الدروبي (سامي-)
دروبي (سامي)
Al-Droubi (Sami-) - Al-Droubi (Sami-)
الدروبي (سامي -)
(1921-1976م)
سامي الدروبي تربوي سوري، ولد في حمص، ودرس فيها المرحلتين الابتدائية والثانوية، حصل على شهادة الدراسة الثانوية، وانتقل إلى دمشق حيث عيِّن معلماً في قرية من قرى الجولان. انتسب بعد ذلك إلى دار المعلمين العليا مدة عامين، وعيّن معلماً في محافظة حمص. أسهم في الأنشطة الاجتماعية، وانضم إلى المجموعة التي قامت بواجبها عندما انتشر وباء الملاريا في حمص.
أوفد سامي الدروبي إلى مصر عام 1943، ودرس الفلسفة، وتخرج في جامعة القاهرة، وعاد إلى سورية عام 1947 وعيّن مدرساً للفلسفة. وفي عام 1949 نقل الدروبي وعيّن في وظيفة معيد في كلية التربية في الجامعة السورية. أوفد إلى باريس للحصول على الدكتوراه وصار في عام 1952 من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة دمشق. واشترك مع زميل له بترجمة الكتب، وتمكن من ترجمة كتابين، أحدهما عنوانه «ما بين التربية وعلم النفس»، والآخر عنوانه: «الفلسفات الكبرى». ولكنهما لم يستطيعا نشرهما لغلاء الورق في ذلك الحين (أي أيام الحرب العالمية الثانية 1939-1945). غير أن حكمت هاشم الأستاذ في كلية التربية قد قام بترجمة كتاب «الفلسفات الكبرى» ونشره.
استطاع سامي الدروبي في أثناء وجوده في القاهرة نشر أحد هذين الكتابين، اللذين تمت ترجمتهما من قبل. وعندئذ بدأ سامي، يتنامى يوماً بعد يوم، كمترجم أصيل. عيّن في عام 1960 مستشاراً ثقافياً في البرازيل. ثم عاد بعد أشهر إلى دمشق بوصفه أستاذاً في كلية التربية في جامعة دمشق.
ومن أعماله في ميدان الترجمة: «ابنة الضابط» ترجمه عن الكاتب الروسي ألكسندر بوشكين، «بطل من زماننا» ترجمه عن الكاتب الروسي ليرمانتوف، «مياه الربيع» ترجمة عن الكاتب الروسي تورغنيف، «علم النفس التجريبي» ترجمة عن روبرت ودوث، «الأعمال الكاملة لتولستوي»، منشورات وزارة الثقافة السورية، مسائل في «فلسفة الفن المعاصر» ترجمه عن الكاتب الفرنسي جان غوايو. إضافة إلى مخطوطة «من أغاني السكارى على نهر العاصي».
وكُلّف سامي الدروبي ترجمة كتاب «الموسيقي الأعمى» لوزارة التربية التي كانت تريد إنجاز كتاب تُعزّز قراءته حب اللغة والمطالعة.
شاعت ترجمات سامي الدروبي في كل أرجاء الوطن العربي. إذ قدَّم للناس ترجمات لم يَقُم بها أحد من قبله، فقد ترجم دوستويفسكي بأعماله الكاملة، وتولستوي في قسم مهم من إنتاجه، وغيرهما من الروس واليوغوسلاف والبرازيليين، كما لو كان يريد أن يجمع «أدب العالم كله» بين يديه وفي ترجماته. وأكبر الظن أنه لو عاش خمس سنوات أخرى، لكانَ التَهَمَ بترجماته كل ما هو ثمين في الأدب الروسي وغيره. ومن سوء الحظ أن مرض القلب العنيف، قضى عليه في عمر لا يتجاوز الرابعة والخمسين.
تقلّد سامي وظائف عالية: منها أستاذ جامعي، مدير عام، وزير، سفير، وبقي فيها نحو عشر سنوات أو اثنتي عشرة سنة.
كان الدروبي مغرماً «بحب الوحدة» غراماً جعله عندما قدّم نفسه سفيراً لرئيس مصر جمال عبد الناصر، يبكي أمام الرئيس بكاءً تاريخياً جعل الرئيس المصري يحبه أكبر الحب. وكان في أيامه أفضل سفير يؤدّي خدماته للطرفين.
حاز سامي الدروبي كبرى الجوائز التي نالها أي كاتب أو مترجم عربي. إذ حصل على وسام الاستحقاق السوري من الرئيس حافظ الأسد عام 1970، وكذلك مُنح جائزة اللوتوس للترجمة في مؤتمر اتحاد الكتاب الآسيويين والإفريقيين، الذي عقد في طشقند عام 1978 وأطلق اسمهُ على مدرسة ثانوية في شارع هنانو في دمشق، وسمّيت غرفة باسمه في المركز الثقافي عام 1978 نظراً لقيمة أعماله الأدبية الكبيرة. وأطلق اسمه كذلك على أحد مدرجات كلية التربية في جامعة دمشق.
وحين وافته المنية، شيِّع تشييعاً رسميّاً وشعبيّاً، شاركت فيه السلطات المحلية وعدد كبير من رفاقه وطلابه وقارئوه، في موكب رافقه من بيته إلى مقبرة باب الصغير، برعاية رئيس الجمهورية نفسه، الذي جاء فيما بعد، شخصياً، لتعزية أسرته به.
حافظ الجمالي
- التصنيف : تربية و علم نفس - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 248 مشاركة :