زيد بن علي
زيد علي
Zayd ibn Ali - Zayd ibn Ali
زيد بـن علي
( 58 ـ 122هـ/ 678 ـ 741م)
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو الحسين المدني، أخو محمد بن علي، وعبدالله بن علي، وعمر بن علي، وعلي ابن علي، والحسين بن علي، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، أبوه زين العابدين الوحيد الذي نجا بحياته من أولاد أبي الشهداء الحسين عقب فاجعة كربلاء الشهيرة، وكانت ولادته في المدينة المنورة حيث عاش مع أبيه مدة خمسة عشر عاماً أو يزيد، ووالدته حورية أو حوراء اشتراها المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأهداها إلى علي بن الحسين فولدت له زيداً وعمرو وعلياً وخديجة، وكان هشام بن عبد الملك قد عيّر زيد بن علي بأنه ابن أمة، فأجابه أن اسماعيل ابن أمة وكان نبياً مرسلاً، ولا يقصر برجل جده رسول اللهr أن يكون ابن أمة، ثم كفله أخوه الأكبر الإمام الباقر فعاش في رحابه تسعة عشر عاماً.
نشأ في بيت من آل بيت النبوّة،وفي ظله تعلم والتزم،وقد تتلمذ على أبيه وأخيه محمد الباقر وجابر بن عبدالله الأنصاري، ومحمد بن أسامة بن زيد، جماعة من أبناء الصحابة والتابعين،وعاش ما بين المدينة والكوفة، والبصرة، ومعالم شخصيته مستمدة من ملامح شخصية أهل البيت وخطهم العقائدي والسياسي والاجتماعي.
انصرف كوالده زين العابدين إلى العلم وبناء النفوس المؤمنة، نهل من العلوم والمعارف حتى بلغ الغاية في العلم والمعرفة، وكان يطوف على بعض رؤساء المذاهب والتيارات الأخرى كواصل بن عطاء لمناقشتهم في مسائل العلم بعد أن استوعبها من مصدرها الأصيل.
وقد أصبح زيد قدوة بعلمه وسلوكه ونهجه، وكان على خلق عالٍ ورفيع ويحسن استماع الحديث، فكان إذا كلمه رجل أو ناظره لم يعجل في كلامه حتى يأتي على آخره، ثم يعود فيجيبه على كل كلمة حتى تستوفى الحجة، ولزيد قراءة مشهورة معروفة ألف فيها بعض العلماء مؤلفاً منها: كتاب النير الجلي في قراءة زيد بن علي لأبي علي الأهوازي المقري، وكان يحفظ القرآن الكريم وذُكر أنه أول من دون التفسير والحديث، والفقه تدويناً منظماً كما روي أن له تفسيراً للقرآن، وكان له تلامذة كثر من التابعين من أهل البيت.
وكان شاعراً ينظم الشعر فمن شعره:
من شرّف الأقوام يوماً برأيه
فإن علياً شرّفته المناقب
وقول رسول الله والحق قوله
وإن رغمت أنوف كواذب
بأنك مني يا علي معلناً
كهارون من موسى أخ لي وصاحب
في سنة 122هـ ثار زيد بن علي، وكان سبب ثورته أن الخليفة هشام بن عبد الملك طلب من زيد بن علي الرحيل إلى الكوفة لمواجهة واليها يوسف بن عمر الثقفي، لكي يطالبه بأموال زعم خالد بن عبدالله القسري والي العراقين السابق أنه أودعها لديه، وزوّد الخليفة هشام بن عبد الملك زيد بن علي بكتاب إلى يوسف يطلب إليه فيه أن يحقق معه فإن ثبت أن خالدأً لم يودع عنده شيئاً، أن يعجل بإشخاصه إلى الحجاز وأن لايسمح له بالاقامة فيها،لأن أهل الكوفة معروفون بحبهم لآل البيت» فإن أعاره القوم أسماعهم مع مايتصف به من لين لفظه وحلاوة منطقه مع مايدلي به من القرابة برسول اللهr وجدهم ميلاً إليه، وإخراجه وتركه مع السلامة للجميع والحقن للدماء والأمن أحب إلى الخليفة هشام من أمر فيه سفك دمائهم وانتشار كلمتهم (تفرقها) وقطع نسلهم، والجماعة حبل الله المتين ودين الله القويم .
ألح يوسف بن عمر على زيد بالخروج من الكوفة، فلما أتى القادسية لحقته الشيعة، واستمروا في اقناعه وأكدوا له أن مئة ألف رجل من أهل الكوفة مستعدون لمساندته والقتال معه،في حين أنَّ أهل الشام في الكوفة قلة ولذلك يمكن التغلب عليهم بسهولة. وفعل هذا الكلام في نفس زيد فعله واغتر بالوعود تزجى له، فعاد إلى الكوفة،فبايعه شيعة الكوفة على الدعوة إلى الكتاب والسنة وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين والعدل في قسمة الفيء ورد المظالم ونصرة أهل البيت.
ظل زيد في الكوفة مدة عشرة أشهر يستعد ويتهيأ للثورة على الأمويين مع اتخاذه إجراءات اعتقد أنها تقيه شرور المباغتة ومدَّ رقعته إلى البصرة والموصل والمناطق المجاورة حيث أخذت له البيعة وحتى تجمع له من الجند المقاتلين ما يزيد على الخمسة عشر ألفاً في الكوفة وحدها سوى أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل.
بعد فترة من الاستعدادات تسربت بعض الأنباء إلى يوسف بن عمر عما يدبره زيد كما عرف زيد بأن أخبار استعداداته قد تسربت إلى يوسف وعندما قرر الخروج في اليوم المتفق عليه لم يوافه سوى 218رجلاً، ولما تساءل أين الناس،قيل إنهم في المسجد الأعظم محصورون. استطاع يوسف بن عمر أن يقضي على الثورة بسهولة،وانتهت الثورة بمقتل زيد بن علي عندما أصيب بسهم في جبهته اليسرى، وعلى الرغم من أن ثورة زيد ابن علي انتهت بالإخفاق، ولم تحقق لآل البيت كسابقاتها ما كانو يرجونه من خلع الأمويين فإنها كانت على جانب كبير من الأهمية لأن جهود الشيعة تضافرت مع الجهود التي كان يبذلها الدعاة العباسيون وعلى رأسهم أبو مسلم الخراساني الذي اتخذ من مقتل يحيى بن زيد بن علي الذي كان قد ثار في منطقة الجوزجان سنة 125هـ منطلقاً للثأر من الأمويين، وما لبثت الحوادث أن تضافرت وانتهت بموقعة الزاب سنة 132هـ التي كانت الصفحة الأخيرة في حياة الدولة الأموية.
إبراهيم زعرور
الموضوعات ذات الصلة: |
هشام بن عبد الملك ـ يوسف بن عمر الثقفي
مراجع للاستزادة: |
ـ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، تحقيق أحمد صقر (بيروت، دار المعرفة).
ـ الطبــري، تاريخ الطبري (الأمم والملوك)، (بيروت، دار سويدان).
ـ نوري حاتــم، زيد بن علي (بيروت،الفرير 1995م).
ـ إبراهيم الــوزيــر، زيد بن علي (منشورات كتاب واشنطن 1999م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 500 مشاركة :