نمسا (سينما في)
Austria - Autriche

النمسا (السينما في ـ)

 

تم افتتاح أول دار عرض سينمائي في النمسا عام 1903. وفي عام 1906 قام المخرجان أنطون كولم Anton Kolm، وياكوب فليك Jacob Fleck بإصدار أشرطة إخبارية. أما أول فيلم روائي فكان «من درجة إلى درجة» Von Stufe zu Stufeت(1908) للمخرج هاينتس هانوس Heinz Hanus.

في عام 1912 أسس كولم وفليك شركة إنتاج سينمائي باسم «ڤينَر كونست فيلم» Wiener Kunstfilm، قامت بأفلمة أعمال كبار الأدباء الألمان والنمساويين. وقد عرفت المرحلة الصامتة للسينما النمساوية ذروة ازدهارها بين عامي 1920- 1924 حين تـم إنتاج أفلام عـدة مهمة مثل: «الأمير والفقير» Prinz und Bettelknabeت(1920)، و«شمشون ودليلة» Samson und Delilaجت(1923)، وكلاهما من إخراج ألكسندر كوردا Alexander Korda، و«سادوم وعامورة» Sodom und Gomorrhaت(1922)، للمخرج ميخائيل كورتيس Michael Curtiz، وهو من إنتاج ألماني نمساوي مشترك.

مع ظهور الصوت في السينما النمساوية لاقت الأفلام الغنائية رواجاً كبيراً. من أهم تلك الأفلام: «الحب الكبير» Die Große Liebeت(1932) للمخرج أوتو برِمينغر Otto Preminger، و«أغنياتي تبتهل بهدوء» Leise flehen meine Liederت(1933) للمخرج فيلي فورست Willi Forst، وهو فيلم يدور حول الموسيقار النمساوي فرانتس شوبِرت[ر] Franz Schubert. ومن الأفلام المهمة الأخرى في تلك المرحلة: «حدث عابر» Episodeت(1935) للمخرج ڤالتر رايش Walter Reisch، و«ماري باشكيرتسِف» Marie Bashkirtseffت(1935) للمخرج هنري كوستِر Henry Koster.

وقد أثر الاتحاد القسري للنمسا مع ألمانيا عام 1938 وصعود النظام النازي في مسيرة التطور في السينما النمساوية؛ مما أدى إلى هجرة العديد من كبار المبدعين مثل بيلي فيلدر Billy Wilder، وبِرمينغر وغيرهما.

مع سقوط النازية واستقلال النمسا بعد الحرب العالمية الثانية ارتفع الإنتاج السينمائي ارتفاعاً ملحوظاً، وظهرت أفلام تعالج قضايا المجتمع النمساوي الراهنة، مثل: «الطريق البعيد» Der weite Weg  ت(1946) إخراج إدوارد هوش Eduard Hoesch، عن المصير المأساوي لجندي عائد من الحرب، و«الجسر الأخير» Die letzte Brückeت(1953) إخراج هِلموت كويتنِر Helmut Käutner، عن الفظائع التي ارتكبتها الفاشية في يوغسلافيا، و«الفصل الأخير» Der letzte Aktت(1955) إخراج غيورغ ڤيلهلم بابست Georg Wilhelm Pabst عن نهاية الامبراطورية الهتلرية، وفيلم «السيد بونتيلا وتابعه ماتي» Herr Puntila und sein Knecht Matti  ت(1955) عن مسرحية لبرتولد بريشت[ر] Bertolt Brecht إخراج ألبرتو كافالكانتي Alberto Cavalcanti.

ومع ذلك ظلت الأفلام الغنائية، وتلك التي تتحدث عن سير مشاهير الممثلين والموسيقيين تحتل مركز الصدارة في الإنتاج السينمائي النمساوي. من أهم هذه الأفلام: «السمفونية البطولية» Eroicaت(1949) إخراج ڤالتر كولم فِلتي Walter Kolm-Veltée، عن بتهوڤن[ر] Beethoven، و«أعطني يدك يا حياتي» Reich mir die Hand¨ mein Lebenت(1955) إخراج كارل هارتل Karl Hartl، عن موتسارت[ر]،

و«ممثل من ڤيينا» Ein Schauspieler aus Wienت(1954) إخراج ك. باريلا K.Barella عن الممثل النمساوي الشهير جيراردي Alexander Girardi، وأفلمة أوبرا «دون جوان» Don Giovanni  ت(1954) إخراج ف. كولم فِلتي.

في الخمسينيات والستينيات اجتاحت الصالاتِ السينمائيةَ النمساوية موجةٌ من الأفلام الغنائية ذات الطابع الاستعراضي الذي تختلط فيه الأجناس الفنية بعضها ببعض. هذا إضافة إلى الأفلام «الكوميدية» الساخرة والأفلام «البوليسية»، وأفلام «دراما الصالونات الأرستقراطية».

منذ مطلع الستينيات بدأت السينما النمساوية تعاني أزمة خانقة سببها غياب الدعم الحكومي عن المنتجين السينمائيين، وتزايد حدة المنافسة مع التلفاز، وأسباب أخرى عديدة؛ مما أدى بالإنتاج السينمائي إلى الاقتصار على أفلام هدفها الأساسي التسلية والترفيه عن المشاهدين. وفي نهاية الستينيات انخفض الإنتاج السينمائي إلى فيلم واحد أو فيلمين في العام، مما أدى إلى هجرة بعض السينمائيين الكبار مثل: ماكسيمليان Maximilian وماريشِلا Maria Schell، ورومي شنايدر[ر] Romy Schneider وغيرهم. وقد وقع الإنتاج السينمائي النمساوي تحت سيطرة ما كان يعرف وقتها بألمانيا الغربية.

في السبعينيات ظهرت بضعة أفلام تتميز بميلها للاهتمام بالمشكلات الاجتماعية مثل: «حكايات من غابة ڤيينا» Geschichten aus dem Wienerwaldت(1979) إخراج ماكسيميليان شِل، وفيلم «كاسباخ» Kassbachت(1979) إخراج بيتر باتساك Peter Patzak المكرس لفضح الفاشية والنازية الجديدة.

ما تزال السينما النمساوية في الوقت الراهن تعاني أزمة في التمويل، ومع ذلك حقق السينمائيون النمساويون نجاحات متعددة. من الأفلام النمساوية المعاصرة المهمة: «عازفة البيانو» Die Klavierspielerin للمخرج ميخائيل هانِكه Michael Haneke الحائز الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي لعام 2001، و«القيظ» Hundstage للمخرج أولريش زايدل Ulrich Seidl الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2001، إضافة إلى جوائز عديدة أخرى.

يعد الأرشيف السينمائي النمساوي من أضخم الأرشيفات في أوربا وأغناها.

محمود عبد الواحد

 

 

 


- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : موسيقى وسينما ومسرح - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 42 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة