ملايكه
Angels - Anges

الملائكة

 

الملاك أو المَلَك، وتستعمل للجمع أيضاً، لغةً هو واحد الملائك أو الملائكة، وهو مقلوب - عند بعض اللغويين- عن لفظة «مألَك» المشتقة من الألوك؛ وهي الرسالة، لأن الملائكة هم رسل الله تعالى في تبليغ أوامره أو تدبيرها أو تنفيذها أو غير ذلك، وكل مَلَك ملائكة وليس كل ملائكة مَلكاً، لأن المتولي من الملائكة شيئاً من السياسات يقال له «مَلَك» كملََك الموت على سبيل المثال، وكلمة ملاك في كل من العبرانية واليونانية المترجمة يراد بها لفظة (رسول)؛ وعلى هذا النحو ترجمت في بعض المواضع (قاموس الكتاب المقدس؛ سفر صموئيل 2 :5- انجيل لوقا 7 :24 و9: 52).

وقد كان الناس في مسألة الاعتقاد بالملائكة فريقين:

ـ فريق يؤمنون بالملائكة حتماً، وهم أتباع الأنبياء والرسل، ثقة منهم بأخبار هؤلاء الأنبياء والرسل، ولأن الإيمان بوجود الملائكة أمر نادى به جميع الأنبياء والمرسلين.

ـ وفريق ثان لا يتبعون الأنبياء والرسل، وجانب من هؤلاء لم يتعرض للملائكة بإثبات أو نفي، في حين أن جانباً آخر أقرّ بوجودهم إما عن طريق الاستدلال العقلي في احتمالات الخلق بحسب رأي بعض الفلاسفة القدماء، وإما عن طريق المكاشفة أو المشاهدة بمصادفات خاصة أو برياضات روحية اتبعوها بحسب رأي الروحانيين.

وعلى الرغم من أن الإيمان بالملائكة في الديانات السماوية الثلاث يعد شرطاً أساسياً من أسس إيمان المؤمنين بها، فإن هذا لا ينفي أن ثمة فروقاً واختلافات قليلة أو كثيرة بين الواحدة والأخرى تتناول التحديدات الدقيقة لجوانب هذا المفهوم، وأموراً تفصيلية كثيرة تتعلق به، ولكنها بوجه عام تلتقي جميعاً عند تصورات أو توصيفات متقاربة وأحياناً متطابقة مما يعطي الانطباع بوجود أساس لنسيج فكري مشترك لديها في هذا الموضوع.

ويقتضي واجب استيفاء البحث بيان معظم الجوانب المتعلقة بطبيعة الملائكة وصفاتهم، خلقهم وحياتهم وخلودهم أو عدمه، مراتبهم وأصنافهم وأسماء أشهرهم، أماكنهم، ظهورهم، قوتهم وسرعتهم، أعدادهم، وظائفهم، الفرق بينهم وبين إبليس والجن والشياطين.

ولعل فيما يُعرض من النقاط تالياً ما يكفي لإلقاء إضاءة كافية للإلمام بموضوع الملائكة ووجهات نظر الأديان السماوية فيه.

والملائكة في التقليد اليهودي أرواح سماوية مُرسَلَة للخدمة وهم طاهرون وعالمون ذوو قدرات خارقة، يأتون بخدماتهم في كل عصر من عصور شعب الله، وقد ظهروا، وغالباً ما يكون ظهورهم في صورة رجال، لكثيرين من الأنبياء والأتقياء.

ومع أن التقليد المسيحي يتبنّى إلى حد بعيد الآراء الواردة في التقليد اليهودي بشأن الملائكة، إلا أن العهد الجديد والدراسات التراثية المسيحية يتوسعان في بحث عالم الملائكة أكثر مما ورد لدى السلف اليهودي، ويوردان عنه معلومات أوفر وتفاصيل أوفى وتوصيفات ووظائف أبعد مدى وأظهر أثراً وتنوعاً ويشار إلى الملائكة في هذا التقليد على أنهم أرواح مكلّفون بالخدمة يُرسَلون من أجل الذين سيرثون الخلاص.

وقد خلق الله الملائكة فهو صانعهم وبارئهم ومخرجهم من العدم إلى الوجود. وقد خلقوا من طبيعة لامادية، أودع الخالق فيهم الخفة والتوقد والحرارة وسرعة النفوذ والحدة في تلبية أوامره وخدمته والتسامي بذواتهم ونفورهم من كل فكر مادي.

ولذا فالملاك جوهر عقلاني، لاجسم له ولامادة دائم الحركة، مطلق الحرية، يخدم الله ويتمتع في طبيعته بنعمة الخلود، ولايعرف نوع جوهره وتحديده إلا الخالق وحده.

أما ظهورهم فالملائكة يغيرون شكلهم تلبية لما يأمرهم به سيّدهم الله وعلى ذلك يتراءون للبشر ويكشفون لهم الأسرار الإلهية، وهم يعيشون في السماء وعملهم الواحد تسبيح الله وخدمة مشيئته الإلهية.

ولا يعلم ملائكة الله المستقبلات، وهم مع ذلك يتنبّؤون ، ويتم كل ما يقولونه إذا كشفها الله لهم؛ وأمرهم بقولها.

وكان الشيطان إبليس في التقليد المسيحي ملكاً من كبار الملائكة قبل أن يسقط في المعصية  وقد تبعه عدد لا يحصى من الملائكة الذين كانوا خاضعين له جرهم في عصيانه وسقطوا معه (لوقا: 10: 18) (متى 25: 41) (رؤية 12: 3-9).

وليس للشياطين سلطة ولاسطوة على أحد مالم يسمح الله بذلك سماحاً تدبيرياً كما جرى لأيوب وفي حال سماح الله، فإنهم يتجبرون ويتقلبون ويتحولون إلى أي شكل أرادوا من وحي مخيلتهم، والشياطين كالملائكة من ناحية أنهم لايعلمون المستقبلات وهم مع ذلك يتنبؤون ويتكلمون عن أشياء صائرة بعيداً، ويختلقون أحياناً الأشياء اختلاقاً، لذلك يكذبون في أمور يجب ألا تصدّق ولو كانوا صادقين، مراراً كثيرة على نحو ما سبق، وهم يعرفون الكتب أيضاً.

والملائكة في الدين الإسلامي جزء من العقيدة؛ فالإيمان بهم ركن أساسي من أركان الإيمان كما يذكر النص القرآني: }آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ{ (البقرة: 285)  و:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا{ (النساء: 136) وقد جاء التنصيص على أن الإيمان بالملائكة جزء من أركان العقيدة الإسلامية في الكثير من أحاديث الرسولr، ومن أهمها الحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطاب وأخرجه مسلم في صحيحه المتضمن أسئلة جبريل للرسول عن الإسلام وفيه : (قال جبريل: فأخبرني عن الإيمان قال الرسولr: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» قال جبريل صدقت)، ومن الحِكَم والعِبر المستفادة من الإيمان بهم: 

1- أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظيم قدرته وبديع حكمته.

2- أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة أنقياء أقوياء، أذن لهم في تدبير المكونات بأمره إظهاراً لسلطان ربوبيته وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر العلوية، وأن الملائكة الكرام يتلقونها وينفذون أحكامها ومقتضياتها ويدبرون الأمور وفق ما رسم.

3- أن يعلم الإنسان أن الله تعالى جعل الملائكة كراماً بررة وسطاء سفراء بينه وبين أنبيائه ورسله يبلغونهم رسالات ربهم، ويوحون إليهم شريعة الله للناس ليقوم الرسل من البشر بدورهم فيبلغوا الناس ما أوحي إليهم.

قال الله تعالى: }يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ{(النحل: 2).

أ ـ حقيقة الملائكة:

لا يستطيع المسلمون أن يعرفوا عن طبيعة الملائكة والمادة التي خلقوا منها شيئاً، إذ لم يرد في القرآن الكريم عن طبيعة خلق الملائكة إلا أنها ضمن العوالم التي غابت عنا، فلا تدركها أبصار الناس ولايمكن لهم أن يروها، وذلك بالنص القرآني الشريف: }قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً{(الإسراء: 95) والإيمان بها إنما هو تصديق لما أخبر الله به في كتبه التي أنزلها سبحانه وتعالى لبني البشر فهي من الغيب الذي يجب على المؤمن أن يؤمن به: }الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{(البقرة:3) ومرد ذلك إلى أن البشر لا يتصلون بهم عن طريق الحس اتصالاً يفيد العلم اليقيني، حتى يكشفوا حقيقتهم ويحددوا تكوينهم ولا سبيل إلى شيء من المعرفة عن مادتهم إلا الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن السيدة عائشة عن الرسولr أنه قال: «خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم». وقد عرَّفتهم بعض كتب العقيدة بأنهم مخلوقات غيبية عنا، ذات أجسام نورانية لطيفة، لا نراهم  في الحالات العادية ، قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المختلفة المرئية لنا، ذوو قدرات خارقة ، لا حصر لهم، مقرّبون إلى الله، طائعون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يتناكحون ولا يتناسلون، ولا يأكلون ولا يشربون، إنما هم عباد مكرمون يحملون رسالات ربهم في العالمين، ويؤدون وظائفهم في الأكوان بحسب مجرى الأقدار، على مراد العزيز الجبار.

ويعرفهم باحث آخر بأنهم: أرواح قائمة في أجسام لطيفة نورانية قادرة على التمثل بأمثلة مختلفة بإذن الله تعالى، لا يوصفون بأنوثة ولا ذكورة.

وطبيعة النور الذي تتكون منه الملائكة تجعلهم خالين من ظلمة  داخلية في أنفسهم أو ظاهرة على هيئتهم، أنقياء من الشوائب والأدران بعيدين عن الوسوسة النفسية والشهوات الحيوانية لايقترفون الذنب ولا يرتكبون الإثم بل معصومون من الخطأ والخطيئة.

وعن ابن عباس قال: «كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم: الجنّ، خلقوا من نار السّموم من بين الملائكة... وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي».

ب ـ صفاتهم:

للملائكة صفات كثيرة، منها الآتية:

أولاً: إن الملائكة قد يكونون مع الناس، ولكنهم لا يرونهم، فقد كان الملك جبريل عليه السلام ينزل بالوحي على الرسول ولايراه جلساء الرسول، ومثال ذلك الحديث المنقول عن السيدة عائشة المتفق عليه برواية أبي مَسلمة.

ثانياً: إن الملائكة قادرون على التمثل بأمثال الأشياء والتشكل بالأشكال الجسمانية، وقد جاء في القرآن الكريم وفي الأحاديث الصحيحة أن جبريل كان يأتي إلى مجلس الرسول أو غيره كما يلي:

1ـ على صورة إنسان مجهول، والشاهد على هذا ما ورد في حديث لعمر بن الخطاب عن دخول رجل ذي هيئة مميزة لا يعرفه أحد ولا يعرف أحداً إلى مجلس رسول الله r مرة، وسؤاله الرسول جملة من الأسئلة عن الإسلام، وانصرافه بعد تلقيه الجواب على مسمع من الحاضرين، ثم قول الرسول بأنه جبريل أتاهم؛ ليعلمهم دينهم بهذا الأسلوب.

2ـ وكذلك ما روي مرة ثانية عن تمثل جبريل في صورة أعرابي غير معروف، أو في صورته التي خلقه الله عليها، أما الشاهد الثاني فهو قصة نزول جبريل على مريم بحسب الآيات الآتية: }وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا، فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا{ (سورة مريم: 16-19).

3ـ أو على صورة إنسان معلوم: إذ كثيراً ما كان جبريل يأتي مجلس الرسول على صورة دحية بن خليفة الكلبي أحد أصحاب رسول الله، وقد كان رجلاً وسيماً وقد وردت عدة قصص في القرآن عن تمثل الملائكة بالأشكال الجسمانية منها قصة أضياف إبراهيم في سورة الذاريات: }هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ،  فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ{ (سورة الذاريات24-28) ومنها قصة الملائكة الذين جاؤوا إلى نبي الله لوط عليه السلام لإهلاك قومه، قدموا على صورة شباب مرد حسان أطمعت بهم قوم لوط  الذين يعملون السيئات }وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ{ ( هود:77)  ومنها قصة الملكين اللذين تسورا المحراب على داود عليه السلام في صورة رجلين خصمين: }وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ{(ص:21)

ثالثاً: إن للملائكة قدرات خارقة وعجيبة بإذن الله ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية:

ـ فمنهم القلة الذين يحملون عرش الرحمن قال الله تعالى: }وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ{ (سورة الحاقة: 16-17)

ـ ومنهم  من ينفخ نفخة يصعق لها من في السماوات والأرض: }وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون{ (الزمر: 68)

ـ ومنهم الملائكة رسل لوط الذين قلبوا أرض قومه عاليها سافلها دفعة واحدة بسبب كفر هؤلاء القوم وفعلهم السيئات.

وغير ذلك من أنواع القوة كثير.

رابعاً: إن طاعة الملائكة لله تعالى مطلقة، ومبادرتهم لامتثال أمره وخشيتهم منه اقتضت عصمتهم عن المعاصي، وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بما يأتي: }وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُون يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُون{ (الأنبياء: 19-20)، فهم لا يعتريهم تعب عن عبادة الله تعالى ولا فتور عن تسبيحه سبحانه، بل حياتهم هي طاعتهم لله وعبادتهم له وتسبيحهم وتحميدهم.

خامساً: الملائكة  مقربون إلى الله تعالى ومكرّمون: }إنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون{ (الأعراف: 206) والمراد من كونهم عند الله أنهم مقرّبون إليه ومكرّمون، وقد قال تعالى في تكريمهم والرد على من جعلهم أولاد الرحمن}وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ{ (الأنبياء: 27) ومع أنهم لا يعصون وعلى عبادة الله يقيمون، فإنهم يخافون ربهم أشد الخوف: }وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ...{ (الرعد: 13) و: }وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ، يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون{ (النحل: 49- 50).

سادساً: والملائكة لا يتزوجون ولا يتناسلون، وهم لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، ويكونون نوعاً من خلق الله تعالى وعباداً من عباده مغايرين لنوع الإنس والجن وقد أوضحت آيات القرآن أن من يظنون أن الملائكة من الإناث ليسوا على الحق إذ لاعلم لهم بذلك: }إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى، وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا{ (النجم: 27- 28)، وجاء رداً على المشركين الذين حكموا على الملائكة بالأنوثة: }وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ{ (الزخرف: 19).

ولقد كان فريق من العرب يعبدون الملائكة ويزعمون أنها بنات الله ويعبدونها لتشفع لهم إلى الله، وهم الذين أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: }وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ{ (النحل: 57) وعلى هذا فقد دان العلماء في كتب العقائد كلاً من القائلين بأنوثة الملائكة والقائلين بذكورتهم.

سابعاً: والملائكة قادرون على الصعود والهبوط بين السماوات والأرض من غير تأثر بجاذبية أو تصادم: }تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ{ (المعارج: 4). والمراد من الروح جبريل عليه السلام وعَطفه على الملائكة - وهو منهم-  من باب عطف الخاص على العام إشعاراً بمكانته ومقدار مهامه التي يقوم بها.

ثامناً: وقد جعل الله من الملائكة الرسل لتبليغ الشرائع للأنبياء أو لأداء مهام أخرى: }الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا ...{ ( فاطر: 1) و: }مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ} (الحجر: 8) و: }اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ{ (الحج: 75).

تاسعاً: والملائكة مخلوقون قبل هذه السلالة من البشر بدليل قصة خلق آدم الثابتة في القرآن الكريم: }وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{ (البقرة،30)

جـ  أعداد الملائكة:الملائكة لا يُحصون عدداً لكثرتهم الكاثرة ولأنهم من جنود الرحمن }...وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ...{ (المدثر: 31) وجاء في الحديث النبوي في بيان كثرتهم قول الرسولr :«أطّت السماء وحُقّ لها أن تئط، ما فيها من موضع قدم إلا وفيه مَلَك ساجد أو راكع».

د ـ أصناف الملائكة ووظائفهم: وقد جاء في النصوص الشرعية أن الملائكة أصناف، وأن لكل منهم وظائف، وفيما يأتي طائفة من ذلك:

أكابر الملائكة: ومنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل: }مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِين{ (البقرة: 98) أما جبريل عليه السلام فهو صاحب الوحي إلى الأنبياء والرسل وقد ورد التنويه بوظيفته هذه وأمانته في قوله: }وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ،عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{ (سورة الشعراء: 192-194) وفي سورة التكوير: }إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ{ (الآيات 19-20-21) فهو رسول اصطفي من بين الملائكة وهو كريم وذلك تشريف عظيم له، وذو قوة ومكين عند الله أي ذو مكانة عالية، وهو مطاع بين الملائكة وهذا يدل على رياسته، وهو أمين في تبليغ رسالات ربه القولية والعملية، وسمّي في القرآن الروح القدس (أي: خلاصة الطهارة وأصلها وسرها) تكريماً له: }...وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...{ (البقرة: 87).

أما إسرافيل فموكل بالنفخ في الصور للقيام من القبور والحضور يوم البعث والنشور: }وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ{ (الزمر: 68)

وأما ملك الموت فليس بمصرّح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح وقد جاءت تسميته في بعض الآثار بـ «عزرائيل» والظاهر أنه رئيس ملائكة الموت. وتذكر كتب إسلامية فئتين من سادة الملائكة هما:

فئة «الكروبيين» منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وهم المقرّبون ـ من كَرَب إذا قَرُب }لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ...{ (النساء: 172)

وفئة «المهيّمين» وهم الأرواح المهيّمين بجلال الله تعالى لا يشعر أحد منهم بغيره ولا بنفسه، لأنهم هائمون بربهم لا يعلمون غيره وليس لهم وجهة لسواه أصلاً، وذلك لأنه تجلّى عليهم فهيّمهم به عن كل شيء، وهؤلاء يسمّون بـ«العالين» أي الذين لم يتناولهم الأمر بالسجود لآدم لأنهم لا علم لهم بآدم عليه السلام ولا بغيره. قال تعالى إنكاراً على إبليس لما تخلّف عن السجود لآدم: }قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{ (ص: 75).

2ـ حملة العرش:  قال تعالى: }وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ، وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ{ (سورة الحاقة: 16-17) وقد اختلف المفسرون في المراد بالثمانية فقائلون بأنّهم ثمانية من الملائكة وقائلون بأنهم ثمانية صفوف من الملائكة.

ثم الآية: }الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{ (غافر: 7).

3ـ الحافّون حول العرش: قال تعالى: }وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ (الزمر: 75)

4ـ ملائكة الجنة: وهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها، وقد ورد في وصف أهل الجنة: }جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{ (الرعد: 23-24) وفي سورة أخرى: }وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{ (الزمر: 73) ورئيس أولئك الخزنة هو رضوان: وسمّي رضوان ليكون لأهل الجنة عنواناً، لأن أهل الجنة رضي الله عنهم ورضوا عنه، ولأن اسم رضوان عنوان البشائر لهم. 

5 ـ ملائكة النار: واسمهم الزبانية، يراقبون المعذبين في النار، وعددهم تسعة عشر: }وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ، وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً ...{ (المدثر: 27-31) وقد سموا بهذا الاسم لدفعهم الشديد فهم أقوياء أشداء لا يقاوَمون ولا يغالبون، وربما  كانوا النقباء على ملائكة النار العديدين. وقد وصفوا جميعاً بأنهم غلاظ الأقوال شداد الأفعال، كما أنهم غلاظ الخُلُق شداد الخَلق، ورئيس ملائكة النار يُسمى «مالك» لقوله تعالى: }وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُون{ (الزخرف: 77)

6ـ الموكلون ببني آدم: وهم الموكلون بالإنسان من بدء تكوينه حتى نهاية حياته، حفظاً وتسجيلاً ومتابعة ومراقبة بأمر الله وضمن حدود قضاء الله وقدره، ومنهم ملائكة الموت: }وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ{ (الأنعام: 61) وقد يكون عزرائيل رئيس ملائكة الموت الذي ذكر من قبل أنه واحد من أكابر الملائكة.

7 ـ الموكلون بأمور مختلفة في هذا العالم الدنيوي.

8 ـ الملائكة سكان السماوات السبع الذين يعمرونها عبادة دائماً ليلاً ونهاراً.

وأخيراً تنبغي الإشارة إلى أن الملائكة يسبقون الكائنات جميعاً في شهادة التوحيد وفقاً للآية الكريمة: }شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ (آل عمران: 18).

وقد اختلف الناس في تفضيل الملائكة على البشر، وأكثر ما توجد هذه المسألة في كتب المتكلمين فيها مع المعتزلة ومن وافقهم.

ولا بد هنا من حديث مقتضب عن عالم أثبته القرآن الكريم  من جملة عوالم خلق الله، ألا وهو عالم الجن، والإيمان في الإسلام يوجب الاعتقاد الجازم بوجود الجنّ وعالمهم الحقيقي لا الوهمي التخيلي ، فهو عالم خفي حقيقي الوجود له شأنه وأحكامه: }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ، وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُوم{ (الحجر: 26-27) وفي سورة أخرى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{ (الذاريات: 56-57) والجن قسمان: مؤمنون وكافرون، وهذا تابع لما منحهم الله إياه من الإرادة والاختيار، والكافرون منهم شياطين وهم جنود الشيطان الأول إبليس اللعين الذي كان أول من عصى ربّه من الجنّ وأول من كفر بنعمة الله عليهم، }وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ... { (الكهف: 50) .

والراجح لدى كثير من علماء المسلمين أن الجنّ ليسوا ملائكة وأنهم جنس آخر بمقتضى الأدلة الآتية:

1ـ الآية الكريمة: }وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ{ (سبأ: 40-41) 

2ـ إن الملائكة مخلوقون من نور والجن مخلوقون من نار: }قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين{ (الأعراف: 12).

3ـ إن إبليس له ذرية }... أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا{ (الكهف: 50) وأما الملائكة فلا ذرية لهم لأنهم ليسوا ذكوراً ولا إناثاً ولا يتناسلون.

4ـ إن الملائكة معصومون عن المخالفة والمعصية، ويفعلون ما يؤمرون، وهم بأمر الله تعالى يعملون، وإن إبليس خالف أمر الله بالسجود لآدم ولم يعمل ما أمره الله تعالى به.

يوسف الأمير علي

 

مراجع للاستزادة:

ـ القرآن الكريم.

ـ قاموس الكتاب المقدس.

ـ القديس يوحنا الدمشقي، المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي (د.ت).

ـ عبد الرحمن حبنكة، العقيدة الإسلامية وأسسها (1966).

ـ عبد الرزاق نوفل، عالم الجن والملائكة (دار الشعب، القاهرة، د.ت).


- التصنيف : التاريخ - النوع : دين - المجلد : المجلد التاسع عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 415 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة