صوريه
Imagism - Imagisme

الصورية

 

الصورية Imagism حركة أدبية تجديدية في الشعر الإنكليزي والأمريكي نشطت في العقدين الأولين من القرن العشرين، تزعمها إزرا باوند Ezra Pound، وكان من دعاتها الشاعرتان هيلدا دوليتل H.Doolittle وإيمي لوويل A.Lowell والشاعر رتشارد أولدنغتن R.Aldington ووصلت أوجها بين أعوام 1909ـ1918.

قامت الصورية على أفكار توماس هَلْم T.E.Hulme، الذي قتل في الحرب العالمية الأولى، ولم تنشر مؤلفاته إلا بعد وفاته بوقت طويل. فقد كتب هَلْم حول فلسفة الفن في «تأملات» (1924)Speculations، وفي «تأملات أخرى» (1955)Further Speculationsمركّزاً على الحاجة إلى التجريبية في الشعر الحديث، وداعياً إلى التحرر من القيود التقليدية والتخلص من رواسب العصر الفكتوري فيما يخص الكتابة الأدبية عامة والشعر خاصة، وإلى تطوير اللغة الشعرية، أو ابتكار لغة جديدة قادرة على التعبير عن الإحساس الشخصي، وإلى استخدام لغة العصر استخداماً دقيقاً بحيث تقدم صوراً «فاعلة»، ومن هنا أتت تسمية الحركة «بالصورية». وتعود أصول الحركة إلى شعراء الحركة الرمزية الفرنسيين، وأيضاً إلى الشعر الصيني وشعر هايكو Haiku الياباني اللذين يمتازان بالصورة الواحدة المركزة.

رأى باوند إيجابية توجهات هَلْم فأطلق صفة «الصورية» على مؤلفات اثنين من أعضاء الحركة هما دوليتل وأولدنغتن، وكان التركيز والاختزال مطلبين رئيسيين. وكان باوند نفسه قد كتب في بدايات القرن العشرين قصيدة من ثلاثين سطراً تضمنت وصف بعض الوجوه التي شاهدها في محطة للقطار في باريس، إلا أنه ما لبث أن اختصر تلك القصيدة إلى النصف ثم اختزلها في النهاية إلى سطرين اثنين. وهو نفسه الذي قام أيضاً بتحقيق واختزال قصيدة إليوت Eliot المعروفة «الأرض اليباب» The Waste Land من 800 إلى 430سطراً فقط. ونشر أيضاً ديواناً بعنوان «الصُوَريون» (1914) Des Imagistes ضم مختارات من شعره وشعر آخرين من أعضاء الحركة، إضافة إلى وليم كارلوس وليامز W.C.Williams وجيمس جويس J.Joyce.

كان باوند قد روَّج لمبادئ الصورية في المجلات الأدبية «إغويست» Egoist (أو الأناني) و«بويتري» Poetry (أو شعر) فقدم في مقالته «بضعة محظورات» A Few Don’ts عام 1913 وصايا حـول ما يجب على الشاعر تجنبه؛ فلا لحشو الكلام أو التجميل، ولا للصفات عديمة الجدوى، ولا للمزج بين المادي والمعنوي. وحين قرر الانسحاب من الحركة ليأخذ منحى جديداً هو «الدوَّامية» Vorticism (من الدوامة) حلّت محله الشاعرة لوويل، التي كانت تؤمن بأهمية الوزن وليس فقط بالصورة، وأرادت جعل الشعر أقرب ما يكون إلى الموسيقى، ورأت في الشعر الحر الوسيلة المثلى للابتكار في الإيقاع. ونشرت لوويل ثلاثة دواوين تحت عنوان «بعض الشعراء الصوريين» (1915ـ1916ـ1917)Some Imagist Poets.

مع ما كان لمبادئ «الصورية» من أثر في كبار شعراء العصر، من أمثال ديفيد هربرت لورنس D.H.Lawrence وإليوت وساندبرغ C.Sandburg وإيكن C.Aiken وهارييت مونرو H.Monroe وماريان مور M.Moore، ما لبثت الحركـة أن فقدت اهتمام الجمهور العريض.

طارق علوش

مراجع للاستزادة:

 

- G.Hughes, Imagism and the Imagist (1931).

 


- التصنيف : الأدب - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 289 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة