خالد عبد الله قسري
Khaled ibn Abdullah al-Qasri - Khaled ibn Abdullah al-Qasri

خالد بن عبد الله القسري

(66-126هـ/686-743م)

 

أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي القسري الدمشقي، أميرالعراقين وأحد خطباء العرب وأجوادهم.

ولي مكة سنة 89هـ وقيل سنة 91هـ للوليد بن عبد الملك بعد عزل عمر بن عبد العزيز بدعوى أن الحجاز في ولاية عمر صار معقلاً للثائرين والناقمين على حكم الحجاج في العراق. حذّر خالد أهل مكة الفُرْقَة لأنها البلاء العظيم وحذرهم أن يُنْزِلوا أحداً من أهل الخلاف في منازلهم، وهدّد إن وجد أحداً منهم في منزل من منازل أهل مكة أمر بهدمه. بقي خالد والياً على مكة حتى خلافة سليمان بن عبد الملك (96-99هـ) الذي عزله، فلما كانت خلافة هشام بن عبد الملك (105-125هـ) وسَّد إليه أهم منصب في الدولة، وهو إمرة العراقين.

قدم خالد العراق في شوال سنة 105هـ، واتخذ من واسط مقراً لولايته كما فعل الحجاج من قبل، وصرف همه لإدارة أمور الدولة، وقد عاش العراق في عهده فترة من الهدوء والازدهار الاقتصادي، وإن لم يخل حكمه من المعارضة ومن قيام بعض الحركات المعادية لشخصه.

لم تكن لخالد قوة أو دعم من قومه، ولم يكن يستند إلى عصبية قبلية يعتد بها، فقسر التي ينتمي إليها قبيلة صغيرة لم يكن لها شأن كبير، ولذلك حرص في بدء ولايته أن يكون بعيداً عن الصراعات القبلية، على أن هذا الحياد لم يجنبه عداوة قيس لأنهم عدّوه عدواً لهم جاء ليزيل سلطان الوالي عمر بين هبيرة القيسي، يضاف إلى هذا أن أغلب القبائل القيسية لم تتقبل تعيينه قبولاً حسناً، ولذلك دفعته عداوة مضر دفعاً إلى محاباة اليمينيين وأخذ جانبهم.

وقد جاء طعن خالد من ناحية ما كان يظن أنها ستسبب له طعناً، وهذه الناحية هي قضية اهتمامه الشديد بأمور الزراعة، فقد نسبت إليه أخبار كثيرة عن تجفيفه المستنقعات واستصلاحه الأراضي واصطفائه الخصبة منها واستملاكه لها. مما جعله في مصاف كبار الأغنياء، وفسرت أعماله الخيرة كحفره للترع وكريه للأنهار، بأنها أعمال ليس المقصود منها المصلحة العامة وإنما مصالحه الخاصة وزيادة ثروته، وبما أن خالداً كان كريماً جواداً فقد اتهم أنه يستبيح أموال بيت المال لمآربه وأغراضه الشخصية.

على الرغم من التذمر والنقد اللذين تعرض لهما خالد والياً فإنه لبث في إمرته ما يقرب من الخمسة عشر عاماً وهي باستثناء ولاية الحجاج أطول مدة قضاها وال في هذا القطر، ولكن التذمر بلغ حداً لم يستطع معه الخليفة التغاضي عنه ولاسيما حين تضافر قوم من أشراف قريش كان خالد قد أهانهم واستخف بهم مع أعدائه من القيسيين فأوغروا صدر الخليفة عليه فعزله سنة 120هـ، وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وهو قيسي من أقرباء الحجاج كان قد تولى إمرة اليمن سنين طويلة.

عُزل خالد وقُبض عليه وسُجن في واسط، فلما سار يوسف إلى الحيرة أخذ خالداً فحبسه ثمانية عشر شهراً، واستأذن يوسف بن عمر الخليفة هشاماً أن يطلق يده على خالد لمحاسبته واسترداد الأموال منه، فلما لم يصل التحقيق مع خالد إلى أي نتيجة أمر هشام بإخلاء سبيله، فذهب خالد إلى بلدة القرية قرب الرصافة، وأقام فيها حتى صفر سنة 122هـ ثم غادرها متوجهاً إلى دمشق، فلما كانت خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك (125-126هـ) دفعه إلى يوسف بن عمر مقابل مبلغ كبير من المال، فقتله بعد أن عذبه، ودفن في الحيرة.

نجدة خماش

الموضوعات ذات الصلة:

 

هشام بن عبد الملك.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف مصر).

ـ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي (دار صادر، بيروت).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلدالثامن - رقم الصفحة ضمن المجلد : 733 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة