النزف عند الوليد والرضيع (الداء النزفي)
نزف عند وليد رضيع (داء نزفي)
Hemorrhagic diathesis of newborn - Diathèse hémorragique du nouveau-né
النزف عند الوليد والرضيع
تنقص عوامل التخثر (الثاني، والسابع، والتاسع، والعاشر المعتمدة في تصنيعها الكبدي على الڤيتامين (K نقصاً معتدلاً عابراً عند كل الولدان بعد 48ـ72 ساعة من الولادة، ثم تعود إلى طبيعتها تدريجياً من اليوم السابع حتى العاشر. أما السبب فهو نقص الڤيتامين K الحر عند الأم وغياب النبيت flora المعوي المصنّع لهذا الڤيتامين عند الوليد.
قد يحدث نزف تلقائي متطاول عند الوليد المعافى وذلك بين اليومين الثاني والسابع من الولادة، وربما قبل ذلك أحياناً، وهذا ما يدعى الداء النزفي عند الوليد Hemorrhagic Disease of the Newborn (HDN). نادراً ما تُرى هذه الإصابة عند الولدان كاملي أشهر الحمل، لكن نسبة وقوعها أكثر عند الخدج الذين لم يُعطوا الڤيتامين K بالعضل بُعيد ولادتهم، ويعتمدون على حليب أمهاتهم، لأن حليب الأم فقير بالڤيتامين K.
زمن بدء الداء النزفي عند الوليد:
ـ بدء مبكر (0ـ 24 ساعة): وحدوثه نادر جداً. يظهر النزف منذ اليوم الأول ويكون خطراً يهدد حياة الولدان المصابين باعتلالات التخثر الوراثية، أو الذين تناولت أمهاتهم الأدوية المؤثرة في الڤيتامين K مضادات الاختلاج (الفينوباربيتون، والفنتوئين)، أو مركبات الكومارين (الوارفارين)، أو مضادات التدرن مثل الإيزونيازيد والريفامبيسين. قد يتظاهر الداء بورم دموي رأسي أو هضمي أو سري أو داخل البطن. وتكون الوقاية بإعطاء فيتامين K1 للوليد بالعضل أو للأم قبل الولادة (20 ملغ)، وبتجنب الأدوية الخطرة.
ـ بدء متوسط (2ـ 7 أيام): وهو الشكل الوصفي الناجم عن نقص الڤيتامين K يحدث بنسبة 2% إن لم يُعط الڤيتامين K بُعيد الولادة. يتظاهر بنزف هضمي بالدرجة الأولى، أو نزف أذني أنفي بلعومي، أو داخل القحف (دماغي)، أو جلدي في مكان الوخز أو بعد الختان.
ـ بدء متأخر: ويُرى بعد الأسبوع الأول ما بين 1ـ 6 أشهر، ويغلب أن ينجم عن سوء امتصاص الڤيتامين K كما في الركود الصفراوي (الانسداد الصفراوي، والداء الكيسي الليفي، والتهاب الكبد)، وفي عوز الليبوبروتين بيتا β. وقد يكون مجهول السبب عند ولدان الآسيويات المعتمدين على حليب أمهاتهم، ولهذا فإن نسبة حدوثه تعتمد على المرض الأصلي. تكون الوقاية بإعطاء جرعات من الفيتامين K بالعضل، وجرعات عالية منه بالفم في حالة سوء الامتصاص والركود الصفراوي.
مخبرياً: يتطاول زمن البروترومبين PT، وزمن الترومبوبلاستين الجزئي PTT، وزمن التخثر، وتنقص عوامل التخثر المعتمدة على الڤيتامين K.
الوقاية
تتم بإعطاء 1ملغ من الڤيتامين K بالعضل للوليد المكتمل الحمل، ولكن هذا الإجراء غير فعال عند الخدّج كلهم. إن الإعطاء العضلي المعتاد للڤيتامين K في الوقاية آمن عامة،ً ولم يترافق بزيادة الابيضاض أو السرطان، ويبقى الطريق المختار وإن ذكرت إمكانية إعطائه بالفم (1ـ2 ملغ عند الولادة، وعند الخروج من المستشفى، وبعد 3ـ4 أسابيع).
العلاج
يُحظر الحقن العضلي، ويُعتمد على التسريب الوريدي للڤيتامين K1ت(1ـ5) ملغ فتتحسن أعراض الشكل الوصفي في ساعات. تُعطى البلازما الطازجة المجمّدة وربما الدم الكامل لمرضى النزف الخطير، ولاسيما الخدج والمصابون بآفة كبدية. أما أطفال الأمهات اللاتي تناولن مضادات الصرع فيُجرى لهم قياس زمن البروترومبين في دم الحبل السري، ويُبدأ بإعطاء ڤيتامين K بمقدار 1ـ2 ملغ بالوريد. فإن كان زمن البروترومبين متطاولاً جداً ولا تتحسن الأعراض تُعطى البلازما الطازجة المجمدة بمقدار 10مل لكل كغ من الوزن.
التشخيص التفريقي
يُفرَّق الداء النزفي الوصفي المستجيب للڤيتامين K من:
ـ العوز الخلقي لأحد عوامل التخثر: مثل نقص العامل الثامن (الناعور) أو التاسع (داء كرستماس Christmas)، وتتظاهر 5 ـ35% من الحالات في مرحلة الوليد بأورام دموية، أو تغوط زفتي، أو بنزوف عقب الختان، أو من السّرّة. ويصعب تفريقها سريرياً من غيرها، غير أنها لا تستجيب لإعطاء الڤيتامين K. تعالج بإعطاء العوامل الناقصة أو البلازما الطازجة المجمدة.
ـ الخُثار المنتشر داخل الأوعية (DIC)، ويُرى في أي عمر عند رضيع مريض مصاب بخمج شديد أو نقص أكسجين، وفيه يحدث نزف معمم ولاسيما من أماكن الوخز. تكون الصفيحات الدموية ناقصة، وزمنا البروترومبين والبروترومبين الجزئي متطاولين، مع نقص مولد الليفين والعامل الخامس، وزيادة منتجات تحطم مولد الليفين. إن إنذار هذه الإصابة سيئ جداً.
ـ قصور الكبد: شبيه بالخثار المنتشر داخل الأوعية مع علامات التهاب كبد أو مرض استقلابي خلقي، وتكون الصفيحات الدموية ناقصة أو طبيعية.
ـ قيء الدم المبتلع: يبتلع الدم في أثناء الولادة أو بعدها من الحلمة المتشققة. ويُفرَّق الدم الوالدي من دم الوليد باختبار أبت APT، وفيه يُمزج مستحلب الدم بالمصل الفيزيولوجي (فيصبح زهري اللون)، وعندما تضاف ماءات الصوديوم يتحول اللون الزهري إلى بني مصفر، أي إنه انحلّ فهو غير مقاوم للقلويات، ومن ثم فهو كهلي.
ـ كدمات الخدج المنتشرة تحت الجد، وسببها هشاشة الأوعية الدموية، وتزول في مدة 2ـ3 أسابيع.
ـ فرفرية نقص الصفيحات عند الولدان.
غالب خلايلي
الموضوعات ذات الصلة: |
التحليل الطبي المخبري ـ الخديج ـ الڤيتامينات ـ الوليد.
مراجع للاسـتزادة: |
- Current Pediatric Diagnosis & Treatment, 16th edition, (McGraw Hill, 2003).
- NELSON, Textbook of Pediatrics, 17th edition, (2004).
- التصنيف : طب بشري - النوع : صحة - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 602 مشاركة :