ميمني (عبد عزيز)
Al-Maymani (Abdul Aziz-) - Al-Maymani (Abdul Aziz-)

المَيْمَنِيّ (عبد العزيز ـ)

(1306 ـ 1398هـ/1888 ـ 1978م)

 

عبد العزيز بن عبد الكريم الميمني الراجكوتي الهندي، علاّمة، مُحقِّق، أديب، أحد كبار العلماء والباحثين بشبه القارة الهندية في العصر الحديث.

ولد في راجكوت من إقليم كاتهيا على الساحل الغربي للهند، وتعلّم القراءة والكتابة في راجكوت أول الأمر، ثم قصد لكنو ودهلي (دلهي) ورامبور، فأخذ عن عدد كبير من العلماء والشيوخ في تلك المدن الشهيرة. وكان من أبرز العلماء والشيوخ الذين أخذ عنهم عالمان كبيران هما: حسين بن محسن الأنصاري الخَزْرَجيّ السَّعْديّ الَيَمانيّ، ونذير بن أحمد الدّهلوي، وتعمق في علوم العربية والأدب، وحفظ من الشعر العربي القديم ما يزيد على سبعين ألف بيت. وتغلغل حب العربية في السواد من قلبه، ونبغ فيها نبوغ عابد متأله، قد تبتل في محاريبها، فتعرف إلى بيانها، وتذوق سحرها وإعجازها، ووقف على أسرارها ودقائقها، وأحاط خبراً بأدبائها وشعرائها وعلمائها ورجالها، وقضى حياته يدرس تراثها العظيم ويدرّسه، ويسعى إلى تحقيقه ونشره السعي الحثيث، ويرشد من يتوسم فيه الخير إلى نفائسه وذخائره، ويذود عن حماه بالكلمة الصادقة الخالصة تخرصات ذوي الأهواء والأغراض.

وكان الميمني دائب العلم فيما نصب نفسه له، يبذل أقصى ما في وسعه. وبلغ به حب العربية والهيام بها أن كان يحسّ نفسه غريباً بين أهله في الهند لتعلقه بتراثها العظيم؛ فكان دائم الحنين إلى العرب وبلاد العرب، يعد نفسه واحداً منهم. وقد تعمق في علوم اللغة والأدب، ومارس التدريس في الكلية الإسلامية ببيشاور، ثم في الكلية الشرقية بلاهور، ثم في الجامعة الإسلامية بعليكرة. وكان يعرف من أنباء الثقافة وأخبار العلماء والأدباء والشعراء في بلاد الهند وبلاد فارس وما يجاورهما ما لا يعرفه سواه من أبناء تلك البلاد.

وانتقل إلى باكستان، فدرّس علوم العربية بجامعتي كراتشي والبنجاب، وكان يلقي المحاضرات في المؤتمرات التي كان يدعى إليها. وسمي عضواً في مجمعي اللغة العربية بدمشق والقاهرة.

وكانت للميمني رحلات إلى عدد من البلاد العربية وإلى تركيا، اطلع فيها على نوادر المخطوطات العربية وعلّق على هوامش كثير منها ما يستفيد منه الباحثون؛ الأمر الذي جعله حُجَّةً في شؤونها، فاستعانت بخبرته في هذا المجال بعض المؤسسات العلمية وعدد كبير من المهتمين بشؤون المخطوطات.

وكان مهيب الطلعة، فارع الطول، ودوداً لمن يأنس به، متقللاً من طعامه وشرابه، مخففاً في لباسه، يؤثر الزِّيَّ الهندي على غيره لبساطته، كما كان يحب المباسطة ويستملح الفكاهة والنكتة ويحب المشي.

وكان ضنيناً بعلمه على من لا يستحقه، وعانى كثيراً من عدد كبير ممن أغاروا على كتبه دون أن يشيروا إليه.

وقد خلَّف عدداً كبيراً من المؤلفات والتحقيقات تدل على خبرته الواسعة بالعلم وشؤون التراث العربي الإسلامي.

فمن مؤلفاته المهمة: «الطرائف الأدبية» و«الزيادات على ديوان شعر المتنبي» و«النّتف من شعر ابن رشيق وابن شرف» و«المذكرات».

ومن تحقيقاته المهمة «رسالة الملائكة» لأبي العلاء المعريِّ، و«سمط اللآلي في شرح أمالي القالي» لأبي عُبيد البكري، وقد أبان في تحقيقه عن علم غزير وإحاطة جامعة بالتراث العربي، و«ديوان سحيم عبد بني الحسحاس» و«ديوان حُميد بن ثور الهلالي» و«ما اتفق لفظه واختلف معناه» للمبرِّد، و«أغاليط الرواة» لعلي ابن حمزة البصري، و«الوحشيات» لأبي تمَّام.

وله بحوث وتحقيقات أخرجها في مقالات كثيرة، جمع معظمها محمد عُزير شمس ونشرها في مجلدين تصدّرهما تقديم قيّم لشاكر الفَحَّام, وصدرا في بيروت.

ومات في بيت ابنته براجكوت عن تسعين سنة ميلادية بعد مرض عانى منه ما عانى.

محمود الأرناؤوط

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود محمد الطناحي، مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي (مكتبة الخانجي، القاهرة، د.ت).

ـ محمود الأرناؤوط، أعلام التُّراث في العصر الحديث (مكتبة دار العروبة بالكويت، ودار ابن العماد ببيروت، د.ت).

ـ شاكر الفَحَّام، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق (المجلد 54).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 289 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة