زينب بنت الرسول محمد
زينب رسول محمد
Zaynab bint Mohammad - Zaynab bint Mohammad
زينب بنت الرسول محمدr
(23 ق.هـ ـ 8 هـ/600 ـ 630م)
زينب بنت رسول الله محمد بن عبد اللهr القرشية الهاشمية، كبرى بناته. ولدت سنة ثلاثين من مولدهr، أمها خديجة بنت خويلد[ر] (ت3ق.هـ). شبت زينب على كريم الخلق، ولما بلغت مبلغ الفتيات خطبها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع، وكان من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة، فعاشت معه حياة سعيدة، وولدت له علياً الذي توفي وقد ناهز الحلم، وأمامة وكانت حبيبة إلى جدها رسول الله، وقد تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة التي أوصت بذلك.
أسلمت زينب مع أمها وأخواتها، ودعت زوجها إلى الإسلام فأبى وأقام على شركه، وهي ثابتة على إيمانها، ورفض أن يطلقها لما عُرف من محبته الشديدة لها على الرغم من إلحاح المشركين عليه في ذلك، وأعلن موقفه صراحة إذ قال: «لا والله لا أفارق صاحبتي وما يسرّني أن لي بامرأتي أفضل امرأة من قريش».
هاجر رسول اللهr إلى المدينة، ثم تبعته بناته فاطمة (ت11هـ) وأم كلثوم (ت9هـ)، وكانت رقية قد هاجرت قبلهما، فبقيت زينب وحيدة في مكة في دار زوجها ـ على كره من رسول اللهr ـ آمنة على دينها إلى أن جرت غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة، وكان زوجها مشاركاً جيش المشركين، فأسره المسلمون فيمن أسروا. ولما بعث أهل مكة بفداء أسراهم بعثت زينب بفداء زوجها، فأطلق رسول اللهr سراحه على أن يرسل إليه زينب عند عودته إلى مكة. وما إن عاد أبو العاص حتى خلّى سبيل زوجته لتهاجر إلى أبيها، فقال فيه رسول اللهr:«حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي».
خرجت زينب مهاجرة ومعها حموها كنانة بن الربيع، ولما علمت قريش بخروجها خرج رهط في إثرها منهم هبّار بن الأسود (ت بعد15هـ) الذي أدركها وروّعها برمحه فسقطت على صخرة، ثم هربت وكنانة حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة (ت8هـ) الذي أرسله رسول اللهr ليأتيه بها.
أقامت زينب في المدينة وزوجها بمكة حتى سنة 6هـ، حين خرج أبو العاص بتجارة إلى الشام ومعه أموال قريش وجماعة منهم، وفي طريق عودتهم أسَرته وأصحابه سرية من المسلمين فأخذوا العير والأموال وفرّ أبو العاص؛ حتى إذا جنّ الليل دخل المدينة طالباً مال قريش ومستجيراً بزينب زوجته التي أجارته، وسألت أباها أن يردّ له المال الذي أُخذ منه، فتم له ذلك وعاد إلى مكة وأدّى إلى الناس أموالهم وحقوقهم، ثم أعلن إسلامه قائلا: «والله مامنعني من الإسلام إلا خوف أن تظنوا بي أكل أموالكم».
وفي المحرم سنة 7هـ قدم أبو العاص على رسول اللهr مهاجراً، فاجتمع شمل الزوجين من جديد؛ لكن هذا الاجتماع لم يطل إذ إن زينب لم تزل تعاني مرضاً منذ أن روّعها هبّار بن الأسود حين هِجْرتها.
توفيت زينب في المدينة المنورة ودفنت في البقيع، فهي غير المدفونة في دمشق أو في القاهرة كما هو شائع . وقد اختلف فيمن دفن فيهما، فقيل إن القبر المعروف في دمشق بـ«قبر الست» هو لزينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب (ت62هـ) من غير فاطمة الزهراء، أما القبر الذي في مصر فهو لزينب بنت يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت24هـ).
مها المبارك
الموضوعات ذات الصلة: |
علي بن أبي طالب ـ محمد بن عبد الله (رسول الله ـ).
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت).
ـ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة، بيروت 1981م).
ـ خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول (دار الألباب، بيروت 1989م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : دين - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 515 مشاركة :