ترمذي (حكيم)
Al-Tirmidhi (Al-Hakim-) - Al-Tirmidhi (Al-Hakim-)

الترمذي (الحكيم ـ)

(توفي نحو 320هـ/ 932م)

 

أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي، عالم محدّث ومتصوف ذو تصانيف مشهورة، وهو من أهل ترمذ من أعمال خراسان.

أخذ أسباب المعرفة والعلم عن شيوخ بلده، كما حدَّث عن والده، وصحب أبا تراب النخشبي (ت245هـ)، وهو من أجلة مشايخ خراسان وكبارهم المشهورين بالعلم والزهد والتوكل والورع، كما صحب أبا عبد الله بن جلاء وأحمد بن خضرويه وغيرهم من أعلام عصره.

وروى عنه أبو الحسن علي بن كرد بن سال العكبري وأبو الحسين محمد بن محمد الحافظ النيسابوري، وأحمد بن عيسى الجوزجاني ويحيى بن منصور القاضي، وأبو علي النيسابوري وجماعة من علماء نيسابور، ويذكر أنه حدّث بنيسابور نحو سنة 285هـ.

هجر ترمذ في آخر عمره بسبب تصنيفه كتاب «ختم الولاية وعلل الشريعة»، وذهب إلى بلخ حيث أكرمه أهلها.

عد في كبار شيوخ الصوفية، وقد ألّف تصانيف مشهورة في التصوف منها كتاب «موارد الأصول في أحاديث الرسول»، وكتاب «علل العبودية» وأراد أن يخرّج الفرائض الشرعية تخريجاً عقلياً، وكتاب «ختم الولاية» أو «ختم الأولياء» وفيه يشرح شرحاً صوفياً فكرة الولاية ويؤكدها ويجعلها محور فلسفته الصوفية، وهو في ذلك يتحدث عن الخلاف الذي كان يدور بصدد الأولياء والأنبياء وتفضيل أهل السنة للأنبياء على الأولياء لأن الولاية امتداد للنبوة، وأن النبوة انقطعت بموت النبي ولكن الولاية لاتنقطع، وكان الترمذي يرى أن للولاية ختماً مثلما هي حال النبوة، وكان رأيه هذا سبب نفيه عن ترمذ، ويبدو أنه كان متأثراً بفكرته هذه بالعقيدة الشيعية، وقد ألف في هذا المجال أيضاً «علم الأولياء» و«سيرة الأولياء»، وقد أدى اهتمامه بالولاية إلى أن تصوفه بكامله ليس سوى نظرية متكاملة في الولاية.

كما عني الترمذي باللغة وألف كتاب «الفروق» وفيه يفرق بين المداراة والمداهنة والمحاجة والمجادلة وغير ذلك من المرادفات، ويرفض وجود الترادف بالمعنى الدقيق. ومع ذلك فقد كان يقول عن نفسه «ما صنعت حرفاً عن تدبير ولا لينسب إلى شيء، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي أتسلى به». وكانت له أقوال أثرت عنه وبرزت فيها أصالته الصوفية وعنايته بالأخلاق والآداب.

صنف الهجويري الفرق الصوفية المقبولة عنده في عشر فرق ذكر بينها (الحكيمية) نسبة إلى لقب الترمذي الحكيم، وذهب باحثون إلى أن فكراً مزدكياً قد تسرب إلى الأوساط الصوفية من طريق فلسفته الصوفية، وكذلك أفكار غنوصية من طراز مايعتنقه غلاة الشيعة فيمايتصل بسبق النور المحمدي والحقيقة الآدمية، وكذلك أسرار حروف الهجاء الثمانية والعشرين وأسرار الصلاة، وليَسوع عنده منزلة خاصة.

أَثّر الحكيم الترمذي في ابن عربي الذي جاء بعده بثلاثة قرون في ميدان الصلة المعرفية الروحية، وقد أشار إليه في ثلاثة من كتبه هي «شرح المسائل الروحانية التي سألها الحكيم الترمذي» و«الفتوحات المكية» و«فصوص الحكم».

اختلف في سنة وفاته، وقبره في آسيا الوسطى يعد في أجمل الأوابد.

 

عادل العوا

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

ابن عربي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أبو الحسن علي بن عثمان الهجويري، كشف المحجوب (نشر نيكلسون 1911).

ـ أبو العلا العفيفي، التصوف، الثورة الروحية في الإسلام (بيروت).

ـ عابد الجابري، بنية العقل العربي (بيروت 1990).

ـ هنري كوربان، تاريخ الفلسفة الإسلامية، ترجمة نصير مروة وحسن قبيسي (بيروت 1966).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السادس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 363 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة