الدباغ (عبد الرحمن-)
دباغ (عبد رحمن)
Al-Dabbag (abd al-Rahman-) - Al-Dabbag (abd al-Rahman-)
الدباغ (عبد الرحمن -)
(605-689هـ/1208-1290م)
عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري المالكي الأسيدي، نسبة إلى أسيد بن خضير، ويُعرف بالدباغ. مؤرخ، فقيه، محدث، راوية،باحث،مشارك في العلوم العقلية والنقلية.
ولد الدباغ في القيروان،وأخذ عن والده وعن أبي عبدالله الحنفي وعثمان بن سنقر وأبي العباس البطرني وغيرهم، حتى بلغ عدد شيوخه أكثر من ثمانين. وأثنى عليه الرحالة البلنسي العبدري حين اجتمع به في القيروان (688هـ/1289م) وأطراه قائلاً:«لم نجد بالقيروان من يعتبر وجوده عداه» ونعته بالفقيه، المحدث.
كان الدباغ مؤرخاً حقيقياً في كتابيه «تأريخ ملوك الإسلام» و«معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان» والكتاب الأخير يوجد عليه زيادات للفقيه القيرواني ابن ناجي، وكان اسمه قبلها«معالم الإيمان وروضة الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان» اتبع الدباغ فيه أسلوب فن التراجم، إذ ترجم للشخصيات الهامة في القيروان وخاصة الصحابة، الذين نزلوا فيها، ورجال الفتح والتابعين ونخبة القادة الموفقين. وكان يقترب من فن تاريخ البلدان كالخطيب البغدادي في كتاب «تاريخ بغداد» وابن عساكر في كتابه «تاريخ دمشق»، حيث كثيراً ما يذكر المعارف التاريخية عن تخطيط القيروان ومعالمها، وعادات أهلها، وحاراتها، وأسواقها في معرض حديثه عن المترجم له. لذلك يُعد كتابه مرجعاً وثيقاً في التراجم والحياة الثقافية والاجتماعية والعمرانية بالقيروان حتى أواخر القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.
وتأتي أهمية الكتاب من أهمية المؤلف والمدينة، وخاصة ما عرف عن الدباغ من الأمانة والثقة فيما ينقله ويحرره، والقيروان لاتقل أهمية عن دمشق وبغداد والقاهرة، لأنها عريقة في القدم والحضارة والعلم، وكانت مصدر إشعاع للحركات العلمية والأدبية والفكرية إلى جميع بلاد إفريقية، فهي جديرة بعناية الباحثين والمؤرخين. والكتاب يُعد من أكمل مصادر البحث في هذا الشأن.
يتألف الكتاب من جزأين: يتناول الجزء الأول تقديماً للكتاب، ومقدمة للمؤلف، وذكر فضل إفريقية، وذكر القيروان ومساجدها السبعة القديمة، وترجمة لكبار الصحابة الذين نزلوا، ويبلغ عددهم ثلاثين، أولهم أبو سعيد المقداد بن عمرو الهبراني القضاعي وآخرهم أبو عبد الرحمن بسر بن أرطأة القرشي العامري، وترجمة لمن دخل إفريقية من صغار الصحابة (الذين ولدوا على عهد الرسولr)، ويبلغ عددهم اثني عشر، أولهم عبد الرحمن ابن الأسود بن عبد يغوث القرشي، وآخرهم أبو سعيد كيسان المقبُري. وترجمة لعلماء التابعين وفضلائهم، وعددهم أربعة وأربعون، أو لهم أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد المعافري الإفريقي، وآخرهم أبو عبد الله، محمد ابن مسروق الزاهد. فبلغ عدد تراجم الرجال الموجودة في الجزء الأول 86عالماً.
الجزء الثاني: فيه يكمل الدباغ تراجم الرجال، إذ يحتوي على ثلاث وتسعين ترجمة لأعيان القيروان حتى عصره، أولهم أبو عبد الله، أسد بن الفرات بن سنان، قاضي القيروان وآخرهم أبو عبد الله، محمد بن قطانية المتعبد.
أما كتابه «مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب» فرسالة، تعدّ مثالاً جيداً لأقوال المتصوفين في العشق، المتأثرين بالفلسفة الأفلاطونية.
ويندرج الكتاب ضمن سلسلة كتب المتصوفين في المحبة والعشق ككتاب «عطف الألف المألوف على اللام المعطوف» لأبي الحسن، علي بن محمد الديلمي. ويتألف كتاب الدباغ من مقدمة وعشرة أبواب، تتلوها خاتمة يبحث في الطرق الموصلة إلى المحبة الحقيقية، ومعاني المحبة المعنوية، وأقسامها الجنسية والنفسية، ومعنى الجمال والكمال، وأقسام المحبين، والفضائل التي تكتسبها النفس بطريق المحبة.
وللدباغ، إضافة إلى ماذكر، كتب أخرى منها: «جلاء الأفكار في مناقب الأنصار».
غطاس نعمة
مراجع للاستزادة: |
ـ عبد الرحمن الدباغ، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان،تصحيح وتعليق إبراهيم شبوح (مكتبة الخانجي، مصر 1968م).
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون (المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 184 مشاركة :