دروسته هولسهوف (انته فون)
Droste-Hülshoff (Annette von-) - Droste-Hülshoff (Annette von-)

دروستِه هولسهوف (أنِتِّه فون -)

(1797-1848م)

 

 أنِتِّه فون دروستِه هولسهوف Annette von Droste-Hülshoff قاصة وشاعرة ألمانية من رواد واقعية القرن التاسع عشر في ألمانيا. تتحدر الشاعرة من عائلة أرستقراطية كاثوليكية عريقة في مقاطعة فِستفاليا Westfalen وسط غربي ألمانيا، وقد ولدت في ضيعة هولسهوف قرب مدينة مونستر Münster وتوفيت في قصر زوج أختها الباحث الأدبي البارون يوزِف فون لاسْبِرغ Joseph Von Lassberg في بلدة ميرسْبورغ Meersburg على بحيرة بودِنْزِه Bodensee جنوبي ألمانيا، حيث قضت السنوات الأخيرة من حياتها بعيداً عن التطورات الاقتصادية السياسية التي توجت بثورة 1848 البرجوازية. تلقت الشاعرة، على خلاف فتيات عصرها، تعليماً متنوعاً في الأدب والموسيقى والرياضيات والتاريخ والطبيعيات، وتعليماً معمقاً في اللغات اليونانية واللاتينية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية، مما أدى إلى تأثرها في أدبها بكل من شكسبير[ر] وتوماس بيرسي وسكوت[ر] وبايرون[ر] ووردزورث[ر] وكولريدج[ر]. وارتبطت بعلاقات صداقة مع الأخوين شـليغـل[ر] والأخوين غريم[ر]. كما ارتبطت بعلاقة حب مأسوية مع الكاتب والصحفي لفين شوكينغLevin Schücking  ت(1814-1883) الذي يعود إليه فضل نشر أشعارها الأولى ثم شهرتها اللاحقة من كتابه «أنِتِّه فون دروستِه هولسهوف، صورة حياة» Annette von Droste-Hülshoff. Ein Lebensbild  عام(1862).

تتوزع أعمال دروسته هولسهوف بين عدة أجناس أدبية، إذ كتبت القصة الطويلة والملحمة القصيرة والبلادة[ر] والأناشيد الدينية، وقصائد متنوعة من حيث الموضوع والشكل. ففي عام 1834 نظمت الشاعرة أولى ملاحمها «وصية الطبيب» Des Arztes Vermächtnis التي نشرت عام1844، ولاتكمن أهمية الملحمة في الحدث الغريب المسرود، بل في المعالجة اللغوية الفريدة في الشعر الألماني آنذاك لتأثيرات تبدلات الطبيعة في نفس الإنسان وردود أفعاله المادية والمعنوية حيالها. وفي عام 1838نشرت الشاعرة ملحمتين جديدتين، أولاهما بعنوان «تكية جبل القديس برنْهارد العظيم» Das Hospiz auf den Grossen Sankt Bernhard تناولت فيها موضوعة المحَبة بمفهومها المسيحي وأثرها في سلوك الأفراد. وثانيتهما بعنوان «معركة مستنقع لُوْن» Die Schlacht im Loener Bruch اعتمدت فيها على مراجع ودراسات تاريخية حول المعركة التي وقعت بالقرب من مسقط رأسها في عام1623 بين الإقطاعيين والفلاحين وكانت بمثابة مذبحة لكلا الطرفين المتحاربين، إلا أن همَّ الشاعرة لم يتمحور حول وصف وقائع القتال بقدر ما كان في التركيز على تجربة مواجهة الموت.

أما قصتها الطويلة «شجرة زان اليهودي»Die Judenbuche  عام (1842) ذات الطابع البوليسي، فقد استندت فيها إلى مجموعة أحداث أوردتها الصحافة، ربطت المؤلفة فيما بينها زمنياً واجتماعياً لتصوغ بنيتها الخاصة التي عرضت فيها مدى تأثير الفقر والبؤس الاجتماعي في جنوح الأفراد نحو الفساد والشر. وبطل قصتها يعاني منذ طفولته تمزق عرى عائلته بسبب الفقر المزمن وإدمان الأب على الكحول، فيتحول إلى قاطع طريق مع مجموعة من أشباهه، وبعد سنوات من التشرد والتشوه النفسي يشنق نفسه على شجرة الزان التي ارتكب عندها جريمة القتل الوحيدة في مسيرة حياته، عندما قتل تاجراً يهودياً في شجار عارض. ولم يكن انتحاره ندماً، بل نتيجة شعوره بلا جدوى الاستمرار في مجتمع يفتقد أدنى درجات الرحمة والتكافل الاجتماعي.

يتجلى عمق ارتباط الشاعرة بطبيعة موطنها في مؤلفين نثريين شكّلا وثيقة في الجغرافية الطبيعية لمنطقة فستفاليا في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أولهما بعنوان «عندنا في ريف موطننا»Bei uns zu Lande auf dem Lande عام (1841)، وثانيهما بعنوان «صور فستفاليّة بريشة فستفاليّة» Westfälische Schilderungen aus einer westfälischen Feder عـام(1845). كما يتجلى ذلك في صور أكثر جمـاليـة وأعمق أثراً في دواوينـها الثـلاثـة: «أشـعار» Dichtungenعـام (1838)، و«قصائد» Gedichte  عام (1844)، و«السَنَةُ الدينية» Das geistliche Jahrعام (1851). تمتاز قصائد الديوانين الأولين بارتباطهما بأرض وأناس فستفاليا بوصف يقارب الفوتوغرافية في موضوعيته ودقة تفاصيله. فالطبيعة بمكوناتها كافة هي الحقيقة الوحيدة التي تربط المخلوق بالخالق عند الشاعرة، وحتى عندما تمر في بعض قصائدها أمور غيبية ما ورائية، فإنها تجد حلولها في الطبيعة. وفكر الشاعرة في قصائدها ونثرها الوصفي يقارب موقف الإبداعية (الرومنسية) الألمانية في مواجهة انجراف المدنية وراء التطوير التقني، وابتعادها، من ثم، عن روح الطبيعة وبراءتها، لكن موقفها تجاوز حنين الحركة الرومنسية إلى ألق الماضي المفترض، وذلك بتطويع تجربتها مع الطبيعة إلى حساسية عالجتها بواقعية صرف. أما أناشيدها الدينية فإنها تعبر عن إيمان عميق، وإن لم يخلُ أحياناً من لحظات تشكيك في بعض الظواهر الدينية.

نبيل الحفار 

مراجع للاستزادة:

- ERNST ALKER, Die Deutsche Literatur im 19 Jahrhundert (Stuttgart 1962).

- P.BERGLAR, A.V. Droste-Hülshoff in Selbstzeugnissen und Bilddokumenten (Reimbek 1967).

 


- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 250 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة