طغرايي (حسين علي)
Al-Taghra’i (Al-Hussein ibn Ali-) - Al-Taghra’i (Al-Hussein ibn Ali-)

الطغرائي (الحسين بن علي ـ)

(453 ـ 515 هـ/1061ـ 1121م)

 

الوزير الأستاذ مؤيد الدين فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين أو الحسن بن علي بن محمد بـن عبـد الصمد الأصبهاني، المعروف بالطغرائي نسبة إلى الطغرى، وهي الطرة التي تكتب في أعلى الكتب السلطانية بالقلم الجلي، وتتضمن نعوت الملك وألقابه، وهي لفظة أعجمية.

ولد الطغرائي في أصفهان، وتلقى العلم فيها، فأتـقن عـلوم العربيـة، وألمّ بعلوم الدين والحكمة والطبيعة، وحذق صناعة الكيمياء، وظهرت موهـبته الأدبـيـة في وقت مبكر، وأبدى براعة في الشعر والـنثر وحـسن الخط، مـما هيأه للعمل في الدولة، فتولى الاستيفاء والكتابة في إربل، وخدم الملك ملكشاه السلجوقي، ابن المـلك ألب أرسلان، وتولى ديوان الإنشاء وديوان الطرة للملك محمد بن ملكشاه مدة ملكه كلها. ولمّا توفــي الملك محمد تولى الوزارة لـلملـــك مسعود بن محمد في الموصل، ودفعه إلى أن ينازع أخاه محموداً المُلك، فالتقى الأخوان في معركة فاصلة قرب همذان، فقُتل الــملـك مسعود، وأسر وزيره الطغرائي، واتهم بفساد العقيدة والإلحاد لاشتغاله بالحكمة وعلوم الأوائل، فقُتل و قد نّيف على الستين، وكانت مدة وزارته سنة وشهراً. وقيل: أسرع خصومه في قتله حتى لايعرف الــسلطــان فضله فيعفو عنه وينافسهم في أعمالهم، فكان من جُملة من قتله فضله وأرداه علمه.

عرف الطغرائي بكرم أخلاقه ولطفه وطيب عشرتـه لأصـحابــه، وكفايته وتدبـيـره لشـؤون الدولة وحسن سياستها، وتفـوقه بصـناعة الإنشاء ونظم الشعر، وإلــمامه بمعارف عصره، فعـُد مــن أعــلام عـصـره وأعـيانـه، لذلك ظل حياته متصدرا في الدولة، جليســا للملوك، مقّربا إليهم، يتنافسون في استمالته للعمل معهم.

وشعر الطغرائي غزير، حوى فنونـا مخـتلفـة أبرزها مـدح الملوك والوزراء والحـمـاسة والفخر والغـزل والإخوانـيـات، إلــــى جـانـب الشكوى والحث على مداراة الناس.

ويمتاز شعره بــالأصـالة واتبـاع طـرائق القدمــاء في نـظمه، مـع السهـولة و العذوبة وحسـن الاستعارة و الغوص عـلى المعاني وتخير الألفاظ، وقد اشتهرت له قصيدة لامية العجم التي عارض بها لامـية العـرب للـشَّنفَـرَى فـتداولـهـا أهــل الأدب وانـشغلـوا بهـا معارضة وتشطيراً وتخميساً وشرحاً، ومطلعها:

أصالة الرأي صانتني عن الخَطَل

وحِلْيُة الفضل زانتني لدى العطل

وقد نظمها في بغداد سنة خمس وخمسمئة، يصف بها حاله، ويـشكو زمانه، ويوضح تــجربته في الحياة بـحكمة بالـغة، مظهراً فيها كرم نفسه والقيم الفاضلة التي يعتنقها ويدعو الناس إلى الأخذ بها.

ومن شعره الذي يدل على علمه واعتداده بنفسه، قوله من قصيدة:

أما العلوم فقد ظفرت ببغيتي

منها فما أحتاج أن أتعلما

وعرفت أسرار الخليقة كلها

علماً أنار لِيَ البهيم المظلما

لولا التقية كنت أظهر معجزا

من حكمتي يشفي القلوب من العمى

وإلى جانب ديوان شعره، وهو مطبوع، له مؤلفات في الحكمة والكيمياء، منها كتاب «جامع الأسرار وتراكيب الأنوار»، وكتاب «مصابـيح الحكمة ومفاتيح الرحمة»، وكتاب «الجوهر النـضـيـر في صناعة الإكسيـر»، وكتـاب «سـرح الحكمة في شرح كتاب الرحمة لجابر»، وكتاب «حقائق الاستشهاد فــي الدفاع عــن الكيمـياء ضد ابن سينا»، وكتاب «المقاطع في الحكمة الإلــهية»، وكتاب «الإرشاد إلى الأولاد»، وكتاب «الأسرار» و«الرسالة الخاتمة» و«رسالة هرمس» و «رسالة الطبائع» و«قصائد في الكيمياء».

محمود سالم محمد

مراجع للاستزادة:

 

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء تحقيق س.مرجليون (دار إحياء التراث العربي).

ـ الصفدي، الغيث المسجم،المقدمة (دار الكتب العلمية، بيروت 1990م).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1997).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 568 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة