طباطبا (محمد احمد)
Ibn Tabataba (Mohammad ibn Ahmad-) - Ibn Tabataba (Mohammad ibn Ahmad-)

ابن طَبَاطَبَا (محمد بن أحمد ـ)

(…ـ 322هـ/… ـ 933م)

 

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن طباطبا، أبو الحسن، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

ولد في أصبهان ونشأ فيها ولم يغادرها كل حياته. أخذ عن علمائها وأدبائها وتوفي فيها. اشتهر ابن طباطبا بفطنته وذكائه وصفاء قريحته وصحة ذهنه وجودة مقاصده، وكان عالماً بالأدب ناقداً متميزاً ومؤلفاً، إضافة إلى كونه شاعراً.

له عدة مؤلفات، منها: «عيار الشعر» وهو من كتبه النقدية المشهورة، وفيه وضع مجموعة من المقاييس النظرية للشعر الجيد، وأردفها بعشرات الأمثلة من الشعر العربي الأصيل التي رأى أنها تحقق هذه المقاييس، وكذلك أورد أمثلة للأشعار التي تخرج عن هذه المقاييس.

وأشهر ما في الكتاب مقدمته النقدية، وفيه تحدث ابن طباطبا عن مراحل تأليف القصيدة، وكانت عنده أربعاً: مرحلة الإعداد والتحضير الذهني، ومرحلة الشروع في النظم، ومرحلة التأليف والتنسيق، ومرحلة التهذيب والتنقيح، وهو في هذه المراحل التي ذكرها لاينسى حظ الطبع من الشاعر فيقول: «ثم يتأمل ما قد أداه إليه طبعه، ونتجته قريحته». غير أن بعض النقاد المحدثين اعترضوا عليه بحجة أنه حول الشاعر إلى تلميذ في مدرسة، والشعر أعمق غوراً من ذلك، لكنهم سجلوا له في الوقت ذاته أن المراحل التي ذكرها لتأليف القصيدة تشبه إلى درجة كبيرة المراحل التي ذكرها النقاد الغربيون المحدثون.

ومن كتبه النقدية المفقودة كتاب «تهذيب الطبع » جمع فيه مختاراتٍ من الأشعار لتكون مرشداً للطلاب الذين يرغبون في قول الشعر. و«العروض» قيلَ: لم يُسبَق إلى مثله.

كان ابن طباطبا شاعراً مكثراً من الشعر، لكن شعره لم يكن بمنزلة نقده؛ ففيه صنعة واضحة، يتضح ذلك جلياً في قصيدته التي بلغت تسعة وأربعين بيتاً في غرض المديح، وقد أخلاها من حرفي الراء والكاف لأن الممدوح المقصود بهذه القصيدة كان يحب ذلك، ومطلع هذه القصيدة:

يا سيداً دانَتْ له الساداتُ

وتتابَعَتْ في فِعْلِه الحَسناتُ

ومن أغراض شعره، غير المديح، الهجاء، وشعره فيه يتسم بالصنعة واختيار الألفاظ السهلة المألوفة؛ ومن الأشخاص الذين هجاهم قاضي أصبهان أحمد بن عثمان البري، فقد اتهمه بالرشوة فقال:

وفينا عامِلا عدلٍ وجورٍ

هما حِلفا انبساطٍ وانقباضِ

فوالي حربِنا في وصفِ قاضٍ

وقاضينا عقابٌ ذو انقضاضِ

 في شعره أيضاً موضوع الوصف، ومما وصفه الطبيعة في أصبهان، ووصف أشياء أخرى منها الخمر وغيرها. وله شعر في الغزل، وشعره فيه رقيق.

أحمد نتوف

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث العربي، بيروت).

ـ عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي (دار العلم للملايين، بيروت).

ـ ابن طباطبا، عيار الشعر(المقدمة)، تحقيق الدكتور عبد العزيز المانع.


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 497 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة