بِسكرة
بسكره
Biskra - Biskra
بَسْكَرة
بَسْـكَرة مدينة وواحة في الجزء الشمالي الشرقي من الجزائر، عند التقاء الصحراء بجبال الأطلس الصحراوي وكتلة الأوراس، وضبطها الحازمي بفتح بائه وكافه. تشغل مكان مدينة رومانية عرفت بـ: فسكرة Vescera كانت أحد المراكز الحربية المخصصة لحماية إقليم الزاب، وهي أهم واحة من واحات زيبان. تسمى بسـكرة بوابة الصحراء، لوقوعها على ممر منخفض بين جبال أولاد نايل (الأطلس الصحراوي) وجبال الأوراس، يصل بين جبال الأطلس والصحراء، وتعرف محلياً بملكة الجنوب، لأنها أشهر مدن الواحات الجزائرية على هامش الصحراء وأهمها. وصفها ياقوت الحموي بقوله: «وهي مدينة مسـوّرة ذات أسواق وحمامات، وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل، وتعرف ببسـكرة النخيل …».
ورد اسم بسـكرة لأول مرة عند الكلام على إخماد الفتنة التي قام بها أهل زيبان عام 251هـ/865م في وجه الأمير أبي عبد الله محمد الأغلبي الملقب بأبي الغرانيق وسلمت من دون مقاومة للقائد أبي خفاجة.
تقع بسكرة عند تقاطع دائرة العرض 34 درجة و50 دقيقة شمالاً، وخط الطول 5 درجات و41 دقيقة شرقاً، عند أقدام سفوح جبال الأوراس على الطرف الشمالي الغربي لمنخفض شط الملغير (-31م) على الطريق البرية (القديمة ـ المعاصرة) الواصلة بين ساحل البحر المتوسط شمالاً وساحل غينية جنوباً، مروراً بواحات: توغرت ورغلة، الغوليه وعين صلاح، وتبعد عن ساحل البحر المتوسط نحو 200كم (خط مباشر).
ترتفع واحة بسـكرة عن سطح البحر نحو 131 متراً، شتاؤها معتدل، يبلغ طول واحتها نحو 5كم، وإجمالي مساحتها نحو 13440كم2. وهي عاصمة ولاية تحمل اسمها، وقد تطورت في تاريخها العربي حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. وتضم واحة بسـكرة عدة قرى منها: مسيد، باب الدرب، رأس القرية، سيدي بركات، مجنش، باب الفتح، قداشة، بني مرة، كورة، العالية وفلياش وغيرها، وتتوسطها بقايا قلعة تركية.
تحفل مزارع بسكرة القديمة بنحو مئة وخمسين ألف شجرة متنوعة من النخيل، تنتج أنواعاً من التمور أشهرها تمر «دقلة نور»، وإلى الشرق منها سد فم الغرزة على وادي الأبيض. وقد ازدادت أهميتها بمرور السكة الحديدية فيها وكشف النفط في حاسي مسعود جنوبها، وأصبحت واحة مدينة بسكرة محطة للراحة ولتمويل القوافل والسيارات، وعقدة للمواصلات بأنواعها البرية والجوية. كما تمر فيها أنابيب النفط الجزائري. تعتمد بسـكرة على خدمات ميناء بجاية، وقد كان لهذه الأهمية في الموقع والاقتصاد والدفاع أثرها في استيطان بسـكرة وتطور عدد سكانها من 7356 نسمة عام 1906 إلى 129611 نسمة عام 1995. وتتألف بسكرة من الواحة أو بسـكرة القديمة وبساتين نخيلها وقراها، ومن بسـكرة الحديثة إلى الشمال منها، وهي ذات شوارع مستقيمة متعامدة، تقع محطة القطارات شماليها، وتضم أبنية حديثة وفنادق ومؤسسات رسمية وأسواق.
بلغت بسـكرة أوج ازدهارها زمن الموحدين 598هـ/1201م، بعد قضائهم على سلطة بني حماد، وأصبحت موطناً لعدد من عشائر بني هلال الذين حولوها إلى أكبر مركز عمراني لهم. دخلها الأتراك العثمانيون عام 1541م وطردوا الحفصيين منها، ومارسوا أعمال النهب والاضطهاد فانتشر فيها الفقر على وفرة محاصيلها.
احتلها الفرنسيون عام 1844م ودمروا واحتها وبساتينها، ثم أخذوا يستميلون أعيانها بتعيينهم ولاة عليها وعلى ما حولها، حتى قيام ثورة الأمير عبد القادر التي حدّت من سلطتهم عليها، ولكن الفرنسيين اضطروا ممثل الأمير فيها إلى مغادرتها في 2/7/1844، وسيطروا عليها وبنوا حصنها العسكري الذي قامت حوله بسـكرة الجديدة، وظلوا فيها حتى استقلال الجزائر وإعلان الجمهورية الجزائرية في 25/9/1962. وقد أبلت بسـكرة في حرب التحرير الجزائرية بلاءً رائعاً، حيث كان للتحكم بموقعها القريب من كتلة جبال الأوراس معقل الثوار، أهمية كبيرة، إضافة إلى دورها عقدة مواصلات ما بين الصحراء والجبال، وممراً إجبارياً لطرق السيارات وسكة الحديد.
احمد رمضان شقلية
الموضوعات ذات الصلة: |
الجزائر.
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 113 مشاركة :