يعقوب سروجي
Jacob of Serugh - Jacques de Saroug

يعقوب السروجي

(451 ـ 520م)

 

مار يعقوب السروجي Jacob of Serugh أديب وشاعر ورجل دين سرياني كبير اشتهر بعلمه وورعه، وهو يتصدر مع مار أفرام فحول الطبقة الأولى من شعراء السريان كافة. ولد في قرطم (قرطمان) وهي قرية على الفرات إلى الغرب من حران في العام الذي عقد فيه مجمع خلقيدونية المسكوني، أي إنه نشأ وترعرع في أجواء الانقسامات والصراعات اللاهوتية: الأريوسية[ر] والنسطورية[ر] والمونوفيزية [ر. الكنيسة، الانشقاق الكبير] وأنصار مجمع خلقيدونية واللاخلقيدونيين. كان أبوه كاهناً فسلك منذ نعومة أظفاره طريق رجال الدين. درس في مدرسة الرها (إديسا Edessa) التي يذكر وجوده فيها نحو عام 466 حين كان في الخامسة عشرة من عمره وكيف بدأ ينظم القصائد. ثم صار بريودوطاً (زائراً) في بلدة حورا/سروج ليس بعيداً عن مكان ولادته.

رُسِم مار يعقوب الملفان (أي العلاّمة) أسقفاً على بلدة بطنان سروج التابعة للرها ـ لذا سمي السروجي ـ في سنة 518، ودامت أسقفيته سنة وأحد عشر شهراً وتوفي في قلايتِه (بيت الأسقف). وقد أقرت الكنيسة السريانية قداسته وعيَّدت له في 29 تشرين الثاني/نوڤمبر من كل عام، وأنشأت باسمه الكنائس والأديرة التي لايزال بعضها قائماً حتى اليوم مثل كنيسته في ديار بكر التي وضعت ذخائره في صدر مذبحها ودُوِّن اسمه فوقها بالخط السرياني ـ الإنجيلي.

اشتهر يعقوب السر وجي بكتاباته النثرية الموزونة وأشعاره التي استخدم فيها البحر الإثني عشري المعروف ببحر السروجي، فلقبه السريان «كنارة الروح القدس وقيثارة الكنيسة». ويذكر ابن العبري في تاريخه أن سبعين ناسخاً كانوا يكتبون القصائد التي تجود بها قريحته الخصبة. وقد جمعت أناشيده الدينية فبلغت 763 قصيدة أولاها في مركبة النبي حزقيال وتعدّ من أهم قصائده، وآخرها في العذراء فوق الجلجلة وقد حالت منيته دون إنجازها. بقي من هذه القصائد نحو 250 قصيدة في مخطوطات شتى موزعة في خزائن كتب كثيرة في ماردين، وفي مكتبة الڤاتيكان ولندن ما يزيد على 400 من مواعظه أكثرها على رقوق. تعد قصائده طويلة على العموم حتى إن تلك الموسومة «عمل الأيام الستة» (هكساميرون Hexameron) بلغت ثلاثة آلاف بيت، وموضوعاته المفضلة هي اكتشاف وجه المسيح عبر شخصيات العهد القديم والكنيسة عروس المسيح والتأمل في الكتاب المقدس وفي المعجزات وأسرار الإيمان.

عالج يعقوب السروجي الأعياد الليتورجية Liturgiques، وله مواعظ عن زمن المجيء والصوم والمعجزات، وقصة أهل الكهف. كما ترك كتابات نثرية متنوعة، أهمها رسائله التي وصل عددها إلى ثلاث وأربعين رسالة، وإليه ينسب كتاب بالسريانية عن نصارى نجران.

كان يعقوب السروجي عالم وشاعر زمانه ومترسلاً من أمراء الكلام غلب عليه الشعر، وقد امتازت قصائده بأسلوبها الرشيق ورقتها وعذوبتها، مما أدى إلى انتشارها الواسع وترجمتها إلى لغات كثيرة وعلى رأسها العربية.

محمد الزين

 الموضوعات ذات الصلة:

 

السريان.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ بهنام سوني، ميامر الملفان يعقوب السروجي (مترجم عن السريانية) (المعهد الكهنوتي البطريركي، بغداد 2002).

ـ بولس الفغالي، يعقوب السروجي (دار المشرق، بيروت 1991).

ـ جورج نحاس، مكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى ـ الثانية (دار الفرقد، دمشق 2008).


- النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 521 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة