البوريني (الحسن بن محمد-)
بوريني (حسن محمد)
Al-Bourini (Al-Hasan ibn Mohammad-) - Al-Bourini (Al-Hasan ibn Mohammad-)
البُوريني (الحسن بن محمد ـ)
(963 ـ 1024هـ/1556 ـ 1615م)
الحسن بن محمد الصفّوري المعروف باسم بدر الدين البوريني الشافعي مؤرخ وعالم بالأدب والرياضيات والمنطق، ولد في قرية صَفُّورية في جوار طبرية من أب بُوريني (نسبة إلى قرية بورين القريبة من نابلس) وأم صَفّورّية. درس القرآن الكريم كاملاً في زاوية آل عبد الهادي على يدي الشيخ نبهان فيها، ولما بلغ العاشرة من عمره، قدم به والده إلى دمشق الزاخرة مدارسها بالكثير من العلماء الأعلام من آل الطيبي والغزي والنابلسي والعماد وغيرهم، فدرس في المدرسة العمرية بالصالحية، وقرأ القرآن على الشيخ أحمد الطيبي (ت981هـ) شيخ المقرئين بدمشق وتتلمذ لكبار شيوخ عصره، وأتقن الكثير من العلوم، كعلوم القرآن والقراءات والفقه الشافعي والأصول والفرائض، وبرع في العربية، وزاد من ثقافته رحلاته المتعددة إلى حلب وطرابلس والحجاز وحبه للمطالعة، فقرأ الكثير من كتب التاريخ والأدب ودواوين الشعر، وكان يختار أجمل مافيها، ليزين بها كنّاشه الخاص، الذي دون به ما يروقه ويستعذبه من أدب رفيع وشعر حسن. وأجاد الفارسية والتركية مما يَّسر له سبل الوقوف على المؤلفات المكتوبة بهاتين اللغتين، بل نظم الشعر فيهما، مما حدا ببعض دارسيه إلى القول: «قلَّ أن نجد عالماً فقهياً يُتقن اللغات الثلاث في آن معاً، ويحيط بالشعر والأدب والتاريخ». دَرَّسَ البوريني في عدد من جوامع دمشق ومدارسها مثل: الجامع الأموي وجامع السلطان سليم والمدرسة الدرويشية والناصرية الجوانية والشامية البّرانية والعادلية الصغرى والفارسية والكلاسة، وتولى الخطابة في جامع الجراح، وعُينّ مفتياً للشافعية، وذاع صيته فأقبل عليه العلماء والقضاة والحكام ينهلون من معارفه. وفي عام 1020هـ عُينّ قاضياً لركب الحج الشامي، مما دل على علو منزلته العلمية، مع العلم أن مذهب الدولة العثمانية الرسمي هو المذهب الحنفي، ويُفترض بداهة أن يكون القضاة من الأحناف، وهو شافعي المذهب.
ترك البوريني الكثير من المؤلفات، فُقِدَ بعضها وبقي بعضها الآخر، منها: «حاشية على أنوار التنزيل» للبيضاوي، وشرح ديوان ابن الفارض الذي سماه «البحر الفائض في شرح ديوان ابن الفارض»، وعدة رسائل أدبية، ومنتخبات شعرية ونثرية ضمنّها في كنّاش، وديوان شعر، وكتاب «تراجم الأعيان من أبناء الزمان»، في التاريخ، وهو أهم مؤلفاته، جمع فيه تراجم الكثيرين من معاصريه، متبعاً في ذلك أسلوب السابقين من المؤرخين، لكنه لم يقصر تراجمه على بلد من دون آخر، أو طائفة بعينها، ورتَب تراجمه على حروف المعجم في الأسماء، وزخر كتابه بالكثير من المؤشرات الاجتماعية والعلمية والأخلاقية عن دمشق وقتذاك. ومن كتبه الأخرى «الرحلة الحلبية والطرابلسية». توفي البوريني في دمشق ودُفن بمقبرة الفراديس، وقد رثاه عدد من أصدقائه وتلامذته.
عبد الله محمود حسين
مراجع للاستزادة: |
ـ الحسن بن محمد البوريني، تراجم الأعيان من أبناء الزمان، تحقيق صلاح الدين المنجد (مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق 1959م).
ـ محمد الأمين المحبي، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (دار صادر، بيروت).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 522 مشاركة :