بلغاريه (ادب )
Bulgaria - Bulgarie

 

الأدب البلغاري

 

غلب الطابع الديني على بدايات الأدب البلغاري في القرن الثامن الميلادي، إذ كانت هيمنة الكنيسة على البلغار مطلقة، وكانت التناقضات الاجتماعية بينهم تنعكس أحياناً في حلل دينية، وكان أشهر الكتاب من رجال الدين. أما الأدب غير الديني فكان رجاله هدفاً للملاحقات، وقد ضاع ولم يبق إلاَّ ما تشير إليه الكتابات التي اتهمت أصحابه بالهرطقة.

بدأ عهد النهضة البلغارية مع ظهور الكاهن باييسي (1722- 1773)Paisij الذي اشتهر بكتابه «تاريخ السلاف البلغاريين» Histoire des Slaves Bulgares، وكان أول كتاب ظهرت فيه الدعوة الوطنية. ثم جاء ما كتبه سوفروني فراتشانسكي (1739- 1813) مكملاً لعمل سلفه باييسي. وفي عام 1878 تحررت بلغارية من الحكم العثماني، وكان خريستو بوتيف[ر] Khristo Botev شاعر نضالها في سبيل الحرية. وربما كان وما يزال أحب الشعراء إلى قلوب البلغار، إذ صارت قصائده، بروحها الوطنية وجرسها الموسيقي، أغنيات يرددها الناس في احتفالاتهم الوطنية وأفراحهم. وجاء بعده إيفان فازوف Ivan Vazov  (1850-1921) فوضع أسس النهوض بأجناس الأدب البلغاري كافة: الشعر والقصة القصيرة والمسرحية والمقالة والرواية. وصار في وسع دارسي الأدب البلغاري التفريق في هذا المجال بين ما قبل فازوف وما بعده. يقول الناقد البلغاري إيفريم كارانفيلوف: «ليس في وسعنا أن نتصور كيف يمكن أن يكون الأدب البلغاري لولا فازوف»، ثم يردف «إنه أبدع ذلك الجو الروحي الذي يحيط بنا». وقد ترجم العديد من قصائده، ومسرحياته، وقصصه إلى لغات كثيرة.

دخلت الرومنسية والرمزية الشعر البلغاري من مصدرين: الشعر الفرنسي أولاً، ثم الشعر الروسي ممثلاً بشعر ليرمنتوف[ر]خاصة. وبرز بين شعراء بلغارية شاعران يجمع مؤرخو الأدب البلغاري على علو مكانتهما ودورهما في تطور الشعر البلغاري، وهما بنتشو سلافيكوف  (1866-1912)Penco Slavejkov وبيو يافورف (1878-1914)Pejo Javorov.

برز في القصة القصيرة كاتبان احتلا مكانة رفيعة في الأدب البلغاري المعاصر، الأول ديمتر إيفانوف ستويانوف المشهور بإيلين بيلين Elin Pelin، (1877- 1949) وقد صور الريف وحياة أهله بواقعية قل نظيرها من حيث العفوية والجمال والعمق والحركة، وكان لأسلوبه أثر في تطور القصة البلغارية القصيرة. ويعود إليه فضل لا ينكر في إحياء عشرات الحكايات والأغاني الشعبية. أما الثاني فهو يوردان يوفكوف (1880-1937)Jordan Jovkov الذي كان أغلب أبطال قصصه، على تنوعهم، من الشخصيات الطيبة النقية. ابتعد يوفكوف عن الصراعات السياسية والفنية على السواء. ومع ذلك فإن رحابة عالمه تثير الدهشة، إذ كتب الأقصوصة والقصة والمسرحية، وترجمت أعماله إلى لغات كثيرة.

في مطلع العشرينات من القرن العشرين برز جيل جديد من الأدباء البلغار لعل أشهرهم: لودميل ستويانوف (1888-1973) ونيقولاي راينوف (1889-1954) Nikolai Rainov. وتطور الأدب في إطار جدل عاصف حول التراث والمعاصرة، والتواصل بين الأجيال. ولمع اسم خريستو سميرننسكي  (1898-1923)Hristo Smirnenski مرتبطاً بالانعطاف الكبير في الشعر البلغاري نحو هموم الشعب. وتبدلت معايير كثيرة في المجتمع، وبرز من الشعراء إليزابيتا باغريانا Elissavéta Bagriana (1893)التي أعطت الأدب دفقاً، وكانت في جل ما كتبت شاعرة الكلمة الأنيقة والفكرة العميقة. وأضاف أنجل كاراليتشف  (1902-1972)Anghel Karaliitchev إلى النثر البلغاري إضافات أغنته، وأكملت جوانب من لوحة حياة الريف، وأسست لنهضة أدب الأطفال. فقد كتب أكثر من عشرين كتاباً للكبار و خمسة عشر كتاباً للأطفال، وحكى بأسلوبه الشعري حكايا الشعب البلغاري، وترجمت أعماله إلى لغات كثيرة.

وكان نيقولا فابتساروف (1909-1942)Nikola Vaptsarov بين أشهر شعراء بلغارية في زمانه. وتقدمت الرواية مع ديمتر ديموفDimitar Dimov  (1909-1966) وغيورغي كاراسلافوف(1902-1980)Georgi Karaslavov وبافل فجينوف (1904-1989).

كذلك برزت أسماء جديدة منها: نيقولا فورنادجيف (1903-1968)Nikola Furnadziev وفيسلين خانتشيف (1919-1966)Veselin Hancev وملادين إيسايف (1917) وبلاغا ديمتروفا (1922)Blaga Dimitrova، وجورجي جاغاروف (1925) وليليانا ستيفانوفا (1929) في الشعر، ونيقولاي خايتوف  (1919)Nikolai Hajtov في القصة القصيرة والمسرح، وايفريم كارنفيلوف (1915) في النقد، وبوغوميل راينوف (1919)Bogomil Rajnov في النقد الفني والشعر والتصوير.

وساعدت الترجمة النشيطة من البلغارية وإليها على تفاعل الأدب البلغاري مع شتى تيارات الأدب العالمي، القديم منه والحديث.

ميخائيل عيد

 

 

- التصنيف : الآداب الأخرى - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 290 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة