دَنونتسيو (غابرييله-)
دنونتسيو (غابرييله)
D'Annunzio (Gabriele-) - D'Annunzio (Gabriele-)
دَنونتسيو (غابرييله -)
(1863-1938)
غابرييله دَنونتسيو Gabriele D’annunzio شاعر وروائي وسياسي إيطالي ولد في بيسكارا Pescara وتوفي في غاردونِه ريفييرا Gardone Riviera مقر إقامته بالقرب من بحيرة غاردا شمالي إيطاليا. ينتمي إلى طبقة صُنّفت على أنها البرجوازية الجديدة، وتبوأت مكانة على الصعيدين السياسي والفكري في أوربا. سار في ركاب الحداثة، فنهل من التيارات الأدبية والفكرية المعاصرة، وخاض تجربة الكتابة متناولاً مختلف الأجناس الأدبية، بما في ذلك الأسطورة.
عرف الشهرة الأدبية شاعراً وهو في السادسة عشرة، عندما نظم «أود» أو «قصيدة غنائية إلى الملك أومبرتو» L’ode a re Umberto، أتبعها بديوانه «البيت الشعري الأول» Primo vereعام(1879).وله أيضاً «أنشودة جديدة» Canto nuovo عام (1882) و«فاصل من القوافي»Intermezzo di rimeعام (1833) و«مراثٍ من روما»Elegie romaneعام(1892) و«قصيدة فردوسية» Poema paradisiacoعام(1893). أما رائعته الشعرية فتبقى «تسابيح من السماء والبحار والأرض ومن الأبطال»Laudi del cielo, del mare, della terra e degli eroiعام(1899). يظهر في جميع قصائده تأثره بالحركة البارناسية[ر].
أمضى دَنونتسيو المرحلة الأولى من حياته في أحد الأديرة، ثم انتقل إلى روما عام 1881 وعمل صحفياً إلى جانب نشاطه الأدبي، إلا أنه فرّ عام 1910 إلى فرنسا نتيجة ضائقة مادية هارباً من ديونه، وانخرط هناك في المجتمع الباريسي ومنتدياته الأدبية. وشهدت كتاباته النثرية في العاصمتين على تأثره بالمذهب الطبيعي[ر] وبالكاتب الفرنسي إميل زولا[ر] كما تأثر بالرواية الروسية لدى تولستوي[ر] ودستويفسكي[ر]. ورواياته وقصصه عدة، منها: «كتاب العذارى»Il libro delle verginiعام(1884) و«اللذة»Il piacereعام(1889) و«البريء» L’innocenteعام(1891) و«انتصار الموت»Il trionfo della morte عام(1893) و«عذارى الصخور» Le vergini delle rocce عام (1895)، و في روايته الأخيرة «النار»Il fuocoعام(1900) أبرز دَنونتسيو شغفه بالممثلة المسرحية الشهيرة إليونورا دوزه Eleonora Duse ملهمته في مجال المسرح، فكتب مسرحيات أدت فيها دوزه الدور الرئيسي، منها: «حلم في صبيحة يوم من أيام الربيع» Sogno d’un mattino di primaveraعام (1897) و«مدينة لاحياة فيها» La citta morta عام(1897) و«فرانشيسكا دا ريميني» Francesca da Rimini عـام (1901)، وأهم مسـرحيـاته هي «ابنة يوريو» La figlia di Iorio عـام (1903). كان يحلم في أعماله المسرحية بإحياء التراجيديا التاريخية بأسلوب شعري.
عاد دَنونتسيو إلى بلاده عام 1915 بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ليسهم في الدعاية الإعلامية للحرب، ويشارك بلاده في وقوفها إلى جانب الحلفاء، فتطوع في القوات الجوية وخسر عينه اليمنى في حادث طائرة، إلا أن هذا لم يضعضع حماسته السياسية والأدبية رغبة منه في تحدي الموت. وولدت الحرب أثراًً بالغاً في نفسه، فبعد أن تغنى بالذات وبالحب والفن جفّت قريحته عندما اتجه للعمل السياسي، ولا يغفر له قراؤه الإيطاليون اليوم مواقفه غير الثابتة (إذ انضم إلى اليمينيين المتطرفين عام 1897 ثم إلى اليساريين عام 1900 بهدف تحقيق انقلاب حكومي) وأحلامه الاستعمارية القريبة من الفاشية[ر]، فقد كان دَنونتسيو أسير النظام الفاشي الذي احتفى به وأغدق عليه لكسب مودته، وأسس له عام 1926 المعهد الوطني لنشر كامل أعماله.
نظر دَنونتسيو إلى الحياة على أنها تحفة فنية، فتصوّرها نموذجية مغايرة للواقع. والجمال في منظوره ربّاني والكلمة أيضاً ربانية، لأنها تكشف سر هذا الجمال. وقدّم متأثراً بنيتشه[ر] في «انتصار الموت» أسطورة الرجل الخارق الذي لا يقهر والذي تفوق قدراته قدرات الإنسان العادي. وجاء أسلوبه متنوعاً وموحداً بين صورتين متناقضتين: صورة جريئة تسلط الضوء على الذات في أغوارها وفي مواطن ضعفها، وصورة تسعى إلى تجاوز الذات بالتغلب على الحواس والغرائز. خيّم شبح الحرب وحزنه لفقده عينه على كتاباته الأخيرة، ومنها «ليليّ» Notturnoعام (1916)؛ كما اتجه نحو السيرة الذاتية في كتابيه «شرارات من المطرقة» Le faville del maglioت(1924-1928) و«الكتاب السري لغابرييله دَنونتسيو الذي تراوده فكرة الموت» Libro segreto di Gabriele d’Annunzio tentato di morire عـام (1935). وكان قد أعرب عن رأيه في العلوم عام 1893 قائلاً إنها عاجزة عن إسعاد الإنسان، لأنها قتلت فطرته نحو السلم. وافته المنية وهو جالس في مكتبه والقلم في يده يراجع للمرة الرابعة إهداءً لملهمته إليونورا المرأة التي أحبها على الدوام والتي لم يكن جديراً بها، بحسب ما قال.
حنان المالكي
مراجع للاستزادة: |
- E.PARATORE, Studi dannunziani (Napoli 1966).
- G.BORGESE, Gabriele d’Annunzio (Milano 1975).
- G.PETRONIO, L’attività letteraria in Italia (Palermo 1964).
- P.JULLIAN, D’annunzio (Fayard 1971).
- التصنيف : الآداب اللاتينية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 379 مشاركة :