logo

logo

logo

logo

logo

المعجم (أنواع-)

معجم (انواع)

Dictionary - Dictionnaire

المعجم (أنواع ـ)

 

المعجم dictionary، dictionnaire [ر. المعجم العربي]؛ كتاب مرجعي في اللغة، يصنِّف مؤلفه - أو مؤلفوه - فيه كلمات اللغة في مساق عامٍ مرتبٍ ألفبائياً عادة، أو في موضوع معين، ويبيِّن معاني هذه الكلمات. وهناك بعض المعاجم التي تزيد على هذه الوظيفة الأساسية، بأن تقدم معلومات عن طريقة - طرائق- لفظ الكلمات، وصيغها النحوية، ووظائفها، وتأريخ أصولها، واستعمالاتها الإعرابية، وأضدادها. وقد يقدِّم المعجم أيضاً شواهد توضح استخدامات الكلمة في معانٍ محددة، مع ذكر تاريخ الشاهد واسم صاحبه أو المصدر الذي أُخذ منه، لتبيان تحولات المعنى زمنياً إن وجدت.

    يعود أصل المعجم في العربية إلى فعل أعْجَمَ الكلامَ أو الكتابَ أي أزال عُجْمَتَه وإبهامه وفسّره، ويعرِّف العرب المعجم بالقاموس، كما في «القاموس المحيط» للفيروزآبادي[ر]. أما في اللاتينية[ر] فالأصل هو dictio أي فعل الكلام، و dictionarius أي مجموعة كلمات. وهناك بعض أنواع الموسوعات[ر. الموسوعة] encyclopaedias التي تطلق على نفسها اسم معجم، مثل موسوعات الأعلام biographical dictionaries، على الرغم من اختلاف الوظيفة المرجعية بين المعجم والموسوعة.

قد يكون المعجم جرداً شاملاً لكلمات لغة ما بأجمعها، وقد يتضمن جزءاً منها فقط. أما مسرد المصطلحات المستخدمة في بحث علمي ما فيطلق عليه اسم glossary، في حين يطلق اسم concordance على ثبت مصطلحات بحث علمي ما مع إحالاتٍ إلى كل فصل من فصوله حيث يجد القارئ شرحاً للمصطلح. ومن الناحية النظرية يمكن الوصول إلى معجم جيد بتصنيف عدد كبير من ثبوت المصطلحات وتنظيمها في حقل علمي محدد.

يشير اسم lexicon، الملتبس كمصطلح، إلى «كتاب الكلمات» word book (معجم)، إلا أن له في الوقت نفسه معنى مجرداً خاصاً عند اللغويين يحيل إلى الوحدات البنيوية القابلة للانفصال والتي تشكِّل جسم اللغة. ومن ثم يمكن لحضارة ما في مرحلة ما قبل التدوين أن تمتلك lexicon قبل أن تدوَّن وحدات لغتها في معجم. وعملية تصنيف المعجم يقابلها بالإنكليزية مصطلح lexicography، في حين أن مصطلح علم المعاني lexicology يشير إلى فرع في علم اللغة يستفيد المعجميون أكبر الفائدة من نظرياته في عملهم. أما في اللغة الألمانية- مثلاً- فيستخدم مصطلح lexikon في تسمية موسوعة الأعلام والفنون والآداب، مثل «موسوعة الأدباء» Lexikon der Schriftsteller أو «موسوعة الأدب العالمي» Lexikon der Weltliteratur.

تدل عبارة «ترتيب معجمي» dictionary order بداهةً على ألفبائية المساق المعتمد. لكن بعض الآراء اللغوية الحديثة تعدّ هذا الترتيب الألفبائي قسراً غير مفيد، مقارنة مثلاً بنظام ترتيب المفردات في مجموعات وفق تقارب معانيها في حقل معين، كما في معاجم المترادفات synonymy أو thesaurus. لكن معجماً من هذا النوع يلزمه -لاشك- مسرد ألفبائي لتسهيل الإحالات، مما يدل على أنه لايمكن الاستغناء عن الترتيب الألفبائي إلا في الأعمال البالغة التخصص.

إن التمييز ما بين المعجم والموسوعة ليس بالأمر اليسير عملياً، فإذا كان المعجم يفسر الكلمات والموسوعة تشرح الأشياء فإن فائدة الكلمات تُستمد من مرجعيتها إلى الأشياء، ومن ثم يصعب إنجاز معجم من دون إيلاء اهتمام كبير إلى الأشياء والمجردات التي يسميها ويشرحها.

يتضمن المعجم الأحادي اللغة monolingual مسرد الكلمات وشروحاتها باللغة نفسها، في حين ترد الشروحات في المعجم الثنائي اللغة bilingual أو المتعدد اللغات (multilingual, polyglot) بلغة أو بلغات أخرى، مثل «المورد الثلاثي- عربي، إنكليزي، فرنسي». ولقد اتسع معنى مصطلح معجم على نحو مرن، بحيث بات يدل على مراجع ذات مسارد الفبائية الترتيب مثل: معجم الأعلام، ومعجم الأنساب، أو حتى معجم اللدائن dictionary of plastics.

لمحة تاريخية

إن أقدم معجم لغوي معروف عالمياً حتى الوقت الحاضر هو الذي كشفت عنه التنقيبات الآثارية في مدينة إبلا[ر] Ebla السورية في أواخر القرن العشرين. ويعود هذا المعجم إلى نحو عام 2300 ق.م، وهو مؤلف من مجموعة من الرقُم الطينية، محفور فيها بالخط المسماري مسرد كلمات باللغة السومرية ومقابلاتها باللغة الأكدية[ر]. كما عُثر في المنطقة الوسطى من وادي الرافدين على مسرد كلمات باللغة الأكدية في فرعها البابلي يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد. أما أول معجم باللغة اليونانية فهو الذي وضعه بامفيلوس Pamphilos في الإسكندرية في القرن الأول الميلادي. ولحقت به معاجم الأتيكيين  Atticists - نسبة إلى منطقة أتيكا Attica في اليونان- في القرن الثاني الميلادي، ثم معجم هِسيخيوس Hesychios في الإسكندرية في القرن الخامس الميلادي، ومعجم فوتيوس Photios في العصور الوسطى. وعلى صعيد اللغة اللاتينية ـ لغة امبراطورية روما ظهر أول معجم لغوي في القرن الأول الميلادي، وضعه ڤِريوس فلاكّوس Verrius Flaccus بعنوان «معاني الكلمات» De verborum significatu وبترتيب ألفبائي. وقد وفَّر هذا المعجم معلومات قيمة عن قواعد اللغة اللاتينية وعن حضارة ذلك العصر. وفي أثناء العصور الوسطى اهتم بعض اللغويين بالدراسات المعجمية في عدد من بلدان أوربا، إلى أن نُشر في مدينة رِجّيو Reggio الإيطالية المعجم العملاق المتعدد اللغات للراهب أمبروجو كالِبينو Ambrogio Calepino والذي ضمّ إلى جانب اللاتينية اليونانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية؛ أما طبعة عام 1590 فقد ضمت إحدى عشرة لغة. إن الهنود كانوا أسبق من الأوربيين في التصنيف المعجمي، فقد وضعوا منذ القرن الخامس الميلادي معاجم متخصصة باللغة السنسكريتية[ر] في علوم النبات والطب والفلك، ومعاجم متعددة اللغات ضمت السنسكريتية والتبتية والمنغولية والصينية.

أنواع المعاجم

ثمة معاجم يضعها مؤلفوها لتلبية حاجة عامة، حسبما يزعمون. علماً أن كل معجم من المعاجم يضع في حسبانه عند تصنيفه فئة معينة من الناس الذين سيستخدمونه. وفي الوقت نفسه يتوقع مستخدمو المعجم منه أن يلبي لهم توقعات صارت بمنزلة العُرف في تصنيف المعاجم. وأحد هذه الأعراف أن يكون المؤلفون من ذوي المؤهلات العلمية العالية والخبرة الموثوقة. وهناك من يطالب المؤلفين بقرارات قطعية فيما يتعلق بخيارات استخدام المعجم. لكن معظم علماء اللغة يرون أن المعجم الذي يتجاوز وظيفته وهدفه في تبيان حال اللغة من خلال تقديم المعلومات العلمية الدقيقة يكون معجماً رديئاً.

وهناك من المعاجم ما يوضع ليلبي مستوى علمياً معيناً مثل المعجم المدرسي school dictionary أو المعجم الجامعي student dictionary؛ وهي معاجم وجيزة تأخذ في حسبانها المستوى المعرفي للمخاطب، وضرورة أن تزيده معرفة على نحو موجه، فتشجعه على البحث. وقد ظهرت أولى هذه المعاجم منذ القرن الثامن عشر في إنكلترا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الطبعات الجديدة منها تخضع لمراجعة علمية دقيقة لتلبي التطورات الجديدة على صعيد اللغة نفسها والعلوم. ومن أشهرها عالمياً «The Merriam- Webster Collegiate Dictionary» بطبعة عام 1993.

ثمة نوع من المعاجم يركز تصنيفه على اللغة المعاصرة الحية ويهمل المفردات الميتة والحوشية archaic والمعاني القديمة لبعض الألفاظ والعبارات غير المتداولة في هذا العصر، وكل ما يتبع ذلك على صعيد النحو. فلا يكون هذا المعجم متحفاً لجسم اللغة كله، بل للأجزاء الحية منه، مما ييسر التعامل معه من دون إرباك، ولاسيما في اللغات التي مرت بتطورات ملحوظة في تاريخها كالإنكليزية والفرنسية والروسية والصينية وغيرها كثير. ومن أشهرها عالمياً أيضاً Longman Dictionary of Contemporary English في طبعاته المتجددة.

وهناك بطبيعة الحال المعاجم المتخصصة في كل علم من العلوم، النظرية منها والعملية مثل المعجم الطبي والهندسي والفلكي والنباتي والقانوني والفلسفي والأدبي ومعجم البحار والمحيطات، ومعجم السيارات والطائرات والسفن، وغير ذلك كثير، حتى يمكن القول إن لكل فرع من علم معين معجمه الخاص الذي لا غنى عنه عند العاملين والباحثين في هذا الحقل أو ذاك.

إضافة إلى ذلك فإن لكل لغة تقريباً معجمها القومي national dictionary، مثل «معجم اللغة اللاتينية» Thesaurus Linguae Latinae الذي طبع في ألمانيا والنمسا عام 1988، و«معجم الأخوين غْريم» Das Wörterbuch der Brüder Grimm  للغة الألمانية، و«معجم اللغة السويدية» Ordbok öfver svenska språket (1898) و«كنز اللغة الفرنسية» Trésor de la langue française  )1917) و«معجم أكسفورد الإنكليزي» Oxford English Dictionary )1928) الذي يعد أهم معجم عالمياً طُبقت فيه قواعد عـلم التصنيف المعجمي.

منذ أواخر عصر النهضة الأوربية واجهت المعاجم مشكلة اختلاف اللهجات dialects  في إطار اللغة الواحدة، فصدرت معاجم ترصد هذه الاختلافات من حيث أشكال اللفظ وتباين المعاني وابتكار مفردات جديدة. وكان سبب هذا الاهتمام الوعي بالواقع الموضوعي لحركة اللغة وتطوراتها والنظر إلى التنوع كإغناء للغة، تماماً مثلما كانت النظرة إلى مسألة العامية slang والفصحى standard منذ ذلك الحين؛ إذ سارع اللغويون إلى رصد أساليب التعبير العامية ومفرداتها وقواعد النحو والصرف فيها، ومقارنتها بالفصحى، ولكن غالباً من دون تعالٍ في معالجة الظاهرة، فاللغة الإيطالية المعاصرة مثلاً هي إحدى عاميات اللغة اللاتينية التي انقرضت. وقد صدرت منذ أواخر القرن السادس عشر في إنكلترا معاجم ترصد حركة العامية وخصوصية لغات أهل المهن cant أو jargon، وكذلك الأمر في الصين المعاصرة وفي جمهوريات الاتحاد السو?ييتي السابق وفي منطقة اللغة الألمانية (النمسا، ألمانيا، سويسرا).

إضافة إلى ذلك هناك المعاجم التي ترصد المفردات الدخيلة (الأجنبية) وطريقة استيعابها في جسم اللغة كتابة ولفظاً.

 

نبيل الحفار

الموضوعات ذات الصلة:

الترجمة ـ اللغة ـ المَجمَع.

مراجع للاستزادة:

 - EUGENE P. SHEEHY et al., (eds.) A Guide to Reference Books 10th ed,. (1986).

- GERT  A. ZISCHKA, Index Lexicorum: Bibliographie der lexikalischen Nachschlagewerke (1959).

- TOM MCARTHUR, Worlds of Reference: Lexicography, Learning, and Language from the Clay Tablet to the Computer (1986).

WALFORD’s Guide to Reference Material, th ed. Vol.3(1991). -


التصنيف : اللغة
النوع : لغات
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 69
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1026
الكل : 58468600
اليوم : 41114

أيوب (رشيد-)

أيوب (رشيد ـ) (1872 ـ 1941م)   رشيد أيوب، شاعر مهجري لبناني، ولد في بسكنتة، وهجرها قبل بلوغه العشرين من عمره، مع بدايات حركة الهجرة من لبنان وسورية إلى المهاجر الأمريكية، فاستقرّ في مدينة «نيو أورلينز» من ولاية لويزيانة، حيث اتّجر وأصاب قسطاً من النجاح، وكان طوال إقامته في تلك المدينة يحنّ إلى جو تتضوّع فيه رائحة الأدب العربي، فلا يجده حيث كان مقيماً، لذلك نزح إلى نيويورك طمعاً بمثل ذلك الجو، وهناك سكن في حي بروكلن، حيث يسكن معظم المهاجرين، بقي فيه حتى قضى نحبه بالغا من العمر سبعين عاماً.
المزيد »