بيلوروسية(الجغرافية-)
بيلوروسيه(جغرافيه)
Belorussia - Biélorussie
بيلوروسية (جمهورية ـ)
تقع جمهورية بيلوروسية Byelorussia (روسية البيضاء) في وسط السهل الأوربي الكبير، بين خطي العرض 51 درجة و15 دقيقة، و56 درجة و6 دقيقة شمالاً، وخطي الطول 24درجة و30 دقيقة، و32 درجة و46 دقيقة شرقاً. تحدها من الشمال والشمال الشرقي جمهورية روسية الاتحادية[ر]، ومن الجنوب والجنوب الشرقي جمهورية أوكرانية[ر]، ومن الغرب جمهورية بولندة[ر] وجمهورية ليتوانية، ومن الشمال الغربي جمهورية لاتفية. وهي بلد قاري حبيس لا واجهات بحرية له.
تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 207595كم2، وتمتد أراضيها من الشرق إلى الغرب مسافة نحو 650كم، ومن الشمال إلى الجنوب نحو 560كم، عاصمتها منسك Minsk.
الأوضاع الجغرافية الطبيعية
التضاريس: تشغل بيلوروسية القسم الغربي من السهل الروسي، في الحوض الأوسط لمجرى نهر الدنيبر ودفينا الغربي والمجرى الأعلى لنهري نيمان وبوغ. معظم أراضي الجمهورية مساحات سهلية يراوح ارتفاعها بين 100 و250 متراً، وتتصف الأجزاء الشمالية منها، من الناحية التضريسية، بالارتفاع الذي يزيد في بعض المواقع على 300 متر (المرتفعات الليتوانية ـ البيلوروسية)، وتتعاقب هنا السلاسل الجبلية التلية القليلة الانحدار، ذات الأصل الركامي (الجليدي)، وذلك بتأثير الجليديات المتراجعة التي غطت أراضي الجمهورية في الحقب الرابع الجيولوجي، وخلفت وراءها الكثير من البحيرات والمستنقعات والصخور الملساء.
إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بيلوروسية تنحدر الأراضي تدريجياً إلى ارتفاع (100 -150 متراً) نحو حوض نهر بريبيات، ويتحول السهل تدريجياً إلى منخفض مستنقعي في بوليسية. يشغل حوض نهر بريبيات، الرافد الأيمن لنهر الدنيبر، وتحيط به حواف جبلية مرتفعة تنحدر بلطف نحو الدنيبر، وتغطي أراضيه الصخور الرسوبية والكثبان الرملية القارية، وتغدو المجاري النهرية هنا عريضة والجريان بطيئاً، وهذا ما يساعد على الانتشار الواسع للمستنقعات التي تؤلف نحو ثلث مساحة البلاد، وتغطيها ترب خثية (توربية)، وتحدها من الشمال تضاريس سهلية هي مركز بيلوروسية، الذي يتصف برتابة تضاريسه وتنوعها، حيث توجد أخفض أراضي الجمهورية الواقعة على ارتفاع (80 -85 متراً) فوق سطح البحر، والتي تقع على امتداد حوض نهر نيمان قرب الحدود الليتوانية. وأعلى النقاط الواقعة في مرتفعات منسك (جبل درجينسك 346 متراً فوق سطح البحر)، وتقل هنا البحيرات عما هي عليه في المناطق الشمالية. وتؤلف الصخور البلورية التي تعود إلى العصر الكامبري الأساس القاعدي للأراضي البيلوروسية التي تظهر قريبة من السطح في الأجزاء المركزية، وتتوغل عميقاً بالاتجاه نحو الشمال الشرقي والجنوب الشرقي والجنوب الغربي من البلاد.
المناخ: إن الموقع الجغرافي للجمهورية في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ضمن النطاق القاري المعتدل، يحدد المعالم الرئيسة للمناخ فيها.
كما أنَّ غلبة الطابع السهلي على البلاد يعرضها لتأثير التيارات الهوائية البحرية والمحيطية الأطلسية الرطبة والتأثيرات القارية من الداخل، ونتيجة للتأثيرات البحرية على جميع أنحاء البلاد، تقل التأثيرات المناخية القارية فيها، فنادراً ما يحدث الجفاف أو الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وعموماً يكون المناخ متشابهاً في سائر مناطق البلاد، مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة يتدرج من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق، وهذا مايؤدي إلى التباين الواضح في المعدلات الشهرية الوسطى، إذ تصل في الغرب (مدينة بريست، نحو 23 درجة مئوية) في حين تكون في الشرق (مدينة غوميل 25 درجة مئوية).
وتمتد أراضي بيلوروسية ضمن النطاق المتوسطي الرطب، ويلاحظ التفاوت في كمية الأمطار بين المناطق، إذ يبلغ المتوسط السنوي لكميات الهطل من 550ـ650مم في الجنوب الشرقي، ويرتفع إلى 700مم في القسم المركزي والأوسط من البلاد، حيث تتركز القطاعات الهضبية.
المياه: وفقاً لخط تقسيم المياه مابين البحر الأسود وبحر البلطيق، تقسم أراضي بيلوروسية إلى قسمين:
1ـ شمالي غربي يضم الأنهار التابعة لحوض بحر البلطيق وأهمها نهر نيمان ودفينا الغربي وبوغ ولافات.
2ـ جنوبي شرقي ويضم أهم الأنهار التي تعبر أراضي الجمهورية، وهو نهر الدنيبر والأنهار التابعة لحوضه.
القسمان الشمالي والغربي يسقيهما المجريان العلويان لنهري دفينا الغربي ونيمان اللذان يصبان في بحر البلطيق، ويعد نهر نيمان أهم أنهار القسم الغربي من الجمهورية، ويرفده نهر شارا، ويخرج من أراضيها نحو جمهورية ليتوانيا، عند بلدة غرودنا. أما نهر دفينا الغربي فهو يدخل أراضي الجمهورية قرب بلدة سوراج (إقليم فيتبسك)، ويرفده من جهة اليسار نهر كاسبالا وديسنا ونهر دريسا من اليمين.
وفي أقصى الشمال الشرقي من بيلوروسية، ينساب نهر لافات، الذي يصب في بحيرة إيلمين في روسية ثم في بحر البلطيق.
وفي الزاوية الجنوبية الغربية من البلاد ينساب نهر موخافيتش، رافد نهر بوغ الذي يمتد محاذياً للحدود مع بولونية. والقسمان الشرقي والجنوبي من بيلوروسية يسقيهما الدنيبر وروافده سوج من اليسار، وبيريزينا وبريبيات من اليمين.
ويعد نهر الدنيبر أهم أنهار القسم الشرقي من بيلوروسية، يعبر أراضيها من الشمال إلى الجنوب، بطول يزيد على 700كم، ويرفده في أراضيها من اليمين نهر بريبيات.
في الجمهورية كثير من البحيرات، ومعظمها ذو أصل جليدي، خاصة في القسم الشمالي من البلاد. ويصل عدد البحيرات فيها إلى 4000 بحيرة تقريباً، منها 280 بحيرة تزيد مساحتها الإجمالية على 1كم2 و470 بحيرة لا تقل مساحتها عن 80كم2 وعمقها نحو 24 متراً.
التربة: تنتشر الترب الخثية المستنقعية (التوربية) في مناطق كثيرة من الجمهورية، فهي تغطي نحو نصف الأراضي في الجمهورية، ولاسيما منطقة بوليسية، وذلك نتيجة تغطية معظم أراضيها بمياه المستنقعات، مع الانتشار الواسع للترب اللحقية على ضفاف الأنهار والسيول الفيضية، وكذلك تتوضع الترب البودزولية والترب الرملية والأحجار الركامية والترب التي جرفتها الأنهار الجليدية، والناتجة عن الجليديات والتي تكون ممزوجة عادة بالعشب والجذور النباتية. وتتوضع في شرقي البلاد على نطاق واسع، الترب الصفراء، والطفل الرملي. وفي الجنوب تتوضع الترب شبه الرطبة والتكدسات الرملية، كما يكثر الطَّفْل الرملي الثقيل والكتيم مع درجات متفاوتة من الرطوبة ضمنه.
النبات: تقع بيلوروسية ضمن النطاق الغابي للأشجار العريضة الأوراق والغابات المختلطة، التي تضم أنواعاً كثيرة من الأشجار مع الانتشار الواسع للمروج العشبية. وتؤلف الغابات أهم الثروات الطبيعية في الجمهورية، وقد تعرضت أجزاء كبيرة منها للتخريب في الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وهي اليوم لاتشغل سوى 30٪ من مساحة البلاد، معظمها حديثة أو متوسطة العهد. ويقع الجزء الأساسي والأكبر من الغابات في القسم الشمالي والشمالي الغربي من البلاد، حيث تنتشر أشجار الشوح مع خليط من أشجار البلوط والقيقب.
والغابات في بيلوروسية نوعان: نوع التايغا مع سيادة أشجار الشوح (التنوب) في الشمال الشرقي، ونوع الغابات الكثيفة من أشجار السنديان والقيقب والزيزفون في الجنوب الغربي. وفي مناطق التلال الرملية، حيث الترب الفقيرة بالمواد الدبالية، تنمو غابات الصنوبر، التي تمد جذورها عميقاً للحصول على الماء والغذاء.
وفي منطقة بوليسية، تشغل الغابات المختلطة، من أشجار البلوط والشوح والصنوبر، مساحات واسعة، وتوجد في الأماكن الرطبة غابات من أشجار الحور الرومي والرجراج، وينتشر نبات القصب والحلفاء على الضفاف النهرية.
وفي المنطقة الجنوبية من البلاد، وعلى الأطراف، تنتشر أحراج الأكاسيا البيضاء وأشجار الحور والصنوبر والتنوب وأحراج من الأشجار العريضة الورق وأشجار القيقب والزيزفون.
الحيوان: مع انتشار المساحات الغابية الواسعة في البلاد، يلاحظ التنوع الكبير في الحياة الحيوانية، إذ تنتشر حيوانات الغرير والخنازير البرية والأيائل المختلفة والدببة والثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من القوارض والزواحف، إلى جانب أعداد كبيرة من الطيور، ولاسيما اللقالق.
وللحفاظ على بعض الأنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض، كالثور البري، أُقيم كثير من المحميات الطبيعية، أهمها محمية بيلوفيجسكايا بوشا، في جنوب غربي البلاد، حيث يتم حماية نحو 50 نوعاً من الحيوانات المختلفة، ونحو 200 نوع من الطيور. ومحمية أخرى في بيريزينا شمالي البلاد أنشئت عام 1925، لحماية أنواع الأشجار الغابية لاسيما شجرة البتولا. وتغطي الغابات نحو 40٪ من مساحة المحمية.
وفي عام 1939 أُقيمت محمية بريبيات، جنوبي البلاد، خصصت لحماية بعض المظاهر الطبيعية التضريسية والمائية، كالبحيرات الطبيعة، إلى جانب بعض الفصائل الحيوانية والفسائل النباتية، وتغطي الغابات ثلاثة أرباع مساحتها.
الأوضاع الجغرافية البشرية
أصل السكان: البيلوروسيون من الشعوب السلافية الشرقية. يصل عدد سكان الجمهورية نحو 10328000 نسمة (عام 1991). ويؤلف البيلوروسيون نسبة 78٪ من السكان (نحو 80٪)، إلى جانبهم يعيش نحو 13٪ من السكان ذوي الأصل الروسي، ويتجمعون في المناطق المتاخمة لجمهورية روسية الاتحادية، في إقليم فيتبسك وماغيلف وغوميل. ويؤلف السكان من الأصل البولوني نسبة 4٪ ويتجمعون في إقليم غرودنيسك. وترتفع نسبة السكان من الأصل الأوكراني في الأقاليم الجنوبية، غوميل، بريست، وهم يؤلفون نحو 3٪. وإلى جانب هذه الفئات تعيش بعض الأقليات وقوميات أخرى مثل التتر Tatarr (نحو 0.5٪). ويدين السكان بالنصرانية على المذهب الأرثوذكسي إضافة إلى أقليات إسلامية وأخرى يهودية.
بعد الحرب العالمية الثانية، تدنى معدل المواليد في الجمهورية بنسبة 1.5 مرة، فبلغ 16.4 نسمة لكل 1000 شخص. ومع زيادة الاهتمام بالناحية الصحية، في ظل الحكم السوفييتي، حدث انخفاض في معدل الوفيات في الجمهورية، بنسبة مرتين ونحو 10 مرات في معدل وفيات الأطفال، عما كان عليه سابقاً. وكان معدل النمو الطبيعي للسكان عام 1985 أقل بمرتين. بالمقارنة مع عام 1940، إذ بلغ نحو 6.7 بالألف من السكان. وقد تناقصت معدلات الزيادة والنمو الطبيعي للسكان في العشرين سنة الأخيرة بنسبة نحو 40٪، وهو اليوم 0.2٪ للمدة بين (1985-1994).
تبلغ كثافة السكان العامة في الجمهورية 49 نسمة /كم2، وترتفع الكثافة في الأقاليم الوسطى والغربية (بينسك، بريست) والجنوبية الغربية ومنطقة منسك وحوض الدنيبر (76نسمة/كم2). وأقل الكثافات السكانية هي في شمالي البلاد وفي السهول الجنوبية، وخاصة في منطقة بوليسية، حيث تنتشر الغابات والمستنقعات على مساحات واسعة، وتقل نسبياً الأراضي الصالحة للزراعة، إذ تراوح الكثافة في تلك المناطق بين 20 و35 نسمة/كم2.
كان سكان المدن في بيلوروسية قبل الثورة الاشتراكية يؤلفون نسبة 14٪ من السكان، وفي العهد السوفييتي، اتسعت المدن القديمة نتيجة للتطور السريع للصناعة، مع بداية عام 1994 وصل عدد سكان المدن في الجمهورية نحو 70٪، في حين يؤلف السكان الريفيون نحو 30٪.
في الجمهورية 96 مدينة منها 11 مدينة يزيد عدد سكانها على 100.000 نسمة، يتركز فيها نحو 62٪ من سكان المدن البيلوروسية، وهذا ما يعادل ربع سكان البلاد. وتأتي العاصمة مِنسك[ر] في مقدمة المدن، من حيث عدد السكان 1.661.000نسمة (1994)، ويعود تاريخ نشوئها إلى عام 1067م، وتقع في مكان تلِّي مرتفع وسط البلاد على نهر سفيسلوتش، الرافد الأيمن لنهر بيريزينا. وأصل كلمة «منسك» في اللغة اللاتينية «تبادل» وهذا ما يفسر أهميتها التجارية منذ القدم. ولها أهميتها الإدارية والسياسية والبشرية والحضارية والثقافية والعلمية والاقتصادية، ولاسيما الصناعية، هذا إلى جانب كونها عقدة مهمة للمواصلات البرية خاصة السيارات والسكك الحديدية.
ومن المدن المهمة الأخرى مدينة غوميل (506.000 نسمة)Gomel، وتقع على نهر سوج جنوب شرقي البلاد. ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1142م، تشتهر بصناعة الآلات الزراعية والسفن النهرية والزجاج وتصنيع الأخشاب، وهي ملتقى السكك الحديدية.
مدينة ماغيلف: (363.000 نسمة)Magilev مرفأ نهري مهم على الدنيبر، نشأت عام 1526م، وتعد من أهم المراكز الصناعية في المنطقة الشرقية من البلاد، فهي تشتهر بصناعة المنسوجات والآلات، ولاسيما الزراعية منها، والأدوات، والسفن النهرية، وصناعة الأسمدة الكيماوية.
مدينة فيتبسك: (356.000 نسمة)Witebsek، يعود تاريخ نشوئها إلى عام 1020م، وتقع على نهر دفينا الغربي، شمال شرقي البلاد. تشتهر بصناعة الأخشاب وصناعة الكتان والنسيج والأجهزة الكهربائية والدقيقة والصناعات الخفيفة والجرارات الزراعية.
ومن المراكز الصناعية الحديثة مدينة بريست (269.000 نسمة)Brest وتقع على نهر موخافيتش، وفيها مصنع للمواقد الغازية ومصنع لغزل الكتان ومصانع المواد الخرسانية والمعدات الكهربائية وتعليب اللحوم.
اللغة: يعود أصل اللغة البيلوروسية إلى المجموعة اللغوية السلافية الشرقية، التي تنتمي إلى أسرة اللغات الهندية ـ الأوربية. وتحتفظ في أصولها اللغوية وقواعدها ببعض الملامح التي تعود إلى مجموعة اللغات السلافية الغربية، وتتضمن في ملامحها العامة بعض المصطلحات التي تعود في أساسها إلى اللغة الروسية والبولونية القديمة. وفي العهد السوفييتي دخلت اللغة الروسية في التداول والتعليم، لغةً رسمية للدولة السوفييتية، إلى جانب البيلوروسية.
الأوضاع الاقتصادية ـ الاجتماعية
الموارد: تؤلف رواسب الخث (الفحم المستنقعي أو التورب) في القسم الأوسط من البلاد، وفي إقليم بوليسية، أهم الثروات الطبيعية، وتشغل أكثر من 7٪ من المساحة الإجمالية للأراضي ويصل الاحتياطي منه نحو 5 مليار طن. ويستفاد منه في الحصول على الأسمدة الزراعية، وكذلك الطاقة الحرارية لتشغيل المحطات الكهربائية في الجنوب الشرقي من البلاد. وكُشف النفط في الجنوب، إلا أن كمياته واحتياطيه غير كبير، ولاتوجد المعادن في بيلوروسية ذاتها، فتستورد لسد حاجة الصناعات المحلية، من جمهورية أوكرانية وروسية الاتحادية. وكذلك الفحم الحجري الذي يستورد من حوض الدونيتس. وتتوافر في البلاد مواد البناء، ولاسيما الرمال لصناعة الزجاج والبناء وكذلك الحجارة والكلس، إلى جانب مكامن الملح الحجري وأملاح البوتاس في جنوبي البلاد.
وتعرف بيلوروسية بوفرة مواردها المائية التي تُستغل لتوليد الطاقة وأعمال الري، بالإضافة إلى غناها بالموارد الغابية، ولاسيما الأخشاب إذ يصل احتياطي الأخشاب فيها إلى 6.6 مليار م3.
القطاعات الاقتصادية: تحتل الزراعة والصناعة المركزين البارزين في الاقتصاد البيلوروسي، من حيث نوعية الزراعة وتربية الحيوان، ومن حيث التنوع الصناعي والاعتماد على الموارد المحلية.
وتؤلف الأراضي المزروعة بالحبوب أكثر من 47٪ من المساحات الزراعية، ويبلغ معدل الإنتاج 1.8 مليون طن سنوياً، في حين تحتل المحاصيل الصناعية أقل من 5٪، ولاسيما الكتان، وتؤلف الأراضي المزروعة بالبطاطا والخضر نحو 13٪ من المساحات المزروعة. ويبلغ معدل الإنتاج السنوي من البطاطا 15 مليون طن، وتستعمل غذاء للإنسان وعلفاً للحيوانات، إلى جانب استخراج الكحول والنشاء والدبس منها للأغراض الصناعية. وتنتشر زراعة البستنة والخضر في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، وتحتل المحاصيل العلفية نحو 36٪ من المساحات المزروعة، ويصل معدل إنتاجها إلى نحو 3.7 مليون طن سنوياً.
تربية الحيوانات: تحظى تربية الحيوانات باهتمام كبير في الجمهورية، وخاصة في الأجزاء الشمالية منها، حيث المناخ رطب، وترتفع كثافة الأنهار والبحيرات، والمراعي المناسبة لتربية المواشي والدواجن والطيور المائية، وتربية الخنازير.
الصناعة: وهي من أهم الفروع الاقتصادية في البلاد، إذ تسهم بنحو 65٪ من إجمالي الناتج الوطني. وتتركز معظم النشاطات الصناعية في ستة مدن من المدن الكبرى في الجمهورية، إضافة إلى العاصمة مينسك، التي يتركز فيها نحو نصف الإجمالي العام من الإنتاج الصناعي في البلاد، والأقاليم الشرقية فيها أكثر تطوراً من الناحية الصناعية بالمقارنة مع الأقاليم الغربية.
تضاعف حجم الإنتاج الصناعي في الجمهورية، في المدة الواقعة بين 1940 و1985 بمعدل 34 مرة. وشهدت البلاد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية، ولاسيما في مجال صناعة الآلات والمعدات النفطية والبلاستيكية والكيماوية، التي تعتمد على أملاح الكلسيوم التي كشفت بكميات كبيرة في جنوبي البلاد، والتي على أساسها أنشئ مصنع ضخم للأسمدة المعدنية في إقليم ساليفورسك. والأسمدة الآزوتية والفوسفورية في غوميل ونوفابولتسك.
وتأتي صناعة الآلات وأهم فروعها صناعة السيارات، ولاسيما الشاحنات (في مينسك وماغيلف)، والجرارات الزراعية والمعدات والآليات الثقيلة (معمل جرارات مينسك وفيتبسك وغوميل)، وصناعة الأجهزة والمعدات الإلكترونية والكهربائية (أجهزة الراديو والتلفزيون والبرادات والثلاجات) وفي الجمهورية أكثر من 20 مؤسسة صناعية لإنتاج آلات التصوير الفوتوغرافية والساعات اليدوية والدراجات النارية والهوائية العادية (في منسك وغوميل وفيتبسك وماغيلف وبريست وموزير).
تطورت صناعة البناء تطوراً ملحوظاً بعد الدمار الذي لحق بمعظم أجزاء البلاد في سنوات الحرب العالمية الثانية، فَعُمِلَ على زيادة إنتاج مواد البناء، الإسمنت والحديد والزجاج، التي تتركز صناعتها في المدن الكبرى.
أما الصناعات الخفيفة فأهمها صناعة المنسوجات القطنية والصوفية وصناعة السجاد والخيوط والصناعات الجلدية وصناعة الأحذية والملبوسات والصناعات الخزفية والزجاجية. وتتوزع تلك الصناعات بخاصة في ماغيلف، وآورشا ومنسك وغرودنو وبريست وفيتبسك. وتشتهر بيلوروسية بصناعاتها الخشبية والأثاث والصناعات الورقية في غوميلو ومنسك وفيتبسك خاصة. ومن الصناعات الغذائية التي تشتهر بها بيلوروسية، صناعة المنتجات الحيوانية والفواكه والخضر المحفوظة وصناعة السكر والمعجنات.
مصادر الطاقة: ظل الخث إلى جانب الفحم الحجري والخشب، من مصادر الطاقة في البلاد. ومع تناقص حجم الفحم النباتي، تحولت إلى طاقة النفط والغاز الطبيعي اللذين باتا يؤلفان نحو ربع الطاقة المستهلكة في البلاد. وتتركز أهم وأكبر مصافي النفط في مدينة نوفا بولتسك وأخرى في موزير.
بسبب توافر الطاقة المائية الغزيرة في الجمهورية، يعتمد عليها في توليد القسم الأكبر من الطاقة الكهربائية، ويصل عدد المحطات الكهرمائية فيها إلى 21 محطة، تصل طاقتها الإجمالية إلى 110.000 كيلو واط ساعي. إلى جانب الاعتماد مؤخراً على الطاقة الذرية لتوليد الكهرباء، وأهم المحطات الكهرذرية في منسك وغيفانولسك وبولتسك وغوميل وموزير.
النقل والمواصلات: يحتل النقل البري بالسكك الحديدية خاصة، المكانة الأولى في عمليات النقل، وينقل بوساطته نحو 54٪ من الحمولات المنقولة. ويصل إجمالي طول خطوط السكك الحديدية في بيلوروسية نحو 5500كم. ويصل طول الطرق المعبدة في الجمهورية إلى نحو 40000كم، ويتم بوساطتها نقل نحو 35٪ من إجمالي عمليات النقل. إلى جانب أهمية النقل بالأنابيب للنفط والغاز، والنقل المائي في أنهار الدنيبر وبريبيات وبيرزينا ودفينا الغربي ونيمان وبوغ. ويصل إجمالي طول الأقنية المستخدمة في عمليات النقل في الجمهورية إلى نحو 14.000كم. وتؤلف الأخشاب نسبة 10٪ من المنقولات بالطرق المائية إلى جانب الفلزات والأسمدة ومواد البناء، وهذه المواد تؤلف نحو 85% من جملة المنقولات بوساطة الأنهار والأقنية المائية.
العلاقات التجارية: تصدر بيلوروسية المحصولات الزراعية وأهمها البطاطا التي تصدر منها سنوياً نحو 1.5 مليون طن وسطياً إلى جانب بعض المنتجات الحيوانية (اللحوم والحليب والزبدة والمعلبات...) إضافة إلى تصدير الآلات والجرارات والمعدات الثقيلة والأجهزة الكهربائية وبعض البضائع الأخرى، منها الورق والكبريت والألبسة الجاهزة والإسمنت والزجاج ونظراً لفقر الجمهورية إلى مصادر الطاقة ولاسيما الفحم الحجري والنفط والغاز فهي تتصدر قائمة المستوردات من جمهورية روسية الاتحادية وأوكرانية وأوزبكستان والقفقاس الشمالي. كذلك فهي تستورد المعادن والمواد الصناعية من روسية الاتحادية وأوكرانية إلى جانب الحبوب.
جباغ قابلو
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 774 مشاركة :