باري (جيمس ماثيو)
باري (جيمس ماثي)
Barrie (James Matthew-) - Barrie (James Matthieu-)
باري (جيمس ماثيو ـ)
(1860 ـ 1937)
السير جيمس ماثيو باري Sir James Mathew Barrie، مسرحي وروائي بريطاني، وُلِدَ في كيرموير Kirriemuir في اسكتلندة. وفي سن الثالثة عشرة التحق بمدرسة في دمفريس Dumfries جنوب غربي اسكتلندة، وهناك أحب المسرح ومثّل أدواراً في عروض للهواة في مسرح المدينة القديمة، ومن أكاديمية دمفريس Dumfries Academy التحق بجامعة أدنبرة وحصل على درجة الماجستير عام 1882.
بدأ حياته محرراً في جريدة نوتينغهام Nottingham Journal، وعاش بعد تجربة زواج فاشلة حياة عزلة ووحدة، وكثيراً ما كان يتصرف بغرابة واضحة ليستدر شفقة الآخرين لعزلته أولاً ولقصر قامته ثانياً. وعلى خجله استطاع دائماً أن يكون متكلماً بارعاً.
حصل باري على لقب البارونيت Baronet عام 1913 وعمل رئيساً Lord Rector لجامعة القديس أندروس من 1919 حتى 1922. وعيّن رئيساً فخرياً لجامعة إدنبرة عام 1930 ومُنح في العام نفسه وسام الاستحقاق Order of Merit، وصار رئيساً لجمعية الكتاب في اسكتلندة عام 1928.
ألّف مسرحية الأطفال الشهيرة «بيتربان، الطفل الذي لا يريد أن يكبر» Peter Pan, the Boy Who Woudn't Grow Up، وقد عرضت هذه المسرحية أول مرة في لندن في 27 كانون الثاني سنة 1904. وباري، على نحو ما، هو نفسه الطفل بيتر بان الذي لم يكبر، بل احتفظ بعناصر طفولية كثيرة ظهرت في صلب أعماله، وكوّنت أهم صفاته واستمرت حتى وفاته.
من أعماله الروائية المبكرة: «الأنشودة القديمة»(1888)Auld Licht Idylls، وهي مجموعة مشاهد تصوّر الحياة الريفية في بلدة كيرموير باللهجة المحلية، و«نافذة في ثْرُمس» (1889) A Window in Thrums، وهي أيضاً مشاهد روائية تصور الحياة في اسكتلندة، وقد لاقت رواجاً كبيراً، و«الوزير الصغير» (1891)The Little Minister التي بدأت معها شهرته روائياً، وتحدث فيها بالأسلوب نفسه عن الحياة في مقاطعة كيرموير، وقد حولها باري عام 1897 وبنجاح إلى مسرحية تحمل العنوان نفسه. ومن أعماله أيضاً رواية «حين يكون الرجل عَزَباً» (1894) When a Man's Single، وتتحدث عن طفل في كيرموير صار فيما بعد كاتباً ناجحاً. أما رواية «مارغريت أوجيلفي»(1896)Margaret Ogilvy فقد كتبها عن والدته متأثراً بمعاناتها بعد وفاة أخيه، وجعلها البطلة وأماً للعائلة التي تتكون من عشرة أولاد وأماً صغيرة سابقة لأشقائها وشقيقاتها بعد وفاة والدتها. وتتناول رواية «تومي العاطفي» (1896)Sentimental Tommy قصة حياته وتظهر فيها شخصية البطلة «الأم الصغيرة». وكتب أيضاً «تومي وغريْزل»(1900)Tommy and Grizel، و«الطائر الأبيض الصغير»(1902)The Little White Bird الرواية التي فتحت الطريق لمسرحية الأطفال «بيتربان»، وكانت من أولى الروايات الغريبة والقصيرة التي تتكلم عن الطفل الخالد بيتر وأمه الصغيرة ويندي Windy، أما آخر رواية له فكانت «وداعاً آنسة جولي لوغان» (1931)Farewell Miss Julie Logan وهي رواية قصيرة مروعة تتكلم عن الموت.
أما عن مسرحه فقد عُرضت أول مسرحية له بعنوان «الوزير الصغير» (1902)The Little Minister على مسرح لندن، وأطلقت اسمه في عالم المسرح، وتبعتها في العام نفسه مسرحية «شارع النخبة» Quality Street ومسرحية بعنوان «كرايُتن الرائع» Admirable Crichton. وفي عام 1903 عُرضت له مسرحية «ما تعرفه كل امرأة» What Every Woman Knows التي تتناول الحياة في اسكتلندة، وتعرض نماذج لشخصيات اسكتلندية، ثم ظهرت مسرحيات متفرقة كثيرة ذات فصل واحد. ومن مسرحياته الأخرى «الوصية»(1913)The Will، ومسرحية «العزيز بروتوس» (1917)Dear Brutus التي اندمجت فيها المأساة بالملهاة وعدها النقاد من أروع ما كتب باري ونالت شهرة كبيرة ثم ظهرت مسرحية «ماري روز» (1920)Mary Roseومسرحية «الطفل دافيد» (1936)The Boy David، وهي آخر مسرحياته. أما آخر أعماله فكانت كتاباً بعنوان «قبعة الغابة الخضراء»(1937)The Greenwood Hat ، وهو مجموعة مقالات كتبها في بداياته مع تعليق بعد كل مقالة، ويعد هذا العمل سيرته الذاتية.
في معظم مسرحيات باري وصف رائع لخشبة المسرح في بداية المسرحية وكأنه قطعة شعرية منسقة ومطولة، مما يجعل قراءتها أكثر متعة من مشاهدتها ويجعلها أكثر أهمية من الحوار المسرحي. وقد نشرت مسرحياته الكاملة عام 1928، ونشرت رسائله عام 1947.
ومع أنه واجه هجوماً وانتقاداً بسبب غرابته وعاطفيته الشديدة، فإنه أظهر في أعماله فهماً عميقاً للطبيعة البشرية، وقام بإدخال عنصر ما فوق الطبيعة Supernatural إلى المسرح البريطاني الذي انشغل حينذاك بالنقد الاجتماعي، وأعطى التقاليد الاسكتلندية قوة دفع جديدة في النثر. ويعد باري عموماً كاتباً فريداً من نوعه.
رانية قاسم
- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الرابع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 595 مشاركة :