التيفاشي (شرف الدين أحمد-)
تيفاشي (شرف دين احمد)
Al-Tifashi (Sharaf ed Din Ahmed-) - Al-Tifashi (Sharaf ed Dine Ahmed-)
التيفاشي (شرف الدين أحمد ـ)
(580ـ651هـ/1184ـ1253م)
أبو العباس شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر التيفاشي القيسي. عالم أديب، مشارك في أنواع العلوم المختلفة. كان من أسرة ذات جاه وحسب، اشتهرت بالعلم وولاية المناصب في القضاء والوزارة والحجابة. ولد أبو العباس في تيفاش، وكانت قديماً تعد في قرى قفصة في تونس، وهي اليوم من عمالة قسنطينة في الجزائر. قضى صباه الأول بين تيفاش وقفصة، وهناك سمع من أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي. ثم دخل تونس العاصمة فأخذ عن شيوخها.
رحل وهو صغير السن إلى القاهرة، وقرأ فيها على العالم موفق الدين عبد اللطيف البغدادي. ثم سافر إلى دمشق، واشتغل فيها على تاج الدين الكندي. ولاتُعرف المدة التي قضاها التيفاشي في بلاد الشرق، ولكن من المعروف أنه عاد إلى وطنه ليتولى منصب القضاء في ظل الدولة الحفصية. ثم عاد مرة ثانية إلى مصر، حيث ولي القضاء فيها. وقام بعد ذلك بعدة رحلات إلى أرمينية والعراق وفارس، لزيارة معادن (مناجم) الأحجار الكريمة والجواهر الثمينة. ويوجد في كتابه «أزهار الأفكار» الذي ألفه في القاهرة، معلومات وتجارب استفادها من تلك الرحلات.
شغل التيفاشي منصب القضاء كما شغله والده من قبله، في عصر الخليفة منصور بن عبد المؤمن الموحدي في مراكش. وكان لهذا الوالد اهتمام بعلوم المعادن والجواهر، وقد أورث خبرته هذه لابنه الذي نمّاها وتعلّق بها حتى صار أعظم خبراء عصره فيها.
عاش التيفاشي في عصر ذهبي ساد البلاد الإسلامية فيه الغنى، وازدهرت فيه الثقافة، كما تمت انتصارات مهمة في الأندلس والمغرب ومصر وبلاد الشام. ففي عهد المنصور بن عبد المؤمن الموحدي حدثت معركة الأرك في الأندلس (591هـ/1194م)، وفي فلسطين تغلب السلطان صلاح الدين على الصليبيين في حطين (583هـ/1187م)، وقامت بعد ذلك دولة الحفصيين في تونس ودولة المماليك في القاهرة. وقد عاش أبو العباس التيفاشي شبابه وكهولته متصلاً بهاتين الدولتين.
كان التيفاشي واسع الثقافة، ملماً بكثير من علوم عصره. كان طيّع القلم، رشيق الأسلوب، دقيق العبارة. وتجلى أكثر اهتمامه في علوم البلدان والمعادن والطب وعلمي البديع والتفسير. إن أَكْمَل لائحة تضم أسماء مؤلفاته قد وردت في كتاب «هدية العارفين»، ويبلغ عددها ثمانية كتب ؛ولكن يبدو أن جانباً من مؤلفاته لم يُسجل ويُنسخ لسوء خط المؤلف، وعدم اهتمامه بتصنيف أبحاثه. أما أشهر مؤلفاته فهي:
1- «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار»، وهو كتاب في علم المعادن والأحجار الكريمة، ويرجح أنه انتهى من تصنيفه عام 640هـ. ويضم هذا الكتاب (25) فصلاً، ويختص كل فصل بدراسة حجر من الأحجار الثمينة، التي يدخرها الملوك والأمراء والأغنياء في خزائنهم. وهي تجمع إضافة إلى جمال المنظر، وغلاء الثمن، تأثيرات وخواص عجيبة بحسب المعتقدات القديمة.
2- «نزهة الألباب فيما لايوجد في كتاب»، وهو مؤلف وصف فيه التيفاشي الحياة الجنسية في محاسنها ومباذلها، وصفاً دقيقاً غريباً في بابه. وهو مخطوط موجود في المكتبة العامة بالرباط .
3- «رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه»، وهو كتاب شاع نشره، وأصابه كثير من التحريف. ويقول بعضهم إن مؤلفه هو كمال باشا، إلا أن حاجي خليفة يقول إن كمال باشا ترجمه إلى التركية.
4- «فصل الخطاب في مدارك الحواس لأولي الألباب»، وهو موسوعة كبيرة قدمها التيفاشي إلى الصاحب محيي الدين الجزري القرشي، من أعيان القاهرة 630هـ، ويتألف من أربعين مجلداً، ويقول حسن حسني عبد الوهاب، في ورقاته، إن هذه الموسوعة تضم كتابي «الشفاء في الطب» و«أزهار الأفكار».
5- «طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع مايحدث بين السماء والأرض من الآثار»، ويقول حسن حسني عبد الوهاب إن هذا الكتاب اختصره ابن منظور، ويعد أقدم موسوعة وافية في علم الأرصاد الجوية.
زهير البابا
مراجع للاستزادة: |
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون (مكتبة المثنى، بغداد).
ـ إسماعيل البغدادي، هدية العارفين (مكتبة المثنى، بغداد).
ـ التيفاشي، أزهار الأفكار، تحقيق م.يوسف حسن ـ محمود خفاجي (نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 246 مشاركة :