ديدان منبسطه
Platyhelminthes - Platyhelminthes

الديدان المنبسطة

 

الديدان المنبسطة Platihelminthes شعبة من كثيرات خلايا ذات تناظر جانبي، جسمها مضغوط بالاتجاه الظهري البطني، ويقع فمها وفتحاتها التناسلية على الوجه البطني. والجسم في صف الشريطيات Cestoda مقسّم إلـى قطع أو حلقات.

أنواعها وحياتها وتأثيرها في صحة الإنسان

 
 

تقسم شعبة الديدان المنبسطة إلـى ستةصفوف أهمها صف الديدان الشريطية Cestoda والديدان المثقوبة Trematoda. تشتمل الديدان الشريطية على عشر رتب، من أجناسها:

الدودة الوحيدة Taenia التي تعيش متطفلة على الأمعاء الدقيقة في الإنسان وغيره. ويوجد منها في أمعاء الإنسان نوعان هما الدودة الوحيدة المسلحة T.solium والدودة الوحيدة العزلاء T.saginata (الشكل -1).

الدودة الوحيدة المسلحة هي شريط منبسط طوله يزيد على ستة أمتار, ويتألــف من رأس scolex للتثبيت, ومن عدد كبير من القطع المتشابهة. تتثبت الدودة على جدار أنبوب الهضم بوساطة محاجم وعقائف أو كلاليب توجد على الرأس. وتولد العنق قطع الجسم بالتقطع المستمر وإضافتها إلى قطع الجسم السابقة، مما يفسر التشكل المستمر للحلقات.

أما الشريطية العزلاء فيكون رأسها مجرداً من الكلاليب، ويشتمل على أربعة محاجم منتفــخة تتثبت بوساطتها الدودة على جدار المعي.

والديدان الشريطية خنثوية، تحتوي كل حلقة من جسمها على الأعضاء الذكرية والأنثوية، بحيث تمتلئ القطعة الناضجة بأعضاء التكاثر. في الذكر عدد كبير من الخصي أما الجهاز التناسلي الأنثوي فانه يتألف من مبيضين.

وعلى الرغم من أن الديدان الشريطية خنثوية غير أن الإلقاح فيها غير ذاتي بل متبادل. ويتشكل في البيضة، وهي ما تزال في الرحم، جنيــن يسمى الجنين مسدس الأشواك. فإذا ما ابتلـع الخنزير (في حالة الشريطية المسلحة) أو البقر (في حالة الشريطية العزلاء) مع غذائــه حلقات فيها هذه البيوض، فإن هذه الأجنة تنفذ عبر جدار المعي وتسير مع تيار الدم، وتتوقف في النسيج العضلي، حيث تتكيس ويتحول كل منها إلى حويصل، فإذا التهم الإنسان لحم الخنزير أو البقر غيــر المطبوخ جيداً، فإن حويصلي الذنب ينمو ويعطي دودة كاملة مسببة للإنسان اضطرابات هضمية وفقر الدم.

أما الشريطية المعروفة باسم المكورة الشوكية الحبيبية Echinococcus granulosus (الشكل -2) فهي شريطية صغيرة لايجاوز طولها السنتيمتر الواحد، تتطفل على المعي الدقيق للكلاب والقطط، تتألف كل منها من أربع حلقات، الأولى منها هي الرأس، وتحمل الأخيرة البيوض. ويحدث تلوث الإنسـان بهذه الديدان عن طريق الكلاب المصابة، لأن الكلاب تنظف شرجها بلسانها، فتعلق عليه البيوض التي تنتقل بدورها إلى الإنسان بالملامسة، وتعطي أكياساً مائية، خاصة في منطقة الكبد، وتسبب للإنسان مرض الأكياس المائية Echinococcosis، وهـــو مرض خطــير لايمكن معالجته إلا بالعمل الجراحي.

ويشتمل صف الديدان المثقوبـة على طفيليات داخلية تعيش في التجاويف الطبيعية للجسم. حلقة حياتها معقدة إذ تمر أطوارها اليرقية بعائل وسطي أو أكثر.

تنتمي إليها الوريقة الكبدية Fasciola ومنشقات الجسم (أو البلهارسيا)Schistosoma.

يعيش النوع F.hepatica (الشكل -3) من الوريقات الكبدية متطفلاً على القنــوات الصفراوية في المجترّات. طولها يراوح بين 1.5-3سم وعرضها بين 1-1.5سم. ذات جسم مسطّح يشبه ورقة الشجر. وهي خنثوية، تحمل الجهاز الذكري والأنثوي معاً. ويتألف جهازها الذكري مــن خصيتين كبيرتين متفرعتين بشدة، أما الجهاز الأنثوي فيتألف من مبيض صغير يقع بين الخصيتين. ويحدث الإلقاح ذاتياً أو بالتبادل، وتضع الدودة بعد ذلك بيوضها في القنوات الصفراوية، وتسـير مع الصفراء إلى العفج، ومنه إلى الخارج مع البراز. ولهذه البيوض شكل إهليلجي، ولهـا غطاء قطبي، تحتوي في داخلها على جنين في مرحلة الجسم التوتي morula يتحول بعـد ذلك إلى جنين مهدب يسمى miracidium يخرج من البيضة إثر تماسها مع الماء.

يسبح هذا الجنين حراً في الماء نحو ثماني ساعاتقبل أن يجد عائله الوسطي وهو الحــلزون المعروف باسـم Limnea trauncatula، وإذا لم يعثر عليه في هذه المدة فإنه يموت، أما إذا وجده فانـه يدخله بوساطة منقاره ويتمركز في رئة الحلزون متحولاً إلى كيس بوغي sporocyst تتحول الكتل المنشئة فيه إلى طور جنيني يسمى الريدية Redia نسبة إلى الباحث الذي اكتشفها. ولـدى خروج هذه الريديات من الكيس البوغي فإنها تهاجر إلى كبد الحلزون وتنمو متحولة إمـا إلى ريديات أخرى إذا كانت الحرارة منخفضة، أو إلى أجنة يعرف كل منها باسم الجنين المذنب cercaria إذا كانت الحرارة مرتفعة.

تخرج هذه الأجنة المذنّبة من الحلزون وتسبح في الماء مدة قصيرة، وتتثبت على النباتـات، وتفقد ذيلها وتتكيس متحولة إلى جنين متكيس metacercaria، يبتلعه الخروف مع الأعشاب. وفي الأمعاء تخرج منه دودة كبدية فتية تهاجر إلى الأقنية الصفراوية بعـــد أن تجتاز جدار المعي، ثم تصبح كاملة النمو في غضون ثلاثة أشهر.

تسبب هذه الديدان للمواشي التي تصيبها إسهالاً ويرقاناً وهزالاً تدريجياً وتضخماً في الكبد، ونادراً ما تنتقل للإنسان مسببة أعراضاً تشبه أعراض المواشي.

 
 

أما منشقات الجسم، فينتمي إليها ثلاثة أنواع مهمة تسبب ما يعرف باسم Schistosomiasis (الشكل -4) ينتشر في بقاع كثيرة من العالم، هي منشقة الجسم الدموية Sch. hematobium ومنشقة الجسم المعوية Sch. mansoni ومنشقة الجسم اليابانية Sch. japonica. وتختلف هذه الديدان عما سبقها من المثقوبات بكونها ثنائية المسكن أي منفصلة الجنس، ويتميز الذكر فيها بأنه أعرض من الأنثى التي تكون رفيعة وطويلة، ويحتضنها في ميزابة تتشكل نتيجة التـواء الذكر على وجهه البطني.

تتطفـل أفرادها الكهلة على الأوعية الدموية للإنسان وخاصة في المثانة، أما أشكالها اليرقية فتعيـش في الرخويات. وتختلف دورة حياتها عن الوريقة الكبدية بأنها لا تمر بمرحلة الريدية، وأن الجنين المذنّب فيها ذو ذنب متشعب إلى فرعين، لذلك يسمى furcocercaria، وأنه لا يمر بمرحلة الجنين المتكيّس.

وتتشابه دورة حياة الأنواع الثلاثة لهذا الجنس:

فبلهارسيا المجاري البولية أو منشقات الجسم الدموية تشتمل بيوضها على برزة في أحد القطبين تساعدها في النفاذ عبر شـعريات المثانة، حيث تقع ضمن جوف المثانة، تخرج بعدها مع البول مسببة إدماءه وفقر الدم. وتفقـــس البيضة في الماء ويخرج منها الجنين المهدب ليسبح حراً والذي لابد له، لكيلا يمـوت، أن يصادف بسرعة عائلاً وسطياً من الرخويات من نوع Bulinus contortusحيـث يعيش في لحافات هذا الرخوي ويتحول إلى كيس بوغ sporocyst يخرج منه الجنيـن المذنبcercaria  الـذي يسبح ويخترق جلد الإنسان بعد أن يخسر ذنبه ليعيد دورة الحياة.

أما بلهارسيا المستقيم فهي دودة تشبه سابقتها في أن الكهلـة تعيش في الجملة البوابية، غير أنها بدلاً من أن تهاجر بعد عملية التزاوج إلى أوعية المثانة تهاجر إلى الأمعاء الغليظة وتضــع بيوضها في الأوردة البابية القريبة من المســتقيم. وتحمل هذه البيوض بروزاً جانبياً دقيقاً على هيئة الشوكة، ثم تخترق جدار الأمعاء وتخرج مع البراز إلى الوسط الخارجي. ويكون العائـــل الوسطي هنا الرخـوي من جنس Planorbis. ومن مظاهر المرض الذي تسببه هذه الدودة الإسهالات المزمنة والتبرّز المدمى الذي يؤدي إلى فقر الدم. أما منشقة الجسم اليابانية، التي تنتشر في اليابان، فليس لبيوضها أي شوكة.

محمد عادل الحكيم 

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد عزت عبد الحفيظ، الدليل في علم الطفيليات الطبية (كلية الطب، جامعة حلب 1976).

ـ محمود كـروم، الوجيز في تصنيف الحيوان (كلية العلوم، جامعـة حلب 1980).

ـ عبد الرحمـن مراد، بيولوجيا التطفل (كلية العلوم، جامعة دمشق 1982).

- R.D.Barnes, Invertebrate Zoology (Saunders, London 1966).

- I.W. & V.G. Sherman, The In­ver­te­brates, Function and Form (Macmillan, Lon­don 1970).


- التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات) - النوع : علوم - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 511 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة