بورسعيد
بورسعيد
Port Said - Port-Saïd
بور سعيد
بور سعيد مدينة مصرية وميناء مهم، على البحر المتوسط، عند المدخل الشمالي لقناة السويس[ر]. تبعد نحو 220كم عن القاهرة باتجاه الشمال الشرقي، و80 كم من مدينة الإسماعيلية، و160كم من مدينة السويس[ر]. تقع بور سعيد على خط عرض 31 درجة و32 دقيقة شمالاً، وخط طول 32 درجة و31 دقيقة شرقاً شمال شرقي منطقة دلتا النيل.
لم يكن لمدينة بور سعيد وجود قبل عام 1860، ومع أن إنشاءها كان مرافقاً لحفر قناة السويس[ر]. فإن الأحوال الطبيعية قامت بدورها في اختيار مكان الميناء الرئيسي عند رأس القناة من ناحية البحر المتوسط. وفي الوقت نفسه كانت للأحوال البيئية التي نشأت فيها بور سعيد آثارها العميقة على حياة المدينة وتطورها، إذ تمتاز بشواطئها الجميلة الهادئة والرمال الناعمة وانعدام الصخور الوعرة في مياهها كما تتمتع بموقع جغرافي يربط إفريقية بآسيا قبالة بور فؤاد الواقعة في قارة آسيا على البر الشرقي لقناة السويس.
أسهم الموقع الجغرافي بدور مهم في اختيار مكان المدينة. فالمنطقة عموماً غير جيدة وغير صالحة لإقامة الموانئ، نظراً لاستقامة الشاطئ وقلة عمق المياه. ومع ذلك اختير موقع بور سعيد بعد دراسات ومناقشات، من حيث كونه أفضل موقع مناسب ليكون مدخل القناة وبدايتها من جهة البحر المتوسط. وكان لقرب المياه العذبة في فرع دمياط لنهر النيل[ر] ودلتاه دور في إقامة المدينة على الجانب الغربي من قناة السويس.
أقيمت بور سعيد على أرض واطئة جداً ومنبسطة، لا تزيد ارتفاعاتها على بضعة أمتار فوق مستوى البحر المتوسط، مما أدى إلى نشوء بحيرات ساحلية وراء الحواجز الرملية والطينية والحبال الرملية الناشئة عن توزع ترسبات دلتا النيل بالتيارات الساحلية، كما هو الحال في بحيرة المنزلة التي يتعرض شريطها الساحلي للانغمار بمياه البحر أو البحيرة عند اشتداد الرياح. وفي منطقة قطرها 35كم مركزها بور سعيد لا تكاد توجد أي مقومات للحياة البشرية، وليس ثمة إلا بضع قرى للصيادين كانت موجودة من قبل.
يبلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة في مدينة بور سعيد 20.7 درجة مئوية، وأبرد شهور السنة فيها هو كانون الثاني، إذ إن متوسط حرارته نحو 13.7 درجة مئوية، وأحرٌّ الشهور هو آب إذ يبلغ متوسط حرارته 26.9 درجة مئوية، ومتوسط الحرارة في الشتاء 14.2 درجة مئوية، أما في الصيف فالحرارة 25.5 درجة مئوية، ومتوسط كمية الأمطار السنوية 79مم.
تكاد نشأة مدينة بور سعيد أن تكون فريدة في نوعها، إذ بُنيت في ظل شروط صعبة منها: عدم وجود الموارد المائية العذبة وعدم وجود الموارد الغذائية والأيدي العاملة في المنطقة، وعدم وجود طرق مواصلات سهلة ومحاجر قريبة.
بَدأ العمل في حفر القناة في موقع بور سعيد في 25 نيسان 1859، وسمي الميناء باسم سعيد باشا والي المنطقة حينذاك. وكانت المياه العذبة تجلب إلى بور سعيد بكميات محدودة للغاية ومرتفعة الثمن، تحمل من دمياط والمطرية على القوارب وعلى ظهور الإبل. وكانت شركة إنشاء القناة قد زودت الموقع بثلاثة أجهزة صغيرة لتقطير المياه، لكن استطاعتها كانت محدودة لا تتجاوز 9 آلاف لتر يومياً. لذا مُدِدَ أنبوب لنقل المياه العذبة من الإسماعيلية في عام 1864، وأنبوب آخر في عام 1866. وفي عام 1894 بُدئ بإنشاء قناة لمياه النيل من الإسماعيلية باتجاه الشمال إلى بور سعيد.
كان عدد سكان مدينة بور سعيد عند البدء بإنشائها في عام 1859 نحو 150 شخصاً، وارتفع بسبب الهجرة والزيادة الطبيعية حتى بلغ بحسب تعداد عام 1882 نحو 17 ألف نسمة ونحو 178 ألف نسمة عام 1947، إضافة إلى جاليات أجنبية من دول كثيرة وصل عددهم في عام 1947 إلى نحو 13 ألف نسمة. وقدر عدد سكان بور سعيد عام 1997 بنحو 500 ألف نسمة.
النمو العمراني والمعالم الحضارية
أهم وظائف المدينة النشاط الملاحي، إذ أنشئت المدينة لخدمة الملاحة البحرية. وهي تعتمد في نموها وتطورها على القناة والحركة الملاحية فيها. فكل سفينة تدخل إلى الميناء تمثل مورداً لنشاط اقتصادي. وتنشط في المدينة حرفة صيد الأسماك فهي تقع على البحر المتوسط وقناة السويس وبحيرة المنزلة. ومصايد هذه البحيرة تنتج أكثر مما تنتجه المصايد البحرية المصرية المتوسطية مجتمعة. أما النشاط الزراعي فالأحوال العامة في المنطقة المحيطة ببور سعيد تحول دون القيام بنشاط زراعي واسع النطاق لضيق الأرض وصغر مساحتها ولارتفاع نسبة الأملاح في التربة وقلة الأمطار، ولقد ساعدت أحوال الأرض الطبيعية والبشرية على استغلال الملح من البحر وتصدير قسم منه إلى خارج مصر. كما أُنشئت منطقة للتجارة الحرة في بور فؤاد وأحواض لإصلاح السفن، يعمل بها الكثير من سكان بور سعيد.
ولقد حظيت بورسعيد بنصيب وافر من المشروعات الكبيرة الحديثة في مصر في نهاية القرن العشرين، أهمها إنشاء منطقة حرة كبيرة تقع شرق المدينة، إضافة إلى استصلاح أراضي سهل جنوب بورسعيد وريها بمياه ترعة السلام، في الجزء الواقع غرب قناة السويس، وكذلك إنشاء الحائط البحري لحماية الطريق الساحلي بينها وبين دمياط.
نتيجة لتزايد أعداد السكان اتسعت مساحة بور سعيد على حساب البحر أو بحيرة المنزلة أو في شرق القناة على الشاطئ المقابل لبور سعيد استمراراً لعمران بور فؤاد، ونشأت بور سعيد على شريط ساحلي ضيق يحده البحر شمالاً والبحيرة جنوباً والقناة شرقاً، أما في الغرب فتقل المساحة. وبسبب تلك الأحوال بُنيت ضاحية بور فؤاد على الشاطئ الشرقي للقناة، وقد افتتحت في عهد الملك فؤاد الأول في 21/12/1926، وتمتاز بجمالها وكثرة المتنزهات فيها.
تعرضت أجزاء كبيرة من المدينة للتهديم جراء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والحروب العربية الإسرائيلية عامي (1967-1973) كما تعرض سكانها للتهجير المؤقت.
وأهم المعالم الحضارية في المدينة متحف بور سعيد، ويضم نحو 9 آلاف قطعة أثرية ترجع إلى عدة عصور، ومتحف بور سعيد الحربي، ومسجد عبد الرحمن، و الكاتدرائية.
صالح وهبي
الموضوعات ذات الصلة: |
ـ مصر.
مراجع للاستزادة: |
ـ زهير الشايب، المدن والأقاليم المصرية (مكتبة الخانجي 1978).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 502 مشاركة :