خزرج (قبيله)
Khazraj tribe - Tribu Khazraj

الخزرج (قبيلة -)

 

قَبِيلٌ عظيم من القحطانيّة، من الأزد، من ولد الخزرج بن حارثة بن ثعلبة البُهلول بن عمرو مُزَيْقِياء بن عامر ماء السّماء بن حارثة الغِطريف ابن امرئ القيس البَطْريق بن ثعلبة العَنْقاء بن غسّان، وهو مازن بن الأزد.

ولدُ الخزرج: عمرو، وجُشَم، وكعب، والحارث، وعوف. من بطونهم: بنو النَّجّار، وهو تيم الله بن ثعلبة، وبنو مَبْذول بن مالك بن النَّجّار، وبنو حُديلة، وبنو سالم الحُبْلَى (سُمِّي بذلك لعِظَم بطنه)، وبنو قَوقَل واسمه غَنْم، وبنو الغَضْب بن جُشَم، وبنو زُرَيق، وسارِدة، وثمّة بطون أخرى ليست في شهرة من ذُكِر، وبطون أخرى درجت.

كانوا يقطنون مع إخوتهم الأوس بيثرب (المدينة)، ومن منازلهم فيها: روضة الخزرج، وسَكّة زُريق، والسُّنُح، وجُذْمان، وعُرْيان والشّرعبيّ وراتج ومزاحم، وهي حصون وقصور، وذَات التُّومَتَيْن، وهي بئر لهم، وأُعْشار. والجِدار محلّة لهم كانت ببغداد؛ سُمِّيت ببني جِدار.

عظّم الخزرج سائر الأصنام في مكّة وعرفوا لها قدرها، غير أنهم اختصّوا مَناة بالزِّيارة على سائر الأصنام، وكان لهم محلّ أمامه، يقفون فيه، ويحلفون به، وكانوا يحجّون ويقفون مع النّاس المواقف كلّها ولايحلقون رؤوسهم، فإذا نفروا أتوا مَناة وحلقوا رؤوسهم عنده، وأقاموا عنده لايرون لحجّهم تمامًا إلاّ بذلك. كما شاركوا بعض القبائل العربيّة في إعظام الصّنم (ودّ) وهو من الأصنام ذائعة الصِّيت في أحياء العرب.

جرّت عليهم جيرتهم لإخوتهم الأوس في الجاهلية حروبًا طويلة، وأيامًا معروفة مشهورة، منها: يوم بُعاث، وفيه قُتِلت السَّروات، وكثرت الجراحات. ويوم الدَّرَك، ويوم الرّبيع، وفيه اقتتلوا قتالاً شديدًا حتى كادوا يتفانون، وذلك أنّهم التقوا بالبقيع وحصّنوا الذّراري في الحصون، وظنّوا أنه سيُخلص إلى أبنائهم ونسائهم، وعَظُم الشّر بينهم حتى ما يُلْقَى رجلٌ خارجٌ من داره، ولا من نخله إلاّ قُتِل. ويوم مُزاحم، وفيه حدثت مقتلة عظيمة، وكان الطول فيه للأوس، وممّا أُثِر من الشعر في يوم مزاحم قول قيس بن الخطيم، من الأوس:

وكنتُ امرأً لاأبعثُ الحربَ ظالمًا،

فلمّا أبَــو أشعــلْتُها كلَّ جـانبِ

رجال متى يُدْعوا إلى الموت يُسرعوا

كمَشْي الجِمال المُسرعات المَصاعبِ

صَبَحنا بها الآجام حول مُزاحمٍ

قَوانس أُولى بَيْضها كالكـواكــبِ

لوَ اَنّك تُلْقي حنظلاً فوق بَيْضنا

تدحرج عن ذي سـامِهِ المُتقاربِ

خرج نفرٌ من الخزرج والأوس في موسم الحجّ إلى مكة، فلقيهم رسول الله r، إبّان عرضه نفسه على قبائل العرب في كل موسم، فعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم شيئًا من القرآن، فقبلوا منه ما عرض عليهم، وصدّقوه وأجابوه، وقالوا: «إنّا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشّر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدِّين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزُّ منك». ثم قفلوا راجعين إلى قومهم، وقد آمنوا وصدّقوا، فلما قدموا إلى المدينة دعوا قومهم إلى الإسلام وذكروا لهم رسول الله، حتّى لم تبقَ دارٌ إلا وفيها ذكر من رسول الله، ففشا الإسلام فيهم وعمرت قلوبهم به. ثم كانت بيعة العقبة الأولى وفيها اثنا عشر رجلاً، أرسل الرسول معهم بعد بيعتهم مصعب بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويفقِّههم في الدِّين، ثم كانت بيعة العقبة الثانية وفيها ثلاثة وسبعون من الخزرج والأوس، بايعوا الرسول بيعة الحرب، على السمع والطاعة في العسر واليُسر، والمَنْشَط والمكره. ثم نصروا الإسلام بعدُ، وكانت لهم إسهاماتٍ عظيمةً في سائر المشاهد والوقائع والغزوات.

من رجالهم المشهورين في الجاهليّة والإسلام: عمرو بن الإِطْنابة والرُّمَق بن زيد بن غَنْم، وكلاهما شاعر جاهليّ، والمنذر بن حرام، جَدّ حسان بن ثابت، الذي تحاكمت إليه الأوس والخزرج في بعض حروبهم. وزيد بن ثابت، الذي تنسب إليه الفرائض. وعبد الله بن رواحه شهد العقبة وبدرًا، وكان نقيبًا، استشهد يوم مؤتة. وثابت بن قيس بن شَمّاس، خطيب الرسول r، وأبو الدَّرْداء، وسعد بن عُبادة كان نقيبًا سيّدًا جوادًا وابنه قيس بن سعد، أجود أهل دهره، وهما من أهل بيتٍ عريق في السّؤدد. وأبو دُجانة، كان أشجع أنصاريّ في عصره، وغيرهم كثير، ورجالات الخزرج الذين وهبوا حياتهم لنُصرة الدين، ورفع رايته أوّل أمره، وبذلوا في سبيل نشره الطريف والتّليد، أكثر من أن يُحصيهم عدٌّ.

مقبل التام عامر الأحمدي 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الكلبي، نسب معد واليمن، تحقيق ناجي حسن (عالم الكتب، بيروت 1988 م).

ـ ابن دريد، الاشتقاق، تحقيق عبد السلام هارون (طبعة مصورة بدار الجيل، بيروت 1991 م).

ابن حزم، جمهرة أنساب العرب،بتحقيق عبد السلام هارون، (دار المعارف، مصر).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلدالثامن - رقم الصفحة ضمن المجلد : 799 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة