الزبير بن العوام
زبير عوام
Al-Zubayr ibn al-Awwam - Al-Zubayr ibn al-Awwam
الزبير بن العوام
(28ق.هـ ـ 36هـ/594 ـ 656م)
أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، من أوائل الصحابة وكبارهم.
لقبه رسول اللهr بالحواري فقال: «الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي» فصار يعرف بحواري رسول الله.
تكنى بعبد الله وكانت أمه صفية بنت عبد المطلب، عمّة رسول اللهr تكنيه بأبي الطاهر؛ بكنية أخيها الزبير ابن عبد المطلب.
والزبير ابن أخي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وزوجته أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين) (ت 73هـ/ 692م). وله العديد من الأولاد الذكور سمى عشرة منهم بأسماء صحابة استشهدوا، وهم عبد الله ومصعب وعروة والمنذر وعمر،وعبيد وجعفر وعامر وعميرة وحمزة. وأسماء بناته خديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة وحبيبة وسودة وهند ورملة وخديجة الصغرى.
ولد بمكة ونشأ فيها، ومات أبوه وهو صغير؛ وتميز بصفات لافتة للنظر في شخصه وحياته، فكان طويلاً جداً قوي البنية؛ فقد قاتل، وهو غلام، بمكة رجلاً فكسر يده.
والزبير صحابي جليل أسلم بعد أبي بكر، وكان عمره 16سنة على الأرجح، وقيل 12 وقيل 8سنوات، وقد ثبت على الإسلام على شدة ما لقيه من العذاب. وهاجر الهجرتين إلى الحبشة وآخى الرسول بينه وبين طلحة بن عبيد الله (ت36هـ/656م) قبل الهجرة؛ وآخى بعدها بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد ستة مات الرسول وهو عنهم راض؛ لذلك اختاره عمر بن الخطاب في الستة الذين يصلحون بعده للخلافة.
كان الزبير ذا كرم فياض لصدق إيمانه. وقد ورث اليسار والغنى والمتاجر. وقيل: كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فلا يدخل بيت ماله منهم درهم، وينفقه كله في سبيل الله حتى مات مديناً، فأوصى ابنه عبد الله أن يقضي دينه، قائلاً له: «إذا أعجزك دين فاستعن بمولاي» فسأله عنه فقال: «الله. نعم المولى ونعم النصير». فيقول ابنه: «فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلاّ قلت: يا مولى الزبير!! أقض دينه، فيقضيه».
فالزبير ركن قوي في بناء دعائم الإسلام، وفيٌّ أبيٌّ كريمٌ، فارس شجاع قوي لا يهاب الموت.. فهو أول من سلَّ سيفه في سبيل الله ونافح عن رسوله الكريم، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله؛ شهد بدراً، وشهد أحداً وفيها ندبه الرسول مع أبي بكر لتعقب جيش قريش الراجع إلى مكة، ولما رأت قريش ذلك ظنت أنه طلائع للمسلمين؛ وأنها أساءت تقدير خسائرهم، فأسرعت نحو مكة. وثبت عن الزبير أنه قال: جمع لي رسول اللهr أبويه مرتين. يوم أحد ويوم قريظة، فقال: ارم!! فداك أبي وأمي!! وروت صفية أن قوله تعالى: )الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح((آل عمران3/172) إنما نزل فيه وفي أبي بكر.
وشهد الخندق والحديبية وخيبر والفتح وحنيناً والطائف؛ وفتح الشام فكان على الكراديس في معركة اليرموك، وذكر أيضاً أنه شهد فتح مصر، وشهد الجابية مع أمير المؤمنين عمر؛ فلا عجب بعد هذا أن يضرب به المثل؛ فيقال: أفرس من الزبير بن العوام.
ولعل من أهم ما يثبت رجاحة عقل الزبير وتبصره بالأمور موقفه في يوم الجمل، وكان قد قدم البصرة من المدينة مع أم المؤمنين (عائشة) وطلحة بن عبيد الله مناوئاً الإمام علياً ومخالفاٍ إياه، وكان من قبل قد بايعه بالخلافة، ومن بعد دارت رحى الخيل ولقي علي الزبير في ساحة القتال فذكّره علي بحديث رسول الله من أنه سيقاتله وهو ظالم له؛ فنفض يديه من القتال؛ ثم اعتزل الحرب، وقفل راجعاً إلى المدينة، فتبعه نفر من تميم. أرادوا دوام الفتنة؛ واشتعال القتال بين المسلمين. وقتله ابن جرموز غدراً وخلسة حين كمن له بوادي السباع من نواحي الكوفة؛ وأعانه فضالة بن حابس؛ ثم سلب سيف الزبير، وقيل، رأسه؛ ومضى به إلى الإمام علي، ووقف بالباب يستأذن؛ فصاح الإمام «بشر قاتل ابن صفية النار». وحين أدخل سيف الزبير عليه، قبله وبكى قائلاً: «سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله». ولما ولي مصعب بن الزبير العراق اختفى ابن جرموز، ولما يعرف عنه شيء. وكان الكثير من الشعراء قد رثوا الزبير ومنهم زوجته عاتكة بنت زيد. قال فيه حسان بن ثابت قصيدة يمدحه فيها:
أقام على عَهْد النبيَّ وهَدْيه
حَواريُّه، والقول بالفعل يُعْدَلُ
أقام على مِنْهاجه وطريقه
يوالي وليَّ الحق، والحقُّ أعدل
له من رسول الله قُرْبى قريبة
ومن نُصْرة الإسلام مَجْدٌ مُؤَثَّل
فكم كُرْبةٍ ذَبَّ الزبير بسيفه
عن المصطفى، والله يُعطي فيُجزل
روى الزبير عن رسول الله 38 حديثاً.
حسين جمعة
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق طه محمد الزيني (مكتبة الكليات الأزهرية بالأزهر، القاهرة 1969م).
ـ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة (دار إحياء التراث العربي، بيروت).
ـ الطبري،تاريخ الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1979م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 256 مشاركة :