زركشي (محمد بهادر)
Al-Zarkashi (Mohammad ibn Bahadur-) - Al-Zarkashi (Mohammad ibn Bahadur-)

الزركشي (محمد بن بهادر ـــ)

(745 ـــ 794هــ/1344 ـــ 1392م)

 

أبو عبد الله بدر الدين الزركشي، محمد بن بهادر بن عبد الله، علم من أعلام الشافعية، وإمام من أئمة المسلمين من أهل النظر والاجتهاد، ومن أعيان العلم في الديار المصرية، ارتوى من معين الثقافة الإسلامية، مشارك في علوم كثيرة، رحل في طلب العلم، وسمع الحديث ورواه، ودرس وأفتى، وصنف وألف، وتولى بالقاهرة مشيخة خانقاه كر يم الدين بالقرافة الصغرى، وإمامة إيوان الشافعية بالمدرسة الظاهرية العتيقة بين القصرين.

قيل له المصري لأنه ولد بمصر، كما قيل له التركي لأن أباه كان مملوكاً تركياً لبعض الأعيان، وعرف بالزركشي لأنه تعلم في صغره صنعة الزركش كما أطلق عليه لقب المنهاجي لأنه حفظ المنهاج في صغره.

ولد الزركشي في القاهرة ونشأ بها وهي يومئذ عاصمة العلم عامرة بالعلماء، زاخرة بدور الكتب الخاصة والعامة، وتحفل مساجدها بدروس العلم ورواده من كل الجهات.

أخذ العلم عن شيوخ العصر وأعلامه، أمثال: الحافظ النسَّابة مُغَلطاي (ابن قليج) (ت762هـ)، والفقيه الأصولي جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي (ت772هـ)، والحافظ المؤرخ إسماعيل بن عمر (ابن كثير) (ت774هـ)، والحافظ عمر (ابن اميلة)، والفقيه شهاب الدين أحمد بن حمدان الأذرعي (ت783هـ)، والحافظ الفقيه سراج الدين البلقيني (ت805هـ).

وتلقى العلم على يديه جمهرة من العلماء الأعيان أمثال:المحدث تقي الدين الشُّمُنّي (ت872هـ) وابن حجي (816هـ)، والمحدث الفقيه شمس الدين البرماوي (ت831هـ)، وسراج الدين الوروري.

أولع بالعلم من صغره فحفظ الكتب وحضر دروس الكبار، وانقطع لطلب العلم في منـزله، وقد كفاه أقاربه أمر معاشه، فلا يتردد إلا لدرس أو إلى سوق الكتب، لا ليشتري منها، بل ليطالع في حانوت الكتبي طول نهاره، ويعلق على أوراقه ما يعجبه أو يختاره منها، فإذا رجع إلى منـزله نقل كل ذلك إلى موضعه في المجاميع والكراريس والمصنفات، يكتبها بنفسه، وكان خطه ضعيفاً جداً قل من يحسن استخراجه.

كان من ألمع أعيان القرن الثامن الهجري، هيأ له ما أخذ به نفسه من التفرغ والحرص على الوقت وطول المثابرة، والصبر، والقناعة بالقليل من الطعام والشراب واللباس، مع ما يتمتع به شخصياً من صفاء الذهن والذكاء الفطري، والفطنة والألمعية أن يترك في المكتبة الإسلامية آثاراً علمية غنية وتراثاً غزيراً من المصنفات، غطت معظم العلوم والفنون الشرعية من القرآن الكريم وعلومه وتفسيره إلى العقيدة والتوحيد، والحديث ومصطلحه ورجاله، والفقه وأصوله، وعلوم العربية من نحو وصرف وبيان، وقد تميزت مصنفاته بالأمور الأربعة الآتية:

ـ الاسيتعاب لأطراف البحث وشوارده ودقائقه.

ـ الوضوح والبساطة مع الإيجاز والبعد عن الاستطراد.

ـ التزام الثوابت الأصلية، والتمحيص والتدقيق في المجتهدات، ومواجهة المخالفين بالأدلة العقلية والنقلية.

ـ الثقافة الموسوعية الجامعة للخصائص الفقهية والأخرى الأدبية.

وقد بلغ المعروف من هذه الكتب ضمن الفهارس والمصادر والتراجم قريباً من أربعين كتاباً، منها ما هو مطبوع متداول ومنها ما هو محفوظ مخزون في كبرى المكتبات العربية والعالمية ينتظر دوره للتحقيق والصدور، يُذكر منها: «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة»،و «البحر المحيط في أصول الفقه»، «البرهان في علوم القرآن»، «التذ كرة في النحو»، « تفسير القرآن الكريم»، «تكملة شرح المنهاج للإمام النووي»، و«سلاسل الذهب في أصول الفقه»، و«شرح الأربعين النووية»، و«شرح الوجيز في الفروع للغزالي »،و«عقود الجمان وتذليل وفيات الأعيان لابن خلكان»، و«فتاوى الزركشي»، و«اللآلىء المنثورة في الأحاديث المشهورة»، و«مجموع الزركشي في فقه الشافعية»، و«المنثور في ترتيب القواعد الفقهية».

هشام برهاني

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة، تحقيق محمد سيد جاد الحق (دار الكتب الحديثة، مطبعة المدني، القاهرة).

ـ جلال الدين السيوطي،حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة (المطبعة الشرعية 1327هـ).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (طبع القدسي 1351هـ/1932م).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 344 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة