هاردي ( توماس)
Hardy (Thomas-) - Hardy (Thomas-)

هاردي (توماس ـ)

(1840 ـ 1928)

 

توماس هاردي Thomas Hardy روائي وشاعر إنكليزي غزير الإنتاج. وُلِدَ في بلدة هاير بوكهامبتن Higher Bockhampton، وتلقى تعليمه في المدارس المحلية ثم في مدارس خاصة. كان والده حجّاراً وبنّاءً، وقد درّبه في مرحلة باكرة على يد معماريّ محليّ يعمل في ترميم الكنائس القديمة، وعمل بين عامي 1862-1867 لدى معماريّ في لندن. كان في هذه الأثناء ينظم الشعر، من دون أن يحقق نجاحاً مهماً، فتحوّل من ثمّ إلى الرواية، ووجد أنها أكثر رواجاً، حتى إنه بات قادراً على أن يعيل نفسه من الكتابة منذ العام 1874. وفي العام ذاته تزوج إيما غيفورد Emma Gifford التي دام زواجه منها حتى وفاتها عام 1912 وكانت ملهمته في مجموعته الشعرية «آثار شعلة قديمة» Veteris Vestigiae Flammae. وفي عام 1914 تزوج فلورنس دوغديل Florence Dugdale، التي كتبت سيرته بعد وفاته في بلدة دورتشستر Dorchester.

نشر هاردي باسم مستعار اثنتين من أوائل رواياته هما «علاجات يائسة» Desperate Remediesت(1871) و«تحت الشجرة الخضراء»  Under the Greenwood Treeت(1872). لكن روايتيه اللاحقتين «عينان زرقاوان» A Pair of Blue Eyesت(1873) و«بعيداً عن الحشد الملتاث» Far from the Madding Crowdت(1874) نُشرتا باسمه الصريح وحظيتا باستقبال حسن. وهو يصور في الرواية الثانية منطقة دورست Dorset التي أحبها على أنها مقاطعة ويسِّكس Wessex المتخيلة التي تحضر في رواياته حضوراً مادياً، وهي مرآة للشروط النفسية التي تعانيها شخصياته.

من بين أفضل روايات هاردي «عودة ابن البلد» The Return of the Nativeت(1878) و«عمدة كاستربردج» The Mayor of Casterbridgeت(1886) و«تِسْ سليلة دربرفيلز» Tess of the D’ Urbervillesت(1891) و«جود الغامض» Jude the Obscureت(1895)، وهي مفعمة جميعاً بإيمان بوجود نوع من الحتمية الكونية ومتأثرة بأفكار تشارلز داروين[ر: دارون] الذي كان هاردي قد قرأ كتابه «أصل الأنواع» في العام 1862، وبفيزياء إسحق نيوتن[ر] رياضي القرن السابع عشر وفيلسوفه. ومع أن مصير الفرد في رؤية هاردي الكالحة للعالم يمكن أن يبدله الحظ والمصادفة في بعض الأحيان، فإن الإرادة البشرية لا تني تخفق كلما حاولت أن تتنحى عن مسارها المحتوم. ولقد رأى الكاتب أن إيمانه بالحتمية كان مصدر راحة بقدر ما كان نوعاً من اللعنة.

نزع هاردي إلى رؤية شخصياته رؤية منطوية على المفارقة الساخرة والأسى. وقد بدا في إنكلترا العصر الڤكتوري مجدّفاً، خاصةً في روايته «جود الغامض»، حيث يتعامل مع الجاذبية الجنسية على أنها قوة طبيعية لا يمكن للإرادة البشرية أن تقف في وجهها. وعلى الرغم من إعجاب الأوساط الأدبية اللندنية بهاردي ظلت إشارات النقاد والمراجعين إلى «تشاؤمه» مصدر إزعاج له؛ وقد بلغت قسوة النقد الذي تلقته «جود الغامض» حداً جعل هاردي يعلن أنه «شُفِيَ» من كتابة الروايات وقرر العودة إلى كتابة الشعر. وقد كتب في يومياته حينها: «بمقدوري أن أعبّر من خلال الشعر، وبصورة أكمل عن أفكار ومشاعر تسير بعكس الرأي الخامل المتكوِّن - القاسي كالصخر - والذي تجد الغالبية الساحقة من البشر مصلحةً خاصة في دعمه… لو أن غاليليو قال شعراً إن الأرض تدور فلعل محاكم التفتيش كانت ستتركه وشأنه».

 جمع هاردي في ديوانيه الأولين «قصائد ويسِّكس» Wessex Poemsت(1898) و«قصائد الماضي والحاضر» Poems of the Past and Presentت(1901) أشعاراً قديمة وجديدة. أما «ملحمة الأجيال» The Dynasts، المكتوبة بين عامي 1903- 1908في ثلاثة أجزاء فتُعد من أجود أعماله الشعرية، وهي دراما ملحمية من 19 فصلاً و130 مشهداً، تتناول دور إنكلترا في الحروب النابليونية، تلك الفترة التاريخية التي فتنته، وكانت ذكراها لاتزال حية في الأذهان. ومنظور هاردي في هذا العمل مشابه لمنظوره في رواياته، إذ يحدد القدر والحتمية القاسية أفعال الشخصيات. أما قصائد هاردي القصيرة اللاحقة - وهي قصائد غنائية ورؤيوية - فقد نُشِرَت في عدد من الدواوين، مثل «مساخر العصر» Time’s Laughing Stocksت(1909)، «أهاجي الأحوال» Satires of Circumstancesت(1914) و«لحظات رؤيا» Moments of Visionت(1917) و«قصائد غنائية متأخرة وباكرة» Late Lyrics and Earlierت(1922) و«عروض بشرية» Human Showsت(1925) و«خيالات جامحة» Far Fantasiesت(1928).

حاز هاردي درجات شرف من جامعتي أكسفورد وكمبردج، والميدالية الذهبية من الجمعية الملكية للآداب.

ثائر ديب

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J. COX STEVENS, Thomas Hardy: Materials for a Study of his Life, Times, and Works (St. Peter Port, Guernsey, Toucan Press 1968).

- RALPH PITE, Thomas Hardy: The Guarded Life (London, Picador 2006).


- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 295 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة