زامياتين (يفغيني إيفانوفيتش-)
زامياتين (يفغيني ايفانوفيتش)
Zamiatine (Ievgueni Ivanovitch-) - Zamiatine (Ievgueni Ivanovitch-)
زامياتين (يفغيني إيفانوفيتش ـ)
(1884 ـ 1937)
يفغيني إيفانوفيتش زامياتين Yevgeni I. Zamyatin كاتب روسي درس في معهد بطرسبورغ التقني العالي، وتخرَّج فيه مهندساً في بناء السفن. شارك في ثورة 1905ـ1907 المناهضة للحكم القيصري الاستبدادي مما عرّضه للاضطهاد والتنكيل والتخفي بين عامي 1906ـ1911 ليعيش حياة النشاط السري. بدأ بنشر إبداعاته في عام 1908، وينقسم أدبه إلى مرحلتي ما قبل ثورة 1917 الاشتراكية وما بعدها. سادت في أدب زامياتين، قبل الثورة الاشتراكية، تقاليد الواقعية النقدية الروسية وتأثر بغوغول[ر] وليسكوف[ر] وتغلغل في إنتاجه فكر ديمقراطي واضح. نشر في عام 1913 أفضل قصة له «الريفي» التي صور فيها تصويراً سافراً ضيقَ أفقِ الطبقة الوسطى الريفية وحياة البهائم التي تعيشها. ونشر في عام 1914 قصته «في المنائي القاصية» المناهضة للحرب، فقُدِّم إلى القضاء وصودرت صحيفة «الوصايا» Zavieti التي نشرت القصة. سافر زامياتين في عام 1916 إلى انكلترا «بلد الحضارة التي حوّلت الإنسان إلى آلة» لكنها قدمت إليه مادة غنية وظّفها في كتابة قصته الساخرة «أهل الجزيرة» (1918)، ثم مجموعة قصصه القصيرة «صائد الأُناس» (1921). عاد زامياتين إلى روسيا في ربيع عام 1917 قبل قيام الثورة فيها ليشارك في هيئة تحرير دار «الأدب العالمي» ومجلة «بيت الفن» و«الغرب المعاصر» و«الروسي المعاصر».
بدأت المرحلة الثانية في أدب زامياتين مع قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، واتسم أدبه بنزعة معادية للثورة، وبتشاؤم عارم. يقول في مقالةٍ له بعنوان: «أنا أخاف» المنشورة عام 1921: «لم يعد للأدب الروسي من مستقبل سوى ماضيه».أما مجموعاته التي صدرت بعد الثورة فهي قصص يغلب عليها الخيال المجازي الاستعاري، وتأخذ شكل حكاية أو أمثولة أو شكل مشهد مسرحي كما في «المغارة» (1920)، و«ماماي»( 1924) و«رسالة من أسقف القرود زاموتي» (1921) و«مشاعل القديس دومينيك» (1922) و«عُطيل» (1928)، وهي مجموعات تنعكس فيها بسخرية عالية أحداث مرحلة الشيوعية العسكرية المقاتلة ومجريات الحرب الأهلية، ويظهر فيها موقف زامياتين المعادي للسلطة السوفييتية التي يقول إنها عادت بروسيا إلى الحياة البدائية الأولى وإلى حياة الكهوف. وكتب زامياتين روايته «نحن» يهجو فيها السلطة السوڤييتية هجاءً حاداً، وقد صدرت الرواية عام 1924 في انكلترا فاستدعت سخط السلطة، وأثرت تأثيراً كبيراً في الأوساط الغربية فأسهمت في تطور رواية العشرينيات من القرن الماضي، ولاسيما الرواية المعارضة لليوتوبيا الكليانية، كما في روايات هكسلي[ر] وجورج أورويل[ر]، ثم صدر لزامياتين عام 1925 «مشهد شعبي هزلي» و«البرغوث» عارض فيهما قصة ليسكوف التي كانت تعرض على خشبة مسرح «مخات» Mxat.
أثّر إبداع زامياتين، بأسلوبه وزخرفته الساخرة، في أدب دول المنظومة الاشتراكية، لكنه حين هاجر عام 1932 من روسيا لم تصدر لـه في المهجر أعمال تذكر، وتوفي في باريس.
رضوان القضماني
مراجع للاستزادة: |
- D.J.RICHARDS, Zamyatin. A Soviet Heretic (London 1962).
- J.HOLTHUSEN, Russische Gegenwartsliteratur (Bd-1, München 1963).
- التصنيف : الآداب الأخرى - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 235 مشاركة :