مرار فقعسي
Al-Marrar al-Faka’si - Al-Marrar al-Faka’si

المرّار الفقعسي

(… ـ … هـ/… ـ … م)

 

المَرّار بن سعيد بن حَبيب بن خالد ابن نضلة، أبو حسان، الفقعسي نسبة إلى أحد أجداده، الأسدي نسبة إلى قبيلته بني أسد بن خُزيمة.

أمه بنت مروان بن منقذ «الذي أغار على بني عامر بن ثهلان فقتل منهم مئة بحبيب بن منقذ عمه، وكانوا قتلوه»، وقد افتخر المرار بجده هذا فقال:

أنا ابنُ التاركِ البكري بِشْرٍ      

                          عليه الطيرُ ترقبه وقوعا

وهو أحد شعراء سبعة يسمون المَرّار، وهم: المرار العَدوي والمرار العِجْلي والمرار الطائي والمرار الشيباني والمرار الكلبي والمرار الحَرَشي، وهو.

وهو شاعر إسلامي أدرك الدولة الأموية، وقيل أدرك الدولة العباسية، وليس في أخباره ما يثبت ذلك. وكان «قصيراً مُفرط القصر، ضئيل الجسم، وفي ذلك يقول:

عَدّونيَ الثعلبَ عند العـددِ   

                          حتى استثاروا بيَ إحدى الإحد

ليثاً هِزِبْراً ذا سلاحٍ معتدي   

                          يرمي بطرفٍ كالحريق الموقَد»

وقال أيضاً:

ومنتظري حتماً فقال رأيته      

                          نحيفاً فقد أجزى عن الرجل الصنم

رأت رجلاً قصداً دعائم بيته        

                          طوال وما طول الأباعر بالجسَمْ

ويبدو أنه كان لصاً، وكذلك أخوه بدر، وقد سجنهما والي المدينة عثمان ابن حيان مرتين، وقد أفلت المرار من سجنه هرباً بعد أن أثقلت القيود رجليه، أما أخوه بدر فقد مات في سجنه، وفي شعر المرار إشارة إلى ذلك في قوله:

فيا ويلتا سجن اليمامة أطلقا       

                          أسيركما ينظر إلى البرق ما يفري

فإن تفعلا أحمدكما ولقد أرى        

                          بأنكما لا ينبغي لكما شكري

ولو فارقت رجلي القيود وجدتني   

                          رفيقاً بنص العيس في البلد القفر

كما أن شعره يكشف عن بعض أخلاقه، فهو يشير إلى أنه كريم يطعم جاره ورفيقه ويدعو الناس إلى طعامه من خلال النار التي يوقدها ليلاً، كما أنه شجاع قوي.

«والمرار مولع بصور البادية والصحراء، وما فيها من حيوان وما يكتنفها من متاهات، وهو يقدم من خلال أوصافه لها صوراً جميلة، يحركها السحاب اللامع، وتحيطها القدرة الفنية المبدعة«، كما نجد في شعره «نفحات غزلية رقيقة»، وشيئاً من الرثاء، وبعض الهجاء، فقد ذكر أنه كان يهاجي المساور بن هند العبسي، وهو شاعر معمر مخضرم توفي نحو سنة (75هـ) وله هجاء في بني أسد.

وقد أكثرت كتب الأدب من الاستشهاد بشعر المرار مما يدل على منزلته الشعرية العالية. ومن شعره:

آليتُ لا أُخفي إذا الليل جنّنـي   

                          سنا النارِ عن سارٍ ولا متنور

فيا موقدي ناري ارفعاها لعلها   

                          تضيء لسارٍ آخرَ الليل مُقتِر

وماذا علينا أن يواجـه نارنـا   

                          كريم المحيا شاحبَ المتحسَّر

إذا قال من أنتم ليعرفَ أهلَها   

                          رفعتُ له باسمي ولـم أتنكـر

وقد جمع نوري حمودي القيسي ما تبقى من شعره ونشره في مجلة المورد العراقية.  

علي أبوزيد

 

 

مراجع للاستزادة:

ـ الآمدي، المؤتلف والمختلف، تحقيق عبد الستار فراج (دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1961).

ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الثقافة، بيروت 1978).

ـ نوري حمودي القيسي، المرار بن سعيد الفقعسي ـ حياته وما بقي من شعره (مجلة المورد العراقية، ج2/عدد2).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثامن عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 311 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة