الطبراني (سليمان بن احمد-)
طبراني (سليمان احمد)
Al-Tabarani (Sulayman Ibn Ahmad-) - Al-Tabarani (Sulayman Ibn Ahmad-)
الطبراني ( سليمان بن أحمد ـ)
(260 ـ 360 هـ / 873 ـ 971 م )
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير اللخمي الشامي الطبراني، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد في «عكا» سكن أصبهان وأقام بها محدثاً ستين سنة،إلى أن توفي فيها، وقد جاوز المائة، وبدأ سماع الحديث وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
رحل في طلب الحديث إلى الشام واليمن والحجاز ومصر والعراق وفارس والجزيرة والكوفة وغيرها، وعدد شيوخه ألف شيخ، فهو من الرحّالين الجوالين.
كان أحد الحفاظ المكثرين، من فرسان علم الحديث، مع الصدق والأمانة، وكان من المفسرين، وإلى الطبراني المنتهى في كثرة الحديث وعلوّه، لا ينكر له التفرد في سعة ما روى، فهو الحافظ الثَّبْت المعمر، كما قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال، الإمام الحافظ الثقة، الرحَّال، الجوال، محدث الإسلام، علم المعمَّرين وصاحب التصانيف الكثيرة، وقال أبو بكر بن أبي علي المعدَّل :الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه. وقال ابن مَنْده: بلغني أن الطبراني كان حسن المشاهدة، طيب المحاضرة.
له كتاب كبير في التفسـير، و«الأوائل» و«دلائل النبوة» و«المناسـك» و«عشـرة النسـاء» و«السـنة» و«الدعاء» و«الطوالات» و«النوادر» و«حديث الشاميين» و«الرمي» وعمل مسانيد جماعة من الكبار مثل مسند عائشة، ومسند أبي هريرة، ومسند أبي ذر.
وأشهر مؤلفاته: ثلاثة معاجم في الحديث، وهي «المعجم الكبير» وهو المسند، مئتا جزء (أي صغير)، وهو مسند الدنيا، ألفه بحسب أسماء الصحابة على حروف المعجم، عدا مسند أبي هريرة، فإنه أفرده في مصنفٍ، يقال: إنه أورد فيه (أي في المعجم) ستين ألف حديث في اثني عشر مجلداً، وبعضهم نسخه في ستة مجلدات، وقال فيه ابن دحية: هو أكبر معاجم الدنيا، وإذا أطلق في كلامهم «المعجم» فهو المراد وإذا أريد غيره قُيِّدَ.
و«المعجم الأوسط» ألفه في أسماء شيوخه، وهم قريب من ألفي رجل. حتى إنه روى عمن عاش بعده من معاصريه لسعة روايته وكثرة شيوخه، وأكثر من غرائب حديثهم. قال الذهبي: فهو نظير كتاب «الأفراد» للدار قطني، بيَّن فيه فضيلته وسعة روايته، ويقال: إن فيه ثلاثين ألف حديث، وهو في ستة مجلدات كبار، وكان يقول فيه: «هذا الكتاب روحي»، لأنه تعب فيه. قال الذهبي أيضاً:»وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر».
و«المعجم الصغير» هو في مجلد، خرَّج فيه عن ألف شيخ يقتصر فيه غالباً على حديث واحد، عن كل واحد من شيوخه، قيل: وهو عشرون ألف حديث، ذكره غير واحد. لكن ذكر المقري في فتح المتعال نقلاً عن كتاب «إرشاد المهتدين» لمشايخ ابن فهد تقي الدين: أن المعجم الصغير للطبراني في مجلد يشتمل على نحوٍ من ألف وخمسمئة (1500) حديث بأسانيد، قال: لأنه خرَّج فيه عن ألف شيخ، عن كل شيخ حديثاً أو حديثين. ورتب في هذا المعجم أسماء المشايخ على الحروف. ولم يزل حديث الطبراني رائجاً، نافعاً، مرغوباً فيه، سمع منه خلائق.
وكتب المعاجم هذه تدخل تحت الكتب التي تعرف بكتب السنة. والمعاجم جمع معجم، وهو في اصطلاح المحدثين: ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء. ويختلف المعجم عن المسند في أن الأول يذكر فيه أحاديث الشيوخ مرتبة بحسب الحروف الهجائية. وأما الثاني فموضوعه جعل حديث كل صحابي على حدة، صحيحاً كان أو حسناً أو ضعيفاً، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، ومن أشهرهم الإمام أحمد في مسنده، وهو أسهل تناولاً، ومسند أحمد هو المراد عند الإطلاق، وإذا أريد غيره قُيِّد.
وقد ترتب المسانيد بحسب القبائل أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك.
روى عن جماعة أعلام ثقات، منهم أبو زرعة الدمشقي، وإدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، ويحيى بن أيوب العلاف، ومقدام بن داود الرُّعيني، وأحمد بن إبراهيم البُسْري، وبكر بن سهل الدمياطي.
وحدث عنه كثيرون، منهم: أبو حنيفة الجُمحَي، والحافظ ابن عُقْدة وهما من شيوخه، وأحمد بن محمد الصحّاف، والحافظ ابن مَنْده، وأبو بكر ابن مَرْدويه، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو سعيد النقاش.
وهبة الزحيلي
مراجع للاستزادة: |
ـ الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال (دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1382هـ/1963م).
ـ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (دار الفكر بدمشق، 1406 هـ/ 1986م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 506 مشاركة :