زيتون (محمد-)
زيتون (محمد)
Zaytoon (Mohammad-) - Zaytoon (Mohammad-)
زيتون (محمد ـ)
(1941 ـ 1964)
محمد زيتون، رياضي سوري وبطل العالم في السباحة الطويلة، ولد في جزيرة أرواد على الساحل السوري، ونشأ متأثراً بالبيئة البحرية، فعمل بحاراً ولما يبلغ بعد السابعة من عمره، وتعلم في مدرسة الحياة والبحر لعدم وجود مدرسة ابتدائية في أرواد آنذاك.
يعود أصل أسرة زيتون لمدينة جبلة، وقد سافر جد البطل محمد إلى أرواد عام 1900 لترميم بعض بيوتاتها، وتزوج هناك ورزق بولدين محمود (والد البطل محمد) وعبد الله. وتزوج ولده محمود ورزق بخمسة أولاد، ثانيهم محمد، وعمل الوالد بحاراً ثم تم توظيفه عام 1952 في شركة نفط العراق (مكتب جبلة)، فعاد مع أسرته إلى مسقط رأسه عام 1953، وأخذ البطل محمد يعمل في مهنة البناء وعمره لايزيد على 12عاماً، ثم امتهن الحدادة في سن الرابعة عشرة، ولم ينسه عمله حبه للبحر والسباحة، فكان يتدرب يومياً. ولفت انتباه الجميع بموهبته وقوته الخارقة، إذ كان يربط عدة قوارب بحبل بوسطه ويخرجها إلى عرض البحر مسافة ستة أميال للصيد، ثم يعود بها بالطريقة نفسها بعد الصيد إلى ميناء جبلة. وفي مهنة الحدادة تتلمذ على يد أبي علي صالح (والد بطلي العالم بالسباحة بعد ذلك مروان وماهر الصالح).
في عام 1956 وقع العدوان الثلاثي على مصر. وتضامنت سورية معها، وقام أبناؤها بنسف خطوط البترول، فأغلق مكتب الشركة في سورية وعاد الأب وأبناؤه للعمل في مهنة الصيد، وكان البطل محمد ملازماً لوالده.
في عام 1958 واحتفالاً بأعياد الوحدة بين مصر وسورية، أقيم سباق السباحة الطويلة بين جبلة واللاذقية مسافة ثلاثين كيلومتراً شارك فيه أبطال مصر عبد اللطيف أبو هيف، ومحمد علي محمود، وحسين جامع. وأبطال سورية محمد السوسي، وتيسير الحموي، ومصطفى زين العابدين، ومنير ديب العلي، وطه الزرزور. وشارك محمد زيتون في السباق مرافقاً في المركب للسباح منير ديب العلي، وتعلم فنون السباق، وقرر أن يشارك فيه لاحقاً. ومنذ ذلك الحين لازم أبطال السباحة السوريين وتدرب معهم. وقام سراً بمحاولتين للسباحة بين جبلة واللاذقية، وجبلة وبانياس، ونجح بذلك. وعندما علم والده بالأمر عنّفه وحاول منعه من السباحة كي يسعى وراء لقمة العيش، إلى أن توسط له لدى والده السباح صالح هارون والمدرب عبد الرؤوف جرجور وأبديا للوالد موهبة ولده، فلم يسمح له بالمشاركة فحسب، بل أخذ يدربه ويعطيه أيضاً من خبرته في كيفية اختراق الأمواج والسباحة ضمنها. وفاز ببطولة اللاذقية عام 1959، فغادر محمد إلى دمشق للمشاركة في بطولة الإقليم الشمالي وفاز بسهولة، وسافر إلى القاهرة للمشاركة في بطولة الجمهورية العربية المتحدة الثانية في نهر النيل لمسافة 40كيلومتراً وعلى الرغم من إصابته بيده أحرز المركز الثالث.
وفي حزيران من العام نفسه، شارك مع منتخب الجمهورية العربية المتحدة في بطولة العرب بسباق صيدا ـ بيروت لمسافة 42كيلومتراً وأحرز المركز الأول مسجلاً رقماً قياسياً مقداره 9.55ساعات، ولم يزل صامداً إذ كان أقل بثلاث ساعات من أفضل رقم سابق.
في 26تموز من العام نفسه، شارك مع منتخب الجمهورية العربية المتحدة في بطولة العالم بإيطاليا بسباق كابري ـ نابولي، وجنح به المركب مع مرافقه 12كيلومتراً عن السباق، ومع ذلك أحرز المركز الثالث.
وفي 24/7/1960 عاد محمد زيتون ليشارك بالبطولة نفسها ويحقق بطولة العالم متقدماً على 65سباحاً من 42دولة، وتلقى تهنئة الرئيس جمال عبد الناصر.
في 28 تموزعام 1961 أحرز بطولة السباق نفسه في إيطاليا محققاً بطولة العالم للمرة الثانية ولما يزيد عمره على العشرين عاماً.
ولأسباب قاهرة تغيب عن بطولتي عامي 1962 (بسبب الانفصال)، و1963، ثم عاد ليشارك في بطولة عام 1964، ويحرز للمرة الثالثة بطولة العالم مفسحاً المجال للبطل المصري عبد اللطيف أبو هيف ليقاسمه المركز الأول بعدما انتظره في عرض البحر ودخلا معاً نقطة النهاية ليتوج بعدها بطلاً لأبطال العالم، وليكون أول سباح أحرز بطولة العالم ثلاث مرات.
في 22 أيلول 1964 كان مقرراً أن يشارك في سباق القناة الذي دعي إليه نخبة أبطال العالم، ونُقل الأبطال لمدينة الإسماعيلية، وآثر هو أن يصل إليها بسيارته الخاصة مع زميله المصري عبد الجليل وثلاثة من المدربين، فصرع ومن معه بحادث سير عند بلدة التينة، فألغي السباق، وشَيَعت الإسماعيلية ومن ثم الاسكندرية موكب الأبطال في موكب مهيب، ثم نُقل إلى مسقط رأسه جبلة حيث دُفن قرب البحر أمام المسبح الذي حمل اسمه بعد ذلك، مسجلاً انتصارات لوطنه وللعرب لم يحققها غيره من أبطال السباحة العرب والعالميين ولما يتجاوز عمره الثالثة والعشرين.
مروان عرفات
- التصنيف : تربية و علم نفس - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 486 مشاركة :