زينون كيتيومي
Zeno of Citium - Zénon de Kition

زينون الكتيومي

(336 ـ 264 ق. م)

 

زينون الكتيومي Zeno of Citium فيلسوف يوناني، ويسمى أيضاً زينون الرواقي لأنه مؤسس الرواقية[ر]. ولد بمدينة كتيوم في قبرص. وكان أبوه تاجراً يؤم أثينا ويشتري الكتب السقراطية ليقرأها ابنه. قدم زينون إلى أثينا سنة 312ق.م تقريباً، واستمع إلى معلميها، ثيوفراستوس Theophrastus واقراطيس Crates تلميذ ديوجينوس الكلبي[ر]، و استلبون الميغاري Stilpon، وخلفاء أفلاطون في رئاسة الأكاديمية، ثم أنشأ زينون مدرسة في رواقٍ كان فيما سلف محل اجتماع الشعراء، فدعي وأصحابه بالرواقيين. وكان مستمعوه كثيري الإعجاب بسمو أخلاقه، على الرغم من خشونة طبعه، فقد كان يأكل الطعام نيئاً، ولا يشرب إلا الماء القراح، ولا يبالي بالحر أو البرد أو المطر.

لم يبق من كتابات زينون إلا شذرات قليلة، ومن الصعب تمييز إسهاماته وتعاليمه من إسهام تلميذه اقلينتوس Cleanthes أو خليفته على الرواقية اقريسيبوس Chrysippus، ويقال أنه كتب «جمهورية» يصور بها دولة عالمية ليس فيها قانون لأنها لا تعرف الجريمة، ولا تعرف الطبقات ولا الدعة ولا الكراهية، يسودها الحب، سكانها من الناس العاديين.

عاصر زينون أبيقور[ر]، وعارض فلسفته عن اللذة التي دعا إليها، ونادى بالفضيلة بوصفها الخير الأوحد، وقانون الطبيعة أو اللوغوس بوصفه القوة الفعالة في الكون، وأخذ عن الميغاريين حب الجدل الجاف والمجرد الذي اتسمت به دروس الرواقية القديمة.

يعد مذهب زينون، من بعض النواحي، تجديداً للهيراقليطية (نسبة إلى هيراقليطس). وقد أثرت فلسفته في الفكر اليوناني إلى حد كبير، بفضل عنايتها بالمسائل الأخلاقية، وإليه يرجع الفضل بتقسيم الفلسفة الرواقية إلى ثلاثة أجزاء: المنطق والطبيعة والأخلاق. وقد امتاز مذهبه بثلاث سمات رئيسية: الأولى أن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة العملية، والثانية أن الفلسفة العملية هي التي تقوم على العمل المطابق للعقل، والثالثة أن العمل المطابق للعقل هو الذي يجري بمقتضى قوانين الطبيعة، وهذا يبين أن الغاية من الفلسفة الأخلاق، ووضع قوانين للسلوك الإنساني الخير، ولهذا فإن أجزاء الفلسفة هي في الواقع أجزاء الفضيلة، لأن موضوع الفلسفة هو الفضيلة، وما فروع الفلسفة المختلفة إلا أنواع متعددة للفضيلة.

وما يميز نظرية المعرفة عند زينون هو إدخاله بعض الاصطلاحات مثل «مفهوم»، و«تصور»، وتمييزه بين الصور الحسية والإدراك الحسي، ومسائل الصدق والكذب. وتتلخص آراؤه، على نحو لايخلو من الغرابة، في نظرية اليقين، بأنه كان عندما يبسط يده ويمد أصابعه يقول : هذا هو التمثل، ثم حينما يثني أصابعه ثنياً خفيفاً يقول: هذا هو التصديق، وعندما يطوي قبضته يقول: هذا هو الإدراك، وأخيراً عندما يضغط على قبضته اليمنى بيده اليسرى يقول : هاكم العلم الذي ماأوتيه إلا الحكيم، وهذا معناه، أن التمثل المحيط أو غير المحيط لايمسك شيئاً، وأن التصديق يهييء للإدراك، وأن الإدراك هو وحده الذي يمسك بالموضوع. فالفكرة عند زينون هي انطباع الأشياء في الذهن .

عدنان ملحم

الموضوعات ذات الصلة:

 

 الرواقية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عثمان أمين، الفلسفة الرواقية (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1971).

ـ عبد الرحمن بدوي، خريف الفكر اليوناني (مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1970).

 


- التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 520 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة