طيب (عبد الله)
Al-Tayib (Abdullah-) - Al-Tayib (Abdullah-)

ابن الطيب (عبد الله ـ)

(…ـ 435هـ/… ـ1043م)

 

أبو الفرج عبد الله بن الطيب، الفيلسوف والإمام العالم، سرياني من نصارى بغداد في القرن الخامس الهجري. كتب خبرته وشرح وعلّق على كتب كثيرة لأبقراط وجالينوس وأرسطوطاليس، مما جعل له مكانة رفيعة بين العلماء والمتعلمين وطلاب المعرفة، ولذلك سمي «أبو الفرج المفسر». كان أبو الطيب أستاذ الجيل الذي حمل مشعل الفكر الطبي والفلسفي في ذلك العصر.

ذكره أبو القاسم الزهراوي من بين المصادر التي وردت في كتابه «التصريف لمن عجز عن التأليف».

قال عنه القفطي إنه: «فيلسوف فاضل، مطلع على كتب الأوائل وأقاويلهم، مجتهد في البحث والتفتيش وبسط القول، واعتنى بشروح الكتب القديمة في المنطق وأنواع الحكمة من تواليف أرسطوطاليس، وفي الطب من كتب جالينوس، وبسط القول في الكتب التي تولى شرحها بسطاً شافياً قصد بها التعليم والتفهم، حتى رأيت من ينتحل هذه الصناعة يذمه بالتطويل، وكان هذا العائب يهودياً ضيق الفطنة».

درس اللاهوت وكان متميزاً في النصارى وصارت له منزلة كنائسية، فشغل كاتب الجاثليق (رئيس الأساقفة) في بغداد. كان يقرئ صناعة الطب ويعالج المرضى في البيمارستان العضدي.

كانت له حلقة واسعة من التلاميذ وتخرج به كبار أطباء بغداد أمثال ابن بطلان البغدادي، وابن أثردى، وعلي بن عيسى الكحال، وعلي بن إبراهيم بن بكس، ورجاء الخرساني الطبيب، وابن بدرج، وظافر بن جابر السكري.

كان معاصراً للشيخ الرئيس ابن سينا، وكان الشيخ الرئيس يحمد كلامه في الطب، ويخالفه في تصانيف المنطق والطبيعيات وما يجري معها.كان من معاصري ابن الطيب إلى جانب ابن سينا، صاعد بن عبدوس، ابن تفاح، حسن الطبيب، بنو سنان والناثلي.

ذكر ابن أبي أصيبعة عن الخطاب محمد بن محمد أبي طالب، أن أبا الفرج بن الطيب تعلم الطب على يد ابن الخمار نحو 330هـ ـ942م، وتوفي في خلافة القائم العباسي، وبهذا يكون قد بلغ من العمر عتيّاً.

فسر ابن الطيب كتب جالينوس نذكر منها: «الفرق»، «المزاج»، «الاسطقسات»، «التشريح الصغير»، «العلل والأعراض»، «تعرف علل الأعضاء الباطنة»، «النبض الكبير»، «الحميات»، «حياة البرء»، «منافع الأعضاء»، «القوى الطبيعية» وغيرها. وفسر أيضاً كتب أبقراط: «الأبيديميا»، «الفصول»، «الأخلاط»، «طبيعة الإنسان». ومن الكتب التي فسرها ابن الطيب لأرسطوطاليس: «قاطيغورياس»، «باريمينياس»، «أنالوطيقا»، «تفسير أنالوطيقا الثانية»، «طوبيقا»، «الخطابة »، «الشعر»، «الحيوان».

وله أيضاً: «شرح ثمار مسائل حنين بن إسحاق»، «النكت والثمار الطبية والفلسفية لحنين»، «تفسير كتاب ايساغوجي لفرفوريوس».

ومن مؤلفات ابن الطيب أيضاً: مقالة في القوى الطبيعية، مقالة في العلة لِمَ جعل لكل خلط دواء يستفرغه، ولِمَ لَمْ يجعل للدم دواء يستفرغه مثل سائر الأخلاط، تعاليق في العين، مقالة في الأحلام وتفصيل الصحيح منها من السقيم على مذهب الفلسفة، مقالة في عَرّاف أخبر بما ضاع وذكر الدليل على صحته بالشرع والطب والفلسفة، مقالة أملاها في جواب ما سئل عنه من إبطال الاعتقاد في الأجزاء التي لا تنقسم، مقالة مختصرة في المحبة، شرح الإنجيل.

محسن الخيّر

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء (منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت).

ـ كمال السامرائي، مختصر تاريخ الطب العربي.

ـ محسن الخيّر،الوجيز في تاريخ الطب (اللاذقية 2001).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 666 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة