجين، فيُعاد استنشاق هواء الزفير مما يؤثر في الجملة العصبية الذاتية غير الناضجة. وللنوم الجانبي تأثير مماثل خلافاً للنوم على الظهر، أما تأثير التدخين الوالدي فكارثي على نمو الجنين وجملته العصبية الذاتية ورئته النامية وعلى وظائف الوليد؛ ولاسيما إن اجتمع مع الالتهابات التنفسية الفيروسية.

التشريح المرضي

أكثر العلامات التشريحية المرضية عند المتوفين هي تلك الدالة على الاختناق أو نقص الأكسجين، مثل النمشات lentigo الصدرية في الجنب والتامور pericardium والتوتة thymus ن(87% من الحالات). وقد يوجد حليب في الرئتين بسبب الاستنشاق. كما توجد علامات التهاب الطرق التنفسية الخفيف واحتقانها مع وذمة بسيطة أحياناً، ومن العلامات الدالة على نقص أكسجة مزمن خفيف قبل الوفاة (ويرى عند ثلثي المتوفين) دُباق جذع الدماغ gliosis brainstem؛ وتصنيع الدم خارج النقي hematopoiesis extramedullary (ولاسيما في الكبد)؛ وزيادة الشحم حول الكظرين. وقد لوحظ أيضاً تأخر النمو قبل الولادة وبعدها لدى المتوفين، مع ارتفاع الكورتيزول.

تظهر أهمية التشريح في نفي الأسباب المهمة للوفاة المفاجئة؛ مثل التهاب السحايا والدماغ والعضلة القلبية والنزف داخل القحف.

المشهد الأخير: حينما يكتشف الأهل أن طفلهم بارد أزرق لا يتنفس؛ يصدمون ويراجعون أقسام الطوارئ، حيث لا يجدي الإنعاش. يُفحص المكان الذي توفي فيه الطفل وتُشرَّح الجثة، ويبقى على الطبيب أن يتحلى بالحكمة والصبر عند شرح الحالة للأهل المفجوعين، ويمكن الاستعانة بطبيب نفسي أو مجموعات دعم خاصة عند توافرها.

ويبقى على الجهات المسؤولة أن تحسِّن الوضع الاقتصادي والثقافي وتنشر الوعي الصحي، ومن ذلك (في هذه الحالة) تغيير طريقة النوم، ومنع التدخين حول الطفل.

غالب خلايلي

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

- Current Pediatric Diagnosis & Treatment, (16th edition, McGraw  Hill, 2003).

- Nelson, Textbook of Pediatrics, (17th edition, 2004).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 827
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58491575
اليوم : 64089

التعويض

المزيد »