طاووس بن كيسان
طاووس كيسان
Taoos ibn Kaysan - Taoos ibn Kaysan
طاووس بن كيسان
(…ـ 106هـ/… ـ 724م)
أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان اليماني الحميري التابعي الجليل، قيل اسمه ذكوان، وطاووس لقبه. كان من أبناء الفرس من موالي قبيلة حِمْيَر اليمنية، وقيل كانت أمه فارسية، وأبوه من قبيلة النمر بن قاسط. ولد في اليمن ونشأ فيها، وطلب العلم على علمائها، ثم رحل إلى مكة المكرمة للإقامة، فتوفي فيها بعد أن زاد عمره على التسعين عاماً، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك الذي قدم مكة حاجاً ذلك العام.
كان طاووس من أشهر فقهاء اليمن من التابعين، وكان من أعلمهم بالحلال والحرام، قال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهاً جليلاً.
كما اشتهر طاووس بطلب الحديث حتى كان من الحفَّاظ المشهورين في اليمن، فروى الحديث عن العبادلة الأربعة، ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن عمرو بن العاص، وروى عن أبي هريرة وعائشة وزيد بن ثابت وجابر ابن عبد الله وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
وروى عنه الحديث ابنه عبد الله ووهب بن منبه وسليمان التيمي وسليمان الأحول وأبو الزبير المكي والزهري ومجاهد وغيرهم من التابعين وأتباعهم.
وكان على أعلى درجات الحفظ والتثبت والإتقان، قال ليث بن أبي سليم: «كان طاووس يعدُّ الحديث حرفاً حرفاً».
وقال حبيب بن أبي ثابت: «قال لي طاووس: إذا حدثتك الحديث فأَثبتُّه لك فلا تسألن عنه أحدا»ً.
وكان من عباد أهل اليمن ومن سادات التابعين، وقد حج أربعين حجة، ويذكر من عاصره أنه كان مستجاب الدعوة لشدة عبادته. وقد مرَّ به يوماً موكب أمير اليمن محمد بن يوسف أخي الحجاج وهو ساجد، فتحرَّج الجند من أن يمرَّ الموكب وطاووس منشغل عنه، فألقوا عليه رداءً وهو في سجوده، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من صلاته، فلما سلَّم نظر فإذا الرداء عليه، فانتفض ولم ينظر إلى الأمير ومضى إلى منزله.
وكان عفيف النفس، قال عمرو بن دينار: «ما رأيت أحداً أعف عما في أيدي الناس من طاووس».
وبلغت عفته أن يترفع عن الأمراء، قال سفيان بن عيينة: «متجنبو السلطان ثلاثة، أبو ذر في زمانه، وطاووس في زمانه، والثوري في زمانه».
وقد دخل يوماً هو ووهب بن منبه على أمير اليمن محمد بن يوسف أخي الحجاج في غداة باردة، فقعد طاووس على الكرسي، فقال الأمير: «يا غلام هلم ذاك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرحمن»، يعني طاووساً، فألقوه عليه، فلم يزل طاووس رحمه الله يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان، وغضب محمد بن يوسف، فلما انصرف قال له وهب: «والله إن كنتَ لغنياً أن تغضبه علينا لو أخذت الطيلسان فبعته وأعطيت ثمنه المساكين». فقال: «نعم لولا أن يقال من بعدي أخذه طاووس فلا يُصنَع فيه ما أصنع».
وجلس أحد أبناء سليمان بن عبد الملك إلى جنب طاووس فلم يلتفت إليه، فقيل له: «جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه»، قال: «أردت أن يعلم أن لله عباداً يزهدون فيما في يديه».
ومن عيون أقواله ما حكاه تلميذه عطاء فقال:» قال لي طاووس: يا عطاء لا تنـزلن حاجتك بمن أغلق دونك أبوابه، وجعل عليها حجَّابه، ولكن أنزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة».
عماد الدين الرشيد
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب (حيدر آباد، الدكن1325ـ1327هـ).
ـ ابن الجوزي، صفة الصفوة، تحقيق محمود فاخوري (دار المعرفة، بيروت 1985م).
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت 1960).
ـ أبو إسحاق الشيرازي، طبقات الفقهاء (بغداد ).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 450 مشاركة :