أوسيبيوس
اوسيبيوس
Eusebios - Eusebios
أوسيبيوس
(نحو 260ـ نحو 340)
أوسيبيوس (أوسابيوس أو يوسيبيوس) Eusebios عالم لاهوتي من كبار آباء الكنيسة المسيحية وأبو التاريخ الكنسي. ولد في قيسارية (قيصرية) في فلسطين وتوفي فيها. تلقى تعليمه على يد الأسقف بمفيلوس الذي لقي حتفه في حملة الاضطهاد الكبرى زمن ديوقليتيان (ديوقليسيانوس) وغاليريوس عام 310 فاتخذ أوسيبيوس اسمه لقباً لما كان بينهما من مودة فأصبح يعرف بالبامفيلي، كما ورث عنه مكتبته العظيمة التي كانت تضم أكبر مجموعة من الكتب المسيحية في ذلك العصر وعاش بين هذه الكتب فأصبح بذلك أكثر رجال الدين علماً في زمانه.
فر في أثناء الاضطهاد إلى صور ثم إلى صعيد مصر وعاد بعد انتهائه إلى قيسارية وعُين أسقفاً فيها عام 313، ثم نال حظوة لدى الامبراطور قسطنطين الكبير بسبب تبحره في العلم وموقفه اللاهوتي المعتدل. شارك في النقاشات والصراعات الدينية في عصره وعُرف بالاعتدال في آرائه، لكنه اتهم بالأريوسية[ر]. شارك في مجمع نيقية الكنسي الكبير عام 325 فتولى أمانة سر المجلس، وكان له دور بارز في صياغة عقيدة الإيمان الأرثوذكسية النيقاوية، كما كان وراء عقد مجامع كنسية في قيسارية (331) وصور (335) والقسطنطينية للدعوة لآرائه اللاهوتية.
كان كاتباً ومؤلفاً ممتازاً خصص قلمه في المقام الأول لمسائل الدفاع عن المسيحية والتاريخ الكنسي، أهم مؤلفاته الدينية: التمهيد الإنجيلي Praeparatio الذي حاول أن يثبت فيه أن الفلسفة اليهودية أقدم من الفلسفة الإغريقية ـ الرومانية الوثنية، وكذلك كتابه الآخر: الإيضاح الإنجيلي Demonstratio Evangelica الذي أكد فيه طبيعة اليهودية الضيقة والعريضة في حين أن المسيحية تمثل منبعاً ثراً لا ينضب.
أما مؤلفاته التاريخية فأهمها: «تاريخ الكنيسة» وهو أول مؤلف يعالج تاريخ الكنيسة منذ نشأتها حتى مجمع نيقية ويتضمن كثيراً من الوثائق والاقتباسات من مؤلفات مفقودة تنم على اطلاعه الواسع وعلمه الغزير وشيئاً من فلسفة التاريخ، فالزمان عنده ميدان صراع بين الله والشيطان وكل الأحداث تمهد وتقود إلى انتصار المسيح ولذلك لُقب بأبي التاريخ الكنسي. وقد أكمله المؤرخون البيزنطيون وعلى رأسهم سوزومينوس وسقراط وثيودوريت.
وكتب أيضاً تاريخاً للعالم مرتباً بحسب السنين (كرونيكون Chronikon) قابل فيه أحداث التاريخين المقدس والدنيوي بدءاً من إبراهيم الخليل حتى عهد قسطنطين، وقد اعتمد على مصادر كثيرة مفقودة وهو يتضمن قوائم بأسماء ملوك الكلدانيين والآشوريين والعبريين والمصريين والإغريق والرومان، وقد ترجمه القديس هيرونيموس Hieronymos إلى اللغة اللاتينية وزاد عليه، غير أنه فُقد منه أجزاء كثيرة حتى اكتشفت ترجمة أرمنية له ساعدت في إكماله ونشره. أما كتابه عن حياة قسطنطين الذي يصور فيه تقوى الامبراطور وأعماله الصالحة، فهو خطاب مديح وإطراء أكثر منه سيرة تاريخية.
كان لآراء أوسيبيوس السياسية ـ اللاهوتية (مملكة قسطنطين بوصفها صورة عن مملكة الله) تأثير قوي في الأجيال اللاحقة وفكرة الأباطرة البيزنطيين والامبراطورية المسيحية التي هي تتويج لتاريخ العالم.
محمد الزين
الموضوعات ذات الصلة: |
أريوس ـ قسطنطين ـ نيقية.
مراجع للاستزادة: |
- Oxford Dictionary of Byzantium (Oxford 1991).
- Lexikon der Antike (Leipzig 1977).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الرابع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 265 مشاركة :