مغرب عربي كبير (فن في)
Maghreb - Maghreb

المغرب العربي الكبير (الفن في ـ)

 

ابتدأ الفن في المغرب العربي منذ ما قبل التاريخ إذ ظهرت آثاره في مناطق التاسيلي في جنوبي تونس والجزائر، ثم كان الفن الفينيقي الذي اكتشفت أهم آثاره في مدينة قرطاج وانتشر في جميع المواقع الفينيقية على امتداد الشواطئ المغاربية، ويضاف إلى الفنون القديمة الفنون الشعبية الأمازيغية (البربرية).

ثم انتشرت الفنون الإسلامية بدءاً من القيروان التي أنشأها عقبة بن نافع عام 50هـ/ 670م، وفي الجامع آثار الفن الإسلامي الأغالبي (نسبة إلى بني الأغلب) إضافة إلى الآثار الأموية الأصلية. وفي مدينة المهدية التونسية ولدت بداية الفن الفاطمي الذي تمثل بالزخارف الخشبية والأعمال العاجية والأواني الخزفية والزجاجية والمنسوجات. وفي العصر الموحدي كانت عمارة المساجد الضخمة ولاسيما مسجد الكتبية في مراكش، ومسجد حسان في الرباط.

وفي تونس كانت السيطرة للحفصيين ورثة الموحدين. وفي المغرب كان المرينيون وفي عصورهم ازدهر فن مغاربي متميز في زخارف العمارة وفي مختلف الصناعات اليدوية، ومن أهم المنشآت في فاس جامع القرويين.

الفن المغاربي الحديث:ظهر الفن الحديث في المغرب العربي مع انتشار الاستعمار الإيطالي والفرنسي الذي استمر زمناً. وفي هذه الظروف وفد على الأقطار المغاربية عدد من الفنانين المستشرقين ومن أولهم وأشهرهم أوجين دولاكروا[ر] Delacroix وقد ابتدأت زيارته إلى المغرب العربي في عام 1832 ووصل إلى طنجة في المغرب ثم إلى الجزائر العاصمة يستمد من الحياة الاجتماعية ومظاهر الحياة، مما أسس للأسلوب الرومانتي في التصوير كما أسس للاستشراق الفني الذي مارسه من الفرنسيين ڤيرنيه [ر] Vernet العسكري المصور، وروفيه Roffet ودوزاه Dozat وغاسته Gasté. وفي «ڤيلا» عبد اللطيف في الجزائر اجتمع عدد من الفنانين الفرنسيين لممارسة الفن الاستشراقي، منهم دوفرِن Dufresne وهَمْبورغ Hamburg والنحات بيغه Beguet.

الفن في ليبيا: ابتدأ الفن في ليبيا مع نشاط الحاج محمود الأرناؤوطي الذي ولد في عام 1904 وكان شيخ الفنانين الليبيين، درس الفن في مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية، وتفوق في الزخرفة ومارس التصوير بأسلوب واقعي فطري.

وبعد منتصف القرن العشرين نشطت الحركة الفنية على يد فنانين مصورين هما طاهر المغربي وعلي مصطفى رمضان. ثم توالى ظهور فنانين مصورين من أمثال علي عمران وفرجاني، وفي الستينات دخلت في برامج التدريس مادة الرسم والتربية الفنية، ثم انتقل تعليم الفن إلى جامعة الفاتح في طرابلس وجامعة قاريونس في بنغازي، وتطور التعليم في مدرسة الفنون والصناعات في طرابلس.

انتشرت أهمية الفنون التشكيلية، فاتجه جيل من الفنانين إلى دراسة الفن في أوربا وكان منهم طاهر المغربي وعلي سعيد قانة وبشير حمودي وعلي عباني. وهكذا انتشر الفن الأوربي ومدارسه على أيدي هؤلاء بعد عودتهم، على أن من الفنانين من استمر مهاجراً في إنكلترا مثل علي عمر إرمز.

وتأسست في طرابلس جمعية المصورين الليبيين، ومقرها في بناء ذات العماد ثم انضمت هذه الجمعية إلى اتحاد مشترك للفنانين.

ومن أبرز الفنانين الليبيين عوض أحمد عبيدة الذي ولد في بنغازي وعاش في بيئة متواضعة. درس الفن على يد فنان إيطالي في بنغازي ونبغ في التصوير الزيتي واستهواه التصوير الآلي كما استهوته الموسيقى، وكان أول الفنانين المعروفين في ليبيا. وتقلد مناصب سياسية قيادية بين عامي 1951 و 1968 وكان أسلوبه واقعياً، وكان للتصوير الضوئي دوره في تأسيس أسلوبه.

الفن في تونس: يعد الهادي الخياشي (1883-1948) من أقدم الفنانين التونسيين وقد تبناه باي تونس وصادق كبار الموظفين، فرسم لهم بأسلوب واقعي منهجي، كما صور بعض المشاهد الشعبية.

وفي تونس أسس معهد الفنون الجميلة وكان مديره أرمان ڤيرجو A.Vergeaud المصور الواقعي، ومن أساتذة المعهد الرسام فيشه A.Fichet الذي تولى مسؤولية إقامة المعرض السنوي «الصالون» منذ عام 1912 حتى عام 1967.

ثم ظهرت مجموعة المصورين الأجانب فأدت دوراً في الاتجاه نحو مدارس الفن الأوربي. سرى تياران فنيان في تونس هما: تيار الفن الاستشراقي الذي تولاه المصورون الأوربيون، وتيار محلي هو تيار المصورين التونسيين.

وفي تونس كان يحيى التركي (1901-1969) قد تتلمذ على يد الفنان الفرنسي بواييه P. Boyer الذي شجعه على أسلوبه الفطري، ودفعه إلى إقامة معرض في باريس. وفي تونس تعرّف ألبير ماركيه A. Marquet الذي زار المغرب وأقام في طنجة وزار الجزائر وتونس. وتأثر يحيى بمظاهر الحياة التونسية، وكان رائداً في هذا الاتجاه. ومن المصورين الرواد عمار فرحات الذي اختص بنقل الحياة الشعبية.

ومن الفنانين المشهورين في تونس جلال بن عبد الله الذي تأثر بتقاليد الفن الإسلامي، وقد ولد في تونس عام 1928 لأسرة شعبية، وكان تصويره مبسطاً قريباً من فن المنمنمات، وبهذا كان أسلوبه أليفاً للمتلقي، وانتشرت أعماله حتى صار رائداً لفن حديث يتمتع بالأصالة والشفافية.

ومن المصورين المعاصرين الزبير التركي وأخوه الهادي التركي؛ وكان الأول قد تعلق بتصوير الحياة الشعبية بأسلوب مبسط يشفّ عن مهارة وعن تمكن أكاديمي، وقد أسس لأعماله متحفاً خاصاً، أما الثاني فهو أكثر انتماءً إلى الفن التجريدي الذي استوحاه من الزرابي (البسط والسجاجيد) التونسية ومازال فناناً صوفي النزعة والهوى، متواضعاً إنسانياً قريباً من المجتمع والأصدقاء، وثيق الصلة بالحركة الفنية في تونس.

وانتشرت نزعة الفن الشرقي في تونس على يد علي بن سالم، ويمتاز أسلوبه الواقعي بالبساطة والشفافية والتلوين الهادئ المنسجم مع الموضوع، وكانت أعماله مشوبة بالزخرفة مستمدة من أصول الفن الإسلامي القائم على عدم احترام البعد الثالث وعلى الخط الرشيق بعيداً عن الشبه، وانتقل محاولاً إبراز الجمال الفني مبالغاً في تصوير العيون وبهذا هو فنان رومانتي بعيد عن القواعد الأكاديمية. وعاش هذا الفنان في السويد طويلاً.

ومن الفنانات التونسيات صفية فرحات التي اجتهدت في تطوير المهن الشعبية ورفعها إلى مصاف الفن الإبداعي، وأقحمت في أعمالها صناعة الزرابي والخزف والنقش على الحجر والزجاج كخامات محلية، وجاء أسلوبها جامعاً بين مقومات التراث وبين معطيات الحداثة.

ومن النحاتين التونسيين الهادي السلمي الذي اختص بدراسة الظروف السياسية والاجتماعية وكان أسلوبه تعبيرياً أو تجريدياً أو بدائياً، معبّراً عن موقفه الفني إزاء الموضوعات التي يجسدها في النحت، وكان قد درس الفن في باريس عام 1958. ويأتي الهاشمي مرزوق بعده مختصاً بالنحت على الخشب.

وثمة اتجاه نحو تأصيل الفن بدا من خلال استغلال الحرف العربي والخط كما في أعمال نجيب بن الخوجة ونجا المهداوي، ومن المصورين الشباب لا بد من ذكر الحبيب بيده وسامي بن عامر وسمير التريكي بأساليبهم الحداثوية.

الفن في الجزائر: جاءت مجموعة بارزة من المصورين الفرنسيين إلى الجزائر بعد دولاكروا وهم فرومنتان [ر] Fromentin وشاسيريو Chassériau وديهودنك Dehodencq، وأثَّروا في ظهور الفن الحديث، وكان المصور إيتيين دينه ة. Dinet ت(1911-1940) قد استوطن الجزائر ودان بالإسلام، وأسس لفن واقعي يمثل الحياة الاجتماعية والشعبية والطبيعية الجزائرية وحمل اسم نصر الدين دينه.

وفي الجزائر اتحاد وطني للفنون التشكيلية UNAP يتابع نشاط الفنانين ومعارضهم في الصالات التابعة له. وهو مؤسسة شبه رسمية.

ولا بد من الحديث هنا عن أشهر فناني الجزائر محمد راسم[ر] (1896- 1974) الذي أعاد إلى الساحة فن المنمنمات، ولكن بأسلوب أكثر واقعية محاطاً بزخارف من الرقش العربي والخط الجميل.

وإلى جانب هذا الرسام الشهير كان أخوه الفنان والصحفي عمر راسم قد شارك أخاه في النضال والتحرير. واتبع الأسلوب ذاته الفنان محمد تمام وكان أسلوبه تلقائياً، ثم محمد غانم وكان أسلوبه قريباً من فن المنمنمات الفارسية.

كان الجيل الأول من المصورين يمارس التصوير حسب التقاليد المحلية، ومنهم ازواوي معمري (1916-1970) وعبد الحليم همش.

ولد ازواوي في منطقة القبائل ومارس مهنة التدريس ثم أصبح أستاذاً للتصوير في مدينة فاس، ويمتاز أسلوبه بالواقعية المبسطة بعيداً عن التدقيق بالتفاصيل والمحاكاة، مستمداً موضوعاته من الواقع الجزائري في المدينة وفي القرية.

أما عبد الحليم همش فقد ولد في تلمسان ودرس الفن في مدرسة الفنون الجميلة في العشرينات، ثم مضى إلى باريس ليستكمل دراسته ثم ليصبح أستاذاً للرسم في باريس، ويقوم أسلوبه على لمسات سريعة بألوان باردة هادئة ولكن تكوين موضوعاته يدل على أستاذية واضحة.

واستمر الجيل الثاني من المصورين الجزائريين باستلهام الطبيعة والحياة الشعبية والبيئة الاجتماعية، وقد برز من هذا الجيل محمد زميرلي وفراح بن سليمان. وفي عام 1947 ظهرت على الساحة التشكيلية الطفلة باية التي شدّت اهتمام الفرنسيين بأسلوبها القريب من أسلوب ماتيس [ر] وتعرَّفت بيكاسو [ر].

وبعد استقلال الجزائر عاد إلى الوطن فنانو الطليعة، عبد الله بن عنتر ومحمد بوزيد وعبد القادر قرماز ومحمد اسياخم ومحمد خدة وبشير يللس، وقد ابتدأ هذا الجيل متأثراً بالفن الغربي، ولم يلبث حتى اتجه نحو البحث عن الأصالة التي بدت باستعمال الحرف العربي عند محمد خدة.

الفن في المغرب: في عام 1910 أسس الرسام الإسباني بيير توتشي P.Tochi مدرسة الفنون الجميلة في تطوان، وكان هذا الفنان مسؤولاً عن الفنون في منطقة الاحتلال الإسباني.

وفي جنوبي المغرب أسس الفنان الفرنسي ماجوريل Marjorel مدرسة للفنون، وكانت الفنانة راضية بنت الحسين أول المتخرجين وتابعت دراستها في باريس.

وعلى الرغم من التأثير الغربي فإن رواد الفن في المغرب كانوا أكثر ارتباطاً بتقاليد الفن المحلية التي ازدهرت قديماً وكونت ما يسمى بالفن الأندلسي المغربي، وكان أسلوب أكثرهم فطرياً بسيطاً، لأنهم لم يتلقوا دراستهم في معاهد متخصصة بالفن.

ومن أتباع الفن الساذج سعيد آيت يوسف. ولد في وادي آيت في الأطلس وكانت حياته قاسية صعبة واستمر أميّاً وأصبح من أبرز الفنانين في مدينة أغادير، وكان فنه ساذجاً فطرياً وجد إقبالاً قوياً من الجمهور والنقاد.

وظهر في المغرب فنانون اعتمدوا متأخرين على موهبتهم في الرسم والتلوين، وانضم لمناصرتهم النقاد الذين اهتموا بالفن الفطري والفن الشعبي.

ومن هؤلاء الرواد مولاي أحمد الإدريسي (1923-1973) شيخ الفنانين المغاربة، وقد ابتدأ حياته الفنية بعد اشتراكه في معرض لوزان عام 1952 في سويسرا، ثم أقام معرضاً في إيطاليا عام 1955 وفي فرنسا 1956، ثم عاد إلى الرباط كي يمارس النحت، وامتلأت حديقة بيته بالتماثيل، ولكنه اشتهر مصوراً بأسلوب تتجلى فيه البساطة والشفافية.

ويبقى المحجوبي احرضان الفارس والشاعر والمصور من ألمع الأسماء في مجال السياسة والجيش والفن. ولد هذا الفنان في مناطق جبال الأطلس وشارك في النضال ضد الاستعمار وأصبح وزيراً للدفاع. ابتدأ الفن منذ أن احتك بالفن الفرنسي في نيس عام 1947 وأخذ يمارس بعض الأعمال العفوية التي زين بها أشعاره، وكان أسلوبه عفوياً من خيالاته الشاعرية، وكان تصويره مزيجاً من الأدب والفن.

ومن الفنانات المصورات الشعبية طلال رائدة الفن الفطري. ابتدأت الفن منذ كانت في الخامسة والعشرين من عمرها وقد اكتشف موهبتها الفنان أحمد شرقاوي وأصبحت مشهورة بعد أن شاركت في معرض المستقلين في باريس في عام 1966.

كانت الطبيعة المعلم الأول للفنان الفطري أحمد الورديغي الذي صور الطبيعة بأناقة، وصور الجبال والصحراء بشفافية وحب. ولد الورديغي في سلا عام 1928 وكان والده حدائقياً متأثراً بالحدائق والبساتين وبعالم الزهور والأشجار، وابتدأ الورديغي أسلوبه الفني البسيط بتطابق عفوي بين فنه وبين قيم الفن الإسلامي التقليدي، ناقلاً القصص الدينية أحياناً والأساطير أحياناً أخرى، كما نقل مشاهد من قصص ألف ليلة بأسلوب منمنم فطري.

أما إبراهيم مبارك فكان نحاتاً متواضعاً اكتشف موهبته متأخراً أيضاً. ولد في مدينة مراكش عام 1920 وتوفي مبكراً عام 1961. وكانت أعماله النحتية شاهداً على بداية النحت الحديث في المغرب، وكان أسلوبه أقرب إلى السريالية ولكنها تبقى عفوية بعيدة عن التأثر الفلسفي أو الفكري.

ومن المصورين الشعبيين محمد بن علال الذي ولد في مدينة مراكش ونشأ في أحيائها القديمة وأسواقها وساحاتها وما يمثل فيها من مشاهد تقليدية. ابتدأ طاهياً في منزل أحد المصورين فتفتحت مواهبه الفنية بتشجيع هذا الفنان، فاشترك في معرض عام 1935 ولفت الأنظار إليه بأسلوبه الذي ينتمي إلى البيئة المراكشية والصحراوية.

وباتجاه التجريدية الحديثة كان الجيلالي الغرباوي (1930- 1971) من أوائل الفنانين الذين استمدوا من تجريدية الرقش العربي، وقدموا نماذج لفن حديث أكثر أصالة. كان الغرباوي قد درس الفن في فاس ثم مضى إلى باريس بمنحة دراسية، ومع ذلك لم يكن فناناً أكاديمياً بل مارس أشهر الاتجاهات الفنية مثل: الانطباعية والتعبيرية ثم انتهى عام 1952 إلى التجريدية العربية. وفي باريس مات مهاجراً معتزلاً.

ويقف في قمة الفن المغربي الحديث الفنان أحمد الشرقاوي (1934- 1967) الذي استطاع أن يوائم بين الأصالة والحداثة بأسلوب فريد استمده من عناصر الرسم الشعبي الذي تعرّفه من خلال نقوش الوشم ومن خلال رسوم التطريز. واستطاع أن يقدم لوحات تجريدية بمفهوم مغاربي محاولاًً أن يستثمر الرقش والخط في أعماله، بعيداً عن التكلف والصنعة ساعياً إلى الرمز في أعماله للدلالة عن عالمه الخاص. وفي عام 1967 توفي الشرقاوي فجأة ودفن في الدار البيضاء وقد تحققت له أمنيتان: الأولى أنه أبدع فناً مستمداً من روح الأمة والتقاليد والثانية أنه مات في أرضه وليس بعيداً عن وطنه.

وإذا كان أكثر الفنانين المغاربة قد ارتبطوا بتقاليد الفن المحلي وزاولوا الأسلوب الفطري، فإن حسن الكلاوي الذي ولد في مدينة مراكش أيضاً في عام 1924 كان قد درس الفن في «غاليريات» باريسية، وارتبط بأشهر الفنانين واستمر مقيماً في باريس خمسة عشر عاماً يمارس التصوير إلى أن عاد في عام 1965. وعلى الرغم من اغترابه الطويل إلا أنه لم يتخلّ في غربته عن هويته المغربية التي توضحت في أعماله التصويرية التي كانت أكثر موضوعاتها تعبيراً عن الفروسية والخيول في مواكب الاحتفالات بألوان ترابية (غواش)، وكان أسلوبه اختزالياً يعتمد على التخطيط السريع، مبرزاً الحركة بعيداً عن التفاصيل.

ومن أوائل النحاتين المغاربة مولاي أحمد الإدريسي. أما محمد المليحي فلقد بلغ شهرة عالمية بأسلوبه النحتي التجريدي. إلى جانب محمد قاسمي ومصطفى حافظ. ولا بد من ذكر أعمال فريد بلكاهية، وهي ألواح من المعدن المضغوط بموضوعات رمزية أو تجريدية، على نقيض أعمال النحات عبد الله حريري في الضغط على المعدن الذي اعتمد الأسلوب الشعبي والتراثي شأنه في ذلك شأن النحات العربي بلقاضي. ومن النحاتين أيضاً حسن السلاوي وعبد الحق سجلماسي.

وفي مجال الخزف برزت أسماء عبد الرحمن رحول، وموسى زكاني كما برز في صناعة الزرابي اسم النحات عبد الله بن عمرو.

فن العمارة

يمتاز الفن المعماري المغاربي بخصائص قريبة إلى العمارة المشرقية؛ إذ كان تأثير عمارة المساجد وشكل المآذن واضحاً. وتمثلت البلاد المغاربية في العمارة أصول الرقش العربي، ولاسيما الرقش الهندسي وطورته نحو شخصية أكثر مغربية بدا ذلك بوضوح في العمارة الحديثة، التي تمثلت في قصر الثقافة في الجزائر وفي مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء. وإذا تأثرت الجزائر وليبيا بالعمارة العثمانية فإن المغرب بقي مستقلاً لم يصله هذا التأثير، محافظاً على هويته. أما تونس فقد استقبلت نظام العمارة الكولونيالية في أكثر المنشآت الخاصة التي تعود إلى ما قبل عهد الاستقلال.

عفيف البهنسي

 

- التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية - النوع : عمارة وفنون تشكيلية - المجلد : المجلد التاسع عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 149 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة