الطوسي (محمد بن الحسن-)
طوسي (محمد حسن)
Al-Tusi (Mohammad ibn al-Hasan-) - Al-Tusi (Mohammad ibn al-Hasan-)
الطوسي (محمد بن الحسن ـ)
(385 ـ460 هـ/995ـ 1067م)
أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي الشافعي الإمامي، الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة، برع في الفقه وأصوله والحديث. ولد بطوس من أرض خراسان، ورحل إلى بغداد سنة 408 هـ، وطلب أول أمره فقه الشافعي، ثم تتلمذ فيها على محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد خمس سنوات إلى أن توفي، وعنه أخذ مذهب الإمامية. كما تتلمذ في بغداد على يد علي بن الحسين بن موسى الملقب بالشريف المرتضى نحواً من ثمان وعشرين سنة إلى أن توفي المرتضى.
حدثت له محن شديدة في بغداد، فحُرِقَتْ كتبه، وحُرِقِ الكرسي الذي كان يُدرِّس عليه، فرحل إلى النَّجَف سنة 449هـ وبقي فيها إلى أن توفي.
قال السبكي: «فقيه الشيعة ومصنفهم، كان ينتمي إلى مذهب الشافعي له تفسير القرآن، وأملى أحاديث وحكايات تشتمل على مجلدين، قدم بغداد وتفقه على مذهب الشافعي، وقرأ الأصول والكلام على أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالمفيد فقيه الإمامية».
قال السيوطي: «شيخ الشيعة وعالمهم، له تفسير كبير، عشرون مجلداً، وعدة تصانيف مشهورة، قدم بغداد وتفنن وتفقه للشافعي، ولزم الشيخ المفيد».
يعد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي مؤسس مدرسة النجف الأشرف، ويعود ذلك لسعة علمه وكثرة شيوخه، ولاسيما المشهورين بالإمامة كالمفيد والمرتضى والغضائري والنجاشي.
تسلّم رئاسة الإمامية بعد شيخه المرتضى، فأصبح عَلماً يرحل إليه طلبة العلم، ويتقاطر الفضلاء إلى داره طلباً لإيضاح المسائل، ومذاكرة دقائق الشريعة، وقد أحصي من تلاميذه الذين بلغوا رتبة الاجتهاد قرابة ثلاثمئة عالم. ولم يكن في زمانه من الإمامية في بغداد من بلغ رتبته في العلم؛ لذلك لُقِّب بشيخ الطائفة.
من أهم جهوده العلمية أنه أسس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه والأصول عند الإمامية، وانتهى إليه أمر الاستنباط على طريقتهم، ويعود ذلك إلى تنوع ثقافته، فقد تفقه بالشافعية أول أمره، وهم أول من دوّن أصول الفقه وحرَّره.
خلّف الطوسي مكتبة عامرة من إنتاجه العلمي، بلغت قريباً من سبعة وأربعين مصنفاً بين موسوعة ورسالة، وأهمها: «التبيان في تفسير القرآن»، وهو أول تفسير عند الإمامية يجمع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن، ويتصف بلغته المتميزة ودقة التحقيق وحسن التدقيق، وهو من أهم مصادر تفسير الطبرسي، و«مجمع البيان»، اختصره عدد من المفسرين منهم المحقق العجلي، وأبو عبد الله محمد بن هارون، و«الاستبصار فيما اختلف من الأخبار»، وهو أحد كتب الحديث الأربعة التي عليها مدار الاستنباط عند الإمامية، وقد حصر مؤلفه أحاديثه في 5511حديثاً. وألّف عليه العلماء ثمانية عشر مصنفاً ما بين شرح وتعليق، و«الفهرست» جمع فيه أصحاب الكتب والأصول، وذكر أسانيده إليهم وإلى كتبهم، ويعد هذا الكتاب من أهم مراجع الإمامية في علم الرجال. وقد عكف عليه العلماء شرحاً وترتيباً وتذييلاً وإكمالاً، و«النهاية في مجرد الفقه والفتاوى»، وهو من أعظم آثاره، وأجل كتب الفقه عند الإمامية حتى زمان المحقق الحلي، قسمه على 214 باباً من أبواب الفقه، وقد اشتغل به العلماء بحثاً وتدريساً وشرحاً.
عماد الدين الرشيد
مراجع للاستزادة: |
ـ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى (عالم الكتب، بيروت 1987).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة، بيروت1981).
ـ ابن كثير، البداية والنهاية (مكتبة المعارف، بيروت 1979).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 643 مشاركة :