المغرب العربي الكبير (الموسيقى في-)
مغرب عربي كبير (موسيقي في)
Maghreb - Maghreb
المغرب العربي الكبير (الموسيقى في ـ)
عرف المغرب العربي (تونس ـ الجزائر ـ المغرب) الموسيقى منذ استوطن الأمازيغ (البربر) تلك البلاد، وكانت موسيقاهم تحمل منذ القدم ملامح من الموسيقى العربية التي انتقلت إليهم من عرب اليمن والخليج عبر المبادلات التجارية والمهاجرين اليمنيين الذين استوطنوا فيها، ويستدل على ذلك من السلم الخماسي pentatonique الذي مازال مستعملاً في بعض دول إفريقيا. على أن الهجرات التي توالت على الشمال الإفريقي بعد ذلك ـ ولاسيما من قبل الكنعانيين /الفينيقيين/ منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد ـ نقلت بدورها معارفها الموسيقية المتأثرة بالموسيقى الآشورية والفرعونية إلى الموسيقى الأمازيغية، وهذه بدورها تطورت إلى الأفضل بعد دخول الرومان من عام 146 ق.م ولغاية 430 م، والبيزنطيين من عام 543 حتى عام 698 م فقد أسسوا فيها المدارس الموسيقية في «شرشال» في الجزائر، و«قرطاج» في تونس، إضافة إلى مراكز السماع الموسيقي Odeon الأمر الذي أتاح للموسيقى الأمازيغية استعمال السلم السباعي الطبيعي diatonique، فسيطر على موسيقى شمالي البلاد دون جنوبها الذي احتفظ بالسلم الخماسي. ويذهب بعض الباحثين إلى أن السلم السباعي جاء إلى الشمال الإفريقي من العراق في زمن ازدهار الحضارة الحورية (الحوريون) قبل 1500 سنة للميلاد، وأن جيرانهم الكنعانيين نقلوه بدورهم إلى الشمال الإفريقي، أو أن الأمازيغ هم الذين نقلوه من غربي سورية في أثناء تجارتهم معها، ولاسيما أن الاكتشافات الأثرية دلت على أن أقدم أغنية بالسلم الدياتوني ترجع إلى 1400 سنة قبل الميلاد. وفي كل الأحوال فإن الموسيقى الرومية والبيزنطية لم تستطيعا التأثير في الموسيقى الأمازيغية؛ لأن المسيحية في قرونها الأولى حظرت الموسيقى الدنيوية التي هي الأساس في تقاليد الموسيقى الأمازيغية، وحصرتها في الموسيقى الدينية، وكانت الموسيقى الأمازيغية ولاسيما في تونس قد بلغت من الرقي شأواً بعيداً، حتى إن الأمير الأمازيغي بويا الثاني هو أول من ألف كتاباً عن الموسيقى والتشخيص (التمثيل) عند الأمازيغ، ولم يتم اختراق تقاليد الموسيقى الأمازيغية إلا بعد الفتح العربي الإسلامي الذي حمل راية الرسالة المحمدية ورسالة العرب الحضارية.
أخذ الأمازيغ في عهود الإسلام الأولى ترتيل القرآن الكريم، ثم الأذان الذي عدوه نموذجاً غنائياً، فمزجوه بأنغام أمازيغية، وإن كان أداؤهم له أقرب إلى الإلقاء منه إلى التنغيم. كذلك أغرموا بالحداء بعد أن وجدوه يتطابق ونمط حياتهم الاجتماعية في الحل والترحال.
تآخى العرب والأمازيغ بالإسلام، وفرضت لغة القرآن الكريم القرشية التعريب من دون إرغام، فأقبلوا عليها ينهلون منها علوم الدين والفقه والآداب والفنون ما غيَّر حياتهم، وابتنى العرب مدينة سبتة في المغرب، والقيروان في تونس التي جعلوها عاصمة لهم، وأسهموا مع الأمازيغ في إعمار البلاد حتى صارت القيروان من أعظم المدن العربية الإسلامية، تضاهي دمشق وبغداد، ويؤمها الكتاب والشعراء والمغنون والموسيقيون من كل مكان للإقامة فيها والتمتع بكرمها، أو للانطلاق منها إلى الأندلس. وأخذ الأمازيغ من المغنين والموسيقيين العرب المقيمين والوافدين من المشرق والأندلس معارفهم الموسيقية في الألحان والمقامات والإيقاعات والعزف والغناء إضافة إلى الآلات الموسيقية، واستعانوا بها في موسيقاهم وأغانيهم، فاندمجت الأمازيغية بالعربية اندماجاً كاملاً في لغة موسيقية متفردة عدا بعض المناطق المتاخمة للصحراء في الجزائر والمغرب التي حافظت إلى حد ما على أصالة الموسيقى الأمازيغية.
يزخر المغرب العربي بألوان من الموسيقى والغناء متعددة الأنواع والأشكال، منها التراثي والمعاصر. والتراثي هو الموسيقى الأندلسية التي جاء بها العائدون من الأندلس والمعروفة في تونس بـ «المألوف» وفي الجزائر بـ «الغرناطي» وفي المغرب بـ«الآلة». وقد عمل أهل الفن في الأقطار الثلاثة على تهذيبه وتدوينه للحفاظ عليه، ثم التأليف فيه حتى استقام لهم الأمر، وهو يقوم على نوعين، الأول «الملحون» والثاني الموسيقى الأندلسية.
الملحون: يختلف «الملحون» المعمول به في أقطار المغرب العربي الثلاثة عن الموسيقى الأندلسية على الرغم من اعتماده عليها في أساليبه التلحينية على الشعر المغنى وأوزانه العروضية في ضبط اللحن والغناء وإضفاء التطريب، قبل أن يخرج العاملون فيه على الأوزان الأندلسية وابتكارهم لكثير من الإيقاعات والأوزان. وقد تعدى الملحون الشعر إلى الأزجال، وتجاوز في انتشاره الحياة الدنيوية إلى الحياة الدينية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والمناسبات الدينية ولاسيما في العشر الأخير من شعبان وليلة القدر والأعياد. كذلك اعتمده الصوفيون في حلقات أذكارهم، لتمجيد الذات الإلهية ومديح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد عمل في هذا الفن جميع المهتمين في مجال الموسيقى والغناء. ولا يختلف القالب الفني للملحون بين الأقطار الثلاثة إلا في التسميات. ويتألف الملحون المغربي الذي هو صنو التونسي والجزائري من العناصر الآتية:
1 ـ السرابه ـ وهي عبارة عن مقدمة موسيقية تؤدى بطرق مختلفة تراوح بين سرعة الوزن وبطئه.
2 ـ الموال ـ وهو غير الموال الشرقي ـ ويتألف من بيتين من النظم المعرب غالباً، يرتجل المغني عليهما ألحاناً من دون أن يخرج عن المقام الأصلي.
3 ـ الحربة ـ وهي المذهب الغنائي في القصيدة التي تلي الموال، وتردده الجوقة بين أغصان القصيدة (المقاطع).
4 ـ الأجزاء ـ أي الأغصان ـ وكل جزء له مقدمة تتكون من قسمين يعرفان بالعروبي والناعورة.
5 ـ الدرديكة ـ أي قفل الغناء ـ وفيها يجنح المنشدون إلى الأداء السريع الموقع.
أما الموسيقى الأندلسية (المألوف والغرناطي والآلة) فتقوم على الأداء الموسيقي الآلي والغنائي لمقتطفات من القصائد والموشحات والأزجال التي تؤدى كافة وفق ترتيب مخصوص يطلق عليه اسم «النوبة». وأول من أمر بتنظيمها وترتيبها وأشرف عليها بنفسه الملك محمد الرشيد، باي تونس (1710ـ 1759)، ثالث ملوك الأسرة الحسينية. وعلى الرغم من أن النوبة تستقي مادتها اللحنية والغنائية من الموروث الأندلسي فإن هناك اختلافاً يسيراً فيما بينها لا علاقة له بترتيب النوبة، وإنما بالأسلوب الأندلسي. أخذت تونس بالأسلوب الإشبيلي الأصيل ـ نسبة إلى إشبيلية ـ والجزائر بالأسلوب الغرناطي البسيط، والمغرب بمزيج من أسلوب بلانسيا ـ نسبة إلى مدينة بلانسيا الأندلسية ـ وأسلوب غرناطة، منذ حكم المرينيون المغرب. ويختلف المألوف التونسي حالياً عن الغرناطي والآلة نتيجة تأثره بالمشرق العربي بملامح لحنية ومقامية تسيطر عليها القوالب الموسيقية الشرقية التي جاء بها الحكم العثماني لتونس، وسادت شيئاً فشيئاً في القرن السابع عشر. مع ذلك، فإن ترتيب «النوبة» لم يتغير في الأقطار الثلاثة، وإن ظل فن الآلة المغربي هو الأنقى؛ لأن التأثيرات الخارجية كانت أضعف من أن تكون عاملاً مؤثراً فيه. وتتألف النوبة من أقسام أو أجزاء، أولها مايعرف بـ «البغية»، وهي معزوفة آلية حرة من دون إيقاع، وظيفتها توضيح نوع المقام (الطبع) وتحديده، تليها مباشرة «توشية النوبة الأولى»، وهي قطعة موسيقية تسبق الثانية المعروفة «بتوشية الميزان» وهي أيضاً قطعة موسيقية تعزف قبل البدء «بالميزان» وتتبعه بالإيقاع، ثم «توشية الصنعة»، قطعة موسيقية تسبق الغناء. و«الصنعة» مصطلح يطلق على لحن يتكون من جملتين موسيقيتين، ومن مجموعهما يتكون القالب الموسيقي، ومن مجموع الموازين تتكون «النوبة». وعلى هذا «فتوشية الصنعة» تعني الدخول بغناء البيت الأول ثم تليه «التوشية» ثم باقي أبيات الصنعة. وكانت توشية الصنعة تندرج قديماً في المقدمة، وخوفاً عليها من الضياع حشرت داخل الصنائع (جمع صنعة)، وقد أعاد إليها الاعتبار الفنان المغربي أحمد الوكيلي، بترتيبها من جديد في المقدمة، أما ترتيب النوبات فهو الترتيب الذي يتوافق مع شجرة «الطبوع» (المقامات) وضعها كناش الحايك في عهد المولى عبد الرحمن في المغرب.
موسيقى المغرب العربي الكبير المعاصرة: أخذت أقطار المغرب الثلاثة منذ مستهل القرن العشرين بالموسيقى المشرقية وسارت بها جنباً إلى جنب مع موسيقاها التراثية، وإن سبقتها إلى ذلك تونس، وهذا يرجع إلى ملوك تونس الذين دأبوا منذ وفاة محمد الرشيد باي على تأسيس مدارس موسيقية خاصة في قصورهم يتفقدون شؤونها وأعمالها أسبوعياً يوم الثلاثاء. وقد ظلت هذه العادة متبعة حتى زمن الملك أحمد باي الثاني عام 1942، وقد تخرج في هذه المدارس عدد وافر من الموسيقيين منهم عازف البيانو والقانون محمد القادري، والمطربة عروسية بروطة. وفي القرن التاسع عشر أسس المشير الأول أحمد باشا المدرسة الموسيقية العسكرية لفرق الآلات النحاسية، وعلى غرارها أسست فرق الحسينية والهلال والناصرية والإسلامية. وهذه المدرسة قامت بتدوين المحفوظ من التراث الموسيقي، وضبط قواعد العزف لعدد من الآلات الموسيقية، وحددت قواعد المقامات بالترقيم الموسيقي في مخطوط مازال محفوظاً في مكتبة المعهد الرشيدي. كذلك أسس أصحاب الطرق الصوفية مدارس للغناء حافظت على التراث وإحيائه. ومن الفنانين الذي اشتهروا في القرنين التاسع عشر والعشرين: الشيخ محمد بن الحسين الضرير الذي اختص بالتراث ودرس على يديه المطرب عزوز السمسار، والنقرزان الصادق الفرجاني الذي دوّن عنه المعهد الرشيدي في مستهل أربعينيات القرن العشرين أعمالاً كثيرة، ثم الشيخ سلامة الدوماني رئيس منشدي الطريقة الشاذلية الذي كانت له مساهمات فعالة في الغناء المسرحي، والشيخ صادق بن عرفه الذي ترك تسجيلات غنائية تعد ثروة قومية، والشيخ محمد غانم الذي ترأس الفرقة الموسيقية التي شاركت في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة عام 1932، وعازف اليراعة [ر] (الكلارينيت) عزيزي عبد الرازق الذي طبق على هذه الآلة الغربية المقامات العربية مع تصويرها على مختلف الدرجات وأنصافها وأرباعها، وأحمد الوافي وهو من عائلة أندلسية، وقد أثرى بمؤلفاته الموسيقى التونسية واستعان به البارون ديرلانجيه F. d’Érlanger مرجعاً في الموسيقى العربية، وهو أول من طبق الهنك والرنك في الأدوار المصرية في الغناء التونسي، ويعد موشحه « قاضي العشق» خير مثال على عمله هذا، كما أن موشحاته الأخرى من مثل «يالي قومي ضيعوني» على إيقاع النوخت، و«بدري بدا» على وزن السماعي [ر. الصيغ الموسيقية] من أهم أعماله، وكان من أوائل الموسيقيين الذين تأثروا بالموسيقى المصرية والموسيقى السورية. كذلك برز موسيقي آخر أدى دوراً مهماً في تطور الموسيقى التونسية هو خميس الترنان (1894 ـ 1964 ) الذي برع في المألوف وتفوق في العزف بالعود على معاصريه محمد المغيري ولالوبالششي ومحمد بن عبد السلام، وأسس فرقة خاصة به كانت تقيم حفلاتها الأسبوعية بمقهى الرباط الذي يؤمه الأدباء والمثقفون والفنانون، ودأب على حضور دروس الموسيقي السوري الشيخ علي الدرويش، فتعلم منه التدوين والمقامات والموشحات المشرقية. وفي عام 1934 أسهم الترنان في تأسيس المعهد الرشيدي الذي سمي باسم باي محمد الرشيد تكريماً له لاهتمامه بالموسيقى والغناء وتحقيقه للنوبة الأندلسية. وتقديراً لخميس الترنان وما قدمه في مجال الموسيقى، وتكريماً له ينظم كل سنتين مهرجان باسمه، كما خُلد اسمه على أهم شارعين في تونس، وفي بنزرت التي ولد فيها. من أشهر المطربات والمطربين والملحنين التونسيين شبيلة الراشد وحبيبة مسيكة وعلية وزين الحداد وصوفية صادق ولطيفة ولطفي بوشناق.
أما في الجزائر التي خشي فيها أهل الفن ضياع موسيقاهم في القرن السابع عشر فقد بدؤوا بإحياء موسيقاهم بغناء القصائد الخاصة بمديح سيد المرسلين على ألحان من الغناء الأندلسي أو تلحينها على غرار تلك الألحان. وكانت قصائد الشيخ شرف الدين البوصيري، وابن عربي، وأبو مدين الشافعي، وعبد الرحمن الثعالبي أولى تلك المحاولات التي تكللت بالنجاح.
وفي القرن التاسع عشر اشتهر عازف الكويترا محمد سفنجة المتوفى عام 1908 أبرع مغن حافظ على الغناء الأندلسي الغرناطي وأخذ أخذاً يسيراً بالفن المشرقي، وكانت حفلاته التي يقيمها في مقاهي بو شعشوه والعرايش والبوزة يحضرها كبار القوم وعلى رأسهم المفتي محمد بوقندورة. أبرز عمل قام به سفنجة مع تلميذه يافيل بن مخلوف والباحث الفرنسي روانيه Rouanet ترقيم ستة وسبعين عملاً من التراث الأندلسي قامت بنشرها دار «لودوك» في باريس. وبعد وفاته تابع تلميذه ابن مخلوف مع الفنانين موزينو وسعدى جمع خمسمئة قطعة موسيقية سجلها كافة مذيلة بتوقيعه في جمعية المؤلفين والملحنين، ونشر كتاباً بالعربية عن الموسيقى الجزائرية، يعد المرجع الوحيد إلى ما بعد الاستقلال.
وفي أوائل القرن العشرين اشتهرت في الجزائر مطربات قديرات منهن خيرة جابوتي وخيرة شوشانه وحليمة البغري وحنيفة بن عمارة وعائشة الخلوية، عرفن باسم «المسمعات» أو «المداحات» كن يشاركن في الحفلات النسائية، على غرار فرقة المداحين في قسنطينة التي ظلت تقدم حفلاتها بمناسبة المولد النبوي الشريف حتى عشرينيات القرن العشرين في قسنطينة والجزائر. أبرز مطربة ظهرت في تلك الحقبة يمنية بنت الحاج مهدي التي درست الأدب العربي وأتقنت العزف بالكويترا والكمانجة (كمان شاه) واحترفت الغناء وذاع صيتها في تونس والمغرب، وتوفيت عام 1933 تاركة وراءها خمسمئة أسطوانة من روائع الغناء التراثي والمعاصر. ومن الفنانين المعاصرين الذين حافظوا على التراث الجزائري الفنان محيي الدين باش تارزي الذي كان له باع طويل في المسرح الغنائي. كذلك اشتهر في تلمسان الشيخ عمر البختي أبرع عازف بالكويترا، والشيخ عربي بن صاري بالربا الذي رأس فرقة الجزائر الموسيقية في المؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة عام 1932. والحاج حسونة خوجة الذي شارك في عدد من المهرجانات واللقاءات الفنية في الجزائر وتونس وتوفي عام 1968 ليتابع رسالته من بعده تلميذه الطاهر الفرقاني.
وفي المغرب التي ازدهت عصورها المختلفة التي تعاقب عليها المرابطون والموحدون والمرينيون والسعديون والعلويون بالفنون، ولاسيما في عهد المرينيين عندما وفد إليها النازحون الأندلسيون بعد سقوط إشبيلية ثم غرناطة حاملين معهم فنون الأندلس الموسيقية. وفي ذاك العصر، ظهر العالم الصوفي محمد بن عيسى صاحب الطريقة العيساوية التي حافظت على الغناء التقليدي، ثم برز في عهد السعديين علال البطلة مبتدع مقام الاستهلال (الراست) بمدينة فاس إثر اتصاله بفنانين من المشرق العربي. وفي العهد العلوي برز كمّ وافر من الفنانين نهضوا بالموسيقى المغربية، منهم عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي الذي لحن قطعاً من نوبة «راست الذيل»، والشيخ محمد بن قاسم بن زاكور، والشيخ حدو بن جلون الذي أسس مدرسة موسيقية مع عدد من زملائه، تخرج فيها أعلام من الفنانين من أشهرهم إبراهيم التادلي الرباطي، وعبد السلام البربهي. كذلك شهد هذا العصر الباحث الموسيقي محمد بن الحسن الحايك كنشه الذي ضبط المقامات في خمسة وعشرين مقاماً وصنفها عام 1788 في إحدى عشرة نوبة.
وفي القرن العشرين شارك المغرب في المؤتمر الموسيقي العربي الأول في القاهرة عام 1932 بوفد مهم كان على رأسه الموسيقي عمر الجعدي الذي كان يقيم في قصر الملك محمد الخامس وبرعايته. وفي عام 1937 أنشئت جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بعناية الحاج إدريس بن جلون التي استطاعت تسجيل ثماني نوبات من أصل الإحدى عشرة نوبة. كذلك اشتهر الشيخ عبد الكريم الرايس (المولود عام 1912) الذي ترأس فرقة فاس للموسيقى التقليدية، والشيخ أحمد بن محمد الوكيلي الذي تسلم رئاسة فرقة الإذاعة المغربية، والفنان القدير محمد العربي التمستساني قائد فرقة تطوان. وإضافة إلى هؤلاء اشتهر عدد من الباحثين والمؤرخين منهم محمد بنونه، والعربي الوزاني.
كما تألق في النصف الثاني من القرن العشرين عدد من المطربين والمطربات منهم: عبد الوهاب آغومي، وعبد الهادي بالخياط، وعبد الوهاب الدوكالي، ومحمد الحياني، وسميرة بن سعيد، والملحن الراحل عبد السلام عامر الذي فاز لحنه لقصيدة «القمر الأحمر» بالأسطوانة البلاتينية بعد أن حقق مبيعات زادت على المليون أسطوانة. وكانت مدرسة الاستشراق من أهم المدارس الفنية التي ظهرت في المغرب، وكان العواد الملحن أحمد البيضاوي الذي يفتخر المغرب به من أنبغ وجوهها.
صميم الشريف
- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : موسيقى وسينما ومسرح - المجلد : المجلد التاسع عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 149 مشاركة :